ما زالتقضية اعتقال اثنين من الإسرائيليين في تركيا ثم إطلاق سراحهما بعد أيام، تلقي بظلالهاعلى مجمل النظرة الإسرائيلية تجاه العلاقات مع تركيا، رغم عدم معرفة حيثيات ما يمكنتسميتها "صفقة" الإفراج عن الإسرائيليين، لكن القناعة السائدة في إسرائيلتشير إلى أن نهاية قضية اعتقال الزوجين موردي وناتالي أوكنين قد تشكل نقطة تحول أمامأنقرة.
إيتمارآيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر في مقال ترجمته"عربي21" أنه "عند عودة الزوجين إلى إسرائيل بعد اعتقال دام عدة أيام،سادت تقديرات سياسية في تل أبيب بأنه ربما أرسلت بإيماءات تجاه تركيا، رغم أن مسؤولاإسرائيليا كبيرا أوضح أنه لن تكون هناك إيماءات حقيقية بخلاف استئناف المحادثات معالأتراك، ويحتمل أن تتم قريبًا أول محادثة بين وزير الخارجية يائير لابيد ونظيره التركيمولود تشاويش أوغلو".
وأضافأنه "في طور التطلع الإسرائيلي للعلاقة مع تركيا، فإنه ما ينبغي تجاهل دولة قويةفي المنطقة، ومن وقت لآخر يسأل الإسرائيليون أنفسهم عما إذا كان صحيحًا تجاهل بعضهما،حتى أن المسارعة إلى حل هذه القضية جاء خشية الدخول في مشكلة صعبة، ولذلك تم التوصلإلى إغلاقها على المستوى السياسي، من خلال التعاون بين جميع الأنظمة الإسرائيلية، بمافيها أجهزة الأمن ومكتبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية".
علىعكس الوضع السائد في إسرائيل، فإن جهاز المخابرات في تركيا يعتبر هيئة سياسية مؤثرة،وبالتالي كان من المهم الحصول على موافقتهم على إطلاق سراح الإسرائيليين، رغم صدوربعض التصريحات التركية التي خلطت الأوراق في بداية القضية، وقد عبرت محافل إسرائيليةعن خشيتها من أن استمرار احتجاز الإسرائيليين يمكن أن يؤدي لأزمة سياسية، وقد تؤديلعواقب وخيمة إذا استمرت القضية بدون حل.
مع العلمأن إطلاق سراح الإسرائيليين تسبب بإجراء اتصالات تركية إسرائيلية للمرة الأولى منذثماني سنوات، حيث اتصل الرئيس يتسحاق هرتسوغ ورئيس الحكومة نفتالي بينيت مع الرئيسرجب طيب أردوغان، باعتباره تطورا إيجابيا من التواصل الفعال والسري بينهما في أوقاتالأزمات، لأنها أول محادثة علنية للجمهور الإسرائيلي بين الجانبين، مما قد يساهم ببدءحوار مع تركيا، تحضيرا لمواجهة تحديات إقليمية مشتركة.
ترىالأوساط الإسرائيلية أن العلاقة بين أنقرة وتل أبيب مهمة للمنطقة بأسرها، وهو ما تعتبرهإسرائيل عاملا أساسيا في الحرب ضد إيران، وأظهر اعتزامهما إجراء حوار شامل حول القضاياالثنائية والإقليمية المتعلقة باستقرار المنطقة، رغم عدم اليقين الإسرائيلي بنجاح هذهالجهود في ظل تضارب مصالحهما.
مزيد من التفاصيل