تشهد مدينة عقارب في محافظة صفاقس التونسية، منذ مساء الإثنين، احتجاجات كبيرة على قرار وزارة البيئة إعادة فتح مكب لتجميع النفايات، فيما أصيب عدد من المحتجين والأهالي بالاختناق جراء إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ونفت وزارة الداخلية الأنباء المتداولة بشأن وفاة أحد المحتجين، مؤكدة في بيان لها أن الشاب المعني توفي إثر إصابته بوعكة صحية طارئة في منزله الكائن على بعد 6 كلم من مكان الاحتجاجات.
وكانت إذاعة "شمس" الخاصة، قد قالت إن الدائرة الصحية بعقارب سجلت وفاة شاب في الخامسة والثلاثين من عمره متأثرا باختناقه بالغاز المسيل للدموع.
وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للمواجهات التي أدت استخدمت فيها الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.
ووصفت المحامية فريدة بن عكاشة التي كانت من بين المحتجين، قرار استئناف نشاط المصب بـ"حكم القوي على الضعيف"، وفق تعبيرها، مضيفة في تصريح لوكالة "الأنباء التونسية"، أن "قدر عقارب أن تتحمل أوزار الوضع البيئي المتعفن وتدفع الثمن من صحة أبنائها".
بدوره، قال الناشط سامي البحري للوكالة ذاتها، "هل لأننا طالبنا بحقنا الدستوري في بيئة سليمة، بعد أن قبلنا بأن تحتضن عقارب المصب لمدة 14 سنة كاملة، أن تتم مكافأتنا باستعمال القوة وبالغاز المسيل للدموع؟، ألسنا مواطنين تابعين لولاية صفاقس؟، لماذا يدفع أهالي عقارب وأبناؤهم فاتورة التلوث؟".
استئناف نشاط مكب نفايات المراقب "القنة" بمدينة عقارب
وكانت وزارة البيئة أعلنت في بلاغ لها مساء الإثنين، استئناف نشاط مكب المراقب "القنة" بعقارب، باعتباره مرفقا عموميا، وذلك للحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية بالولاية.
وأضافت الوزارة في بلاغها، أنه تم إقرار سبعة إجراءات مصاحبة لهذا الإجراء منها، "الانطلاق فورا في أشغال التهيئة داخل المصب إلى حين إعادة تأهيل الموقع، والانطلاق في استخراج الغازات ومعالجتها مع مضاعفة تواتر عمليات إزالة الروائح والمداواة ضد الحشرات".
أما بقية الإجراءات فتتمثل بالشروع الفوري في تنظيف ورفع الفضلات المتراكمة في الأحياء والنقاط العشوائية بالولاية بمشاركة ومساهمة كل الأطراف المعنية، مع تكثيف عمليات مراقبة نوعية الهواء بموقع المكب ومراقبة مستوى التلوث الصادر عن المؤسسات الصناعية بعقارب.
وجاءت هذه القرارات بعد اجتماع الرئيس قيس سعيد مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزير الداخلية توفيق شرف الدّين، للنظر في الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لرفع القمامة المتكدسة في مدينة صفاقس المتكدسة منذ غلق مكب "القنة" في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأذن الرئيس سعيد خلال الاجتماع لوزير الداخلية، بالتدخل الفوري لوضع حد للأوضاع الكارثية في مدينة صفاقس.

مزيد من التفاصيل