تتصاعد استعدادات المستوطنين والمتطرفين اليهود لما يسمونه "ذبحالقربان" في المسجد الأقصى، فيما حذرت المقاومة الفلسطينية من مغبة تلكالأفعال.
وكان عشرات المستوطنين نفذوا مساء الاثنين، محاكاة كاملةلما يسمى "قربان الفصح" في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجدالأقصى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
المستوطنون ينفذون محاكاة "لقربان الفصح" في القصور الأموية قرب المسجد الأقصى pic.twitter.com/r1i7gFMv5W
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 11, 2022
وأتت هذه الخطوة بعد "قمة حاخامية" عُقدت في الأقصىلمناقشة فرض طقوس "الفصح" العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين المتطرفوتعهدات من قادة جماعات "الهيكل" بإدخال ما يسمونه "قربان الفصح"إلى الأقصى مساء يوم الجمعة القادم (الرابع عشر من شهر رمضان).
ويحل "عيد الفصح" العبري هذا العام متقاطعاً معالأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما بين 16 و22 من شهر نيسان الجاري.
وتواصل جماعات "الهيكل" المزعوم حشد مناصريها لاقتحامالمسجد الأقصى في عيد "الفصح"، وتدنيسه بإقامة الطقوس فيه، والتي يتخللهاإدخال ما يسمونه "فطير العيد"، وقراءة جماعية لمقاطع من "سفر الخروج"،ودخول طبقة "الكهنة" بلباس "التوبة" الأبيض، وذبح "قربان"العيد في باحاته.
وسيحاول المستوطنون خلاله إدخال ما يسمونه "القربان"أو إدخال دمه لنثره على صحن الصخرة ابتداءً من يوم الخميس 13 رمضان وحتى يوم الجمعة21 رمضان.
مكافأة
وأعلنت ما تسمى حركة "العودة إلى جبل الهيكل" عنمكافأة مالية لمن ينجح في تقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى المبارك، خلالالعيد العبري.
ووعدت الحركة المتطرفة من يتمكن من القيام بذلك بمكافأة ماليةمقدارها عشرة آلاف شيكل "حوالي 3,100 دولار"، ومنح من يدخل السخل دون ذبحهبمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل "250 دولارا"، ومن يحاول ويفشل مكافأة مقدارها400 شيكل "125 دولارا"، وذيلت إعلانها بالقول إن تقديم القربان هو الرد الطبيعيعلى "الإرهاب".
وأكدت جماعات الهيكل المتطرفة في تصريحات لقادتها بعد نشرالإعلان أن "الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعب"، مضيفة أنه "لا حـمـاسولا الأردن يقررون ما يحصل "في الأقصى"، فنحن من سنقرر مصير قربان الفصح"،مؤكدة: "إننا في هذا الجمعة القادم، في عشية الفصح، سنأتي إلى جبل الهيكل من كلأنحاء البلاد لنقدم قربان الفصح في موعده، ونجدد العبادة اليهودية [في الأقصى] بعد2000 عام من اندثارها".
المقاومة تحذر ودعوات للرباط
وردا على تلك الدعوات، أُطلقت دعوات فلسطينية تحت عنوان"في الأقصى اعتكافي"؛ للإقبال الواسع على الاعتكاف والرباط في المسجد الأقصىالمبارك، في ليالي العشر الثانية من شهر رمضان.
من جهتها حذرت المقاومة الفلسطينية من انتهاك حرمةالمسجد الأقصى المبارك.
وأكد قيادي فلسطيني، أن سياسة استفراد الاحتلال بالضفة الغربية والقدس أصبحت من الماضي، محذرا من معركة حاسمة وفاصلة ستندلع في أي وقت، حال تمادى الاحتلال في اعتداءاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
ولفت القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن فصائل المقاومة أرسلت رسائل عبر الوسطاء، بأن "أي تجاوزات في القدس لا يمكن السكوت عنها، وإذا كنتم تريدون هدوءا في المنطقة، فعليكم إيقاف عدوان الاحتلال، ولن نسكت عن أي تجاوز".
وحول دخول غزة مواجهة مع الاحتلال، أضاف: "غزة قادرة على خوض معركة طويلة الأمد إذا ما تجاوز الاحتلال الخطوط الحمر التي رسمتها المقاومة، وغزة ليست وحدها في المعركة، فالقدس ومدن الضفة الغربية والداخل المحتل ستلتحم جميعها ضد الاحتلال حال فكر بالمساس بمقدساتنا".
ولفت القيادي الفلسطيني إلى أن المقاومة "تتابع عن كثب توجهات المستوطنين لذبح قرابين يوم الخامس عشر من شهر رمضان في ساحات الأقصى"، قائلا إن "هذا الحدث يعد تعديا وتجاوزا لكل الخطوط الحمر، والاحتلال يعلم ماذا نعني بهذا التوصيف الذي حددته المقاومة، ونقول بكل وضوح: زمان قيام الاحتلال بالمساس بأبناء شعبنا الفلسطيني قد مضى، ولن تمر جرائمه بلا حساب أو عقاب".
اقرأ أيضا: قيادي بالمقاومة: سنواجه عدوان الاحتلال بالقدس وأبلغنا وسطاء
ووفق قناة "الجزيرة" القطرية فقد أكد مصدر مسؤولفي فصائل المقاومة الفلسطينية، أن مخطط المستوطنين لذبح القرابين المزعومة داخل باحاتالأقصى، عملٌ يتجاوز كل الخطوط الحمر، ويُعتبر لعبا بالنار.
وحذر المصدر المسؤول، ولم تسمه القناة، من أن هذا الاستفزازلمشاعر العرب والمسلمين سيكون بداية أيام سوداء على الاحتلال ومستوطنيه، وفق تعبيره.
وعمدت ما تسمى "جماعات الهيكل" إلى نصب خيمتينفي ساحة القصور الأموية (جنوبي ساحة البراق) استعدادا لنثر رماد القرابين التي ستذبحوينثر رمادها في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.
وقالت "جماعات الهيكل" إنها وضعت خططا وفق زعمهالتنفيذ الهدف الفريد المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لاكتمال الطقوس والمراسم بالاحتفال"بالفصح اليهودي"، موضحةً أنه سيتم جلب الخراف للذبح والحرق خلال أيام العيدالذي بدأ اليوم ويبلغ ذروته مساء الجمعة المقبل.
تواصل الاقتحامات
وتتواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى يوميا.
وصباح الثلاثاء اقتحم حوالي 150 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال، فيما عمد العديد إلى أداء طقوس تلمودية أمام قبة الصخرة.
جانب من اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى وأدائهم طقوساً تلمودية أمام قبة الصخرة pic.twitter.com/v042L6FnJX
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 12, 2022
بينهم طلاب للمعاهد التوراتية والدينية.. من اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى هذا الصباح pic.twitter.com/AzQQhNqIH2
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) April 12, 2022
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية على فترتين صباحية ومسائية باستثناء يومي الجمعة والسبت، في محاولة احتلالية لفرض التقسيم الزماني في المسجد، وتزاد وتيرة هذه الاقتحامات في فترة الأعياد اليهودية التي تتصادف هذه الأيام مع حلول شهر رمضان.
مزيد من التفاصيل