ما قالته اللفافة! - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    ما قالته اللفافة!


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 21st August 2021, 09:21 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new ما قالته اللفافة!

    أنا : المستشار الصحفى




    أنا اللفافة، إذا كنت لا تعرفني فأنت لم تلبسني بعد.

    إذا كنت غنياً أو مسنوداً فأنت لن تلبسني إطلاقاً، ربما تصافحني كفك بعد أن أنتقل إليها من كف "ديلر" يبيعك ما أحمله بداخلي من مخدرات، وعندها سأنتقل من كفك إلى جيبك أو إلى صندوق سيارتك أو إلى جيب حقيبتك. من ملامح وجهك وماركة سيارتك سأعرف من أول نظرة أنني لن أندس في فمك أو مؤخرتك سواءً كان ذلك طواعية أو عنوة، التجارب الطويلة علمتني أن الفقراء وغير المسنودين والغرقى في بحر الحياة هم وحدهم الذين يضعونني في أفواههم ومؤاخراتهم طواعية لكي يعبروا بي وبما أحمله من مخدرات من مطارات العالم المتقدم، أو يضعني الضباط والمخبرون والجلادون في أفواههم ومؤخراتهم عنوة في أقسام وسجون وشوارع العالم المتردي.

    أنا اللفافة، تحدث الكثيرون وظللت صامتة، ليس لأنني جماد أخرس لا يتحدث، بل لأنني لو نطقت لما صدق الناس حرفاً مما أعرفه عن دناءتهم ووضاعتهم وتحجرهم، مغلوبة أنا على أمري، أُستدعى وقت الطلب لأحمل أوزار الناس، ولأصير لعبة يتقاذفها بإتقان ضباط شرطة وخبراء طب شرعي ووكلاء نيابة وصحفيون وساسة ومتفرجون ماتت ضمائرهم، إذا أدى كل واحد من هؤلاء الدور المرسوم له، عندها فقط أنجح في إحراز الهدف، أما إذا تمرد أحدهم على دوره المرسوم أظل لعبة حائرة لا تستقر على مرمى، بل أحيانا تنكشف اللعبة لأجد نفسي عرضة لأضواء البحث وأصابع الإتهام ونظرات الشك.

    عندها سيتحدث الجميع وسأظل صامتة، محتفظة بسري أنوء بحمله، مستقرة داخل كيس بلاستيكي قميء في دولاب أحراز عتيق متمرس في معاشرة الزور، كلما تم إغلاقه أخذت الأحراز تُحَدِّث أخبارها، فيحكي الحرز الصادق عما رآه من بشاعة، ويلعن الحرز المدسوس من دسه بمهارة، ويعترف الحرز المتلاعب به بإسم الأيدي التي امتدت عابثة إليه: هذه رصاصة خارجة من جسد شهيد تسأل نفسها متى يستبدلونها برصاصة أخرى، وتلك شظية تعلم أنها لن تكون كافية لإنصاف جريح أخرجوها من جسده، وتلك ورقة مزورة تعرف أنهم لن يمسكوا أبداً باليد التي زورتها، وذلك قرص مُدمج يعلم أنه سينقرض قبل أن يصلوا إلى حقيقة مايحمله، وهناك في أرجاء متناثرة من الدولاب تستقر لفافات مليئة بالمخدرات كلهن أرقى مني وأكبر حجما وأشد امتلاءً وأثقل وزنا، وكلهن يأنفن مني لأنني إما قادمة من فم حُشِرت به أو مؤخرة دُسِست فيها، لكننا جميعاً نعلم أننا مجبرون على أن نظل إلى النهاية صامتين لا نستطيع أن نكشف الحقيقة التي ننوء بحملها، علينا فقط أن نتفرج على من سينال جزاء حمله لنا حقاً وعدلاً، ومن سيحمل أوزارنا ظلماً وعدواناً.

    استقررت في جيب أحدهما، وعندما خرجت من ذلك الجيب العفن وجدت أمامي وجها جميلا لشاب بهي الطلعة يمسك المخبران بفمه ويفتحانه عنوة ويقومان بحشري داخله عنوة

    أنا اللفافة، أحمد الله وأبتهل إليه لأنه لم يخلقني إنساناً وأنعم عليّ فجعلني جماداً لا يحس ولا يشعر، كلما شاهدت ظلم البشر لبعضهم البعض أسخر من نفسي لأنني ظننت أن حياة البشر يمكن أن تكون أكثر إمتاعاً ودفئاً، خدعني ما أراه من ملامح النشوة التي تبدو على وجوههم عندما يفضّونني ويتناولون ما أحمله شماً أو حرقاً أو حقناً، خدعتني ضحكاتهم المجلجلة أحياناً، ومشاعر الرضا التي تنتابهم عقب وليمة طعام ساخنة أو لحظات جنس حميمة أو ساعات دفء عائلي أو مشاعر ندم يجهشون بعدها ببكاء مهيب، كان ذلك قبل أن أكتشف أن كل تلك المشاعر لا قيمة لها إلى جوار لحظة ظلم واحدة أراها تحل بإنسان يهوي تحت أحذية ضاربيه على الأسفلت، أو تتمزق أربطته في غرفة التعذيب، أو ينتفض جسده بفعل كهرباء تصعقه، أو يرتفع رأسه هارباً من مياه كادت تغرقه ليبحث عن نفس يحيي موات رئتيه، أو يرى من يحب أمامه عارياً أو مُهاناً أو خائفاً.

    لا، لا أريد أن أكون بشراً، أريد أن أكون كما أنا، خامدة جامدة لا تمتلك إرادة ولا روحاً ولا قراراً، فذلك أكرم بكثير من أن تكون لي إرادة ويسلبونها مني، وأن يكون لي روح ينتهكها كل من هو أقوى مني، وأن يكون القرار الوحيد الذي أقدر على اتخاذه هو قرار التخلص من الحياة التي منحها لي الله.

    أنا اللفافة، لا زلت أذكر اللحظة الأولى التي دخلت فيها إلى داخل جسد إنسان عنوة بعد أشهر من التنقل بين المطارات والموانئ والتقلب بين أيدي المهربين وضباط البوليس والتجار والموزعين، قبلها كنت أجلس في دولاب داخل قسم شرطة لأشهر دون أن أفعل شيئاً مفيداً، أتفرج على الداخلين إليه والخارجين منه وأستمع إلى حكايات تغري بمخاصمة الجمود وتحرض على الصراخ في وجوه البشر قرفاً وحنقاً، أخرجني الضابط الذي كنت من نصيبه من الدولاب وأعطاني لمخبرين كان يتبادل معهما نكاتاً بذيئة لم أسمع مثيلاً لسفالتها منذ أن لُفِفت وأصبحت لافة ودايرة.

    استقررت في جيب أحدهما، وعندما خرجت من ذلك الجيب العفن وجدت أمامي وجها جميلا لشاب بهي الطلعة يمسك المخبران بفمه ويفتحانه عنوة ويقومان بحشري داخله عنوة، سيطاردني وجه ذلك الشاب إلى أن أفنى تماماً وأترك هذه الدنيا البائسة، كان وجهه الصبوح مليئاً بأمارات التحدي والشجاعة، لكنني رأيت الخوف يسكن في عينيه، وإلى جوار الخوف رأيت في عينيه صوراً مدهشة تتسابق على المثول في ذاكرته، رأيته يقبل رأس سيدة محجبة جميلة، رأيته يحتضن جيتاراً ويغني، رأيته يتغزل في فتاة فاتنة، رأيته يمسك مصحفاً ويقرأ بصوت جميل، رأيته على مائدة العشاء مع فتاة تشبهه وأسرة تحبه، رأيت وجوه قاتليه تطرد كل هذه الصور من حدقتي عينيه وتكسوهما بسواد يزداد حلكة كلما أجبروني على أن أدخل أكثر إلى أعماق فمه الذي ضاق بي وحاول مرارا لفظي خارجه قبل أن يتوقف عن المحاولة فأدرك ما تسببت فيه، واستقر داخل فمه صامتة حزينة، أتنقل من يد إلى يد وأخرج من دولاب إلى آخر، وأسمع كذباً كثيراً يقسم قائلوه عليه بالمصحف الشريف، قبل أن أرى صورة الشاب الذي وضعوني في فمه وهي تكسو جدران الشوارع التي أعبر بها من مبنى إلى مبنى بين حين وآخر، وعندما استبشرت خيرا لأنهم أخرجوني أخيراً من الدولاب لكي يعرفوا الحقيقة، حاولت أن أساعدهم وأصرخ بها لكنني فشلت، وكانت هذه المرة الأولى التي أندم لأنني خلقت جمادا، قبل أن تمر أشهر لأعرف الحكم الذي صدر بحق من وضعوني في فم الشاب، فأرضى بصمت أبدي يليق بكل ما عايشته من قبح.

    اليوم وأنا مستقرة في هذا الدولاب الكئيب، أنتظر مصيري النهائي، وجدت لفافة أخرى صغيرة الحجم تدخل إلى الدولاب صامتة حزينة، يقولون هنا أنها جاءت من داخل جسد شاب فقير قتلوه بأحد السجون، كلما سألها أحد من أين أتت تجهش بالبكاء وترتجف ربما من هول ما رأته، أنظر إليها حزينة لأنها ستخوض نفس الرحلة التي خضتها، قبل أن تستقر في نهاية المطاف مثلي محبطة عاجزة خامدة، تقول لنفسها هذه العبارات الساخرة المريرة التي أقولها لنفسي منذ أن صدر الحكم الأخير: " أنا اللفافة، أنا الحل السحري، أنا المبرر، أنا العذر، أنا الحجة، أنا الخلاص، أنا المهرب، أنا المخرج، أنا سبيل الظالمين إلى النجاة، متى ستلبسني؟".

    ...

    هذه السطور مهداة إلى روح خالد سعيد وهي فصل من كتابي "ست الحاجة مصر" الذي تصدر طبعة جديدة له قريباً عن "دار المشرق".



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : ما قالته اللفافة!     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "عربي21" تفتح ملف تهجير المصريين من بيوتهم بدعوى... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    بايدن يخسر حتى دعم موطنه الأصلي.. كيف تؤثر غزة في... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    قبيل لقاء نتنياهو.. أهالي أسرى الاحتلال: الحكومة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    مليار وجبة طعام تهدر سنويا.. ومئات الملايين... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM
    حزب الله يستهدف مستوطنات ومقر قيادة لجيش... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 01:31 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]