شيعت جنوب أفريقيا في جنازة رسمية الأسقف والمناضل فيمواجهة نظام الفصل العنصري، ديزموند توتو، عقب وفاة الحاصل على جائزة نوبل للسلام، الأحد الماضي عن عمر يناهز 90 عاما، حيث أثار موتهموجة من الحزن في جنوب أفريقيا.
وكان توتو ضمنالقوى المحركة للحركة التي ناضلت من أجل إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوبأفريقيا، الذي فرضته حكومات الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء من عام 1948 إلىعام 1991.
وودّعت مدينة كيب تاون في جنوبأفريقيا الأب الروحي للنضال ضدّ نظام الفصل العنصري، في جنازةمتواضعة بناء على رغبة ديسموند توتو لكن عابقة بحرارة عميقة وبكلمات تذكّر كيفخلّد هذا الرجل الصغير البنية ذكراه في التاريخ.
وتوافد أقاربالرئيس الفخري للأساقفة وأصدقاؤه وعدّة كهنة وأعيان وأيضاً أرملة آخر رئيس أبيضلجنوب إفريقيا فريدريك دي كليرك في مجموعات صغيرة إلى كاتدرائية سانت جورجالأنغليكانية لحضور قداس الجنازة.
وبعد السلامالرسمي، ألقى الرئيس سيريل رامابوزا كلمة التأبين، قائلا: "لو كان الأسقفالكبير ديسموند توتو بيننا اليوم، لتساءل: لماذا يبدو عليكم الحزن والأسى لهذهالدرجة؟".
وصرّح رئيسالدولة أن "ماديبا (الإسم الحركي لنيلسون مانديلا) كان أبا الديموقراطية فيبلدنا، في حين كان رئيس الأساقفة ديسموند توتو الأب الروحي لها"، قبل أنيسلّم أرملة توتو الملقّبة تحبّبا "ماما ليا" راية وطنية، وهو التكريمالعسكري الوحيد الذي سُمح به في هذه المراسم.
يذكر أن ديسموندتوتو المعروف خصوصاً بلقب "ذي آرتش" والذي توفّي في السادس والعشرين منكانون الأول وفاة طبيعية عن 90 عاما، قد أكد على ضرورة أن تكون المراسم بسيطة.
وذكّرت أرملة مانديلاغراسا مشيل بـ "الجرأة التي لا توصف التي كان ينبغي التحلّي بهاوقتذاك لمواجهة نظام الفصل العنصري".
اقرأ أيضا: الغارديان: لم يكن تجاهل "توتو" ممكنا عند دفاعه عن فلسطين
وشهد الأسبوع الماضي، عدّة فعاليات تكريمية للمونسنيور ديسموند توتو في جنوب أفريقيا والخارجحيث استذكر أبناء بلده جرأته في وجه السلطة الاستبدادية في بريتوريا.
ومن المقرر أنتتم إذابة جثمان توتو، بوضع الجسد في مزيج من المياه وهيدروكسيد البوتاسيوم معاستخدام الضغط والحرارة لإذابة الجسد فيما يعرف باسم عملية التحلل المائي القلوي.وهي عملية توصف بأنها بديل صديق للبيئة مقارنة بحرق الجثث.
وقال مايكلويدير إن هذا هو "ما كان يتطلع إليه (توتو) كمناضل بيئي"،بحسب ما نشرته"بي بي سي عربي".
واحتشد الآلافمن مواطني جنوب أفريقيا لألقاء نظرات الوداع والتبجيل الأخيرة على جثمان الأسقفتوتو المسجى في كاتدرائية سانت جورج في كيب تاون، حيث تأثر الآلافبخبر وفاته.
وتعبيرا عن حبهللرجل، قطع والي مدلولي، مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر من بلومفونتين إلى كيب تاون،حيث طلب مساعدة العائلة والأصدقاء لدفع بعض تكاليف الرحلة واضطر للنوم في محطةبنزين في الطريق لإلقاء نظرة الوداع على جثمان توتو، بحسب "بي بي سي عربي".
ومن المتوقع أنتتم مراسم دفن "رماد" جثمان رئيس الأساقفة ديزموند توتو في نهاية هذاالأسبوع. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت عائلته ستختار إقامة حفل خاص بحضور محدود أوجعل الحضور عاما.
وكان توتو أوصى بوجوب "عدم التباهي أو الإنفاق بشكل مبالغ فيه" على مراسم تأبينه، وأن يتم وضعه في "أرخص نعش متاح"، على أن تكون الزهور الوحيدة في الكاتدرائية "باقة من أزهار القرنفل من عائلته"، وفقا لمؤسسة ليغاسي ديزموند وليا توتو.
وسيتم دفن "رماد" توتو خلف المنبر في كاتدرائية القديس جورج في كيب تاون التي شغل منصب رئيس الأساقفة فيها لمدة 35 عاما.
اقرأ أيضا: "توتو".. القس الذي أيد قضايا العرب والمسلمين (إنفوغراف)
كيفية إذابةالجثة بالمياه؟
يتم وصف طريقةالاذابة، التي تستخدم الماء بأنها بديل صديق للبيئة مقارنة بحرق الجثث الذي يستخدمالنار.
بينما يقولممارسو هذه الطريقة إن كمية ثاني أكسيد الكربون الضار بالبيئة المنتجة فيها هي أقلبنسبة تصل إلى 90 في المئة من تلك التي تنتج عن حرق الجثث.
والاسم التقنيللعملية هو التحلل المائي القلوي، وتتضمن تسخين الجثة إلى 150 درجة مئوية في خليطمن هيدروكسيد البوتاسيوم والماء لمدة تصل إلى 90 دقيقة.
ويؤدي ذلك إلىإذابة أنسجة الجسم، تاركا العظام فقط، التي يتم غسلها بعد ذلك بدرجة 120 درجةمئوية وتجفيفها ثم سحقها إلى بودرة خشنة باستخدام آلة تسمى بآلة حرق الجثث.
وبمجرد اكتمالكل هذه الخطوات، يمكن دفن الرفات أو نثره وفقا لرغبة المتوفى التي أوصى بها تماماكما يحدث في حرق الجثة العادي.
وكان يطلق على ديزموند توتو، لقب "بوصلة الأمة الأخلاقية"، لما قدمه من شجاعة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية، حتى لو كان الثمن باهظًا على نفسه.
بعد تقاعده رسميا من الحياة العامة في عيد ميلاده التاسع والسبعين، واصل توتو التحدث علنا عن مجموعة من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك اتهام الغرب في عام 2008 بالتواطؤ في معاناة الفلسطينيين من خلال التزام الصمت.
مزيد من التفاصيل