زادت قيادة الجبهة الداخلية في دولة الاحتلالمن مناوراتها في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات من تعرضها لهجمات قاسية من عدة جبهاتفي آن واحد، وفيما يزعم جيش الاحتلال عن جاهزيته لأي مواجهة مرتقبة، لكن الصورةالحقيقية، وفق اعتراف أوساطه العسكرية القريبة، تبدو أكثر كآبة.
ولعل مما يؤكد هذه الفرضية الإسرائيليةالمتشائمة أن منظومة القبة الحديدية لن تكون قادرة على التصدي بشكل كامل لأكثر من1000 صاروخ تنطلق يوميًا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في حين أن البنية التحتيةالإستراتيجية لم تكتمل بعد.
ليلاخ شوفال الخبيرة العسكرية الإسرائيلية كشفت، في تقرير لصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "تدريبات الجبهة الداخلية ستنتهي هذا الأسبوع بممارسة نظام الإنذار في بعضالمحليات في جميع أنحاء دولة الاحتلال، حيث سيتم إطلاق صفارات الإنذار في العديدمن المناطق، وفي المدن التي سيتم تقسيمها لعدة مناطق تحذير، في حين سيتعين على عددأقل من الإسرائيليين دخول مناطق محمية".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن"الحقيقة المحزنة أنه بعد أكثر من 15 عامًا على حرب لبنان الثانية، لا يحظى30 بالمئة فقط من الإسرائيليين بحماية في حالة سقوط صاروخ، و42 بالمئة فقط منهملديه إجراءات أمنية في منازلهم، و20 بالمئة، يتشاركون بملاجئ خاصة، وعادة فيالطابق السفلي من المبنى الذي يعيشون فيه، و10 بالمئة أخرى تعتبر ملاجئ حماية، حيثتوجد ملاجئ عامة قرب منازلهم، والمشكلة الكبرى في الملاجئ الخاصة التي تم إهمالالعديد منها، واستخدامها لأغراض أخرى".
مع العلم أنه خلال حرب لبنان الثانية والحروبالأخيرة في غزة اعتمد الجمهور الإسرائيلي على معدلات اعتراض عالية من منظومة القبةالحديدية، في حين أن متوسط عدد الصواريخ التي سيتم إطلاقها على إسرائيل كل يومفي أي مواجهة قادمة سيتراوح بين 1000-1500 صاروخ يوميا، سيسقط ثلثها في وسطإسرائيل، وهي صواريخ تمتاز بدقة عالية تثير قلق قادة المؤسسة العسكرية، لأنالصواريخ يمكنها الضرب بمستوى عالٍ من الدقة في البنية التحتية والمواقعالاستراتيجية لإسرائيل.
يحوز الإسرائيليون على قناعة مفادها أن منظومةالقبة الحديدية، على إنجازاتها، لكنها ليست بلا حدود، ولن تستطيع أن تحمي كلالمستوطنات، كما حدث مؤخرا في العمليات العسكرية في الجبهة الجنوبية، وهناك حاجةلميزانية تبلغ نصف مليار شيكل لبناء منظومة أمنية مكثفة مناسبة للحماية من التهديدفي 21 منطقة مسيجة فقط على بعد كيلومتر واحد من الحدود، وهذا الأسبوع، وبعد سنواتمن البيروقراطية والمماطلة فقد تم تنفيذها.
في الوقت ذاته، توجد خطة حماية مؤقتة، وتمتخصيص 100 مليون شيكل فقط من أصل نصف مليار شيكل تحتاجها، وعند إقرار قانونالموازنة للعام المقبل سيتم إضافة 250 مليون شيكل، وستخصص للمشروع حماية إضافيةللمستوطنات التي تصل 40 كم من الحدود، وتتطلب ميزانية لا تقل عن 5 مليارات شيكل،ولكن على الأقل في الوقت الحالي، لا يبدو أن هذا يمثل أولوية للحكومة الإسرائيلية.
ورغم أن المستوطنات المغلفة التي تصل إلى 7كيلومترات من الحدود محمية، لكن العدوان الأخير على غزة كشف عن تلقيها مئاتالصواريخ، وهناك عدة مئات استهدفت الوحدات الاستيطانية التي لا يتوفر لها مساحةمحمية، مع العلم أن الميزانية المطلوبة لحماية كل شقة في هذه المدن تبدو فلكية،ولذلك تقترح قيادة الجبهة الداخلية حلاً وسيطاً أرخص يتمثل بحماية السلالم فيالمباني المشتركة، وتنفيذ برنامج "إخلاء البناء" في الأطراف، وليس فقطفي وسط إسرائيل.
لا يتردد الإسرائيليون في الاعتراف بأنه إذا لمتضع الحكومة "يدًا عميقة في جيبها"، وخصصت مبالغ كبيرة جدًا، فسوف تبقى فجواتالحماية الأمنية في جميع أنحاء إسرائيل لسنوات عديدة قادمة، مما يعني تعبيد الطريقأمام قوى المقاومة لاستهداف كيان الاحتلال من أقصاه إلى أقصاه.
مزيد من التفاصيل