عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا! - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > إعلام وثقافة وفنون > صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح وسائل إعلام مسموع ومقروء ومرئى

    صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح

    عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا!


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 27th December 2021, 12:41 AM المستشار الصحفى غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Field Marshal
     





    المستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud ofالمستشار الصحفى has much to be proud of

    new عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا!

    أنا : المستشار الصحفى




    ليس الاستبداد حالة عَرَضيةً في مجتمعات البشر، بل كان منذ فجر التاريخ حالةً شبه سائدة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وحتى على مستوى الوحدات الأقل اتساعاً من المجتمع، مثل القبيلة والعشيرة والعائلة. وعندما طوّر البشر تنظيماتٍ حِرْفِية قائمة على وحدة المهنة أو الحِرفة، كان الاستبداد مستنداً إلى رؤيةٍ تراتبيةٍ صنعتها التراكمات الزمنية تحت غطاء اسمه الخبرة أو معرفة الأصول أو التقاليد المتوارثة. فقط عندما بدأ العلم يكتسح مجالات المعرفة البشرية بات بالإمكان القول إنّ الديمقراطية بدأت تُخلخل بنيانَ الاستبداد، لأنّ العلم لا يعطي حقائق ثابتة، بل نظرياتٍ قابلة للإثبات، ولأنّ جوهر النظريات قائمٌ في قابليتها للنقض والدحض مثل قابليتها للإثبات.
    وربّما أمكن اعتبار الاستبداد امتداداً لقوانين الطبيعة المتمثلة في الصراعٍ المستدام ضمن دورة الحياة البيولوجية من أجل استمرار الأنواع. لكن هذا يعني أنّ المجتمعات البشرية لم تخرج من حيّز المملكة الحيوانية، ولا من أفقها البيولوجي المحدود، أو كأنّها لم تُكرّم بالعقل الممنوح من الخالق، أو أنها لم تتطوّر لتصنع فارقاً يميّزها عن محدودية الحاجات وينقلها إلى آفاق الفكر. هذا التناقض في فهم البشر ذواتهم، ثم قبولهم بالتراتبية المفروضة بالقوة من خارجها، يجعل التأمل في أسباب بقاء الاستبداد أمراً واجباً على الدوام.
    توافقَ البشرُ عبر الزمن على الذهب والفضة معترفين بقيمتهما وسيطين يحملان ضمناً القابلية لمعايرة غيرهما من المواد، وهذا ما مكّنهم لاحقاً من اختزال القيم الماديّة بالنقد، وقد تطوّرت هذه المفاهيم لتصل بنا في نهاية المطاف إلى السوق الرأسمالي الحالي. لم تقتصر معايرة القِيم بالذهب على الأشياء فقط، بل عمد البشر إلى تقييم القضايا الإنسانية التي تخصّهم، فكانت الأجورُ والرواتبُ المُهور والديّات والغرامات بمثابة تقييم لمسائل لا تُوزن ولا تُعدّ ولا تُكال. اعترافُ البشر بقيمة الأشياء، وافتراضهم وجود معادلاتٍ لها قادرة على قياسها، هو ما جعل الحيازة أو الملكية أمرا مرغوبا، فالملكية الخاصّة لا تعني شيئاً من دون الاعتراف الاجتماعي بها، أي من دون تقديرها وإعطائها القيمة المفترضة بها ضمناً، والتي تجعلها ليس فقط قابلة للحيازة، بل ومحلّ اهتمام وسعيٍ دائمين.

    لم يخلُ التاريخ البشري من شواهد على الثورات ضد الظلم، من ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس إلى آخر ثورات العصر الراهن ضد بشار الأسد وأمثاله

    وفي خضمّ سعي البشر إلى تثبيت حيازاتهم وملكياتهم الخاصة، تطوّرت الحدود بين من يملك ومن لا يملك. وهكذا بدأ البشر يرسمون لأنفسهم قواعد تنظّم الحقوق والواجبات. وبعد أن كانت حرية الإنسان البدائي كامنةً في الطبيعة، باعتبارها متوافقةً مع شكل حياته البيولوجي، باتت حرّيته مرتبطة بالاجتماع، أي بتموضعه ضمن الجماعة البشرية التي بدأت تخرج من فطرتها التي تتماثل فيها مع مملكة الحيوان، لتصل به إلى مصافّ جديدة يحكمها العقل بكل تفاصيله، بإيمانه بالخرافات والأساطير بدايةً، ثم بهدايته عبر الرسالات السماوية، وتالياً بالمنطق والفلسفة، وأخيراً بالعلم الذي بدأ يصبح كأنه دين العقل الجديد، وليس فقط طرق الإنسان للبحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة.
    عندما توسّعت مدارك الإنسان، وعندما وجد في استغلال قوّة عمل أخيه الإنسان وسيلة للرفاهية، وعندما ازدادت شراهة المالكين للمزيد من الملكية، بدأت السلطة بالظهور والتركز، فتوسّعت قدراتهم عبرها، وأخذت حرياتهم معانيها المسيطرة، بينما تقلّصت حريات من لا يملك من باقي البشر المحكومين. ولفرض الخضوع لهذا الاختلال بين البشر، كان لا بدّ من الظلم. طاول الظلم عبر العصور جميع الفقراء، وكانت الجنانُ الموعودة أملهم في التخلص منه، أو هي التعويض النهائي في الحياة الآخرة. ولكن، ليس كل الفقراء خانعين، ولم يخلُ التاريخ البشري من شواهد على الثورات ضد الظلم، من ثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس إلى آخر ثورات العصر الراهن ضد بشار الأسد وأمثاله.
    لكنّ الثورات، مثل المُلكية الخاصّة، لا تعني شيئاً إن لم تحُز على اعتراف واسع من قوى المجتمع المعني بها. هذا ما حصل في الثورتين السورية والمصرية على الأقل، فقد بقي جزءٌ كبير من المجتمعين، السوري والمصري، بعيدين عن اتخاذ موقف حاسم مع الثورة ولصالحها. وعلى الرغم من وجود فرق كبير جداً بين ردّة فعل السلطة السياسية والجيش وأجهزة الأمن بين البلدين، إلا أنّ النتيجة النهائية كانت شبه متماثلةٍ فيهما. في مصر، عاد العسكر إلى صدارة المشهد بعد انحناءة ذكيّة وقصيرة المدى أمام العاصفة الشعبية، بينما بقي الأسد على قمّة عرش الدم والدمار على الرغم من حتف الجميع.
    إذا ما استطاعت الجماعة أو الجماعات الثائرة أن تُنتج نخبتها القادرة على تمثيلها، فإنها تختصر نصف المسافة نحو النصر

    يبدأ المرء بالتشكيك بنفسه عندما يشعر بالهزيمة، كذلك تفعل الجماعات والشعوب. هنا تتحوّل الطاقات الكامنة في النفس البشرية التوّاقة للمساواة والحريّة والتفرّد، إلى عناصر تثبيط وتشاؤم وانكسار. يبدأ الإنسان بالتفكير بصوابيّة اختياراته، عندما يصطدم بالعقبات التي تعترضه، فإذا ما كانت الاختيارات جماعية، كحالة الثورات التي تقوم بها الشعوب أو بعض فئاتها الاجتماعية، ضدّ الحكام المستبدّين، فإنّ الانكسارات تكون أكبر، لأنّ الهزيمة هنا لا تقف عند حد الذات الفردية، بل تتسع لتشمل المجتمع كلّه والأمّة ذاتها، خصوصا إذا ما ترافق ذلك بعنفٍ مستطيرٍ ينتج عنه، بشكل أو بآخر، تشتيت المجتمع وتذرير كيانات أفراده خارج إطار وحداتهم الاجتماعية المعتادة.
    تبدأ الثورات من وصول جماعةٍ أو جماعاتٍ متشابهة في المجتمع إلى إحساسٍ شديد بالظلم، يترافق مع قناعةٍ باستحالة التغيير نحو الأفضل باتباع الطرق المعتادة، أو بانسداد أفق التغيير التراكمي. أي إن الثورات تبدأ بحالة تضامنٍ جماعيّ ضدّ الاستبداد، وإذا ما استطاعت الجماعة أو الجماعات الثائرة أن تُنتج نخبتها القادرة على تمثيلها، فإنها تختصر نصف المسافة نحو النصر، لأنها تكون قد حققت بعض الشروط الذاتية للتغيير، فإذا ما كانت الشروط الموضوعية مساعدةً على الانتقال، فإنّ الفوز يصبح أقرب أكثر فأكثر. هنا يقترب الفرد من المجموع بشكل واضح، لأنه يجد فيه ذاته، ويتلقّى منه الحماية والرعاية والتمثيل. تبدأ في مثل هذه الحالات عاداتٌ جديدةٌ وعلاقاتٌ نوعيةٌ بالتبلّور، فالنجاح في تحقيق التغيير يُطلق الطاقات الكامنة ويحرّر الأفكار ويفكّك القيود.
    إذا لم نعمل على هزيمة الاستبداد في داخلنا، فسنبقى مطايا للمستبد، وسنبقى عبيداً له ولذواتنا الفردية

    ولكنّ الثورات لا تسير نحو النصر دائماً، وأحداث التاريخ مليئةٌ بأمثلة الثورات الفاشلة أو المغدورة، فإذا تعثّرت الجماعة في سعيها وانهزمت لسببٍ أو لآخر، فإنّ أفرادها ما يلبثون أن يتحوّلوا من حالة التضامن الجماعي إلى حالة الخلاص الفردي. هنا يرجع الأفراد إلى وحداتهم الأصغر كالعائلة، لتلقي الحماية والمحافظة على الذات، منطلقين من مبدأ أوْلى لك فأوْلى. لكن، ما إن يأمن هؤلاء على حياتهم، حتى يسارعوا مجدّداً للتجمّع ضمن أطرهم القديمة، وهذا ما نراه في تجمّعاتهم الجديدة خارج مدنهم وقراهم بعد الهجرة أو التهجير، حيث يبحث الناس عن العيش بقرب من ألفوهم سابقاً. وهنا تُعيدُ الدورة ذاتها، فترجع العلاقات القديمة والروابط السابقة، بما فيها من رواسب وتراكمات، لتشدّ أزر الجماعة المهزومة، لكنّها تشدّها نحو الماضي لا نحو المستقبل.
    هنا، وهنا بالذات تبدأ هزيمتنا أمام الاستبداد، عندما نسمح له باسترقاقنا مقابل النجاة بذواتنا. يسقط بعض منّا في مسار الصراع الطويل، وتنجو الغالبية العُظمى. لكنّ النجاة بالجسد لا تعني النجاة بالروح، فالهزيمة هي أن نعتبر ذواتنا منفصلةً عن مجموعنا، وأن نقبل العودة إلى ما كنّا عليه قبل ثورتنا، فإذا لم ندرك هذا التناقض بين البقاء والفناء، وإذا لم نعمل على هزيمة الاستبداد في داخلنا، فسنبقى مطايا للمستبد، وسنبقى عبيداً له ولذواتنا الفردية.




    مزيد من التفاصيل

     

    الموضوع الأصلي : عندما سمحنا للاستبداد باسترقاقنا!     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : المستشار الصحفى

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    "المعسكر 17".. ماذا تعرف عن السجن المخصص لمعارضي... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 05:28 AM
    بالفيديو: قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب بسوريا أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 05:28 AM
    الشركة المشغّلة لممر غزة البحري: الأمن أبرز... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 05:28 AM
    ناجية من هجوم موسكو تروي تفاصيل "مذبحة قاعة... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 05:28 AM
    "شاومي" تنافس "تسلا" بسيارة كهربائية رياضية أقل... أخبار متفرقة ينقلها لكم (المستشار الصحفى) المستشار الصحفى 0 1 29th March 2024 05:28 AM

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)


    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]