قال خبير عسكريإسرائيلي؛ إن "إسرائيل تبدو معنية بإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس، ومن خلالمصر، لكن الحركة تسعى للحصول على صورة انتصار في الوعي الفلسطيني، فيما تحاول إسرائيلبالتزامن مع مفاوضات صفقة التبادل إخضاع أعداد الأسرى، وخطورة أفعالهم، بجانب إعادةإعمار قطاع غزة، لكن طالما أن حماس تطالب بصفقة تتجاوز صفقات أحمد جبريل 1985، وجلعادشاليط 2011، فقد يتم تأجيل الصفقة إلى الجولة العسكرية المقبلة".
وأضاف رون بن يشاي فيمقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن"لقاء السيسي وبينيت لقي موجة منردود الفعل والتفسيرات والتقارير في وسائل إعلام الشرق الأوسط، فقد أعلن قادة حماسأنها عرضت على إسرائيل مخططا جديدا لصفقة تبادل أسرى، فيما تحدثت تقارير صحفية مفادهاأن حماس تعرض على إسرائيل إطارين بديلين لمثل هذه الصفقة".
وشرح أن "الإطارالأول يتمثل بصفقة محدودة في ضربة واحدة، والثاني صفقة كبيرة في خطوتين، ورغم ذلك، فلا تظهر جدوى من الخوض في تفاصيل هذه الخطوط العريضة؛ لأنها لن تؤدي إلى انفراجفي المفاوضات بوساطة مصرية، ولأن حماس وإسرائيل تتفاوضان على أمرين مختلفين تماما،فإسرائيل يتركز حديثها عن صفقة أسرى، وإعادة تأهيل شاملة للاقتصاد والبنية التحتيةفي غزة؛ بما يخفف بشكل كبير من المحنة المستمرة لسكان غزة بعد أربع معارك صعبة منالقتال".
وأكد أن "حماس منناحية أخرى، لا تتحدث ولا تتفاوض على "صفقة" يتنازل فيها كل طرف عن شيءما، ويتلقى شيئا ما، بل عن انتصار استراتيجي واع، وتحاول من خلاله الضغط علىإسرائيل، ويفترض أن يخدم هذا الانتصار الهدف الأسمى للحركة التي تسعى لأن تكونالعامل المسيطر السياسي والحكومي في الساحة الفلسطينية بأسرها، وإقامة دولة فيها،ليس فقط في غزة، ولكن أيضا في الضفة الغربية، وفي الشتات الفلسطيني".
وأوضح أنه "لتحقيقمثل هذا النصر الواعي على إسرائيل، تحتاج حماس إلى عنصرين: الأول إطلاق سراح أسرىثقيلين، نفذوا هجمات مسلحة، وسجنوا لعقود على الأقل، وثانيا أن يزيد عدد المفرجعنهم عن الألف، ففي صفقة أحمد جبريل، وبعد حرب لبنان الأولى، وفي صفقة شاليط، وضعالفلسطينيون معيارا عاليا لعدد المحررين، وبهذه الصفقة تزيد حماس من شعبيتها بينعناصرها وأنصارها".
وأكد أن "حماسمهتمة بالتنظيم الاقتصادي والبنيوي الذي تقدمه إسرائيل، لكن مصير الأسرى مهم أيضالها، لكن هذه أهداف ثانوية للنصر الاستراتيجي الواعي الذي سيعمل على تحقيق أهدافهاطويلة المدى، بما في ذلك السيطرة على الشعب الفلسطيني، وجعل حماس ممثلا شرعيالها على الساحة الدولية، في الوقت نفسه، استوعبت الحكومات الإسرائيلية، السابقةوالحالية، استنتاجات لجنة شمغار، وبموجبها لا يجب إبرام صفقة تبادل تضر بالمصالحالأمنية لإسرائيل".
واعتبر أن "هذهالصفقات مع حماس تشجع على اختطاف إسرائيليين لأغراض المساومة، وتحرير الأسرى الذينتم تحييد خطرهم وراء القضبان، ومن سيدفع ثمن الإفراج الجماعي عنهم، هم الضحاياالتوالي للهجمات المسلحة التي ستزداد، وستتبع تآكل الردع، ولذلك فإن المرونة التيترغب إسرائيل بإظهارها لن تزود حماس بعناصر النصر الواعي التي تصر على تحقيقها،وهي تنظر بعيدا، ولا توافق على الوجبات قصيرة المدى التي يلقيها المصريون وإسرائيلوالوسطاء الأجانب".
وختم بالقول بأن "حماسأثبتت بالفعل أنها تطمح لإنجاز استراتيجي سياسي، لكن الإنجاز المدني والاقتصاديثانوي بالنسبة لها، ولذلك فإن الحكومتين الإسرائيليتين، السابقة والحالية، كانتا علىصواب وخطأ في الوقت ذاته عند الحديث عن صفقة تبادل، صحيح أن المصريين لديهم دوافعمناسبة للضغط على حماس، لكن إذا فشلوا في ثنيها عن مواقفها، فإن الفرصة التاليةلمناقشة صفقة عاقلة، من المرجح ألا تأتي إلا بعد الجولة العسكرية القادمة في غزة".
مزيد من التفاصيل