قال كاتب إسرائيلي إن "الموضة الجديدة لدى الشباب اليهودالأمريكيين هي الانضمام للحركات التي تنكر وجود إسرائيل، ودعوة واشنطن لتجنب دعمها، ما يعني أننا أمام شرخ دراماتيكي سيغير إلى الأبد وجه أكبر جالية يهودية في العالم،لأننا نشهد انعطافا مزعجاً، ولا يبدو أنه من الممكن قلب العجلة إلى الوراء".
وأضاف تسفي كلاين، في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"،ترجمته "عربي21"، أن "الآونة الأخيرة باتت تشهد ارتفاعا في عدد الحوادثالمعادية للسامية واليهود في الولايات المتحدة، وتصاعدا في التيار اليهودي التقدميالمعروف بموقفه السلبي تجاه إسرائيل، وما يشكله من انزعاج حقيقي، لأن أتباعه لا يؤمنونبدولة يهودية وشرعية إسرائيل، بل يمعنون في مقاطعتها".
وأشار إلى أن "الصحف والمنشورات التابعة لليسار اليهوديفي الولايات المتحدة تعتبر أنه إذا لم يكن للفلسطينيين الحق في العودة لوطنهم، فاليهودكذلك، وهو ما تردده دائما رشيدة طليب عضو الكونغرس من أصل فلسطيني المرتبطة باليسارالمتطرف داخل السياسة الأمريكية، بزعم أن الفلسطينيين يعانون أكثر بكثير من الإسرائيليين،لأنه إذا مات طفل يهودي يقتل مقابله خمسين طفلاً فلسطينيًا".
وأوضح أن "الادعاء الشائع بوجود معاداة للسامية داخلالحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة يواجه نفياً، وتأكيدا بأنه غير صحيح،بدليل أن تعريف إسرائيل كدولة فصل عنصري ليس معاداة للسامية، وكذلك معاداة الصهيونيةليست معاداة للسامية، حتى أن اعتبار إنكار الحق في الوجود لدولة يهودية معاد للساميةتعريف سخيف".
واستشهد الكاتب "بدراسة أجرتها جامعة تافتس، أظهرت أنالنظرة لإسرائيل في الدوائر اليسارية المتطرفة في الولايات المتحدة سلبية للغاية، لكنهاوجدت فيها تحيزًا أقل من النوع الكلاسيكي المعادي للسامية، هناك فرق كبير بين نظرتهملإسرائيل والصهيونية، وبين رأيهم في اليهود".
وأكد أن "الاعتقاد السائد لدى غالبية يهود الولاياتالمتحدة أنهم يؤمنون بمجتمع يهودي لا يجب أن يأتي في هيكل دولة، بل يعيشون داخل دولةلكل مواطنيها، أو في فيدرالية تمنح حقوقًا متساوية للجميع، يجب أن يكون هناك مكان للشعباليهودي، دون حاجة لوجود دولة يهودية".
وأضاف أنه "مع مرور الوقت، تزداد شعبية هذه الآراء بيناليهود الأمريكيين، فقد أظهر آخر استطلاع بينهم أن 22? منهم يعتقدون أن إسرائيل منخرطةفي تطهير عرقي للفلسطينيين، و25? يؤيدون تعريفها بأنها "دولة فصل عنصري".
وأوضح أن "ربع اليهود الأمريكيين من الأرثوذكس، معظمهممن المؤيدين القاطعين لإسرائيل، لكن 60% منهم مرتبكون ومنفصلون عن الحياة اليهوديةالمؤسسية، ولا يعرفون أين يقفون بالنسبة لإسرائيل، وعدد المشاركين في الصلاة في كنسالإصلاحيين والمحافظين آخذ في الانخفاض بشكل كبير، وكذلك المشاركة في أنشطة مركز الجاليةاليهودية".
ونقل عن عدد من اليهود التقدميين أن "العديد من اليهودينظرون للعالم من خلال "عدسة المحرقة" التي عفا عليها الزمن، لذلك يعتقدونأن هناك حاجة لدولة يهودية ذات سيادة لمنع وقوع محرقة ثانية، ومن هنا تنبع معاناة الإسرائيليينوالفلسطينيين، رغم أن آراءهم من جهة أخرى تعارض الحكم اليهودي في إسرائيل، والصهيونيةفي رأيهم مشروع يحتضر، وهو في تراجع، ويواجه صعوبة في تجنيد مؤيدين جدد".
وأشار إلى أن "أولئك اليهود غالبًا ما قارنوا إسرائيلبجنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، بل ينحازون إلى من قارن إسرائيل بألمانيا النازية،وعما إذا كان يتعين على الفلسطينيين الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، يعتقد أولئك اليهودأنه كيف يمكن للفلسطينيين أن يمنحوا شرعية لكيان يرى زيادتهم السكانية الطبيعية علىأنه تهديد وجودي".
مزيد من التفاصيل