رجحت تقديرات إسرائيلية، دخول المناوشات والحربالسرية الجارية بين "إسرائيل" وإيران مرحلة جديدة من التصعيد، كاشفة أنهناك حرب إسرائيلية من خلف الكواليس تجري لمواجهة مشروع المُسيرات الإيراني.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية فيتقرير أعده تل ليف-رام: "في الفترة الأخيرة من الواضح أن المعركة الجاريةبسرية في السنوات الأخيرة بين إسرائيل وإيران ترتفع درجة، ووتيرة الأحداث آخذة فيالتصاعد، وفي كل أسبوع يتحقق ارتفاع درجة".
الطوق الأقرب
وذكرت أنه بعد "تصفية" ضابطين منالحرس الثوري الإيراني في سوريا في هجوم منسوب لـ"إسرائيل" قبل أيام،تصاعد التوتر، وشنت طهران هجوما بالصواريخ في "أربيل"، والتي بحسبالإعلام الإيراني استهدفت قاعدة إسرائيلية، لكن "إسرائيل أبقت على غموضعال".
ونوهت أن هناك "الكثير من التفاصيل غيرمعروفة، وليس كل شيء يمكن قوله، ولكن يمكن القول أنه في الجانب العملياتيوالاستخباري، في جهاز الأمن بعيدون عن الاستخفاف بالقدرات الإيرانية"، موضحةأن "التحليلات التي تقول أن هجمة الصواريخ في العراق هي انتقام إيراني علىتصفية عناصر قوة القدس في دمشق الأسبوع الماضي، بعيدة عن أن تروي القصة الكاملة".
وأكدت الصحيفة، أن "الحساب الإيرانيالمفتوح تجاه إسرائيل أوسع بكثير، والأحداث هذا الأسبوع تشكل استمرارا لمعركة تجريفي السنوات الأخيرة بين إسرائيل وإيران على الأرضي العراقية وليس فقط في سوريا، وهذا بالتوازي مع الجهود الهائلةالتي تبذلها طهران في مجال المسيرات الهجومية والاستخبارية، إلى جانب الصواريخالدقيقة التي تطورها، انطلاقا من رغبتها في تزويد شركائها في الشرق الأوسط بهذهالوسائل القتالية".
وأضافت: "القدرات الإيرانية المتطورةتعيشها إسرائيل بشكل أليم، ولكن في إسرائيل يشخصون ما تحاول إيران عمله، بما فيذلك تصدير الوسائل القتالية للطوق الأقرب لها، جماعة الحوثي في اليمن، المليشياتفي العراق وسوريا وبالطبع لحزب الله في لبنان، ومساعدة حماس في غزة".
اقرأ أيضا: الحرس الثوري: استهدفنا مركز تجسس إسرائيلي في أربيل
ولفتت إلى أن "إسرائيل تدير من خلفالكواليس معركة حقيقية في مواجهة مشروع المُسيرات الإيراني؛ بعضها يتركز على إحباطمحاولات المس بإسرائيل وبعضها خفي، ولكن يبدو أن الجهد الكبير للمس بقدرات إيرانفي هذا المجال، تتركز في سوريا والعراق، ولكن بعضها حسب تقارير أجنبية، ينفذ داخلإيران".
التصعيد يزداد
وأشارت إلى أن الخبير عاموس هرئيل من"هآرتس"، ذكر هذا الأسبوع أنه "في الهجوم المنسوب لإسرائيل فيإيران، دمرت مئات المسيرات الإيرانية منأنواع وحجوم مختلفة"، إضافة لما ذكرته قناة "الميادين" في هذاالإطار وأحداث سابقة، كل ذلك بحسب "معاريف"، "يرسم لوحة التفاصيلوصورة مواجهة مباشرة آخذة في التعاظم بين إسرائيل وإيران، إضافة لأطراف مختلفة فيالقصة آخذة في الاتضاح".
وتابعت: "هجوم هام في إيران نفذ في منتصفشباط/فبراير الماضي، ولاحقا جاءت محاولات إيرانية للرد، وذكر الجيش الإسرائيلي أنهأسقط مُسيرتين إيرانيتين في طريقهما لإسرائيل الأسبوع الماضي، ولاحقا ضرب في سورياهدف استراتيجي إيراني، مع تصفية مهندسين إيرانيين، وبعد ذلك هاجمت إيران بالصواريخهدفا أمريكيا في عملية ليست رمزية بل ذات معنى عملياتي".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "الردالإيراني في أربيل، ليس ردا على العملية المنسوبة لسلاح الجو في سوريا، وهذا باتحسابا آخر، وعليه التأهب العالي في الشمال سيبقى في الفترة القريبة القادمة حينتكون الفرضية الأساس لجهاز الأمن هي أن إيران تسعى إلى الانتقام على هذا الحدث".
ونبهت إلى أن "الهجوم المنسوب لإسرائيل فيمنطقة دمشق قبل نحو أسبوعين، كان شاذاوهاما ويمكن الآن الكشف عن بعض تفاصيله الجديدة، بالنسبة لهوية القتلى، في إيران جرى الحديث عن ضابطين كبيرين في الحرسالثوري، لكن في إسرائيل، يعتقدون أنهم من قوة القدس، وفضلا عن كونهما ضابطين همامهندسان، والهدف نفسه الذي تعرض للهجوم، يعرف كاستراتيجي وأغلب الظن يرتبط بمشروعدقة الصواريخ".
وبينت الصحيفة، أن "إيران استخدمت سوريالتطوير منظومات مختلفة، لأن الطريق قصير لنشؤها في العراق ولبنان، وإسرائيل ترى فيهذه الوسائل القتالية خط أحمر محظور اجتيازه"، منوهة أن "هدف الهجوم فيسوريا، كانت البنية التحتية نفسها، وفي جهاز الامن لم يأسفوا على قتلالضابطين".
وأكدت أن "المناوشات بين تل أبيب وطهران،لا تنقطع عن السياق العالمي، وعندما تتناوش القوى العظمى فيما بينها، تجري مواجهاتبين قوى أصغر، ومن هنا، التوتر في الساحة الشمالية سيرافقنا لزمن طويل، واحتمالاتالتصعيد تزداد كلما مر الوقت، ويتواصل الصدام العسكري حيث يكون معظمه من خلفالكواليس وفي غموض شديد".
مزيد من التفاصيل