ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > أديان وعقائد > شؤون إسلامية

    شؤون إسلامية
    TvQuran

    شؤون إسلامية

    ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 30th April 2011, 01:26 PM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه

    أنا : فرح فرحنا




    رياض الصالحين


    باب الصبر

    ما هو الصبر؟
    قال العلماء:
    الصبر: هو ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة
    باعث الدين : هو ما هدى إليه الإنسان من معرفة الله ورسوله ومعرفة المصالح المتعلقة بالعواقب ، وهي الصفة التي بها فارق الإنسان البهائم في قمع الشهوات.
    باعث الهوى : هو مطالبة الشهوات بمقتضاها .
    - وبهذا نعلم أن حقيقة الصبر: هي ثبات باعث الدين في مقاومة باعث الهوى .
    ولكي تفهم هذا المعنى ، ينبغي أن تعرف ما هو مصدر هذان الباعثان في الإنسان ، باعث الدين وباعث الهوى .
    يقول تعالى (وَنَفْسٍ وَمَـا سَوَّاهَـا فَـألْـهَمَها فُجُورَها وتـَقْوَاهَا)
    فالنفس البشرية ركب الله فيها ميول للخير ورغبة فيه ، وجعل فيها أيضاً ميل للشر ورغبة فيه .
    باعث الدين : منشأه من استجابة النفس لنزعة الخير التي خلقت فيها ،
    وباعث الهوى : منشأه من استجابة النفس لنزعة الشر التي وجدت فيها ،
    وكلما كانت الاستجابة أعلى كان الباعث أقوى.

    * الإنسان مكون من جزئين : جزء مادي ومحله الجسد ، وجزء روحي ومحله القلب، ولكل جزء منهما غذاء يقوى به إذا تعاطاه ، ويضعف إذا حُرم منه.
    فغذاء الجسد من الأرض التي خلق منها كجميع أنواع الطعام والشراب ، وكلما انتقص هذا الغذاء ضعف الجسد، وإذا حُرمه لفترة طويلة هلك .
    وغذاء الروح من السماء، فكل ما يصلك بالله تعالى هو غذاء للروح وصحة وقوة للقلب، مثل الذكر والصلاة والصيام والنية الحسنة وحب ما يحبه الله وبغض ما يبغض الله.
    فليس الغذاء متوقف على ما يصدر من الجوارح ، وإنما المشاعر التي تربطك بالله هي كذلك من غذاء الروح ، كالحب في الله ، والبغض فيه ، والفرح بالطاعة ، والحزن على إتيان المعصية.
    وكلما قلَّ هذا الغذاء ضعف القلب. وكلما زاد حرمانه من الغذاء لمدة طويلة ، قد يموت هذا القلب ، فلا يستقبح قبيحاً ولا يستحسن معروفاً، فقد عُدِمَ الإحساس تماماً مثل الميت.

    * ولكن موت القلب ليس كموت الجسد
    فالجسد إذا مات ، أي لم تعد فيه حياة ، فإنه لا مرد للحياة فيه إلا يوم النشور، أما القلب فإذا مات ، فهو كالأرض إذا ماتت فلم يعد بها حياة ولم تعد صالحه للإنبات .. ولكن إذا نزل عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج .
    كذلك القلب إذا مات ثم جاءه نور من الله فإنه يحيا بهذا النور ، وتعود إليه قوته وصحته.
    نقول هذا حتى إذا زاد بُعْدُ الإنسان عن ربه ، وأيقن بموت قلبه ، لا ييأس، فليس موت القلب كموت الجسد.

    لذلك عندما دعا الله تعالى أصحاب القلوب القاسية للخشوع فقال : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
    قال بعدها :
    ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ... فما علاقة الأرض بالقلب؟
    إشارةً إلى أن القادر على أن يحيي الأرض بعد موتها هو قادر على أن يحيي القلوب بعد موتها ، حتى لا نيأس من رحمته.
    ومنه نفهم أيضاً :
    أن الإنسان كلما اهتم بغذاء جسده مع إهمال غذاء الروح فإن هذا يزيد من جاذبية الأرض له لأنه منها خلق فيكون مجذوب دائماً للشهوات حتى وإن رفضها بعقله.
    وإذا اهتم الإنسان بغذاء روحه فإن جسده يخف لأن الروح ستنجذب إلي أعلى ويقل انجذاب الجسد إلي أسفل فيسهل عليه فعل الطاعات وترك الشهوات.

    * فالإنسان إما مجذوب إلي أعلى وإما مجذوب إلي أسفل ، فكل مهموم بالدنيا منجذب إليها وكل مهموم بالآخرة منجذب إليها .
    لذلك الذي يشتكي من قوة إقباله ورغبته في المعصية رغم أنه يعلم ضررها ويرفضها بعقله نقول له:
    اهتم بغذاء القلب حتى يسهل عليك ترك الشهوة ، فإن انقيادك للشهوة وشدة تعلقك بها إنما يكون لشدة الجذبة إلي الأرض وضعف الجذبة إلي أعلى ، فقوى قلبك حتى تنجذب إلي أعلى ويقوى باعث الدين على باعث الهوى فيتمكن من مقاومته.
    لهذا قال العلماء: إن باعث الدين له مع باعث الهوى ثلاثة أحوال :
    1) أن يقهر باعث الدين باعث الهوى فلا تبقى له قوة
    والواصلون إلي هذه الرتبة هم الأقلون وهم الصدقيون المقربون ( الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا )
    وهم الذين يناديهم المنادي : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ُ"

    2) أن يغلب باعث الهوى باعث الدين فيُسلم نفسه إلي جند الشياطين ولا يجاهد ليأسه من هذه المجاهدة.
    وهؤلاء هم الغافلون وهم الأكثرون وصاحب هذه الحالة يقول أريد أن أتوب لكني لا أقدر على التوبة ، أو يقول أن الله غفور رحيم كريم لا حاجة به إلى توبتي، قد صار عقله ذليلاً لشهوته لا يستعمله إلا في الحيل التي يتوصل بها إلي قضاء شهوته.

    3) أن يكون الحرب سجالاً بين الجندين تارة له وتارة عليه
    وأهل هذه الحالة هم الذين خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم.

    ويكون الحال يوم القيامة موازي لهذه الأحوال الثلاثة :
    فمن الناس من يدخل الجنة ولا يدخل النار (الصنف الأول)
    ومنهم من يدخل النار ولا يدخل الجنة (الصنف الثاني)
    ومنهم من يدخل النار ثم يدخل الجنة (الصنف الثالث)

    * ومنه نعلم أيضاً: أن من الناس من يصبر بجهد ومشقة ، ومنهم من يصبر بأدنى حمل على النفس.
    ومثال الأول: كرجل صارع رجلاً شديداً فلا يقهره ألا بتعب ومشقة
    ومثال الثاني: كرجل صارع رجلاً ضعيفاً فإنه يصرعه بغير مشقة
    ذكر أبي الدنيا عن بعض السلف:
    " أن شيطاناً لقى شيطاناً فقال مالي أراك شحيبا ً؟
    فقال: إني مع رجل إن أكل ذكر الله فلا آكل معه ، وإن شرب ذكر اسم الله فلا أشرب معه ، وإن دخل بيته ذكر اسم الله فأبيت خارج الدار.
    فقال الآخر: لكني مع رجل إن أكل لم يسم الله فآكل أنا وهو جميعاً، وإن شرب لم يسم الله فاشرب معه، وإن دخل داره لم يسم الله فادخل معه ، وإن جامع امرأته لم يسم الله فأجامعها "
    فمن اعتاد الصبر هابه عدوه ومن عز عليه الصبر طمع فيه عدوه وأوشك أن ينال منه غرضه.
    * طرق تحصيل الصبر :
    الصبر عبارة عن مصارعة باعث الدين باعث الهوى
    فإذا أردنا أن يغلب أحد المتصارعين الآخر فلابد من تقوية من أردنا له النصر وتضعيف الأخر.
    فيكون طريق تحصيل الصبر: بتقوية باعث الدين وتضعيف باعث الهوى

    1) تضعيف باعث الهوى:
    إن كان الهوى شهوة : فسبيل تضعيف باعث الشهوة الآتي:
    1- أن ننظر إلي مادة قوتها وهي الأغذية المحركة للشهوة (من حيث كثرتها ومن حيث نوعها) ونقطعها
    فمن الأغذية المحركة للشهوة: كثرة الطعام، الخلطة الفاسدة، كثرة النوم
    لذلك كان الصوم من الأدوية الموصوفة لمقاومة الشهوة لأن فيه قطع لمادة من مواد قوتها وهي كثرة الطعام.
    2- قطع أسبابه المهيجة في الحال .. مثل النظر
    فالشهوة تهيج بالنظر إلي مظان الشهوة ، إذ النظر يحرك القلب والقلب يحرك الشهوة ، وهذا يحصل بالعزلة والاحتراز من وقوع البصر على الصور المشتهاه والفرار منها .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النظرة سهم مسموم من سهام أبليس"
    3- تسلية النفس بالمباح من الجنس الذي يشتهيه وذلك بالنكاح لمن يعاني من شهوة النظر إلي النساء فإن كل ما يشتهيه الطبع ففي المباحات من جنسه ما يُغني عن المحظورات منه.

    2) تقوية باعث الدين : بطريقين :
    أ- إطعامه من فوائد المجاهدة وثمراتها بكثرة الإطلاع على الأخبار الواردة في فضلالصبر .
    ب- أن يُعَوِّد هذا الباعث مصارعة الهوى تدريجياً قليلاً قليلاً حتى يدرك لذة الظفر بها فيقوى على مصارعتها .
    فمن عود نفسه مخالفة الهوى غلبها متى أراد (أي غلب نفسه) .

     

    الموضوع الأصلي : ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : فرح فرحنا

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    صحفي اسرائيلي مع ثوار سوريا !! شؤون عربية ودولية Porto_vista 3 1338 18th December 2012 12:09 AM
    إلى مُستحلي الدماء باسم شؤون إسلامية فرح فرحنا 9 2224 5th December 2012 10:58 PM
    كتاب اسم الرحمن شؤون إسلامية فرح فرحنا 2 1280 30th November 2012 12:08 AM
    خدمه سريعه يا شباب لو سمحتو الكمبيوتر والإنترنت فرح فرحنا 16 4579 31st May 2011 10:14 PM
    ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه شؤون إسلامية فرح فرحنا 8 1977 30th April 2011 01:26 PM

    قديم 30th April 2011, 01:38 PM only you غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    only you
    Field Marshal
     






    only you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond reputeonly you has a reputation beyond repute

    only you's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : only you





    اللهم اجعلنا من الصابرين واجزنا جزاء الصابرين بارك الله فيكى اخت فرح وجزاكى عنا خيرا

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2011, 02:57 PM rania غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    rania
    Brigadier General
     





    rania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond reputerania has a reputation beyond repute

    rania's Flag is: Palestinian

    افتراضي

    أنا : rania





    اللهم اجعلنا من الصابرين المتقين
    وطهر قلوبنا من وساوس الشيطان الرجيم
    وتقبل منا توبتنا يا رب العالمين
    ولا تخزنا يوم الدين
    وانر قلوبنا بنور الايمان الكريم
    جزاك الله عنا خيرا يا فرح فرحنا

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2011, 04:05 PM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : فرح فرحنا




    *منزلة الصبر :


    ورد في الحديث " الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر "

    ولكي نفهم معنى كون الصبر نصف الإيمان نقول:

    الإيمان أحياناً يطلق على التصديق (وهو اليقين) والعمل ، وتارة يطلق على العمل فقط

    - إذا أطلق الإيمان على

    اليقين و العمل
    فاليقين : يُعرفه أن المعصية ضارة والطاعة نافعة
    والعمل : لكي يعمل بمقتضى هذا اليقين يحتاج إلي صبر كي يعمل الطاعة ويترك المعصية

    ● وبهذا يتضح كون الصبر نصف الإيمان

    n وإذا أطلق الإيمان على العمل فقط
    فإن كل ما يلاقيه العبد ينقسم إلى قسمين

    ما يضره فهو مطالب في هذا القسم بالصبر
    ما ينفعه ومطالب في هذا القسم بالشكر


    ● وبذلك يكون بهذا المعنى الصبر نصف الإيمان والشكر هو النصف الأخر



    * عن علي بن أبي طالب: قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا جسد لمن لا رأس له ولا إيمان لمن لا صبر له.
    ولكي نفهم هذا القول ونعرف ما السر في كون الصبر بهذه المنزلة من الإيمان ينبغي أن نعلم:


    " أن العبد لا يستغنى عن الصبر، في جميع أحواله "



    يقول العلماء في بيان هذا الأمر:

    " اعلم أن جميع ما يلقى العبد في هذه الحياة لا يخلو من نوعين ما يوافق وما لا يوافق الهوى"

    · ما يوافق هواه ==> كالصحة والمال والجاه وكثرة الأولاد وجميع ملاذ الدنيا
    فهو محتاج للصبر فى كل واحد منها

    · ما لا يوافق هواه بل يكرهه منها

    أ- ما يرتبط باختياره : كالطاعات والمعاصي

    ب- ما لا يرتبط باختياره : كالمصائب (الضراء )

    جـ- لا يرتبط باختياره ولكن له اختيار فى إزالته : كالتشفي من المؤذي (كردات الأفعال بالعفو عند المقدره وكظم الغيظ )




    يتبع ..


     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2011, 04:08 PM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : فرح فرحنا




    !For Medical Professionals Only

    الغاليات أونلي ورانيا ,, شكرا على المرور الكريم

    تابعوا بقية البحث حيعجبكم ان شا الله ,,

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th April 2011, 04:47 PM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي أخطر أنواع الصبر .. الصبر على العافيه أو النعمه

    أنا : فرح فرحنا




    * النوع الأول (ما يوافق هواه) :

    " مثل المال والجاه وسائر المتع "= ( النعم / السراء)

    ما أحوج العبد إلي الصبر على هذه الأمور فإنه إن لم يضبط نفسه في الاسترسال والركون إليها والانهماك في ملاذها المباحة أخرجه ذلك إلي البطر والطغيان.
    شرح : الصبر على هذه الأمور أي زينة الدنيا – الاسترسال اي الانشغال
    هناك نهي عن الركون الى الدنيا لأنه سوف يؤدي للانشغال عن الآخره والسعي اليها
    فإن فعل أدى به ذلك الى البطر = نسيان المُنعم والطغيان = الظلم للآخرين والجحود والكفر بالخالق

    · قال تعالى ( إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى )
    · وقال بعض العارفين: البلاء يصبر عليه المؤمن والعوافي لا يصبر عليها إلا صدِّيق.
    · وقال سهل: الصبر على العافية أشد من الصبر على البلاء.
    · ولما فتحت أبواب الدنيا على الصحابة رضي الله عنهم قالوا: أبتلينا بفتنة الضراء فصبرنا وابتلينا بفتنة السراء فلم نصبر.
    ولذلك حذر الله عباده من فتنة المال والزوج والولد فقال عز شأنه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ "

    وقال تعالى:
    ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ )
    (العداوه المقصوده هنا المترتبه على المحبه أي أن يحب أحد حب يؤدي الى الضرر والعداوة والاخلاص لله هو المنجي من هذا النوع )

    وفي قصص القرآن الكثير مما يبين هذه الفتنة كقصة قارون وصاحب الجنتين، وفي السنة ورد قصة الأعمى والأقرع والأبرص.


    * ما معنى الصبر على العافية ؟

    قال العلماء: أن يعلم أن كل ذلك (أي من النعم) مستودع عنده ولا يرسل نفسه في الفرح بها ، ولا ينهمك في التنعم واللذة واللهو واللعب ، وأن يرعى حقوق الله فيها ، ففي ماله بالانفاق وفي بدنه ببذل المعونة للخلق ، وفي لسانه ببذل الصدق ، وهكذا في سائر النعم.

    وهذا الكلام يحتاج إلي شرح:
    ● فقولهم (أن يعلم أن كل ذلك مستودع عنده)

    المقصود به: (نسبة النعمة إلي الله تعالى)
    والاعتراف بينه وبين نفسه أولًا ثم بينه وبين الناس أن هذه النعمة من الله فلا يغيب عن قلبه أن صاحب النعمة هو الله تعالى وأن كل نعمة بين يديه هي ملك لله في الحقيقة وهو الواهب لها ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ )
    وهناك فرق بين أن تؤمن بهذا وبين أن يكون هناك شعور قائم في قلبك باستمرار به ...
    فالإنسان حين يؤمن بذلك فإنه لا ينكر بعقله أن النعمة من الله ويقر بلسانه أيضاً ولكنه قد ينكر هذا بأفعاله وذلك حين يغيب هذا العلم عن قلبه.

    فهو حين يغيب هذا العلم عن قلبه وهذا الشعور فإنه حتماً ولابد سيغتر بهذه النعمة ويتكبر بها على غيره ويستعظم شأن نفسه ويحتقر من هو دونه ويظهر ذلك في تصرفاته وأفعاله ولكنه قد لا يفهم هذا من نفسه بل يُحسن الظن بها.

    وهذا نراه كثيراً بين الناس فيمن رزقه الله مالاً أو سلطاناً أو علم فإنه في بادئ الأمر يرى المنعم ويعترف بفضله ولكنه حين يطول عليه الأمد يتناسى ذلك ويظن أن النعمة جاءته عن استحقاق فيرى نفسه مستحقة لهذه النعمة ثم يرى بعد ذلك أنه هو الذي سعى وحصَّل هذه النعمة بجهده وذكائه حتى يحمد سعيه ويختفي من قلبه تدريجياً رؤية المنعم حتى لا يحمده لا باللسان ولا بالفعال.

    مثال ذلك: إنسان جاهل فتح الله له أبواب العلم فتعلم .
    فإنه في البداية قد يلهج لسانه بحمد الله على تيسيره ذلك العلم ، ولكنه حين يجلس بين جُهَّال ليعلمهم مما علمه الله قد يضعف عنده رؤية المنعم ويتعاظم لديه رؤية نفسه وهي مرتفعة على غيرها بالعلم فيغتر بالنعمة حتى يتكبر على من هو دونه ويترفع عليه ويرى أنه حين جلس لتعليم غيره فإنه مستحق لهذا المقام بتحصيله للعلم.

    وهذه الأحوال المذكورة من الاغترار بالنعمة والتكبر بها إلي أخرها لا تكون واضحة بينه وبين نفسه أو صريحة وإنما هي تتضح في أفعاله وتترجم منها فمن كان ذو بصيرة وملاحظة لحال نفسه علمها.
    أما من استقر في قلبه أن الله هو المنعم عليه في الحقيقة فإن رؤيته للنعمة من الله تزيده تواضعاً في النعمة وحرصاً على نفع غيره بها كما انتفع هو بها ولا يبخل بها عن غيره لأنها ليست ملكاً له على الحقيقة وإنما هي وديعة عنده .

    ولكي يحفظ الإنسان في قلبه رؤية المنعم دائماً فعليه أن يُعلن على نفسه باستمرار أن الله هو الوهاب الرزاق، ولكي تستقر هذه الحقيقة في قلبه فليكن دائماً على لسانه ذكر المنعم كلما ظهرت عليه النعمة، فيقول الله رزقني بكذا، الله نفعني بكذا ، الله سخر لي كذا، لولا عناية الله ما حصل لي كذا، لولا أن هداني الله لكذا ما فعلت .

    فإقرار اللسان بالحقيقة هو الذي يثبتها في القلب
    فإذا غابت الحقيقة عن اللسان غاب ذكرها في القلب .

    مثال آخر: أن يوفق الله تعالى شخص في حل مشكلة صعبة لغيره من الناس فإنه قد يرى أنه فعل ذلك بذكائه وحُسن فهمه ويغيب عن عقله وقلبه رؤية المنعم ,
    فينسب النعمة لنفسه ويقول أنا فكرت وفعلت، وقد يرى المُنعم في بداية الأمر فيقول الله ألهمني كذا وكذا ولكنه قد ينسى بعد ذلك حين يمدحه الخلق بأنه هو الذي حل المشكلة وأنه صاحب ذكاء وفراسة فقد يضعف عنده رؤية المنعم .. ويرى نفسه ، وحينذاك يعجب بها وتنبسط نفسه بمدح الخلق.

    لذلك قال العلماء : الفرق بين الفرح بالطاعة والعُجب بها هو رؤية المنعم سبحانه ، فمن كان فرحه بالطاعة أو النعمة مصحوباً برؤية توفيق الله تعالى فهذا فرح محمود.

    قال تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "

    أما إذا غاب عن قلبه رؤية مِنَّة الله عليه ولم يرى إلا النعمة وعمل نفسه فقط فإن هذا هو العُجب. الفرح المذموم

    ● وقولهم (ولا يرسل نفسه في الفرح)
    لأن هذه النعمة اختبار له فليست جزاء له حتى يفرح بها وهي كذلك لم تأتيه عن استحقاق وإنما هو مختبر بها بأن يشكر أو يكفر.
    قال تعالى " لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ "
    وقال تعالى " وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
    وتبديل النعمة أن يستعملها في غير ما أحل الله له .

    ● وقولهم (أن يرعى حقوق الله فيها، في ماله بالانفاق وفي بدنه ببذل المعونة)
    يقول بعض السلف:
    (من كثرت نعم الله عنده كثرت حاجة الناس إليه)
    فإذا مل الإنسان النعمة نقلت إلي غيره . فلا يجب أن يبخل صاحب النعمة على غيره وإلا حرم منها .
    - فمن أتاه الله علماً ولم يعلم غيره يوشك الله أن يُنسيه ذلك العلم أو يمنع عنه الانتفاع به .
    - ومن أتاه الله قوة على معونة الناس فتضجر من كثرة احتياج الناس له يوشك الله أن يصرف عنه الناس أو يفقره فيما يملك.
    - ومن أتاه الله مالاً ولم ينفق منه يوشك الله أن يسلبه أو يمنع عنه بركته

    وإذا كان :
    - الاعتراف بالنعمة ونسبتها إلي الله
    - وعدم الركون إليها والفرح بها
    - والتصرف فيها بما يُرضى الله
    إذا كان كل هذا من الأمور التي يصعب فيها ضبط النفس .
    فإنها لذلك تحتاج مجاهدة للنفس وصبر عليها .

    فالجائع عند غيبة الطعام أقدر على الصبر منه إذا حضرته الأطعمة اللذيذة وقدر عليها .
    لذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه:

    " والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تُبسط إليكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم "



    ومن هنا كانت فتنة السراء أشد من فتنة الضراء



    اذن شُكر النعمه يكون بــ


    شكر القلب : رؤية المُنعم


    شكر اللسان : بالحمد ونسب الفضل إلى الله

    شكر العمل : أن يصرفها على النحو الذي أمره الله به

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 15th May 2011, 01:16 AM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : فرح فرحنا




    * النوع الثاني(ما لا يوافق الهوى والطبع) :
    - القسم الأول:
    أ- ما يرتبط باختيار العبد
    وهو سائر أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية
    1) الطاعة:

    نستكمل ,,

    2) المعاصي:
    وهي مقتضى باعث الهوى

    (أشد أنواع الصبر هو الصبر على المعاصي التي صارت مألوفة بالعادة)
    أي أن المعصية التي اعتاد الإنسان فعلها يصعب عليه تركها عن المعصية التي يتعرض لها في أحوال معينة أو ظروف خاصة.
    كمن اعتاد أن يشاهد التلفزيون فمن الصعب أن يصبر على عدم النظر إليه أما من لم يعتاد مشاهدته فإنه يسهل عليه تركه.

    قالوا : ( فإذا انضافت الشهوة إلي العادة تظاهر جندان من جنود الشيطان على جند الله فلا يقوى باعث الدين على قمعها )
    فمن كان في قلبه شهوة النظر المحرم كان من الصعب عليه ترك النظر عمن ينظر عادة لأنه أعتاد إرسال نظره فقط

    قالوا : (ثم إذا كان هذا الفعل مما يتيسر فعله كان الصبر عنه أثقل على النفس)
    كالصبر عن معاصي اللسان من الغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً وأنواع المزاح المؤذي للقلوب وضروب الكلام التي يقصد بها الازدراء والاستحقار وذكر الموتى والقدح فيهم.
    فإن ذلك في ظاهره غيبة وفي باطنه ثناء على النفس ففيه شهوتان: نفي الغير وإثبات النفس .
    ولاجتماع الشهوتين وتيسر حركة اللسان وكون ذلك عادة في المحاورات والمجالس يعسر الصبر عنها .

    قال العلماء: ومن لم يملك لسانه في المحاورات ولم يقدر على الصبر على ذلك فيجب عليه العزلة والانفراد .
    فالصبر على الانفراد أهون من الصبر على السكوت مع المخالفة
    وقالوا (وتختلف شدة الصبر في أنواع المعاصي باختلاف دواعي المعصية، فحركة الخواطر أيسر من حركة اللسان وحديث النفس في العزلة لا يمكن الصبر عنه إلا أن يغلب هم أخر في الدين يستغرقه.


    من الأسباب التي تعين على الصبر على المعاصي :

    1) معرفة حقيقة الدنيا والأخرة
    فإن الدنيا وما فيها من لذات ومتع إلي زوال
    يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا... "

    وجاء في الأثر فيما صح معناه عن رب العزة :
    ابن أدم: اعلم أن الذي تبنيه للخراب وعمرك عارية وجسدك للتراب وما جمعته فللورثة ، الأكل منه والنعيم لغيرك والحساب عليك والعقاب والندم والصاحب لك في القبر العمل، فحاسب نفسك قبل أن تحاسب وألزم طاعتي وأحذر معصيتي وأرضي بما يأتيك مني وكن من الشاكرين.

    وفي الخبر: حب الدنيا رأس كل خطيئة
    فأكبر باب للمعاصي هو حب الدنيا والتعلق بها .

    لذلك جاء في الحديث:
    ليجئن أقواماً يوم القيامة أعمالهم كجبال تهامة فيؤمر بهم إلي النار ، قالوا: يا رسول الله مصلين ؟ قال: نعم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون من الليل فإذا عُرض لهم شيء في الدنيا وثبوا عليه.
    - وهذا نراه كثيراً فيمن يقطع رحمه من أجل المال أو يهضم حق من حقوقه
    - ونراه فيمن يكره مسلماً لأنه خالفه في الرأي
    - وفيمن يتكبر على أخيه لأنه أصبح أفضل منه حالاً
    - وفيمن يشح بما لا يُنقصه على من لا يملك
    فكل هذا منشأه هو حب الدنيا
    وما الدنيا سوى حب المال والجاه والظهور والكثرة

    وفي الخبر: روي عن عيسى عليه السلام أنه قال: لا يستقيم حب الدنيا والأخرة في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد .
    وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    "الدنيا موقوفة بين السماء والأرض منذ خلقها الله تعالى لم ينظر إليها وتقول يوم القيامة يارب أجعلني لأدنى أوليائك اليوم نصيباً فيقول أسكتي يالا شيء إني لم أرضك لهم في الدنيا أأرضك لهم اليوم ؟".

    ومن المعلوم أن آخر إنسان يدخل الجنة له عشرة أمثال الدنيا ، وزيادة على ذلك يقال له : ( لك ما تشتهي نفسك وتقر عينك وأنت فيها خالد )
    فأي دنيا تلك التي نعصى الله من أجلها
    وأي شهوة تلك التي تعدل لذتها لذة النظر إلي وجه الله تعالى .

    فإذا استشعر الإنسان قيمة الآخرة وقدر نعيمها هان عليه ترك الدنيا واحتقر شأنها. فكلما حدثتك نفسك بمعصية تأمل عاقبتها في الآخرة فإنك حين تفعل ذلك يضعف إقبالك عليها وتوشك ألا تحدثك نفسك بها مرة ثانية.

    2) الحياء من الله تعالى :
    يقول الفضيل بن عياض: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والأخرة من خزف يبقى لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى .
    فينبغي أن يستحي الإنسان من أن يعصى الله ويخالفه من أجل شهوة ساعة أو لذة منقطعة.
    يقول الشاعر: قل حياء الناس من ربهم
    والكل يظهر تقواه
    يخاف أن يمقته قومه
    ولا يبالي مقت مولاه

    ولكى يجلب الإنسان الحياء إلي نفسه :
    قال العلماء: تخيل نفسك بين أيدي الملائكة الموكلين بك أوقفوك عند عرش الرحمن فرموك من أيديهم وناداك الله عز وجل بعظيم كلامه: يا ابن ادم أدنو مني (أي اقترب) فتقترب بقلب خافق ورعب وخشوع وذلة ومعك كتابك الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها الله عليك.
    فبأي قدم تقف بين يدي الله وبأي لسان تجيب وبأي قلب تعقل ماذا تقول إذا قال الله لك: أما استحييت مني أظننت أنني لا أراك وتذكر قول الله تعالى لك وهو يعرض عليك ذنوبك:
    يا عبدي أما استحييت مني فبارزتني بالقبح
    واستحييت من خلقي فاظهرت لهم الجميل
    أكنت أهون عليك من سائر عبادي
    استخففت بنظري إليك فلم تكترث به واستعظمت نظر غيري
    ألم أنعم عليك ,,, فماذا غرك بي.

    3) استحضار العقوبة :
    ومما يعين على ترك المعاصي والصبر عليها ما قاله العلماء:
    على العاصي أن يضع نصب عينيه أنه لن يفلت من العقاب قال تعالى : " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ "
    وقال تعالى:
    " أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ "

    وقال العلماء في قوله تعالى (وإن الفجار لفي جحيم) .

    قالوا: وهذه تشمل الدور الثلاثة: الدنيا، البرزخ، الأخرة .
    ففي الدنيا: يسوق عليهم الهموم والبلايا ما يجعله في نكد دائم وحزن مستمر.
    وفي البرزخ: عذاب في القبر.
    وفي الأخرة: لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الأخرة أشق.

    4) الاستغفار والتوبة :
    إذا وقع في المعصية فليقلع عن المعصية ويندم عليها ويعزم ألا يعود ويستغفر الله من وزرها ويعينه على ذلك أن يعلم أن ملك الموت إذا جاء يقول الإنسان: يا ملك الموت أخرني يوماً اعتذر فيه إلي ربي وأتوب وأتزود صالحاً لنفسي، فيقول: فنيت الأيام فلا يوم، فيقول: فأخرني ساعة فيقول فنيت الساعات فلا ساعة، فيغلق عليه باب التوبة ويتجرع الحسرة والندامة على تضييع عمره.

    قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغته .
    وقال بعض السلف:
    من ترك المبادرة بالتوبة بالتسويف كان بين خطرين:
    أ- أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير طبعاً فلا يقبل المحو.
    ب- أن يعاجله المرض فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو ، لذلك ورد في الخبر أن أكثر صياح أهل النار من التسويف.

    5) مجاهدة النفس:
    إن من أكثر الأسباب المعينة على الصبر عن المعاصي هي مجاهدة النفس وذلك بأمرين:
    أ- طلب العلم النافع: فبه يعرف ضرر المعاصي وعقوبة المعصية، وبالعلم يزيد باعث الدين لديه فيقوى على باعث الهوى فيغلب نفسه على ما تشتهي.
    ب- تزكية النفس: بالعمل الصالح وذكر الله تعالى واللجأ إليه والاستعانة به وهذا أيضاً مما يقوى باعث الدين .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 15th May 2011, 01:47 AM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : فرح فرحنا




    القسم الثاني:


    ب) ما لا يرتبط باختيار العبد



    كالمصائب



    مثل موت الأحبة، هلاك الأموال، زوال الصحة بالمرض وسائر جميع أنواع البلاء.



    قال ابن عباس: الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه :


    - صبر على أداء فرائض الله تعالى فله ثلثمائة درجة


    - وصبر على محارم الله تعالى فله ستمائة درجة


    - وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى فله تسعمائة درجة


    فالصبر على الفرائض وعلى المحارم يقدر عليه كل مؤمن , وأما الصبر على البلاء فهو شديد على النفس فهو بضاعة الصديقين .



    لذلك قال صلى الله عليه وسلم: "وأسألك من اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا"


    وعنه صلى الله عليه وسلم قال:


    قال الله عز وجل: إذا وجهت إلي عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً.



    * وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد مؤمن أصيب بمصيبة فقال كما أمر الله تعالى: [ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، اللهم أجرني في مصيبتي وأعقبني خيراً منها] إلا فعل الله به ذلك "



    * وقال صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ولم يشكني إلي عواده أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خير من دمه فإذا ابرأته ابرأته ولا ذنب له وأن توفيته فإلى رحمتي ".



    * وروي عن داوود عليه السلام قال:


    يا رب ما جزاء الحزين الذي يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك ؟ قال: جزاؤه أن ألبسه لباس الإيمان فلا أنزعه عنه أبداً.


    * ويقال أن امرأة فتح الموصلى عثرت فانقطع ظفرها فضحكت


    فقيل لها: أما تجدين الوجع ؟


    فقالت: إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه .


    * وقال داوود عليه السلام لسليمان عليه السلام يُستدل على تقوى المؤمن بثلاث:


    - حسن التوكل فيما لم ينل


    - وحسن الرضا فيما قد نال


    - وحسن الصبر فيما قد فات



    * يقول الإمام الغزالي: وليس الصبر أن لا تكون في نفسه كراهية المصيبة وإنما يخرج من مقام الصبر بالجزع وشق الجيوب والمبالغة في الشكوى وإظهار الكآبة وتغير العادة في الملبس والمطعم فينبغي أن يجتنب جميعها ويظهر الرضا بقضاء الله ويبقى مستمر على عادته ويعتقد أن ذلك وديعة فاسترجعت كما روي في قصة الرميصاء أم سليم زوجة أبى طلحة.



    وقال بعض العلماء:


    الصبر الجميل: هو أن لا يُعرف صاحب المصيبة عن غيره


    ولا يخرجه عن حد الصبر: توجع القلب وفيضان العين بالدمع لأن ذلك مقتضى البشرية .


    لذلك لما مات إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه ، فقيل له: أما نهيتنا عن هذا فقال: "إن هذه رحمة، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"

    فلم يخرجه البكاء في ذلك عن مقام الرضا .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 15th May 2011, 01:56 AM فرح فرحنا غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    فرح فرحنا
    Member
     





    فرح فرحنا will become famous soon enough

    فرح فرحنا's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : فرح فرحنا




    ج) ما لا يرتبط باختيار العبد وله اختيار في دفعه :

    كما لو أوذي بفعل أو قول أو جُنى عليه في نفسه أو ماله ، فالصبر على ذلك تارة يكون واجب وتارة يكون فضيلة .

    وفي هذا الصبر قالوا : " ما كنا نعد إيمان الرجل إيماناً إذ لم يصبر على الأذى "

    قال تعالى : " وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا "

    وقال تعالى : " وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ".



    فالصبر على أذى الناس من أعلى مراتب الصبر


    من أمثلة ذلك:

    - ما روي في أن رجلاً شتم سيدنا أبا ذر الغفاري ، فقال له: يا هذا لا تستغرق في شتمنا ودع للصلح موضعاً فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.

    - وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه خرج إلي المسجد ليلاً ومعه عسكره فتعثر في رجل جالس فقال له الرجل: أأعمى أنت ؟ فقال له سيدنا عمر: لا ، فَهَمَّ الحرس بالرجل ليضربوه فقال سيدنا عمر: سألني سؤال وأجبته .

    - وروي أن رجلاً شتم أبا حنيفة وهو في درسه وأكثر عليه فما التفت إليه وقطع كلامه فلما فرغ وقام تبعه الرجل إلي باب داره فقام على بابه فقال له أبا حنيفة: هذه داري فإن كان بقى معك شيء فأتمه حتى لا يبقى في نفسك شيء - فاستحيا الرجل.

    وببيان حقيقة الصبر ومعناه ، وكون الإنسان لا يستغني عنه في جميع أحواله يتبين لنا من هذا معنى هذا الحديث الشريف :" حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "

    * عن عمر بن عبد العزيز قال: أفضل الأعمال ما أكرهت عليه الأنفس .

    * وقال المسيح عليه السلام: إنكم لا تدركون ما تحبون إلا بصبركم على ما تكرهون

    * وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة ".

    * وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أن عِظم الجزاء من عِظم البلاء وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ".
    * وروي في الخبر: لما نزل قول الله تعالى ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ) قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله كيف الفرج بعد هذه الآية ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر أليس تمرض؟ أليس يصيبك الأذى؟ أليس تحزن ؟ قال: بلى يا رسول الله . قال: فهذا ما تجزون به )
    يعني جميع ما يصيبك يكون كفارة لك .

    وبهذا يتضح لك أن العبد لا يدرك منزلة الأخيار إلا بالصبر على الشدة والبلاء.

    قال أحد العلماء: الهموم التي تُعرض للقلوب كفارات للذنوب.
    لذلك قال الثوري: لم يفقه عندنا من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة.


    وقال ابن عيينه: الدنيا كلها غموم فما كان فيها من سرور فهو ربح .

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    منزلته, أنواعه, الصبر, تحصيله

    ما هو الصبر ؟ طرق تحصيله , منزلته ,, أنواعه

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    موال يا معلم الصبر ^_^ ana_3enady أدب وشعر وقراءات متنوعة 6 11th May 2011 11:25 PM
    محمود بكر ~ اديني الصبر من عندك يارب KANE الشباب والرياضة 5 19th December 2009 07:31 PM
    صور: المسك ومصادره وأفضل أنواعه جدة حبيبه منقوووووووووووولات 0 29th October 2009 11:38 AM
    حين نسيت مصر.. الستر! KANE صحافة ... إعلام ... سينما ومسرح 1 23rd October 2009 10:31 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]