نشرت مجلة "ليكسبراس" الفرنسية مقالًا تحدثت فيه عناحتمالية استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا لسنوات، فبعد ما يقارب أربعة أشهر منبدء غزو أوكرانيا، لا يبدو أن الحرب ستنتهي في أي وقت قريب.
وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الأمين العاملحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، قال في 19 حزيران/يونيو الجاري، بمقابلة مع صحيفةبيلد الألمانية اليومية: "يجب أن نكون مستعدين لاستمرار ذلك لسنوات"،وفي اليوم نفسه؛ دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في عمود بصحيفة صندايتايمز، إلى الاستعداد لحرب طويلة، داعيًا حلفاءه إلى تسجيل دعمهم العسكريلأوكرانيا على المدى الطويل.
وذكر الكاتب أنه في دونباس؛ لا تزال مدينتا سيفيرودونتسك وليسيشانسك،آخر معاقل الأوكرانيين في منطقة لوغانسك، تقاومان الضغط الروسي، على الرغم منالقتال العنيف في الأسابيع الأخيرة، وهذا الوضع يجبر موسكو على مواصلةاستراتيجيتها البطيئة للاستيلاء على المنطقة، فيما قالت السلطات الأوكرانية إنقوات بوتين كانت ستسيطر يوم الثلاثاء، 21 حزيران/يونيو، على قرية توشكيفكا، علىبعد بضعة كيلومترات جنوب المدينة.
اقرأ أيضا: FA: هل تعلم بوتين من دروس انهيار الاتحاد السوفياتي؟
"لا يوجد احتمال لحل النزاع"
وأشارت المجلة إلى أن كلا الجانبين يستهلكان حاليًا موارد أكثر بكثيرمما ينتجان أو يتلقيان، لذلك من الصعب رؤية كيف يمكن أن يستمر القتال بهذه الكثافةلأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، مبينة أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن الروس مازالوا قادرين على الاستيلاء على جزء من دونباس ثم يتوقف الهجوم بسبب نقص الموارد.
ووفقًا للخبراء؛ يمكن أن يترتب عن ذلك إغلاق للمواقع وفترة طويلة منالحرب الكامنة، كتلك التي حرضت القوات الأوكرانية ضد الانفصاليين الموالين لروسيافي دونباس منذ عام 2014، فيما لخصت ماري دومولين، الدبلوماسية السابقة ومديرة برنامجأوروبا الواسعة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الوضع قائلة: "إما أنينهار أحد الطرفين ويستسلم، لكن هذا يبدو غير مرجح في الوقت الحالي، أو استمرارالقتال. في هذه المرحلة وعلى أية حال لا نرى أي احتمال لتسوية النزاع".
وذكرت المجلة أنه يبقى أن نرى من هو الجيش الذي سيكون أكثر قدرة علىالصمود لفترة طويلة، لافتة إلى أنه ربما تكون القوات الأوكرانية قد عانت من عملياتفرار في الأسابيع الأخيرة، لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت على تويتر يوم الأحدإن "معنويات الروس ستظل مضطربة للغاية"، مشيرة إلى حالات رفضت فيهاوحدات روسية بأكملها الأوامر واشتباكات مسلحة بين الضباط وقواتهم.
اقرأ أيضا: FP: على الغرب مصالحة أردوغان لإنقاذ أوكرانيا وإضعاف بوتين
عمليات تسليم أسلحة حاسمة
وتحدثت المجلة عن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الأسبوعالماضي، عن توريد ستة مدافع قيصر لأوكرانيا تضاف إلى 12 مدفعًا تم تسليمها بالفعل،بينما أصدرت الولايات المتحدة مظروفًا جديدًا للمساعدات بقيمة مليار دولار، بما فيذلك 18 مدفع هاوتزر أم 777 إضافية، وأربع قاذفات صواريخ متعددة من نوع هيمارس.
وأشار الجنرال ترينكواند إلى أن روسيا تتمتع بميزة كونها قادرة علىالاعتماد على مخزونات ضخمة من الأسلحة الموروثة من الحقبة السوفيتية، بينماأوكرانيا تتمتع بميزة كونها قادرة على الاعتماد على الشحنات الغربية، وعلى المدىالمتوسط ستزداد قوة كييف بينما ستواجه موسكو صعوبة أكبر لتجديد مخزونها.
وتلفت المجلة إلى أن الصناعة الدفاعية الروسية قد تضررت بشدة منالعقوبات الأمريكية والأوروبية، مما أجبر مصنعي الدبابات الروسيين الرئيسيين علىوقف الإنتاج في آذار/مارس الماضي بسبب نقص المكونات الإلكترونية الغربية، وبحسبتصريح وزيرة التجارة الأمريكية؛ جينا ريموندو، في 11 أيار/مايو الماضي خلال جلسةاستماع أمام مجلس الشيوخ، فإن تقارير من الأوكرانيين تفيد بأنهم يقولون إنهم عندمايجدون معدات عسكرية روسية في الميدان، فإنها تكون مليئة بأشباه الموصلات التي تمتإزالتها من غسالات الصحون والثلاجات.
وحسب المجلة؛ فقد أعلنت مجموعة لوكهيد مارتن الأمريكية، التي تنتجمنصة إطلاق صواريخ جافلين، في 8 أيار/مايو أنها ستضاعف إنتاجها السنوي من 2100 إلى4000 قطعة، فيما يقول ميشيل غويا إنه على المدى القصير فإن عامل الوقت في صالحروسيا، التي تمتلك موارد عسكرية أكبر بكثير من أوكرانيا، ولكن إذا تمكن الغرب مندفع صناعته الدفاعية للمضي قدمًا، فقد ينعكس هذا الاتجاه لصالح أوكرانيا على المدىالطويل.
مزيد من التفاصيل