انتقد جنرال إسرائيلي أداء حكومة الاحتلال برئاسة نفتاليبينيت في تعاملها "المشوش" مع قطاع غزة، مؤكدا أن تل أبيب فقدت الطريق فيغزة، وفشلت في ردع حركة حماس التي تدير القطاع.
وقال جنرال احتياط إسحق غرشون، وهو قائد المناطق زمنعملية "السور الواقي": "في النقاش حول غزة، "الردع" هو كلمةمغسولة تصف الشلل، ولا سيما الشلل الفكري، كما أن مفهوم "احتواء" هو إشكاليجدا؛ لأنه يشهد على تسليم للمشكلة وانعدام للحل أو الأمل في الحظ بأن يفعل الزمن فعله".
وأضاف في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم":"التاريخ يعلمنا، أنه أمام تلك الفصائل (المقاومة)، هذا لم يحصل ولن يحصل"،منوها أن "القوة العظمى الإقليمية؛ إسرائيل، لم تجد بعد الطريق لتثبيت علاقاتهامع غزة، واستراتيجيتنا، لا تعدل ولا تدرك وتيرة التغير".
الحرب في غزة
وأوضح الجنرال، أن "استراتيجية متبلورة تدل علىالرغبة في المبادرة؛ في القيادة والتصميم للواقع، ولكن منذ أصبحت غزة حماستان، نحننسمح للعدو بأن يمس بسيادتنا، وأن يعمل دون حافة الحرب، أن يضعضع الأمن والإحساس بهلإقليم كامل، وأن يخلق ربطا بينه وبين القدس، وكل ذلك برعاية سياسة مشوشة تجد تعبيرهافي استراتيجية إسرائيلية غير متماسكة لدرجة السخف، وبموجبها نحتوي، نشتري الهدوء المؤقتونتباهى بحقيقة أننا لا نخرج للحرب على البالونات، وكأن الحرب الكبرى هي الإمكانيةالوحيدة الصحيحة".
وأكد أن "الحرب في غزة تبدو سطحيا عديمة الجدوى،لأنه لا يمكن احتلال القطاع ونزع سلاح المنظمات، بل أساسا لأن مثل هذه الحرب من شأنهاأن تخدم حماس بالذات، فهي ستسرع مكانتها كدرع للفلسطينيين، وتساعدها على السيطرة على الضفةالغربية".
اقرأ أيضا: ثلاثة شهداء في غزة وجنين والقدس بينهم فتاة (شاهد)
وقال: "غير أن الاستراتيجية المشوشة وعديمة الإقلاعبالذات والتي لا تتجه إلى الحرب الكبرى بل تسرع مجيئها، وهنا نتساءل؛ لماذا يخيل أننانسير في طريق بلا مخرج؟ لأن الأعداء يشعرون أننا فقدنا الرغبة في مواصلة العمل، ودفعالثمن الذي ينطوي على حقنا في تحقيق الحلم الصهيوني".
ونبه غرشون، أنه "توجد في إسرائيل، محافل داخليةسياسية تحاول أن تعيد للوراء عقارب الزمن، يصرون على أن يروا الساحة الفلسطينية كساحةواحدة؛ "معتدلون ومتطرفون"، ويمكننا بأفعالنا دفع "المعتدلين"وتعزيزهم وأن نملي واقعا أكثر راحة لإسرائيل"، بحسب قوله.
الارتباك الإسرائيلي
وأكد أن "هذا لن يحصل، لأن الأمر غير متعلق بنا،لقد حان الوقت لأن نقرر ما هو الصحيح لنا، كي نضمن مصالحنا القومية والأمنية ونعملبموجب ذلك بمثابرة".
ومن أجل الدلالة على "الارتباك الإسرائيلي"،ذكر أن "حماس بادرت، قادت وثبتت في المعركة الأخيرة كـ "حارس الأسوار"للقدس، وإسرائيل خرجت لحملة عسكرية تستهدف الإشارة، على الأقل لذلك، إلا أن هذه الحملةالتي ضربت حماس بشكل مبهر ودون رحمة، لم تفعل شيئا كي تقطع المنطق الذي دفع حماس لأنتنفذ إطلاق النار (نحو مستوطنات القدس)".
ولفت إلى أن فكرة "ما كان ليس ما سيكون"، والتي"تستهدف تصميم واقع آخر، فوتناها كنتيجة لأفعال تتناقض مع السياسة"، مؤكداأن "الركض المهووس للتسوية برعاية مصرية، وإدخال المساعدة الإنسانية للقطاع فياليوم التالي للحملة، أغلق نهائيا المعركة وأدى بالطرف الآخر لأن يفهم؛ بأن ما كانهو بالضبط ما سيكون".
ونبه الجنرال، أن "إسرائيل تقول شيئا وتفعل شيئاآخر، وهم أذكياء بما يكفي كي يستغلوا ذلك لتقليص مجال الإمكانيات العملياتية لإسرائيل؛بكلمات أخرى؛ الاستراتيجية في جهة والأفعال لتحقيقها في جهة أخرى".
وبين أنه "منذ صعود حماس إلى الحكم وحتى اليوم،وجهنا الخطى دون بوصلة في طريق بلا مخرج"، منوها أن "الواقع يضخ بوتيرة وفياتجاه بلا سيطرة، الواقع تواق لأفكار جديدة ومنعشة، وبالأساس لأياد قوية على المقاوض".
مزيد من التفاصيل