شهدت قرعة الملحق الأوروبي للتصفيات المؤهلة إلى بطولة
كأس العالم، صدمة كبيرة لعشاق الكرة في إيطاليا والبرتغال والعالم أجمع، خصوصاً أنها ربما تسفر عن مواجهة فاصلة بين إيطاليا والبرتغال، وبالتالي من الممكن أن يغيب على إثرها عن
مونديال قطر واحد من بطلي أوروبا للنسختين الماضيتين، المصنّفين ضمن العشرة الأوائل في العالم.
وربما سيغيب الاثنان معاً في مواجهة تركيا القادرة على مضاعفة الصدمة بالإطاحة بهما سوياً، وحرمان عشاق الكرة في العالم من حضور الإثارة الإيطالية للمرة الثانية على التوالي، ومن تواجد المتعة البرتغالية بنجمها رونالدو الذي ربما يُحرم من آخر فرصة للفوز بكأس العالم بعدما تجاوز سن الأربعين، مما ينقص من حدة التنافس وعدد المرشحين للتتويج، ليقتصر على الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وفرنسا وإنكلترا فقط، في سابقة تفقد المونديال نكهته ومتعته التي كان يتميز بها في وجود إيطاليا والبرتغال.
لا يتصور الإيطاليون غياب منتخبهم عن كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بجيل تُوج بلقب بطولة "يورو 2016"، وهو جيل من اللاعبين يلعبون في أفضل الأندية الإيطالية والأوروبية، وبلد تُوج بأربع مرات بكأس العالم، لطالما صنع الحدث في كل مشاركاته، وضمن المتعة والفرجة للملايين من عشاقه عبر العالم، خاصة في الوطن العربي، لكنه دفع ثمن إخفاقه في الفوز على سويسرا على أرضه وتعادله مع أيرلندا في الجولتين الأخيرتين من التصفيات.
ومع ذلك تبقى إيطاليا صاحبة المواعيد الكبرى والتحديات الصعبة، قادرة على الإطاحة بتركيا والبرتغال في مباريات الملحق، وقادرة حتى على المنافسة على اللقب العالمي في قطر، خصوصاً أن الإقصاء ربما يحرم جيلا ذهبيا من المشاركة في المونديال، ويحرم عشاق الكرة من تواجد إيطاليا بكل خصوصياتها ومميزاتها وحرارة قائدها كيليني، وبراعة نجمها كييزا، ويحرمها من تواجد جمهورها المتميز.
ويُقابل خيبة إيطاليا، خيبة البرتغال التي كانت الحسرة كبيرة بعد القرعة أكبر بكثير من حسرة الخسارة أمام صربيا في الجولة الأخيرة والتعادل أمام بلغاريا في التصفيات، وستكون أكبر في حالة الإقصاء، لأن الأمر يتعلق بمنتخب رونالدو الذي ربما يُحرم من المشاركة في آخر مونديال بالنسبة إليه، يُعلق عليه آمالا كبيرة في إنهاء مشواره بالتتويج بلقب كأس العالم، اللقب الوحيد الذي ينقص سجله الفريد من نوعه، ليدخل به تاريخ الأساطير الكبار، على غرار بيليه ومارادونا.
ويُحيط بـ"الدون" جيل ذهبي هو الأفضل في تاريخ الكرة البرتغالية، بعدما تمكّن من التتويج بلقب بطولة كأس أمم أوروبا سنة 2016، والنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية سنة 2019، بلغ بعدها درجة كبيرة من النضج جعلته يصنف ضمن خانة الكبار، بفضل الكبير رونالدو رغم كبر سنه والضغوطات الجماهيرية والإعلامية والنفسية التي يعيشها مع مانشستر يونايتد أسبوعياً، ومع البرتغال في كل خرجة دولية.
الغريب في الأمر أن قرعة الملحق وضعت تركيا في طريق البرتغال وإيطاليا، وربما تحرمهما معا من التواجد في مونديال قطر الذي سيكون الخاسر الأكبر في غياب رونالدو، بالإضافة إلى ليفاندوفسكي المرشح الأبرز للتتويج بجائزة الكرة الذهبية، بعدما خسر النرويجي إيرلينغ هالاند والويلزي غاريث بيل، مثلما ربما يخسر صلاح أو محرز أو حكيم زياش، في حالة غياب منتخبات مصر والجزائر والمغرب وحتى تونس، في أول كأس عالمية على الأراضي العربية ولا نجومها العالمية.
وبدون ذلك، الصراع الممتع الذي نشأ بين ميسي ورونالدو في إسبانيا عندما كانا يلعبان في برشلونة والريال، وفي أوروبا وعلى مستوى المنتخبين الأرجنتيني والبرتغالي لحسم أحقية أحدهما في التربع على عرش الكرة العالمية في مطلع الألفية.
كأس العالم ستخسر أكثر من البرتغال وإيطاليا، لكن نكهة الكرة وحلاوتها تكمن أيضاً في سيناريوهاتها المفاجئة التي تجعل منها لعبة مثيرة بإمكان صغارها الإطاحة بكبارها في كل زمان ومكان، مهما كان الصغير صغيراً والكبير كبيراً.
مزيد من التفاصيل