مع تواصل استمرار جيش الاحتلالالإسرائيلي في بناء جدران أمنية في الشمال والجنوب وغيرها من المناطق، تساءلت صحيفة"هآرتس" العبرية، " كيف سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع التصعيد في عدةجبهات؟".
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي صباحاليوم، الانتهاء من العائق الأمني على طول السلك الزائل مع قطاع غزة المحاصر منذ أكثرمن 15 عاما، والذي أقيم في الجهة الشرقية والشمالية للقطاع.
وذكرت الصحيفة في تقرير للخبيرالإسرائيلي عاموس هرئيل، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يخطط لإقامةجدار على طول الحدود مع المكسيك، أرسل فريقا إلى تل أبيب للتعلم من التجربة الإسرائيليةفي إقامة الجدار مع غزة، وعندما "استيقظ الجمهور الأمريكي، طرد ترامب وحلم الجدارحفظ، واليوم أكملت إسرائيل مشروعها مع غزة".
ولفت إلى أن "المشروع الإسرائيليكلف 3.5 مليار شيكل (دولار= 3.16 شيكل)، واستمر ثلاث سنوات ونصف، وفي نهايته تم مدجدار حول القطاع طوله 65 كيلو مترا، واستخدم في بنائه 140 ألف طن من الحديد والفولاذ،ويرتفع عن سطح الأرض أكثر من ستة أمتار، وتحت الأرض بني جدار ضد الأنفاق بعمق، تمتنعالأجهزة الأمنية عن ذكره، زود بمجسات كثيرة وكاميرات، بهدف منع التسلل من غزة إلى الداخل".
ونوهت الصحيفة إلى أنه"برغم الأفضلية العسكرية للجيش الاسرائيلي على التنظيمات الفلسطينية في القطاع،لكن أحيانا هذه القوة، هي مصدر لنقطة ضعف يستغلها هؤلاء، وبالتحديد إزاء تفوقها العسكري"،موضحة أن "إسرائيل أصبحت حساسة أكثر للخسائر ومستعدة أقل للتضحية".
وأشارت إلى أن "جميع الحكوماتالإسرائيلية وبدون صلة بهويتها السياسية، تجنبت بقدر الإمكان حرب شاملة في القطاع،وبالتأكيد عملية برية واسعة فيها"، منوهة أن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو،بعد العدوان الأكبر على القطاع عام 2014، "تحدث صراحة وقال: "نحن لم نرغببالحرب، حاولنا تجنبها بكل ثمن، واجبنا تقليص ذلك بقدر الإمكان".
اقرأ أيضا: الاحتلال ينجز عائق غزة وشكوك حول نجاعته
وأوضحت "هآرتس"، أنه"كبديل لعملية عسكرية يكتنفها مصابين واحتلال، عززت إسرائيل دفاعها؛ ففي فترةحكومة أولمرت – بيرتس، تم تطوير منظومة القبة الحديدية، ولكن حماس والجهاد الاسلاميواصلوا إطلاق الصواريخ".
وأضافت: "خلال بضع سنوات،يمكن للحل القائم أن يتطور إذا نجح تطوير الرد المكمل لاعتراض أنظمة الليزر الكهربائية،ولكن في حرب 2014، وجد الفلسطينيون مسارا لتلافي القبة الحديدية وهو الاختراق عبر الأنفاق،وفي المستوى السياسي والعسكري أهملوا الاستعداد لذلك، والنتائج أثارت الرعب في أوساطالجمهور الإسرائيلي، وألقت بظلال شديدة على الإنجازات الضئيلة للحرب".
ونبهت أن "نتنياهو لا يؤمنبالجيران، بل بالجدران، وفي اعقاب تلك الحرب، أطلق مشروع الجدار كطبقة مكملة لأنظمةالاعتراض، ومثل الجدار الذي أقامه قبل ذلك على الحدود مع مصر، فإن العائق في غزة هومشروع ضخم وتبذيري، ويمكن القول إنه كان يمكن إيجاد استخدام أفضل للأموال مثل؛ تعزيزجهاز الصحة أو جهاز التعليم".
ورجحت أن الفصائل الفلسطينيةفي غزة، "ستبحث وتجد طرقا التفافية أخرى (حماس تستثمر الآن في إنتاج الطائراتالمسيرة)، ومع ذلك، الجدار الجديد يبث لحماس، بأنه هنا ستجدون صعوبة في العبور"،بحسب تقديرها.
وكشفت "هآرتس"، أنالحكومة الإسرائيلية ستبدأ في بداية 2022، "مشروع مشابه لإقامة جدار على طول الحدودمع لبنان، علما بأن مقاطع من الجدار الموجود في الشمال أقيمت في السبعينيات ضد عناصر"فتح"، وأجزاء أخرى، اقيمت في الفترة قبل وبعد انسحاب الجيش من جنوب لبنانفي 2000، وهذه تلاشت منذ ذلك الحين، وفي الحي الذي تعمل فيه إسرائيل، يبدو أن إقامةالجدران ستستمر وستصبح جزء حيوي من الرد الأمني المستقبلي".
وقالت: "ولكن بالتحديد،في اليوم الذي فيه يعلن وزير الأمن ورئيس الأركان في احتفال عن استكمال الجدار في غزةمن الجدير السؤال: ماذا حول القدرات الهجومية؟"، موضحة أن "النقاش الذي يتطورالآن في وسائل الإعلام عن هجوم في إيران، ليس حقا ذي صلة وهو غير قائم على حقائق".
وتابعت: " من توقع أن الجيشالإسرائيلي، الذي تقريبا لم ينشغل بذلك بصورة فعلية في السنوات الستة الأخيرة، يستطيعأن يهاجم في صباح الغد المنشآت النووية، فهو ببساطة لا يعرف عما يدور الحديث".
ورأت الصحيفة، أن "السؤالالرئيسي والأكثر إلحاحا هو؛ ماذا يمكن للجيش فعله إذا حدث تصعيد في جبهتين بصورة متوازية(لبنان وغزة)، أو ثلاث جبهات (إضافة الضفة الغربية)؟"، مشيرة إلى انه في مثل هذهالحالة، "سيكون مطلوب كما يبدو ليس فقط القدرات العالية والمجربة لسلاح الجو وقسمالاستخبارات، بل استخدام القوات البرية التي لم تجرب تحد مشابه منذ بضعة عقود".
مزيد من التفاصيل