نشر موقع "بولتكس توداي"، مقالا للكاتب أندرياس كريغ مقالا تحدثه به عن نجاح محاولة الإمارات التأثير في الرأي الغربي عن الإسلام السياسي، وإضفاء الطابع الأمني عليه، وعلاقة الإمارات بوكالة الطوارئ المدنية السويدية، بالإضافة إلى مركز دراسات التهديد غير المتكافئ والإرهاب في السويد، وتصدير رئيس أبحاثه، ماغنوس رانستورب.
وفي المقال الذي ترجمته "عربي21"، قال إنه فيالآونة الأخيرة، أعلنت وكالة الطوارئ المدنية السويدية "MSB" التي تعمل تحت إشراف وزارة العدل عنإنشاء وكالة للدفاع النفسي، وهي خطوة ذكية في وقت الذي تهدد فيه عمليات التأثيرالتي تقوم بها قوى خارجية، نزاهة الخطاب المحلي.
تم توثيق عمليات التأثير الروسية في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل جيد جدا،وعلى الرغم من ذلك، عند إلقاء نظرة أقرب، تجد أن الوكالة السويدية الجديدة مرتبطةمع مركز معلومات ذو راوبط قوية مع الإمارات العربية المتحدة.
إقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي يقر بتدخل بلاده بدول عربية لـ"محاربة الإخوان"
وبينماتسجل روسيا كقوة معادية في معظم الدول الغربية، غالبا لا يتم رفض الإمارات وعملياتنفوذها في العواصم الغربية، باعتبارها أنشطة دبلوماسية عامة لشريك في الخليج، وعلىالرغم من أن عمليات التأثير في أبو ظبي بدأت قبل خمسة عشر عاما في واشنطن كنشاطاتدبلوماسية عامة حميدة، فإن الأدلة المتزايدة خاصة في الولايات المتحدة تشير إلى أنالحكومات الملكية الخليجية حاولت التأثير في صناع السياسة الغربية على أعلى مستوى استراتيجيللحكم.
حاولتأبو ظبي بنشاط تشكيل وتأطير الخطاب العام حول الشرق الأوسط والربيع العربي والإسلام فيأوروبا أيضا، وبعد الربيع العربي، تم إضفاءالطابع الأمني على "الإسلاموية" كتهديد أساسي.
وتندفع الدائرةالمقربة حول رجل الإمارات القوي "محمد بن زايد"، من رهاب عميقالجذور من النشاط المجتمعي المدني الذي لا توافق عليه الدولة، بل والأسوأ من ذلكأن قوة المعتقد الديني قد تضفي عليه الشرعية.
وكانالمسؤولون الإماراتيون في طليعة من عملوا على إضفاء الطابع الأمني على الإسلامالسياسي ووصم أي نشاط مجتمعي مدني مرتبط به على أنه "إرهاب"، وقد أصبح وسيلةلتبرير الاستبداد في الداخل وفي المنطقة، وبشكل متزايد في الغرب أيضا.
وهنااحتضنت أبو ظبي شبكة معلومات تتكون من قوميين يمينيين، وكارهين للإسلام ومستشرقينفي وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية وصنع السياسات، وتم استخدام نظريات المؤامرةعن أسلمة الغرب، للترويج لرواية الإمارات عن "الإسلام المعتدل"،وهو خطاب خاضع لمصالح النظام ولا يترك مجالا للنشاط المجتمعي المدني.
وإضافة إلى استخدامها لتبرير قمع الإمارات للمعارضين والشخصيات المعارضة والمجتمع المدني فيالداخل، فقد رعت أبو ظبي هذه الشبكات للضغط على الحكومات في أوروبا لاتخاذ موقفأكثر صرامة ضد الإسلاميين وأولهم ضد جماعة الإخوان المسلمين و المنظمات غيرالحكومية و مجموعات المجتمع المدني ذات صلة مع الإخوان.
وأسفرتحملات التأثير هذه في بريطانيا عن محاولة من جانب أبو ظبي وشبكاتها الإعلاميةللضغط على حكومة كاميرون، عام 2015، للتحقيق فيما إذا كان ينبغي إدراج جماعةالإخوان المسلمين على أنها منظمة إرهابية.
تشيرالتطورات في السويد منذ عام 2017 إلى أن الإمارات قد سلكت طريقا مشابها ونجحت فيتغيير الخطاب بشأن جماعة الإخوان المسلمين بشكل جذري في البلاد، مما أدى إلى قيامالمؤسسات الحكومية بوصم المنظمات الإسلامية والمنظمات غير الحكومية، وبالتاليتعطيل قدرتها على المشاركة بنشاط في المجتمع المدني.
وبينما تفشل أبو ظبي في وضع الإسلاميين علىقائمة الإرهاب الحكومية، فإن الوصم ونزع الشرعية في الخطاب العام هي الوسيلةالبديلة لتقويض حريتهم في الحركة.
الأمرالأكثر تناقضا في السويد، هو أن الروايات الإماراتية المعادية للإسلاميين يتمالترويج لها من قبل وكالة الطوارئ المدنية السويدية "MSB"في السويد، ويبدو أنها قد تم تخريب الوكالة من قبل خبراء ومستشارين من داخل شبكة حاضنةلدولة الإمارات.
وبدأكل شيء بتقرير حول جماعة الإخوان المسلمين بتكليف من وكالة الطوارئ المدنيةالسويدية، عام 2017، كتبه ماغنوس نوريل وآجي كارلبوم، ويظهر روايات إماراتية بارزةحول "نظرية الحزام الناقل "، وهي أسطورة تم فضحها توحي بأن جماعةالإخوان المسلمين تعمل كـ"مدخل" إلى الجهاد.
وتبع هذا التقرير بقائمة طويلة من المؤتمرات والمحادثات والأحداث التي وفرت منصةلمجموعة من الباحثين المتشابهين في التفكير الذين يروجون لروايات معاديةللإسلاميين تأسست على بحث أكاديمي مشكوك فيه.
وتمإعداد الكثير من هذا البحث من قبل مركز دراسات التهديد غير المتكافئ والإرهاب "CATS"الممول من وكالة الطوارئ المدنية السويدية، والذي تم إنشاؤه كوسيلة لفصل نتائجالبحث عن الوكالة الحكومية، بهذه الطريقة يمكن أن يعمل المركز بسهولة كأكبر كحاضنةللبحث المثير للجدل والنقاش حول التآزر الأيديولوجي المناهض للإسلام والذي من غيرالمحتمل أن يصمد أمام التحقيق النقدي.
وفيقلب أنشطة مركز دراسات التهديد يأتي رئيس الأبحاث، ماغنوس رانستورب، الذي قد تحولإلى خبير في جماعة الإخوان المسلمين بين عشية وضحاها في عام 2017، وهو أمر مثيرللريبة، لأنه في نفس الوقت أصبح مستشارا لمركز "Hedaya" الذي تموله الإمارات، وهو أداة قوة ناعمةرئيسية في دولة الإمارات لدفع أجندتها المعادية للإسلاميين على الصعيد العالمي.
وأصبحماغنوس رانستورب عقدة رئيسية في شبكة النفوذ الإماراتية في السويد التي ترعى شبكةمن زملائه الباحثين المرتبطين جميعًا بشكل مباشر أو غير مباشر بأبو ظبي ويشاركونالإمارات رواياتها المعادية للإسلام.
ومنبين المؤلفين العديدين الذين تم ترويج تقاريرهم من قبل مركز دراسات التهديد ووكالةالطوارئ المدنية السويدية، لورنزو فيدينو، وهو باحث مقيم في واشنطن، ويروج لنظرياتالمؤامرة اليمينية حول جماعة الإخوان المسلمين، وعلاقته الوثيقة مع سيء السمعة، حسب وصفه، يوسف عتيبة "سفير الإمارات في واشنطن" ليست صدفة.
مزيد من التفاصيل