حذرتصحيفة عبرية من التداعيات الخطيرة للعقوبات العالمية ضد روسيا بعد غزوها أوكرانيا،والتي قد تتسبب بخسارة الاحتلال الإسرائيلية مليارات الدولارات.
وأوضحتصحيفة " هآرتس/ذي ماركر" العبرية، في تقرير شارك في إعداده كل من ميخائيلروخفرغر وإسرائيل فيشر، أن "غزو روسيا لأوكرانيا دفع الولايات المتحدة وبريطانياودولا أخرى إلى فرض عقوبات على روسيا، وهذه العقوبات يمكن أن تؤثر سلبا على فروع مختلفةفي اقتصاد إسرائيل، وأيضا على شركات إسرائيلية تنشط في روسيا، نشاطها يبلغ مليارات الدولاراتفي السنة".
تأثيراتكثيرة ومعقدة
ونوهتإلى أن "شركة إسرائيلية ستعمل مع جهات فرضت عليها عقوبات أو قيودا، يمكن أن تواجهمشكلات في عقد صفقات مع الأمريكيين أو الأوروبيين، وربما تقدم ضدها دعاوى في واشنطنوأوروبا".
حاغيتلفين، مديرة شركة تأمين من مخاطر الائتمان والتجارة الخارجية التي تؤمن على صفقات ائتمانفي السوق المحلية والتجارة الخارجية في 140 دولة، أوضحت أن "هناك عددا كبيرا منالشركات معرضة لهذا الوضع المعقد في روسيا وأوكرانيا، لقد رأينا في السابق أحداثا سياسيةتعرضت لها شركات إسرائيلية، مثلا في تركيا والأرجنتين، لكن هذا حدث بحجم مختلف، نحننوجد في علاقة دائمة مع فرعنا في موسكو، ومع شركات قامت بالتأمين عندنا، وأصبحت عرضةلهذه الأزمة".
وتابعت: "في هذه الأثناء، لم نسمع بعد عن شركاتإسرائيلية طلبت تفعيل التأمين أو عن عقوبات ملموسة ضد شركات إسرائيلية، ولكن نشأ وضعمع تأثيرات كثيرة ومعقدة، مثل تغييرات في أسعار العملة والطاقة ومواد البناء".
وذكرتالصحيفة أن "من بين الشركات الإسرائيلية التي يمكن أن تتضرر من فرض العقوبات علىروسيا، هناك شركة العقارات "غازيت غلوب"، التي يسيطر عليها حاييم كاتسمان،بواسطة الشركة الفرعية "اتريون"، وهي تمتلك 7 عقارات في روسيا (مجمعات تجاريةومكاتب)، بمساحة 240 ألف متر مربع، بقيمة تقدر بـ260 مليون يورو".
وأشارتإلى أنه "في روسيا تنشط أيضا شركات عقارات مثل "إسرائيل – كندا"، التيتسيطر عليها "براك روزين وآسي توكماير"، التي مع "الكترا" من مجموعة"الكو" للأخوين "ميكي وداني زلكين"، تمتلك مشاريع عقارية كبيرةفي سانت بطرسبورغ في روسيا، إضافة إلى أن شركة "ميرلاند" تنشط في روسيا في شراءوإقامة مشاريع عقارية".
وأفادت بأن "ليف لافييف"، الذي كان في السابق يسيطر على شركة "أفريكو -إسرائيل"للاستثمارات، والذي يعيش في موسكو، توجد له نشاطات متشعبة في روسيا في مجال العقاراتوالمجوهرات والصناعة، وفي أوكرانيا تنشط شركة العقارات "سكوربيو"، التي يمتلكها"بني شتاينيتس"، والتي ما زالت مدينة بعشرات ملايين الشواقل لأصحاب سنداتفي اسرائيل ولبنك "هبوعليم" الإسرائيلي".
أماشركة سيارات "يونفرسال موتورز" التي تمتلكها عائلة "دنون" وعائلة"عيني"، والتي "تباع في إسرائيل بواسطة سندات، أبلغت عن تأثرها بما يحدث في أوكرانيا عن طريق الشركة الفرعية"أفيس أوكرانيا"، التي تنشط في مجال تأجير السيارات والتأجير التمويلي للسيارات،وتوجد للشركة عدة فروع في 5 مدن رئيسية في أوكرانيا، وهي تمتلك أسطولا يضم نحو 3600 سيارة".
نشاطاقتصادي توقف
وتشيرالتقارير المالية لشركة "يونفرسال موتورز"، إلى أن مبلغ الاستثمار في الشركةبلغ 120 مليون شيكل (دولار=3.22 شيكل) كانون الأول/ ديسمبر 2021، كما قدمت المجموعةلشركة "أفيس أوكرانيا" قرضا وضمانات بمبلغ 20 مليون شيكل".
ومنبين الشركات التي تنشط بشكل كبير خارج قطاع العقارات لها في روسيا، شركة "تيفع"ومجموعة "شتراوس" ومجموعة "بيرن" و"بيل ريم" للصناعةو"كفريوت" و"اف غول" و"ميليت" و"غيلات للأقمارالصناعية" وغيرها، وبالنسبة لـ"تيفع"، السوق الروسية هي الثانية فيحجمها من ناحية مداخيل الشركة، 2 مليار دولار في 2021 مع ربح تشغيلي بلغ 529 مليوندولار".
اقرأ أيضا: قيود روسية محلية دعما للروبل.. وعقوبات بالمثل على الغرب
ونبهت مديرة شركة تأمين لفين إلى أن "النشاط الاقتصاديفي أوكرانيا توقف، وفي روسيا العقوبات تؤدي إلى تأميم البنوك، التي جزء منها بملكيةالأوليغارشيين الذين يمتلكون شركات حقيقية، جزء منها نشط وله علاقات تجارية مع شركاتإسرائيلية".
وأكدتأن "هناك عدم يقين، الشركات الإسرائيلية تجلس وتحاول تحليل وفهم تداعيات الوضعوالتقدير، ما إذا كان هذا الوضع سيكون موجة قصيرة المدى أو هو تسونامي ضخم ومؤلم".
ولفتت"هآرتس/ذي ماركر" إلى أن "هناك خوفا رئيسيا آخر في إسرائيل، يتعلق تحديدابمجال غير مهم من ناحية حجم التجارة بالأموال، لكنه جوهري من ناحية تأثيره على كل السوقوالدولة، وهو استيراد القمح والحبوب التي تستخدم كعلف للحيوانات، من روسيا وأوكرانيا،وهذا الفرع يشكل 12 في المئة من إجمالي واردات المواد لإسرائيل في 2021".
وأفادت بأن "ما بين الثلث إلى النصف من هذه السلع المستوردة لإسرائيل يأتي من روسيا وأوكرانيا،لذلك، من شأن هذه الأزمة أن يكون لها تأثير جوهري على الصناعات الغذائية في إسرائيل".
وقال"ايتي رون"، مدير عام شركة "سانتسيفر" لاستيراد الحبوب، ورئيس اتحاد المستوردين في تلأبيب: "نحن نعيش على ما نستورده من الأوكرانيين والروس، يصلنا منهم نصف الطعام"،مضيفا: "الموانئ هناك لا تعمل، ولو كنت أعمل في ميناء بأوكرانيا لهربت".
وحذررون من نقص في مخزون التموين في إسرائيل في حال استمرت الأزمة ولم يتم إيجاد مصادرتموين بديلة بأسعار معقولة.
وأكدتالصحيفة أن "فرع الزراعة والمنتوجات الغذائية هو الأكثر عرضة للتأثر بالتصديرإلى روسيا، وبالأساس الخضراوات والمحاصيل الجذرية والفواكه والحمضيات والأفوكادو، أضف إلى ذلك أن إسرائيل تصدر لروسيا مواد كيميائية، مثل المبيدات الحشرية والأسمدة للزراعة".
مزيد من التفاصيل