مقاطع الطبخ من التلفزيون إلى "تيك توك"

[المستشار الصحفى]

الصحف المصرية والعربية

تحقق مقاطع الطبخ شهرة واسعة جداً، فهي مقنعة ولا مفر منها وإدمانية وممتعة، أحد محركات الثقافة الرئيسية في الإنترنت اليوم.

وشوهدت مقاطع "تيك توك" الموسومة بـ#foodtok أكثر من 64 مليار مرة، وفقاً لما رصدته صحيفة نيويورك تايمز.

وليس نجاح مقاطع الطعام مرتبطاً بعهد "تيك توك" فقط، فلطالما استحوذت على انتباه المشاهدين لعقود، وشكّلت طريقة تناول أجيالٍ للطعام.

وفي الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عرضت عبر التلفزيون برامج تعليمية للمطبخ على محطات أميركية محلية يقدّمها طهاة. وقالت مؤرخة الطعام في معهد سميثسونيان، آشلي روز يونغ، إن هذه البرامج كانت تهدف إلى التثقيف قبل كل شيء، لكن الكثير منها "عقيم النغمة".

لكن في التسعينيات ظهرت قناة كاملة مخصصة للطهي، هي "فود نتورك" Food Network التي عرضت برامج مثل Emeril Live وGood Eats وEast Meets West.

وصُوّرت هذه البرامج في استوديوهات مزودة بأحدث المطابخ والكاميرات. وروجت "فود نتورك" لفكرة الطهاة المشهورين الذين كانوا يتمتعون بشخصية جذابة بقدر ما يجيدون الطهي.

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أتاح وصول "يوتيوب" لأي شخص تحميل مقطع على الإنترنت على أمل أن ينتشر.

وهكذا انتشرت مقتطفات عدة مثل إعادة إنشاء أطباق من الأفلام، وصنع أطعمة محملة بالسعرات الحرارية، وإنشاء دروس تعليمية حول تزيين الكيك.

وابتداءً من 2015 سطع نجم مقاطع فيديو الطهي من دون مذيع، تُصوَّر من أعلى ولا تظهر فيها إلا الأيدي والمقالي، وتحقق شهرة واسعة في "فيسبوك" و"إنستغرام".

وقال المنتج السابق في الصفحة الرائدة في هذا الشكل من المقاطع "بازفيد تيستي"، جون غارا، إن استخدام مقاطع الفيديو هذه كانت رخيصة للغاية.

بعد ذلك حوّل "تيك توك" مقاطع الفيديو إلى محادثات تفاعلية ثنائية الاتجاه باستخدام ميزات مثل Stitch وDuet، والتي تتيح دمج مقاطع الفيديو الخاصة بأشخاص آخرين مع مقاطع الفيديو الخاصة بك، فاستفادت منها مقاطع الطهي.



وعلقت العالمة في مختبر ستانفورد لوسائل التواصل الاجتماعي، صني شون ليو، بأن البرامج التلفزيونية أرشدت المشاهدين خلال عملية الطهي بأكملها، وزخر "إنستغرام" بصور أنيقة للطبق الأخير، أما "تيك توك" فجمع بينهما.

وأوضحت أن "تيك توك" حوّل عملية الطهي التي تستغرق ساعة كاملة إلى 15 ثانية، 30 ثانية، و45 ثانية من الترفيه الاستهلاكي. وأضافت: "أصبح المنتج والعملية مقطع فيديو واحداً ترفيهياً وجذاباً ومُرضياً. هذا ما يجعل مقاطع الفيديو هذه جذابة للغاية".




مزيد من التفاصيل