في الوقت الذي أطلق فيه قائد سلاح الجو القادم ل
جيش الاحتلال الجنرال تومر بار،
في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" نشرت مقتطفات منها الأربعاء، تصريحات عن أن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد خلال ولايته ليشنّ عمليات في العمق الإيراني، قال تقرير لمحرر الشؤون الدولية في القناة "12" الإسرائيلية نداف أيال، نشره في المحلق الأسبوعي للصحيفة، اليوم الجمعة، إنّ الرسالة الإسرائيلية لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي
زار إسرائيل هذا الأسبوع، هي أنه حتى في حال فشل
المفاوضات مع إيران في فيينا، فإنّ إسرائيل لن تقوم بشنّ هجوم يؤدي للانزلاق نحو حرب إقليمية، في حال لم تسارع إيران للتقدم نحو بناء قنبلة نووية.
وبحسب أيال، فإنّ الرسالة الإسرائيلية الجديدة تقوم على اعتماد تكتيك جديد في المفاوضات والمحادثات بين الطرفين. ويقول أيال إنّ حكومة نفتالي بينت تحاول إقناع الأميركيين أنه حتى في حال انهيار المفاوضات، فإنّ هذا لا يعني بالضرورة تدهور الأوضاع إلى حرب إقليمية.
ويأتي هذا التوجه لاعتقاد إسرائيل أنّ الأميركيين يظنون أنه إذا لم يتوصلوا لاتفاق مع إيران، مهما كان هذا الاتفاق، فإنّ ذلك سيشعر الإسرائيليين بحرية أكبر في تصعيد الرد تجاه الملف النووي الإيراني، والردّ إلى حدّ شنّ هجوم قد يقود إلى تدهور الإقليم إلى حرب. وبحسب التقرير، فإنّ إسرائيل تعتقد أنه إذا كان هذا هو منطق التحرك الأميركي، فإنّه سيدفع بهم إلى السعي الدائم للوصول إلى حلّ مع إيران، لأنّ البديل من وجهة نظرهم فظيع.
ويخلص أيال إلى القول إنّ الرسالة التي نقلها الإسرائيليون لسوليفان كانت بسيطة: "إذا لم يصب الإيرانيون بالجنون، (أي اتجاههم لتطوير قنبلة نووية)، فإنّ حرب الظلال بين إيران وإسرائيل ستستمرّ، ولكن إسرائيل لن تذهب لشنّ عمليات حربية".
ووفق ما قاله، فإنّ تصريحات القائد القادم لسلاح الجو، التي نشرت الأربعاء، شكلت صدمة للمستوى السياسي، الذي يحاول حالياً تسويق موقف جديد، لكن تصريحات الجنرالات بشأن شنّ هجوم على إيران تتواصل، وقد طلب رئيس الحكومة من قيادة الجيش الاهتمام بألا تتكرر تصريحات من هذا النوع في الفترة القريبة.
ذهول إسرائيلي من نجاح إيران في المفاوضات
وفي السياق نفسه، ولكن باتجاه مغاير كلياً، اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أنّ الإسرائيليين يذهلون كل مرة من جديد من نجاح الإيرانيين في تحقيق مكاسب والتمسك بخط تفاوضي متشدد، واستخدامهم أوراقاً يعتقد كل من رئيس الحكومة نفتالي بينت ووزير الأمن بني غانتس، أنها ليست قوية.
لكن هرئيل يضيف أنّ إسرائيل تدرك اليوم و"تعترف، بأنّ حجم التأثير المحتمل لها على مواقف الإدارة الأميركية وباقي الدول العظمى في المفاوضات محدود"، فقد تغير جدول أعمال وأولويات إدارة بايدن بشكل لا يخدم مصالح إسرائيل، بعد أن أضيفت إلى سلسلة القضايا التي على أجندة إدارته، من قضايا المناخ والصراع مع الصين، والأزمة الأوكرانية – الروسية.
وخلافاً للمروجين لتصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي، فقد اعتبر هرئيل هذه التصريحات جزءاً من "طوفان" لا لزوم له من التصريحات القتالية بشأن خيار عسكري من الواضح أنه "غير واقعي".
وبحسب هرئيل، فإنّ ما تراهن عليه إسرائيل وتأمله، هو أن "يقضي التشدد الإيراني إلى استعداد أميركي لفرض مزيد من العقوبات الشديدة" على طهران.
ويشير هرئيل إلى مقال للمسؤول الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" الذي ترأس طاقم الحرب المالية ضد إيران، أودي ليفي، على موقع مركز القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية، والذي يبدي فيه الأخير عدم تفاؤله بشأن فاعلية هذه العقوبات، إذ يقول إنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب في إيران، لم تنجح العقوبات الدولية بأن تفرض على إيران تسوية بشأن مشروعها النووي.
ووفق ليفي، فإنّ أهداف هذه العقوبات لم تحدَّد لغاية اليوم، وهل هي موجهة لإسقاط النظام أم لإرغامه على تقديم تنازلات في المفاوضات، وهو يعتقد أنّ هناك تراجعاً في القدرة على فرض العقوبات التي تفقد فاعليتها وتأثيرها شيئاً فشيئاً.
ووفق ما قاله، فإنه في ظل التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة، والصين وروسيا من جهة ثانية، فقد تحوّلت الصين لطوق نجاة لإيران في مواجهة الأخيرة للعقوبات.
ووفقاً لليفي، فإنّ قادة إيران "تعلّموا كيفية ملاءمة أنفسهم مع نظام العقوبات، من خلال بناء "اقتصاد داخل اقتصاد". ففي الوقت الذي تعاني فيه الدولة والمجتمع الإيراني من هذه العقوبات، فإنّ الحرس الثوري يزدهر أكثر فأكثر عبر تسخير قسم كبير من قدرات الاقتصاد الإيرانية المتراجعة لاحتياجاته".
ويصل ليفي إلى القول إنه "لا يوجد بتقديره أي أمل بأن تستجيب الولايات المتحدة الأميركية لمطالب إسرائيل بفرض مزيد من العقوبات على إيران".
ويقترح على الإدارة الأميركية تركيز العقوبات بشكل شخصي على قياديين إيرانيين، مع ذلك تبقى نقطة الضعف الأميركية حالياً نابعة من الأزمة مع روسيا والصين، وهي الأزمة التي لا تتيح تنسيق سياسة دولية متفق عليها ضد إيران. لكنه مع ذلك، يقول إنّ الصين قد تصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة "تضحي من أجله بعلاقاتها مع إيران".
مزيد من التفاصيل