كشف الرئيسالأفغاني السابق، حامد كرزاي، عن أسباب سيطرة حركة "طالبان" علىالعاصمة الأفغانية في آب/ أغسطس الماضي دون استخدام القوة.
ونوه كرزاي لوكالة "أسوشيتد برس" إلى دوره في حقن الدماء، خلال رسائل مباشرة ومشفرة، باتجاه المجتمع الدولي وحركة طالبان والشعب الأفغاني، مؤكدا أن حركة طالبان "لم تستولِ على كابول بالقوة، بل إنه دعاها لدخول المدينة لمنع الفوضى هناك بعد فرار الرئيس أشرف غني".
وأضاف أنهعقد اجتماعا مع رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله والرئيسغني، يوم 14 من آب/ أغسطس، عشية دخول قوات "طالبان" إلى كابول.
وتابع كرزاي أن"طالبان" أعلنت في منتصف ذاك النهار، أن الحكومة ستواصل عملها ولا يجبعليها الرحيل، وأن الحركة لا تنوي دخول المدينة.
وأوضح أن "القائم بأعمال وزير الدفاع في حكومةغني، بسم الله محمدي، قد عرض عليه مغادرة العاصمة، بينما دعاه نائب رئيس الحرسالرئاسي إلى تولي الحكم، لكنه رفض كل تلك العروض".
وقال كرزاي إنه في نهاية الأمر قرر دعوة حركة "طالبان" إلى دخول العاصمة كابول، لحماية الأفغان من خطر سقوط البلادوالمدينة في حالة من الفوضى، ومنع أعمال نهب محتملة، على حد تعبيره.
— Hamid Karzai (@KarzaiH) December 15, 2021
اقرأ أيضا: كرزاي يكشف كواليس دخول طالبان لكابول وفرار غني
الشقيقة طالبان
ووصف الرئيسالأفغاني الأسبق حامد كرزاي، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بيسي" الاتصالات التي أجراها مع طالبان في عدد من القضايا بالـ"طيبةللغاية".
— Hamid Karzai (@KarzaiH) December 2, 2021
وقال الرئيس الأفغاني الأسبق: "أرىطالبان كثيرا للغاية بأنهم أشقاء، وأرى كل الأفغانيين الآخرين بأنهم أشقاء".
كما دعا كرزاي،الأفغان الذين يفرون إلى الخارج، بعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في أغسطس،للعودة إلى الوطن والمساعدة في إعادة بناء أفغانستان.
وتوجه كرزاي للرئيس الأمريكي جو بايدن بالقول: "من الأفضل أن يأتوا ويساعدواالشعب الأفغاني.. يجب عليهم وعلى حلفائهم والمجتمع الدولي أن يساعدوا أفغانستان فيإعادة بناء نفسها، ويجب عليهم مداواة الجراح التي تسببوا فيها على كل الجبهات".
اقرأ أيضا: طالبان تعلن تفكيك "داعش" بكابول وجلال أباد وتنفيذ اعتقالات
اتهامات أممية
واتهمت الأممالمتحدة، الثلاثاء، حركة طالبان بممارسة التطهير العرقي وارتكاب انتهاكات حقوقيةوالقتل والخطف وقمع المرأة وانتهاك حقوق الأطفال، مشيرة إلى مقتل أكثر من 100 منعناصر الأمن السابقين الأفغان منذ وصولها للسلطة.
وأفادت الأممالمتحدة الثلاثاء بأن أكثر من 100 من الأفراد السابقين في قوات الأمن الوطنيالأفغانية وآخرين، قد قتلوا منذ آب/ أغسطس.
وفي السياق،وصفت نائبة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ندى الناشف، حكم طالبانخلال كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، بأنه يتسمبعمليات قتل خارج نطاق القانون في جميع أنحاء البلاد بالإضافة إلى فرض قيود علىالحقوق الأساسية للنساء والفتيات.
— UN Human Rights (@UNHumanRights) December 14, 2021
مطالب طالبان
ودعت حكومة حركة"طالبان" في منتصف الشهر الماضي، الكونغرس الأمريكي إلى إزالة تجميدأصول البنك المركزي الأفغاني، ورفع العقوبات، لمواجهة الوضع الإنساني والاقتصاديالصعب في البلاد.
وقال القائمبأعمال وزير خارجية حركة "طالبان"، أمير خان متقي في رسالة وجهها إلى أعضاء الكونغرسالأمريكي: "نطالب الكونغرس الأمريكي باتخاذ خطوات تساهم بفتح الأبواب أمامالعلاقات المستقبلية، وإزالة تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني، ورفع العقوبات".
وجمدت الولاياتالمتحدة أكثر من 9 مليارات دولار من الأصول الأجنبية الأفغانية بعد وصول "طالبان" إلى السلطة بأفغانستان في آب/ أغسطس الماضي.
وقبيل ذلك، وقعتقطر والولايات المتحدة عددا من الاتفاقيات الثنائية، تتولى الدوحة بموجب إحداهارعاية مصالح واشنطن في أفغانستان.
وفي 15 آب/ أغسطس الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل، بموازاة مرحلة أخيرةمن انسحاب عسكري أمريكي اكتملت نهاية الشهر ذاته.
مزيد من التفاصيل