ألا لا برأتكم من دمي غزة
تبدى شكل العدوان الصهيوني على قطاع غزة مع الانقضاضة الأولى لغربان ال"f16" على مخافر الشرطة ومراكز الدفاع المدني موزعين أهدافهم المدنية 100% على مختلف أرجاء القطاع الذي أصيب بالذهول ليس بسبب مفاجأة القصف، بل لنوعيته والمواقع التي تركزت عليها ضرباتهم طوال اليوم الأول ..
حصيلة اليوم الأول شكلت صدمة سرعان ما تلاشت مع تصاعد الحصيلة اليومية وعجز اجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة عن متابعة الإحصاء، حتى أننا لطالما ضبطنا اختلافات في الأعداد المذكورة في نفس النشرة الإخبارية، بل وبين المذيع في الاستوديو والمراسل قريبا من مصادر الخبر ..
﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴾
أيْ: لُعِنَ أصحاب الأخدود. وأصحاب الأخدود -في جميع الروايات- هم من تهودوا من أهل نجران حيث أحرقوا من تنصر من مواطنيهم..
جعل يهود اليوم من قطاع غزة أخدودا كبيرا ثم طفقوا في الفتك بأهله بأحدث ما وصلت إليه آلة الحرب الغربية من سلاح وذخائر ..
قلوبهم العمياء لم تميز بين طفل رضيع، وامرأة حامل، وشيخ مُقعَد، كان من الصعب جداً على معدي البرامج في القنوات الفضائية القيام بمهمة فرز حصيلة ما التقطته عدسات مصوريهم الميدانيين خلال ما يقل عن ساعة هي تلك الفترة السابقة على نشرة الأخبار من فظائع، ذلك لحجب ما عجزوا عن مشاهدته من فظائع ..
في المسجد، وبعد صلاة الجمعة، ربما كانت الثانية على المجزرة، أبلغني أحد مخرجي النشرات في شبكة الجزيرة الفضائية، بأنه يعجز عن النوم، فبمجرد أن يخمض عينيه يبدأ في استعراض ما قام باستثنائه من لقطات لا يقدر على وصفها " إن ما نعرضه عليكم نذر يسير مما يصلنا، أعتقد جازما بأن لا أحد قبلنا قد شاهد لها مثيلا في التاريخ" هكذا أوجز لي حجم الكارثة والدموع تنهمر من عينية. لم أجرؤ على طلب مشاهدة عينات مما يتكلم عنه، بل لم أجرؤ على فتح فمي فقد اصطكت أسناني ألما وحزنا على ما سمعت، كثيرا ما تحجر الدمع في عيناي وأنا في أمس الحاجة لانسكابه. لحظتها، شعرت بتكلس عيناي على ما تجمع فيهما من عَبَرات.
أصحاب أخدود القرن الحادي والعشرين قدموا للعالم في غزة سقفا جديدا لما يمكن لشياطين الإنس أن يجسدوه مما يمكن وصفه بأنه ما يفوق "الجرائم ضد الإنسانية" التي نص عليها في مواثيق نمقت للحفاظ على آدمية الإنسان.
لكم الله أهلنا في القطاع المغدور
لكم الله فقد وقف يَشجِب بن يعرُب بن قحطان عاجزا عن مجرد القيام بفعل الشجب المعهود، فقد مُسِخَ يشجب اليوم إلى يَعْجَزْ التعيس.
لكم الله فقد حملكم فطاحل أبناء يعرب المسؤولية عن رفضكم الموت صامين، ولقد اكتشفت مع تدفق سيل دمائكم شيئا تتصاغر معه الوقاحة، كان ذلك الشئ يطل علينا بين الفنية والأخرى ليذكرنا بما آلت إليه أموره وأسياده.
سوف يصرخ في وجهه كل يوم شلال الدم الذي تدفق في غزة هاشم، ففيما كان شعب غزة يصنع الملاحم ببطولات تشق عنان السماء في تعملقها، كان ذلك الشئ المقزز يصر على التصاغر كل يوم والتراقص أمام الكاميرات بصوته الذي يفتقد إلى رجولة لم تمر ببابه يوماً.
زرعوا .. ولسوف يحصدون
سوف لا ينسى أيتام غزة ذلك الشئ المقزز واسياده ممن استجلبوا عليهم لعنات شعوبهم، لقد زرعوا من جديد في قلوبنا مالن تقدر قرونا طوال على انتزاعه.
جيلا بعد جيل، سوف نتوارث ومعنا شعوب أمتنا ذلك الزرع الفظيع الذي أصر يهود وأعوان يهود ومَوَاليهِم من أبناء يعرب بن قحطان، فالأسى لا ينسى أبداً، وأنتم أساكم قد فاق طاقة البشر على احتماله.
أيها المختونون من أشباه الرجال، أفيكم من يقدر على مواجهة شبل من أشبال غزة العزة والإباء والشمم؟
لن تحميكم حصونكم على منعتها، ستكون دمارا عليكم، سوف نحطمها حجرا حجرا فوق رؤوسكم، سوف نذيب بما زرعتم في نفوسنا دروعكم مهما عظم تصفيحها، سوف يصهرها عليكم ما سكبتموه في قلوبنا من جور وظلم.
{ أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } (الحج:39)
{ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق } (الحج:40)
ولقد قاتلتمونا بكل ما طالت أيديكم من أحدث وسائل الفتك التي توصلت إلها اختراعاتكم، ومارستم معنا كل ما تفتق عنه حقدكم الرهيب، وتكالبتم أنتم ومن والاكم علينا بما يتضاءل أمامه التتار والمغول مجتمعين، ووقف سادة أبناء يعرب بن قحطان يصرخون فينا أن نخفض من أصواتنا ونحن نقتل، سدوا علينا منفذا وحيدا وحصنوه بجند مدججين بالسلاح للإجهاز على من يحاول النجاة بنفسه من تحت القصف البربري البشع على بعد أمتار قلائل منهم.
وقفوا يتفرجون علينا ويتلمظون في حقد أسود هامسين في أذن يهود مستزيدين من دمائنا فهم مازالوا ظمأى..
وعلى جانبهم من المنفذ، وقف أبناء غزة ممن حصروا عندهم يلحون من أجل العودة -تحت القصف- إلى غزة عزتهم ، فالموت على ثراها خير لهم من الموت حسرة عليها من بعيد..
لقد أركس الله راياتكم، وخاب فألكم أيها الأذناب، اثنان وعشرون يوما وقوات أسيادكم تتلصص على تخوم بيوتنا عاجزة عن إحراز أي تقدم بخلاف الإيغال عن بعد في دماء الأهالي العزل.
سبحانك اللهم، بين عشية وضحاها، الفحيح هو ذات الفحيح، والشكل المقزز لم يتبدل فيه شيئا سوى سحنة أذلها الله فبد عليها كآبة الانكسار والفشل الذريع، فهل تظنون فينا البلاهة كي نصدق غضب مصطنع .. متفق عليه .. تحاولون فيه أن تداروا سوآتكم !!
اليهود هم أعداء الله
اما انتم يامن تدعون السيادة من أبناء يعرب بن قحطان
فلا برأتكم من دمي غزة..
لا برأتكم من دمي غزة..
لا برأتكم من دمي غزة..
اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا