تحدث خبير إسرائيلي عن أداء الرئيسالأمريكي جو بايدن بعد مرور نحو عام على دخوله البيت الأبيض، مؤكدا أن هناك علاماتتدل على تدهور مكانته الداخلية وانهيار مصداقيته خاصة في ما يتعلق بالتدخل العسكريضد طهران.
وأوضح البروفيسور أبراهام بن تسفي،معلق صحيفة "إسرائيل اليوم" للشؤون الأمريكية، أنه "في أواخر فترةولاية الرئيس الأمريكي فرانكلين دلانو روزفلت الثالثة، تدهورت حالته الصحية، وقد أحدثثورة اجتماعية واقتصادية خارقة إلى الطريق نحو الدرك الأسفل ، ولاحقا قاد أمريكالمواجهة بلا هوادة مع محور الشر رغم المعارضة الانعزالية من الداخل".
تقدم بالعمر وتعب بارز
وأضاف في مقال نشرته الصحيفة بعنوان" الرئيس الحاضر الغائب.. مصداقية جو بايدن تتفكك": "وأصبح فيالمراحل الأخيرة من الحرب العالمية ظل نفسه، عندما مست أمراضه الجسدية بأداء مهامهوبوعيه، بالذات في اللحظات التأسيسية لبلورة النظام العالمي الجديد".
ورأى الخبير، أنه "رغم الفوارق فيالسياق التاريخي والجوهر، لا ينبغي أن نتجاهل أوجه الشبه التي تربط بين روزفلتوالرئيس الحالي جو بايدن"، مضيفا: "هذان شخصان، في ذروة سنواتهما أبديافهما عميقا في غياهب السياسة الداخلية وفي صلتها بالمجال الدولي".
وقال: "مثل روزفلت، السناتوربايدن هو الآخر أبدى خبرة مبهرة في كل ما يتعلق بإقامة تحالفات حزبية داخليةوحزبية ثنائية في تلة الكابيتول، وجسد بسلوكه فكرة البراغماتية والواقعيةالسياسية، ولكن مثلما لم يتمكن روزفلت مع أمراضه من الانسحاب بعد ثلاث ولاياترئاسية مليئة بالإنجازات، أصر على التنافسللمرة الرابعة على المنصب الرفيع، هكذا بايدن قرر التنافس على الرئاسة في 2020 رغمعمره المتقدم وتعبه البارز".
ولفت بن تسفي، إلى أن بايدن بعد نحوسنة من فوزه بالانتخابات، "يوجد في ذروة هبوط حر من ناحية مكانته في الرأيالعام، على خلفية أسلوب عمل ضعيف، متردد وبردود أفعال، وهو يحاول المرة تلو الأخرىتقليص الأضرار دون أخذ مخاطر، كما تتخذ صورة من يحاصره أكثر فأكثر الجناح الليبراليالعميق في حزبه".
وتابع: "هذا تعبير راهن عن إحساسبخيبة الأمل والإحباط السائدة، وحتى في أوساط جماهير ديمقراطية يمكن أن نرى فينتائج الانتخابات لمنصب حاكم ولاية فيرجينيا، التي أصبحت منذ وقت غير بعيد معقلاديمقراطيا واضحا، والتي منحت في 2020 أصواتها الانتخابية لبايدن بفارق 10 في المئةعن خصمه دونالد ترامب".
ظهوره شاحب ومتلعثم
ونبه إلى أن هناك "علامة دالةمهمة على مكانة الرئيس الداخلية المتدهورة، فحملة الانتخابات في فيرجينيا أصبحتاستفتاء شعبيا عمليا على أداء بايدن، والتي انتهت بحجب ثقة واضح مع انتصارالجمهوري غالن ينجكين، وبالفعل، أمامنا إشارة تحذير واضحة تلقي بظلالها على الحزبالديمقراطي، وتضع علامة استفهام كبرى على قدرته على الحفاظ على مكانته ككتلةالأغلبية في المجلسين، في الانتخابات النصفية بعد عام".
وبين الخبير، أن "مظاهر الضعفالرئاسي كثيرة من أبرزها؛ الانسحاب البائس من أفغانستان، إضافة ما بدأ بصخب شديدكحرب غير مشروطة ضد فيروس كورونا من خلال حملة التطعيمات الشاملة، التي انطفأتبالتدريج، وكنا نتوقع أن يقود حملة نشطة، لكن عمليا كانت لحظات ظهور بايدن العلنيةقليلة، شاحبة ومتلعثمة".
وأكد أن "بايدن فشل تماما فيمحاولاته الترويج لمبادراته من خلال التوجه المباشر للشعب الأمريكي، وتنطبق هذهالأمور أيضا على برامجه الطموحة في جملة كاملة من المسائل الاجتماعية والاقتصاديةالتي استمدها ظاهرا من غياهب النسيان لمبادرات روزفلت في عهد "الصفقةالجديدة"، ولكنها سرعان ما تجمدت جراء انعدام قدرة البيت الأبيض على فرضإمرته على أجنحة حزبه".
وأما في المجال العالمي، فقال إن"الأقوال الممجوجة عن تطلع البيت الأبيض لترميم الجهاز الصحي التقليدي فيالولايات المتحدة، بقيت حتى يومنا هذا فارغة من المضمون".
ورأى بن تسفي، أن "صفقة الغواصاتالتي وقعتها الولايات المتحدة مؤخرا مع أستراليا من خلف ظهر الشريك الفرنسي، تشكلدليلا قاطعا على ذلك، في مجمل الأمر، والساحة العربية - الإسرائيلية أيضا تشهد علىالضعف العام للإدارة؛ فبدلا من تثبيت منظومة العلاقات الاستراتيجية لواشنطن معحلفائها في الخليج، أبدى بايدن في بداية طريقه موقفا باردا على نحو خاص تجاهالسعودية والإمارات"، وأشار بذلك، بأنه غير ملزم بالمخطط الذي أطلقهسلفه".
وعلى هذه الخلفية، قال الخبيرالإسرائيلي: "لا يتبقى غير السخرية من تصريحات الرئيس ومساعديه عن جدوىالخيار العسكري تجاه إيران؛ لأن مصداقيتهم يجب أن تبنى في الإدارة الحالية، ومنالأفضل في ساعة مبكرة، وليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل أيضا في مواجهةالتحديات التي تمثلها بكين وموسكو وبالطبع واشنطن نفسها".
مزيد من التفاصيل