اتّهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، قبيل استئناف
مفاوضات فيينا النووية مساء اليوم الاثنين، بريطانيا وأطرافاً أخرى بـ"عدم الجدية" في هذه المفاوضات، والسعي لإيجاد أرضية لإطالة أمدها.
وأشار خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى المقال المشترك لوزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس ونظيرها الإسرائيلي يئير لبيد في صحيفة "تلغراف" البريطانية، قائلاً إن نشر هذا المقال عشية استئناف المفاوضات فيينا "دليل على عدم جدية بعض الدول".
وأضاف المتحدث الإيراني أن إسرائيل "كانت قد سعت منذ اليوم الأول لمنع التوقيع على الاتفاق النووي والقضاء على الاتفاق، واليوم، فيما هي طرف معارض أساسي لمفاوضات فيينا وإحياء الاتفاق النووي، تقوم وزيرة الخارجية البريطانية بكتابة مقال مشترك مع وزير خارجية الكيان الصهيوني. عندما تنظرون إلى هذا الاصطفاف تعلمون أن أقله بعض الدول الأوروبية لا تحظى بإرادة كافية لرفع العقوبات".
واتهم خطيب زادة هذه الدول بالسعي لإطالة أمد المفاوضات وعدم تنفيذ الاتفاق النووي، رابطاً مصير مفاوضات فيينا بـ"جدية وحسن نوايا الجانب الأميركي"، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية ما آل إليه الاتفاق النووي والانسداد خلال الجولات السابقة من المفاوضات.
وتابع: "إذا ما سعت أميركا لإنهاء المأزق في فيينا، فحينئذ ستكون الظروف صعبة، لكنها إذا رجعت إلى المفاوضات لكسر المأزق، فهي ستكون على الطريق الصحيح".
وأكد خطيب زادة أن بلاده تخوض مفاوضات اليوم بـ"جدية وحسن نية"، داعياً الجانب الأميركي أيضاً إلى أن تكون لديه نفس الجدية للوصول إلى حلّ، متهماً إياه بالسعي خلال الجولات الست السابقة إلى الحفاظ على تراث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والتمسك بسياسة الضغوط القصوى والعقوبات.
وشدد المسؤول الإيراني على أن "نافذة مفاوضات فيينا لن تكون مفتوحة للأبد"، داعياً جميع الأطراف إلى "اغتنام الفرصة"، مع تأكيده أن طهران لا ترغب في وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
طهران: لا مفاوضات مباشرة قبل رفع العقوبات الأميركية
ورداً على دعوة المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي إيران إلى التفاوض مباشرة، باعتباره الطريق الأمثل للوصول إلى حلّ، قال خطيب زادة إن بلاده لن تخوض أي تفاوض مع واشنطن من دون رفع كامل للعقوبات التي فرضتها عليها.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الوفد الإيراني "لن يجري أي تفاوض ثنائي مع الوفد الأميركي"، قائلاً إن "تركيبة الوفد الإيراني دليل على أن إيران شاركت في المفاوضات بجدية، وهي عازمة على رفع العقوبات".
ومن المقرّر أن تُستأنف، مساء اليوم الاثنين، مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، بوساطة أعضاء الاتفاق النووي (روسيا والصين وبريطانيا وفرانسا وألمانيا).
وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي بما يرفع العقوبات الأميركية عن طهران، والتي أعادت فرضها الإدارة الأميركية السابقة بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018، ويعيد إيران إلى التزاماتها النووية التي أوقفتها خلال السنوات الثلاث الماضية رداً هذا الانسحاب.
والجولة الجديدة من المفاوضات هي السابعة بعد أن انطلقت خلال إبريل/نيسان الماضي، كما أنها الجولة الأولى في عهد الحكومة الإيرانية الجديدة المحافظة.
وتخيم على استئناف المفاوضات أجواء مشحونة وسط تهديدات واتهامات متبادلة، فمن جانب، باتتالولايات المتحدة تهدد باللجوء إلى الخيار العسكري إن فشلت المفاوضات، وإيران أيضا تلوح بـ"خيارات أخرى".
هدفان لإيران في مفاوضات فيينا
وعشية استئناف المفاوضات، اتهم كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة، باستغلال المفاوضات للحدّ من "برنامج إيران النووي السلمي والمشروع"، قائلاً إن "على الغرب أن يدفع ثمن انتهاك تعهداته بالاتفاق النووي".
وقال باقري كني، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن بلاده تبتغي تحقيق هدفين في مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أن "الهدف الأول هو رفع العقوبات بشكل كامل ومضمون ويمكن التحقق منه... والهدف الثاني هو تسهيل تحقيق الحقوق القانونية للشعب الإيراني في استخدام العلم النووي السلمي، وخصوصاً تقنية تخصيب اليورانيوم المهمة للغاية لأغراض صناعية، وفق معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية".
Iran nuclear negotiator: Talks must address removal of sanctions https://t.co/dL6kIQvMo8
— Financial Times (@FT) November 28, 2021
مزيد من التفاصيل