حين كنت على أشُدّي! - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    حين كنت على أشُدّي!


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 4th September 2021, 09:20 PM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new حين كنت على أشُدّي!

    أنا : المستشار الصحفى




    كان ذلك قبل سبع سنوات مثلاً، كنا يومها نحتفل بعيد ميلاد صديق سبقنا إلى سن الأربعين، لكن الأجواء لم تكن مبهجة كما كنا نرجو، فصديقنا المحتفى به انخرط في نشيج حاد متعدد السوائل بعد أن قرأ علينا مطلع مقالة كتبها احتفالاً بالمناسبة، اختار أن يكون عنوانها "امبارح كان عمري عشرين"، وقد فشل من فرط تصدعه في إكمال قراءة المقالة التي لم نقل له بالطبع أنها بدت مضحكة من فرط إمعانها في الأسى.

    وحين قرر صديق عابث تغيير "المود" ليسأل كل واحد من رفاق جلستنا الذين كانوا "يلعبون" ولا مؤاخذة في الثلاثينات: "ماذا ستكتب عندما تبلغ سن الأربعين؟"، كانت الإجابة الأكثر رواجاً: "إحنا فين والأربعين فين؟"، لكنني وبتأثير شحنة الميلودراما التي أطلقها صديقنا الجزوع، قلت إنني سأكتب يوم بلوغي سن الأربعين مقالة عنوانها "أنا على أشُدِّي"، أستهلها بالآية الكريمة التي حملت تحية قرآنية خاصة لسن الأربعين دون غيره: ".. حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين".

    يومها أضافت ذاكرتي إلى الآية خطئاً كلمة "واستوى" التي وردت في آية أخرى تقول: "ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً"، والصديق الضليع بالقرآن الذي صحح لي الخطأ أضاف فذلكة رواها المفسرون قديما تقول إن بدء بلوغ الإنسان لأشد صحته يكون في الثالثة والثلاثين من العمر، أما الاستواء بمعنى اكتمال الصحة الجسدية والعقلية والنفسية فلا يكون إلا في الأربعين من العمر، ولذلك لم يُكلّف نبي بالنبوة إلا بعد سن الأربعين التي استحقت لذلك تحديداً لقب (سن النبوة)، فقال له صديقنا الأسيف وهو يعيد "لضم" أحزانه بمجرى الحديث إن الأربعين صارت في عصرنا الخالي من الرسالات (سن الخيبة)، حيث يبدأ فيها اللعب العكسي في عَدّاد العمر، وتصبح أولويتك القصوى تمتين العلاقات بالأطباء دون غيرهم من المعارف، ويتملكك الحذر من زيجات فاشلة جديدة، وتبدأ في التدرب على مواجهة عقوق الأبناء وغدر الأحبة، لكن صديقنا العابث قاطعه قبل أن يتخذ الحديث منحى كئيباً من جديد، ليسألني: "هل نعتبر إذاً ما قلته تعهداً بأنك ستتوب عن كل ذنوبك لتكون مؤمناً صالحاً في سن الأربعين؟".

    ... ها أنا قد بلغت اليوم سن الأربعين، فلم "أستوِ" بالمعنى الذي تحدث عنه القرآن، بل "استويت خلاص" بفضل الإتلاف المنهجي المنظم للصحة، ولولا أنني بدأت قبل أشهر حملة منظمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكان يجدر بهذا المقال أن يحمل عنوان "أنا على آخري"، لكن قضائي الذي جلبته لنفسي أخف قطعاً من أحكام القضاء التي لم ينلني من شموخها شيء حتى الآن، وتلك نعمة ضمن نعم كثيرة مبهجة أسأل الله أن يوزعني شكرها، وأسأله أن يديم عليّ رغبتي الصادقة ـ والفاشلة حتى الآن ـ في أن لا أعمل إلا صالحاً، وأن يقرّ عيني حين أموت بعد "عُمرٍ هيكل" ـ مرادفي الخاص لتعبير (بعد عمر طويييل) ـ برؤية نظرة الرضا في عيون زوجتي الحبيبة وابنتيّ اللتين آمل أن تكون البلد صالحة للحياة لكي تظلا صالحتين عندما تكبران، أما عن التوبة النصوح التي تساءل صديقي قبل سنين عما إذا كنت سأعلنها مع بلوغي الأربعين، فمع أني لم أرتكب ذنباً يؤرقني منذ فترة طويلة ـ ثلاثة أسابيع وربما أكثر ـ لكنني حتى لو تبت توبة نصوحاً لن أعلنها على الملأ، لكي لا يقلق من صحبتي بعض الأصدقاء "المنقوعين في الخطيئة"، ولعلك تعلم أن صحبة هؤلاء هي الأشهى دائماً.

    ها أنا قد بلغت اليوم سن الأربعين، فلم "أستوِ" بالمعنى الذي تحدث عنه القرآن، بل "استويت خلاص" بفضل الإتلاف المنهجي المنظم للصحة

    بالأمس أدرتُ خصيصاً أغنية "امبارح كان عمري عشرين"، لعلي أشاطر صديقي الباكي في أحزانه بأثر رجعي، فلم أشعر أن شجنها "المنيري" يعنيني كثيرا، ربما لأن "المخمضة" التي عشتها كغيري في سنين الثورة غيرت أولويات الأسى لديّ وأعادت تعريفي لمفهوم الفقد، وربما لأنني بحكم صداقاتي الجميلة مع كثيرين كانوا يكبرونني سناً ومقاماً ـ بعضهم مات موتة ربنا وبعضهم "مات بالنسبة لي" ـ أدركت أنّ أفضل ما يفعله المرء مع تقدمه المطّرد في السن هو أن يتخلص بانتظام من الحمولة الزائدة التي ابتلاه بها الزمان، ليكسب خسارة الأنذال والبُضناء والمعذبين بكسر الذال وفتحها، وربما ـ وهذه آخر ربما على أية حال ـ لأنني عشت كل لحظة من عمري الماضي بالـ "ثري دي"، لا أشعر الآن أن أخطائي تثقل صدري فتجعله ضيقاً حَرَجاً، كما كنت أخشى، خاصة وأن تجارب المرض التي شهدتها في السنين الأخيرة، وكلها أرحم بحمد الله مما يُبتلى به غيري، جعلتني آخذ بجدية تلك النصيحة التي كنا نأخذها باستخفاف لا يليق بأهميتها: "ما تاخدش حاجة على صدرك".

    بالطبع، أشارك الكثيرين في أحزانهم على ما يجري في مصر من هرتلة وقهر وإهدار لكرامة الإنسان وإمعان في تضييع وقت البلاد في محاولة تفصيلها على مقاس جنرال مضطرب يجري وراء أحلام سلطة راودته بعد أكلة ثقيلة، ويظن هو والملايين من أنصاره أن الكون سيغير قوانينه من أجل نور عيونه، لينقذ الظلم والقمع وطناً لن ينقذه إلا العدل والحرية. لكنني مع كل ما جرى ويجري وما سيجري، لم أعد آخذ الهم العام على صدري بشكل أكثر من اللازم، ليس فقط لأنني أدرك أن المعركة الحقيقية لم تأت بعد، فالمعركة الآن أتفه مما يظن الجميع بما فيهم الذين يغويهم الآن دور المنتصر، وهؤلاء سيفزعهم قريباً تغير الأدوار حين يحين موعد دفع استحقاقات يظنونها لن تجيئ، وإنما لأنني أدرك حدود دوري الذي يتلخص في أن أكتب رأيي الذي أقتنع به مهما كان ثمنه، وأزعم أنني فعلت ذلك في ظروف بالغة الصعوبة، وأتمنى أن أظل، لكنني مع ذلك لا أمتلك وهم أن كتابتي ستغير العالم، لأنني أصبحت معنياً فقط بألا يغيرني العالم إلى الأسوأ، لعلي عندما تحين لحظة الموت ـ إن خفّف الله عني سكراتها ـ أتذكر أنني كتبت كثيراً فأصبت وأخطأت وأبهجت وأغضبت وأفدت واستفدت، لكنني لم أخن ضميري وإنسانيتي وأحلامي، وسيكون ذلك إن تحقق نصراً ساحقاً على وساخة الكون.

    اليوم بلغت أربعين سنة، فكل سنة وأنا أحاول أن أكون طيباً، قد لا أكون الآن مطابقاً للمواصفات القياسية لمعنى "بلغ أشده"، لكن أحلامي لا زالت على أشدها، فاللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال، وارزقني الصحة والعافية لكي أبلغ سن الثمانين "دون أن يحتاج سمعي إلى ترجمان"، لعلي أكتب يومها مقالاً أشكر فيه نعمتك التي أنعمت عليّ، وأعلن فيه توبتي النصوح، وأحكي كيف أنني أخيراً استمعت إلى أغنية "امبارح كان عمري عشرين"، فبكيت بحرقة.

    ...

    نشرت هذه السطور قبل سبع سنوات، واليوم وأنا أبلغ السابعة والأربعين من العمر، لا زلت متمسكاً بأقوالي وأحلامي وكوابيسي ومحاولاتي لتجويد ما أصنعه والاستمتاع به قدر الإمكان، والحمد لله رب العالمين.



    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : حين كنت على أشُدّي!     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    اتهامات جديدة تلاحق تونالي في قضية المراهنات صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 04:56 PM
    توقيف طالب ينشط في قضية مستحقات الجامعة اللبنانية صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 04:56 PM
    ربع رائع لمؤشرات الأسهم الأميركية.. ومستويات... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 04:56 PM
    السودان: "الدعم السريع" تختبر الحكم عبر "إدارة... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 04:56 PM
    جنود إسرائيليون ينشرون لقطات لهم بملابس داخلية... صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح المستشار الصحفى 0 1 28th March 2024 04:56 PM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]