سلطت صحيفة عبرية الضوء علىقصة سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على السفينة "كارين إيه" في البحر الأحمرفي ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وقبل 20 عاما، بدأت عملية إسرائيليةلـ"قرصنة" سفينة كانت تبعد نحو 750 ميلا بحريا، عن سواحل فلسطين المحتلة،حيث تمكن جيش الاحتلال من السيطرة على تلك السفينة بزعم أنها محملة بالسلاح.
تغيير الصورة
ويستعيد جنرال احتياط يوسي كوبرفاسرذكرياته في عام 2002، وهو رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"في 2002، الذي كان في وقتها داخل غرفة العمليات بالطائرة التي حلقت فوق "سفينةالسلاح" في البحر الأحمر بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2002، وقال: "فتشتعناصرنا "كارين إيه" ولم يجدوا شيئا"، بحسب مقال نشر في صحيفة"إسرائيل اليوم" العبرية للكاتب حنن غرينوود.
وتابع كوبرفاسر: "سأل موفازماذا يحصل، أجاب تشيني؛ لقد وجدوا سكين أرز، فنظر إليّ في الخلف وقال: يا كوبرفاسرستعود لتل أبيب عبر نافذة الطائرة، فطلبت أن يواصلوا التفتيش، وعندها سألوا الكابتنأين السلاح، فرد: لماذا لم تسألوا؟ وأراهم، صخرة أزيحت عن قلبي".
وذكر الكاتب، أنه "قبلعشرين سنة بالضبط خرجت إلى حيز التنفيذ عملية تكاد تكون غير مسبوقة تسمى "سفينةنوح"، وفي إطارها سيطرت الوحدة البحرية "13" التابعة للجيش الإسرائيليعلى سفينة سلاح فلسطينية في زمن الانتفاضة الثانية، وفي آذار/ مارس 2002، بعد شهرينمن السيطرة على السفينة قتل 81 إسرائيليا في 11 عملية، وفي نهاية ذاك الشهر بدأنا حملة"السور الواقي" العسكرية".
وقال: "السلطة الفلسطينيةالتي كانت عرضت نفسها قبل بضع سنوات من ذلك كمحبة للسلام، فعلت في تلك الفترة كل مافي وسعها كي تشجع تنفيذ المزيد من العمليات، ولهذا الغرض اشترت سفينة وحملتها بأسلحةإيرانية، ولو وصلت إلى المنطقة لغيرت وجه الصورة"، بحسب رواية الاحتلال.
اقرأ أيضا: اتفاق يقضي بزيادة حصة صادرات الغاز من الاحتلال إلى مصر
وقال رئيس الأركان في حينه شاؤولموفاز: "أدركنا أن ياسر عرفات (الرئيس الفلسطيني الراحل) يبحث عن مصادر سلاح لأجهزةالأمن الفلسطينية وللتنظيم، وبعد بضعة أشهر من السيطرة على سفينة سلاح أخرى تدعى"سانتوريني"، بدأت الأنباء تصل في آب/أغسطس 2001 إلى شعبة الاستخبارات عنالسفينة "كارين إيه"، وعندها فهمت أنه يجب فتح العين على البحر الأحمر".
وأوضح غرينوود، أن "السفينةحُملت في جزيرة "كيش" التي تقع في خليج عُمان بخمسين طنا من الوسائل القتاليةوانطلقت صوب مصر، ومن هناك خططوا لتهريب الوسائل القتالية الخطيرة في حاويات إلى قطاعغزة"، منوها أن "الجيش الإسرائيلي شخّص تحرك السفينة، فقرر الخروج في عمليةاستثنائية في حجمها".
وتابع: "عهد بالجانب العملياتيإلى عناصر الوحدة "13" البحرية، الذين تدربوا سابقا على الهبوط من المروحياتبالحبال، وهي قدرة لم يتم استخدامها على الإطلاق في الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت،وفي الاستيلاء على السفن باستخدام زوارق سريعة، وإلى جانبهم كانت أيضا في قلب البحرسفن صواريخ وغيرها من السفن".
الكنز الهائل
وأردف: "في الجو عملت مروحياتوطائرات قتالية، وكذا طائرات استخبارات، وبسبب الطبيعة الدراماتيكية والمعقدة للعملية،قاد عملية السيطرة (القرصنة) رئيس الأركان موفاز بنفسه، إلى جانب قادة سلاح الجو، سلاحالبحرية وشعبة الاستخبارات، من خلال طائرة خاصة".
وذكر موفاز أننا "كنا ملزمينبأن نأخذ القرارات في الميدان، 500 كيلو متر عن شواطئ إيلات، مع قوة هائلة بحجمها وفينافذة زمنية لساعة فقط من هدوء العاصفة، وصل عناصرنا مع أدواتهم الكثيرة إلى"كارين إيه"".
بدوره، قال مدير عام وزارة الاستخباراتالحالي أليكس دان، وفي حينه قائد سرب مروحيات "بلاك هوك" التي نفذت عمليةالإنزال على ظهر السفينة: "في تلك الفترة، كانت هناك عمليات كبيرة في إطار الانتفاضةالثانية، لكن لا شك أن هذه كانت مهمة استثنائية".
وزعم دان أن "عملية السيطرةاستغرقت 7 دقائق فقط، لكن في البداية لم ننجح في العثور على السلاح المخبأ، وفقط بعدأن قاد الكابتن القوة إلى الحاويات، اكتشف الكنز الهائل؛ 50 طنا من السلاح الذي كان معدا للوصول إلى قطاع غزة بما في ذلك؛ آلافالصواريخ وقاذفات الهاون، صواريخ "آرب.بي.جي" ومئات البنادق الرشاشة والبنادقالقناصة".
اقرأ أيضا: اصطدام سفينتين في "البلطيق".. وتحقيق في دور الكحول بالحادث
ولفت موفاز، أنه كانت لديهممخاوف من المواد المتفجرة، وكانت السفينة محملة بـ 2.2 طن من مادة "C4"؛ التي كانت تكفي لأكثر من 450 عملية،وهذا كان من الممكن أن يلحق بنا ضررا أكثر بكثير من كل صواريخ "كاتيوشا".
ورأى الكاتب أن "المعنىالاستراتيجي للعملية كان حرجا بقدر لا يقل عن النجاح الأمني، وفي ذاك الوقت وجدت الحكومةوالجيش صعوبة في إقناع الأمريكيين بالحاجة إلى الخروج لحملة عسكرية لاحتلال مناطق السلطةوالقضاء على المواجهات، كون الأمريكيين كانوا مقتنعين بأن عرفات، هو شريك حقيقي وليسمخربا متخفيا، وعندما وصل موفاز إلى الولايات المتحدة وفي يديه التوثيق الذي أثبت بأنعرفات هو الذي أرسل السفينة، أدى الأمر لتغيير الاتجاه وبدأت إسرائيل بعملية"السور الواقي"".
وعلق أليكس دان بقوله:"ساعدتنا العملية مثل كثيرين آخرين في قطع شوط طويل، الأمر الذي يقوم به اليومأيضا، ففي "المعركة بين المعارك"؛ الجيش الإسرائيلي يتعلم كل الوقت، وكلعمليات كهذه هامة، معرفة الماضي هامة لأجل التخطيط للمستقبل".
مزيد من التفاصيل