حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع -(1 – 2 – 3) تأليف :بيير رازو - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > نكسة يونيو 1967

    نكسة يونيو 1967

    حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع -(1 – 2 – 3) تأليف :بيير رازو


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 23rd June 2009, 06:51 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع -(1 – 2 – 3) تأليف :بيير رازو

    أنا : د. يحي الشاعر




    حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع -(1 – 2 – 3)
    - الحلقة الاولى
    البيت الأبيض يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل ولندن تتحمّس تأليف :بيير رازو




    ستبقي حرب 1967 متميزة عن غيرها من الحروب ، بأن أكثر معلوماتها "الواقعية" ... تأتني من مصادر أجنبية ...

    - واقع المعارك (التخطيط والتنفيذ) من مصادر إسرائيلية ، حيث أنهم خططوا ونفذوا ما خططوه بينما لم ينمكن المصريين من تنفيذ ما خططوه ... وعدم إتباع ما وضع من تكتيكيات ميدانية ... والسبب بسيط ... (الأنسحاب الغير منظم ... وتغير الأهداف ... علاوة علي تمكن الإسرائيليين من الحصول علي كافة الوثائق والخرائط التي كانت توجد في المواقع والقيادات المصرية ... في سيناء ... ويحتمل أيضا غير ذلك .. إما "تجسسية مباشرة " .. أو عن طريق أمريكا وغيرها من "مخابرات" الدول الأجنبية ... مع إحتمالات "روسية" أيضا

    2 - معرفة ما كان يتم في مصر من تخطيط سواء طتحسسيا" ... أو غير ذلك

    ومادام لا تتاح إمكانية معرفة " الوثائق المصرية " عن هذه الحرب ، ولم تفتح سجلاتها "المصرية" للباحثين ... سيكون هناك مجال واسع للتخمين ...

    غير أن هناك مواضيع ينشرها باحثين أجانب ، تتسم محتويات سطورهم بدقة مزهلة ، مما يعطي الإنطباع ، بإعتمادهم علي المصادر الإسرائيلية والأمريكية والغربية ... وأيضا الروسية

    الموضوع التالي هو أحد هذه المواضيع ... ويلفت النظر الفقرة التالية ... التي تدعو أيضا للتساؤل ، عما إذا كانت هذه المعلومات ، من أحد أسباب ففاجأة "الضربة الجوية الإسرائيلية الأولي" وما تبعها


    د. يحي الشاعر
    [quote]



    اقتباس:
    وصرّح الرئيس جمال عبد الناصر يوم 21 فبراير 1966 لصحافيين من«نيويورك تايمز» أن «مصر قد تشن حربا وقائية إذا شرعت إسرائيل بتصنيع السلاح النووي».
    ديمونة والمشروع الذري الإسرائيلي ، الذي تبني مسؤليته "الجنرال شيمون بيريز ... الرئيس الحالي للدولة اليهودية"الإسرائيلية" وشريك "ياسر عرفات في جائزة نوبل للسلام"

    اقتباس


    اقتباس:
    حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع (1 – 2 – 3)
    -الحلقة الاولى -
    البيت الأبيض يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل ولندن تتحمّس تأليف :بيير رازو


    ليف :بيير رازو انتهت حرب يونيو 1967 منذ حوالي أربعين سنة، لكن نتائجهالا تزال تؤثر على مجرى الأحداث في الشرق الأوسط.

    ولاتزال أيضا تنطوي على الكثير من الأسرار، وليس أقلهاشأناً أسرار الهجوم على سفينة التنصت الإلكترونيالأميركية «ليبرتي» عندما كانت على مقربة من شواطئسيناء.

    هذا الكتاب يكشف عن الكثير من مناطق الظل التيشهدتها تلك الحرب، وربما كان الكتاب الأول الذي يتعرّضبالتفصيل لسير المعارك والعمليات العسكرية.

    وما شهدته الجبهات العربية من مقاومة لا يستهان بها. كمايتعرض مؤلفه بيير رازو لمواقف القوتين العظميين والقوىالكبرى الأخرى من ذلك النزاع، وأدوارها فيه.لم تعترفإسرائيل أبدا بشكل رسمي أنها تمتلك السلاح النووي. وذلكمع إدراك المجموعة الدولية كلها أنها إحدى القوى النوويةبعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين. لكن هذه الدول الكبرى كلها وقعت اتفاقية عدم الانتشارالنووي، وتقدّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحللوأجهزة الاستخبارات أن إسرائيل تملك اليوم أكثر من مئتيرأس نووي.كان ديفيد بن غوريون وراء قرار الشروع ببرنامجنووي منذ عام 1949 في إطار معهد وايزمان واستقدم من أجلذلك العلماء اليهود الذين شاركوا في مشروع مانهاتن فيالولايات المتحدة الأميركية وكندا. وكان أحد أعمدة ذلك البرنامج ارنست ديفيد بيرجمان الذيكان قد عمل في نهاية عقد الأربعينات مع العلماءالفرنسيين وتولّى بناءً على التوصية الصريحة لألبرتانشتاين الإدارة العلمية للبرنامج.

    وفي عام 1952 تركبيرجمان معهد وايزمان ليصبح مسؤولاً عن اللجنةالإسرائيلية للطاقة الذرية. كان هناك منذ البداية تحالفملموس بين فرنسا وإسرائيل في الميدان النووي. وكانالتحالف الفرنسي ـ الإسرائيلي قد تعزز منذ عام 1954 إثرقيام ثورة التحرير الجزائرية إذ رغبت باريس قلب نظامجمال عبدالناصر في مصر بسبب دعمه للثوار الجزائريين.

    قامت فرنسا بتسليم إسرائيل أول مفاعل نووي بقوة 24ميجاواط في شهر سبتمبر من عام 1956، قبل عدة أسابيع فقطمن العدوان الثلاثي على السويس. ووصل المفاعل النووي الفرنسي الثاني الأكثر قوة إلى إسرائيل عام 1957.واكتملت المرحلتان الأولى والثانية من البرنامج النوويالإسرائيلي الذي كان شيمون بيريز يشرف عليه سياسياً فيأواسط عام 1963، حيث كانت إسرائيل قد بنت قبل عدة سنواتفي إطار السرية الكاملة مفاعلا نوويا في ديمونة بصحراءالنقب.

    كان الجنرال ديغول بعد عودته إلى السلطة عام 1958وتأسيسه الجمهورية الخامسة قد رفض تسليم إسرائيل مصنعالا بد منه لاستكمال البرنامج النووي الإسرائيلي، لكنشيمون بيريز أقنع مسؤولي شركة «سان غوبان» التي تقومبتصنيعه بتسليمه مباشرة لإسرائيل من دون المرور بلجنةالرقابة الوزارية على صادرات الأعتدة الحساسة، وبالاعتماد على شبكة الضغط اليهودية في فرنسا أيضا، قبلم ارسيل داسو، صاحب مصانع طائرات الميراج والأسلحة، تسليمإسرائيل قبل نهاية عام 1967 صواريخ أرض ـ أرض تحمل عبوةوزنها 750 كيلوغراما على مدى 500 كيلومتر، أي تقع كل منالقاهرة ودمشق في مرماها؛ وحيث كانت التجارب الأوليةلصاروخ أرض ـ أرض الإسرائيلي «شافيت» قد فشلت فشلاذريعا.

    وفي شهر ديسمبر 1962 نشرت مجلة مختصة بالتحليلاتالاستراتيجية حول الشرق الأوسط مقالا للإسرائيلي جونكمشي تحت عنوان «نحو سياسة ردع نووية إسرائيلية مستقلة».كانت إسرائيل لا تزال تحتاج مع ذلك للمادة القابلةللانشطار النووي والتي ركّزت على إمكانية الحصول عليهاكل جهودها منذ عام 1963.

    أصل الحكاية يؤكد بيير رازو مؤلف هذا الكتاب أن الولايات المتحدةحاولت آنذاك أن تكبح البرنامج النووي الإسرائيلي. حيثكانت تريد من موقعها كقوة نووية منع الانتشار النووي الذي يعقّد معادلة الردع. وعلى هذا الأساس أيضا كانت قدعارضت البرامج النووية الفرنسية والصينية والهندية،بينما لم تكن قادرة على كبح برامج الاتحاد السوفييتيالسابق وبريطانيا.

    هكذا طالبت واشنطن بمراقبة موقع ديمونة وقامت طائراتالتجسس الأميركية «يو ـ 2» بالتحليق فوق النقب. وبالطبع،كانت معادية بشدة لامتلاك أية دولة عربية للسلاح النووي.وكان الرئيس جون كيندي قد وجّه مذكرة إلى مجلس الأمنالقومي كي تعمل الإدارة الأميركية على «تطوير خطط لمنع انتشار الأسلحة المتقدمة في الشرق الأوسط». كما كان الرئيس كيندي من أنصار التعريف الصريح بالدول لتي تملك السلاح النووي وفرض نظام للأمن لصالح الدول الموقعة على معاهدة الحد من الانتشار النووي ولمنع تصنيع«القنبلة» من جميع الدول غير المعترف بها كقوة نووية فيتلك المعاهدة. ويتم التأكيد في هذا السياق أن مسؤوليوزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية ومجلس الأمن القومي أعدّوا استراتيجية دبلوماسية ترميإلى «مبادلة» مفاعل ديمونة مقابل البرنامج النوويالمصري، أي توقيف النشاط النووي على الجانبين.

    لاسيما وأن مصر كانت قد شرعت بمساعدة العلماء السوفييتوبعض العلماء الألمان ببرنامج نووي طموح كان الغرض منهأن يكون ورقة مهمة في المفاوضات الثنائية مع الولاياتالمتحدة. وكان موقع مصر المركزي في الشرق الأوسط قد دفعالإدارة الأميركية للاعتقاد أن مد جسور معها قد يشكلأفضل وسيلة لصد تقدم الشيوعية في هذه المنطقةالاستراتيجية من العالم.

    كان الضغط الرامي إلى وضع حد نهائي للنشاط النوويالإسرائيلي والمصري كبيرا عام 1963 كبيرا إلى حد تقديمديفيد بن غوريون استقالته، وهو المتحمس الكبيرل«القنبلة» النووية الإسرائيلية مع نائب وزير دفاعه شيمون بيريز، ووصل في تلك الأثناء إلى علم «ايسير هاريل»رئيس جهاز الموساد، أن وزير الخارجية السوفييتي أندريه غروميكو يتردد كثيرا على واشنطن بغية محاولة إقناعالإدارة الأميركية القيام بعمل مشترك من قبل القوتينالعظميين من أجل إرغام إسرائيل على إنهاء برنامجهاالنووي مقابل تقديم مظلّة الردع النووي لها.

    ويبدو أن رئيس جهاز الموساد ايسير هاريل وغولدا مائير،التي كانت آنذاك وزيرة للخارجية، لم يكونا يعترضان علىمثل ذلك الخيار بينما عارضه بن غوريون بشدة. بالمقابلأصرّ الرئيس الأميركي جون كيندي على ضرورة وقف البرنامجالإسرائيلي وفرض تفتيش على مفاعل ديمونة.

    وتمّ الاتفاق أخيرا على أن يقوم وفد من الخبراءالأميركيين بزيارته ولكن بعد أن كان الإسرائيليون قدبنوا جدارا خبأ الجزء الحساس من المفاعل وتبنّت إسرائيلبعدها موقفا «غامضا» عبّر عنه شيمون بيريز بالقول: «إنإسرائيل لن تكون أول بلد يُدخل السلاح النووي إلى الشرقالأوسط». بعد مقتل جون كيندي انحازت الولايات المتحدة بوضوح إلىإسرائيل ودعمتها باستمرار.

    واعتبارا من نوفمبر 1963 قامت واشنطن بتزويد إسرائيل بصواريخ أرض ـ جو من طراز «هوك»،حيث كان بن غوريون يريد في الواقع حماية مفاعل ديمونةبواسطة منظومة قوية للدفاع الجوي.

    وفي مطلع 1964 بعث السفير الأميركي في القاهرة مذكرة إلى الرئيس الأميركي ليندون جونسون قال فيها إنه لا يرى أي خطر لقيام حرب بين إسرائيل ومصر على المدى المتوسط، باستثناء الخطر الذي يمثله المفاعل الإسرائيلي. وقد جاءفي تلك المذكرة: «إذا توفر لدى عبدالناصر البرهان والاقتناع أن إسرائيل قد بدأت بإنتاج الأسلحة النووي ةفإنه قد يفكر بالهجوم على إسرائيل في محاولة لتدمير مصنعالإنتاج الذري».

    وفي الإطار نفسه يشير مؤلف الكتاب إلى وثيقة تحمل تاريخ12 ديسمبر 1964 وصادرة من دون شك عن البيت الأبيض كانتموجودة في أرشيف مكتبة ليندون جونسون تقول: «في نهايةهذه السنة 1964، يبدو أن البرنامج النووي الإسرائيليموجّه نحو البحث في الطاقة السلمية غير أنه تمكن منإعادة توجيهه بسهولة نحو برنامج عسكري.

    وقد قال لنا ليفي اشكول، رئيس الوزراء شفهياً إن النشاطالنووي الإسرائيلي هو سلمي. مع ذلك، لم يستبعدوا، لا هوولا بن غوريون قبله، إمكانية تطوير السلاح النووي». وقدجاء في الصفحة 17 من الوثيقة نفسها ما نصّه: «قد يمكنلإسرائيل من دون أية مساعدة خارجية، القيام بأول تجربةنووية بعد عامين أو ثلاثة فقط إذا جرى اتخاذ تطويرالقدرة النووية العسكرية».

    وفي 3 مارس 1965، بعث الملحق العسكري الأميركي في تلأبيب برقية إلى إدارة استخبارات القوى الجوية الأميركيةأكّد فيها أن تجارب صواريخ أرض ـ أرض فرنسية مكرّسةلإسرائيل قد بدأت.

    وبتاريخ 19 أبريل 1965 وجهت الحكومةالإسرائيلية للبيت الأبيض قائمة مشتريات أعتدة حربية تضم210 دبابة من نوع «باتون إن ـ 48» و60 مدفعاً من عيار155 ملليمترا و75 طائرة مقاتلة من طراز سكاي هوك. طلب الرئيس الأميركي جونسون بالمقابل إخضاع مفاعل ديمونةلتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فرد ليفي اشكولبرفع طلبية الأسلحة إلى 400 دبابة باتون و125 طائرة سكايهوك مع الإشارة إلى «التصرف بطريقة مسؤولة».

    لكن بالوقتنفسه طلبت إسرائيل من فرنسا 12 طرّاداً بحرياً سريعاً،واستمرت «باللعب على الحبلين» والتقرب بالتالي منالطرفين، هكذا وقعت في شهر مارس 1966 اتفاقا مع الولاياتالمتحدة، وحصلت بعد أسابيع فقط من ذلك على 50 طائرة«ميراج ـ 5» مقاتلة من فرنسا.

    وبكل الحالات احتلّت إسرائيل المرتبة الأولى في قائمةالمساعدات الأميركية الخارجية بالنسبة لعدد السكان فينهاية عام 1966. كما أنها امتلكت الكمية الكافية منالبلوتونيوم لصناعة عدد من القنابل الذرية. كان منالواضح أن السلطات الإسرائيلية كانت مصممة على متابعةبرنامجها النووي بل وتسريعه.

    تصريح مبدئي ينقل المؤلف عن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصرتصريحه لصحافيين أميركيين بتاريخ 23 ديسمبر 1960: «إنتطوير إسرائيل للأسلحة النووية سوف يرغم العرب علىالقيام بهجوم وقائي حاسم ضدها». لقد بدا هذا التصريح فيحينه بمثابة «تصريح مبدئي» أكثر مما هو تهديد مباشربالحرب. ذلك أن إسرائيل لم تصبح تهديدا نوويا حقيقيا إلابعد أربع سنوات من ذلك التاريخ، إذ أشارت أجهزةالاستخبارات البريطانية والسوفييتية في نهاية عام 1964إلى أن إسرائيل قد سارت أشواطا متقدمة في الميدانالنووي.

    لكن هذا لم يمنع السفير الأميركي في القاهرة من طمأنةالرئيس المصري جمال عبد الناصر بتاريخ 18 مارس 1965عندما قال له بوضوح «لا تزال هناك مشكلات قائمة بينإسرائيل ومصر، وقد تشكل مصدرا كامنا لنشوب حرب. لكنحكومة الولايات المتحدة الأميركية سوف تتابع الضغط كي لاتصبح إسرائيل قوة نووية». وفي 16 أكتوبر 1965 قال المشير عبد الحكيم عامر أثناءزيارة له الى باريس للرئيس الفرنسي جورج بومبيدو ولرئيس الحكومة موريس كوف دو مورفيل إنه إذا قامت إسرائيلبمبادرة إنتاج الأسلحة الذرية، فإن مصر لا يمكنها أبداأن تبقى مكتوفة اليدين.

    واستحوذ التهديد النوويالإسرائيلي على اهتمام كبير لدى الصحافة والمسؤولينالمصريين طيلة عام 1966. هكذا كتب محمد حسنين هيكل أنه «إذا وجد الشعب المصرينفسه في مواجهة التهديد النووي، فينبغي عليه أن لا ينتظراللحظة الأخيرة من أجل مواجهة هذا التهديد».

    وصرّح الرئيس جمال عبد الناصر يوم 21 فبراير 1966 لصحافيين من«نيويورك تايمز» أن «مصر قد تشن حربا وقائية إذا شرعت إسرائيل بتصنيع السلاح النووي».

    وفي 12 مارس من السنة نفسها اختارت صحيفة «الجمهورية»القاهرية عنوانا رئيسيا لها جاء فيه «إن حربا وقائية هي الطريقة الوحيدة لمنع إسرائيل من أن تصبح قوة نووية».وبعد عدة أيام كتب السفير الأميركي في القاهرة تحليلا موجها لوزارة الخارجية في واشنطن جاء فيه «إن الرئيس عبدالناصر يظن أن إسرائيل تريد إنتاج الأسلحة النووية، وذلك نظرا لواقع امتلاكها ثمانية كليوغرامات على الأقل منالبلوتونويوم المخصّب».

    وما يؤكده مؤلف هذا الكتاب هو أن الرئيس عبد الناصر فكّرجديا منذ ربيع عام 1966 بمشروع القيام بهجوم عسكري ذيهدف محدد هو مفاعل ديمونة. بل أعطى الأوامر لقيادة أركانالجيش لإعداد خطط عسكرية في هذا الاتجاه. لم يكن المقصودهو إزالة إسرائيل من الخارطة وإنما بالأحرى استهداف بعضالمواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، على قاعدة الإدراكبأن الولايات المتحدة وفرنسا، العضوين الدائمين في مجلسالأمن والقوتين النوويتين، لن تسمحا بذلك لاسيما في ظلوجود النفوذ القوي لمجموعات الضغط اليهودية فيهما.

    على الصعيد العسكري، لم يكن وجود إسرائيل مهددا، وهذا ماكان يدركه الاستراتيجيون الإسرائيليون جيدا، ولكنهمساهموا في نشر تلك المقولة حول إمكانية تدمير الدولةالعبرية لاستخدامها كذريعة في شن الحرب.

    وقد صرّح مردخايمنتوف، الوزير في الحكومة الائتلافية أثناء الحرب قوله:«كل تلك القصة حول خط إبادة إسرائيل قبيل حرب الأيامالستة لم تكن سوى مجرد دعاية ترمي إلى تبرير لضم الأراضيالمحتلة لاحقا». وهذا ما أكده فيما بعد الجنرال ماتياهو بيليد، مسؤولالإمداد اللوجيستي أثناء الحرب، عندما قال في مقابلةتلفزيونية مع إحدى القنوات الأميركية، أن «إسرائيل لمتكن تواجه خطر التدمير وإنما كل ما قيل كان بقصد الدفعإلى الاعتقاد أن القوات المصرية المحتشدة بالقرب منالحدود الإسرائيلية قد تهدد بقاء الدولة العبرية إنماكان بمثابة استخفاف بعقل أي إنسان قادر على التحليلالجدي لموازين القوى القائمة».

    مثل هذه الأطروحة تكررتأيضا لدى أولئك الذين جرت تسميتهم ب«المؤرخين الجدد» فيإسرائيل. التصعيد المقصود بكل الحالات كانت الحكومة الإسرائيلية تقوم بالتخطيطلعمليات عسكرية ضد جيرانها العرب وفي مقدمتهم مصر. وفينهاية عام 1966 ومطلع عام 1967 تصاعد التوتر على الحدودبين سوريا وإسرائيل، وتعاظم عدد المناوشات على خط وقفإطلاق النار. وبتاريخ 13 نوفمبر 1966 قامت إسرائيلبعملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية وقتلت 18 فلسطينياوجرحت أكثر من خمسين ودمّرت أكثر من مئة منزل. وعرفتالجبهة السورية 270 مناوشة عسكرية مع إسرائيل خلالالأشهر الأربعة الأولى من عام 1967، كان أهمها يوم 7أبريل حيث جرت معركة استخدمت فيها الدبابات والطائراتخسرت فيها سوريا ست طائرات ميج ـ 21.

    وقد اعترف موشي دايان لاحقا بأن تلك الأحداث قد «أثارتهاإسرائيل بشكل مقصود وعن سابق إصرار وتصميم من أجل فرضالسيادة الإسرائيلية» على بعض المناطق. ويشير المؤلف هناإلى أن الاستراتيجيين الإسرائيليين كانوا قد خططواللمعارك الجوية بهدف زيادة التوتر في المنطقة. وينقل عن البروفيسور الإسرائيلي «مارتن فان كريفلد»،أستاذ الجامعة العبرية في القدس، والذي لا يرقى الشكأبدا إلى أنه قد يدافع عن الأطروحات المناوئة لإسرائيل،اعترافه أن الجيش الإسرائيلي كان يسعى إلى «إثارة الحريقفي المنطقة، وأن الإسرائيليين لم يكونوا يخفون إمكانيةقيامهم بهجوم كبير ضد سوريا».

    بعد تلك المواجهة اتصل رئيس الجمهورية السوري آنذلك نورالدين الأتاسي بالرئيس جمال عبد الناصر وطلب منهالمساعدة عملا باتفاقية الدفاع التي تربط بين البلدين.أما العاهل الأردني الشاب الملك حسين فقد انتقد صراحة«جمود» موقف الرئيس المصري. فرفع الأخير من حدّة لهجته حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، بينما كانالإسرائيليون في الواقع يحضّرون للحرب. وبتاريخ 12 مايو 1967 كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه«حسب مصدر إسرائيلي رفيع، فإن الدولة العبرية هي بصددالتحضير لعمل عسكري ضد جيش دمشق، إذا تابع المسلحونالسوريون غارات التخريب في إسرائيل».

    وفي تلك الأثناءأرسلت موسكو برقية «دبلوماسية» إلى العديد من العواصمالعربية أشارت فيها إلى الحشود العسكرية الإسرائيلية علىالحدود الشمالية بقصد شن هجوم مفاجئ ضد سوريا. ولم يتأخر الرئيس عبد الناصر في إصدار قرار يقضيبالتعبئة العامة للقوات المسلحة المصرية.

    وصدرت في هذاالإطار الأوامر لأربع فرق عسكرية مصرية هي الثانيةوالخامسة والسادسة والسابعة لاجتياز قناة السويس وأخذمواقع دفاعية في مواجهة إسرائيل. كانت تلك هي المرّةالأولى منذ حملة السويس على مصر عام 1956، التي تتم فيهاتعبئة مثل تلك القوات شرق القناة. واعتبارا من 15 مايو 1967 استدعت القيادة العسكريةالإسرائيلية أعدادا كبيرة من الاحتياطي، خاصة أولئكالذين كانوا قد عملوا في سلاح الطيران أو في وحداتالدفاع الجوي. لكن رغم هذه الحشود كلها صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية للصحافة الدولية قوله:«إن الحشود الوحيدة الحالية الموجودة في إسرائيل هي حشودالسائحين».

    بل دعا مراقبي الأمم المتحدة كي يتحققوا هم أنفسهم من«عدم صحة» التصريحات السوفييتية المنذرة بالخطر.

    قالهؤلاء المراقبون بأنه لم تكن هناك أية حشود. بل وينقلالمؤلف عن الفريق محمد فوزي، رئيس أركان القوات المسلحةالمصرية آنذاك قوله بعد زيارة سريعة إلى الجبهة السورية:«لا شك أن السوفييت قد أصيبوا ببعض الهلوسات كي تصدرعنهم مثل تلك التصريحات».

    مع ذلك يؤكد المؤلف أن الكرملين قد أفهم البيت الأبيضآنذاك أنه في حال قيام إسرائيل بهجوم على جيرانها العربفإن الاتحاد السوفييتي سوف يضعهم تحت «مظلته» النووية.وينقل في هذا السياق عن مهاجر يهودي روسي قوله بعد سنواتانه كان يعمل في يونيو 1967 على متن غواصة نوويةسوفييتية في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وأن تلكالغواصة كانت جاهزة للقيام بضربة نووية لإسرائيل إذاتعرّض بقاء مصر أو سوريا للتهديد الجدّي.

    وفي 16 مايو 1967 كتبت صحيفة «الأهرام» القاهرية فيافتتاحيتها أن مصر «ستدخل في الحرب إذا تعرضت سوريالعدوان يهدد أرضها أو أمنها». وفي اليوم نفسه استدعىالفريق محمد فوزي، رئيس أركان الجيش المصري، الجنرالالهندي اندار جيت ريكي، قائد ال3378 جندي من القواتالدولية المنتشرين على الحدود مع إسرائيل، وأخبره أنالجيش المصري سيشن هجوما عبر مواقع هؤلاء الجنود، إذاقامت إسرائيل بعمل عسكري. وأشار عليه حفاظا على سلامتهم سحبهم جزئيا إلى العريش أوإلى قطاع غزة أو إلى شرم الشيخ حيث لا يعيقون الهجوم المصري المضاد المحتمل.

    أبرق الجنرال الهندي مباشرة إلىالأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك السيد «اوثانت»الذي أنذر مصر بالتخلي عن طلبها أو أنه سيأمر بسحبالقوات الدولية بشكل كامل. لم يقبل الرئيس عبد الناصر مارأى به تهديدا وطلب رسميا سحب قوات الأمم المتحدة. ولمتقبل إسرائيل أن يرابطوا على جانبها، كما طلب منهاالأمين العام لأنها كانت تعد خططها.

    وفي 18 مايو غادرت القوات الدولية مقر قيادتها في العريشوأخذت القوات المسلحة المصرية مواقعها. وسيطرت الكتيبة25 للمظليين المصريين على الموقع الإستراتيجي لشرم الشيخوأغلقت بذلك المدخل البحري لخليج العقبة ومنعت الوصولإلى ميناء ايلات.

    وكانت طائرتان مصريتان من طراز ميج ـ21 قد حلّقتا على ارتفاع عالٍ فوق ديمونة دون أن تستطيعوسائل الدفاع الجوي الإسرائيلي التحرك على الفور. ويشير المؤلف إلى أن إسحق رابين، رئيس أركان الجيشالإسرائيلي آنذاك، كان يرى أن مخاطر القيام بهجوم عامعلى إسرائيل هو احتمال ضعيف جدا.

    وأن التهديد الحقيقيالقائم هو هجوم جوي أو برّي على مفاعل ديمونة. بكلالأحوال كانت خطط الهجوم الجوي على مصر معدّة منذ فترةطويلة، بالمقابل أكد الرئيس جمال عبد الناصر في خطاب له بتاريخ 23 مايو قوله: «إذا كان القادة الإسرائيليونوالجنرال رابين يريدون الحرب، فأهلا وسهلا بهم، فإننا ننتظرهم».

    ومنذ الإعلان عن إغلاق مضائق تيران، أعلنت كل من واشنطنولندن إدانتهما الشديدة لذلك لكنهما حذرتا إسرائيل منالشروع بأي عمل عسكري لاسيما وأن النقل البحري عبر ميناءايلات ليس ذا أهمية ولا يمثل أكثر من 5 بالمئة من النشاطالبحري إلى إسرائيل. وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانياأنهما تضمنان حرية النقل البحري في المنطقة، واقترحتابعد أن أرسلتا قوات بحرية إلى البحر الأحمر، البدءبمفاوضات مباشرة داخل إطار الأمم المتحدة.

    قرار الحرب كان قرار الحرب قد جرى اتخاذه في إسرائيل رغم تحفظات بعضالقيادات المدنية خوفا من الثمن الكبير الذي قد يترتبعليها، فضلا عن التحذيرات الدولية ضد الشروع بالحرب.وهكذا قال الجنرال شارل ديغول لوزير خارجية إسرائيل اباايبان بتاريخ 24 مايو أثناء مروره في باريس: «إذا بدأتمبالحرب، فإنكم سوف تفوزون فيها بالتأكيد سريعا لكن هذاستترتب عليه ثلاث نتائج خطيرة هي: تعزز الوجود السوفييتيفي الشرق الأوسط وإفريقيا، وسقوط الأنظمة العربية المعتدلة مع تهديد تزويد الغرببالنفط وأخيرا زيادة خطورة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

    لا تقوموا بالحرب، هذه نصيحة صديق ورجل يعرف نتائجالأمور. وعليكم خاصة أن لا تكونوا البادئين، وإذا فعلتمفإنكم ستتحملون نتائج ذلك وستفقدون دعم فرنسا». وفياليوم التالي كرر الجنرال ديغول الشيء نفسه للسفيرالمصري في باريس: «خاصة لا تبادروا بالحرب».

    وفي 31 مايو وصل مدير الموساد إلى واشنطن حيث التقىبريتشارد هيلمز، مدير وكالة الاستخبارات المركزيةالأميركية وروبرت مكمنارا وزير الدفاع الأميركي.

    أخبرمائير اميت محدثيه أن إسرائيل تريد القيام بهجوم علىمصر. ولم يخفِ هؤلاء أنهم سينظرون بعين الرضا إلىالإطاحة بنظام عبد الناصر. وبدا أن لندن تؤيد التوجهنفسه. وقد صرّح هارولد ويلسون رئيس الوزراء البريطاني آنذاكقوله: «لقد ذهب عبذ الناصر بعيدا هذه المرة ومن المناسبكبحه من أجل مصلحته».

    بكل الحالات أعطى مكنمارا ضمناالضوء الأخضر لمدير الموساد. ولم يكن مهما ما يمكن لدينراسك، وزير الخارجية، أن يقوله باعتباره مهندس سياسةخارجية مؤيدة للدول العربية، ذلك أن تحالفا ملموسا كانيوحّد بقوة بين وزارة الدفاع ووكالة الاستخباراتالمركزية الأميركية.

    وتشير عدة روايات إلى أن مائير اميت قد أكّد لمحدثيه أنإسرائيل قد أصبحت قوة نووية، وأنها كانت تمتلك قنبلتينذريتين عشية حرب 5 يونيو 1967.

    وفي المحصلة جرى تفاهمسري بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وعندماسئل مائير اميت عمّا تطلبه إسرائيل من الولايات المتحدةبشكل محدد وملموس أجاب أن يعطي البيت الأبيض الضوءالأخضر لشن الحرب وممارسة ما يكفي من الضغط لردع الاتحادالسوفييتي عن التدخل.

    ثم أشار إلى ضعف إسرائيل في ميدان الاستطلاع الجويوالتنصّت الإلكتروني.

    فالتزم ريشارد هولمز، رئيس الوكالةالمركزية للاستخبارات، وروبرت مكنمارا وزير الدفاع، بنشرعدة طائرات للاستطلاع حديثة جدا سرّا في إسرائيل. ويشيرالمؤلف إلى عدة شهادات ل«خبراء تقنيين» فرنسيين أكّدوافيها وجود طائرات «فانتوم» أميركية في إسرائيل أثناء حربيونيو 1967 بينما لم يتم تسليم مثل هذه الطائرات رسمياإلى الدولة العبرية إلا في شهر سبتمبر من عام 1969.

    ويؤكّد المؤلف أنه في ليلة 2 إلى 3 يونيو 1967، أقلعت ستطائرات فانتوم على الأقل للاستطلاع من قاعدة رامشتاين فيألمانيا متجهة إلى قاعدة «مورون» في إسبانيا بحجةالمشاركة في تدريبات سرية للحلف الأطلسي.

    وعندما وصلتإليها سلّم طياروها أمتعتهم وأوراقهم الخاصة وأقلعوابطائراتهم إلى وجهتهم الحقيقية أي قاعدة «هاتزيريم»الإسرائيلية في صحراء النقب.

    وحطّت الطائرات فيها بليلة 2/3 يونيو 1967، وهناك انضمتإليها طائرتان أميركيتان إضافيتان إحداهما للصيانة وكانفي الأخرى مختبر لتحميض الصور.ضمن هذه الشروط قامتإسرائيل بحربها في صباح الخامس من شهر يونيو 1967. تلك الحرب التي حدد موشي دايان هدفها صراحة عندما قال: «إننجاحنا لن يتم الحكم عليه من خلال عدد الدبابات أوالطائرات التي سنحطمها وإنما من اتساع رقعة الأراضي التيسوف نحتلها».

    تأليف: بيير رازو عرض ومناقشة د. محمد مخلوف


    د. يحي الشاعر

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 1469 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 510 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 310 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 231 29th January 2024 01:31 PM
    "اجتماع أمني سري" لدول عربية بشأن مستقبل غزة بعد... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 181 29th January 2024 01:24 PM

    قديم 23rd June 2009, 06:52 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    اقتباس


    -----------------------

    كتاب ـ حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع (2) (الحلقة الثانية)



    إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963 تأليف :بيير رازو يلقي المؤلف بيير رازو الضوء هنا على موازين القوى عشية5 يونيو 1967، حيث يفاجئنا بالعديد من العناصر التي تبدولنا مثيرة للدهشة، فهو يؤكد أنه خلافاً لما نتوقع فإنموازين القوى العددية لم تكن في صالح العرب، وأن قسماًمحدوداً من القوات العربية هو الذي كان جاهزاً لخوضالمعارك فضلاً عن النقص الكبير في التجهيزات والأعتدة،من دون أن ننسى وجود خمسين ألف جندي مصري في اليمن.

    وهو لا ينسى أن يوضح لنا أن طاقم الفنيين الإسرائيليينلم يكن يحتاج إلا إلى عشر دقائق لتجهيز الطائرة للإقلاع على حين أن الطاقم العربي المناظر كان يحتاج إلى ساعتينلإنجاز المهمة نفسها. دخلت إسرائيل حرب 5 يونيو 1967 وهيعلى يقين كامل بأنها تحظى بتفوق تقني عسكري واضح. وكانتقد حضّرت لتلك الحرب طويلا وبسرّية كاملة، كي تستفيد منعنصر المفاجأة.

    وفي معرض توصيف القوى العسكرية وبنيةالجيوش يحدد المؤلف أن العقيدة العسكرية السوفييتية فرضتنفسها تدريجيا في مصر وسوريا. كانت مصر تتبنى قبل ذلكالعقيدة العسكرية البريطانية حتى أواخر عقد الخمسيناتالماضي وتبعت سوريا خطاها، بينما بقي الأردن «مخلصا»للنموذج البريطاني. اعتمد النموذج السوفييتي أساسا علىالهجوم المعاكس وعلى إستراتيجية الحشود البشرية الكبيرةوالمدفعية القوية والجيش المحمول آليا.

    وتأسست الخطةالقتالية على مبدأ السيف والدرع، وذلك بمعنى أن يقوم«الدرع» في المرحلة الأولى من القتال بواسطة مدفعية جيدةالتحصين في مواجهة العدو المهاجم. وبعد أن يتم التوصل إلى جعل حركة الدبابات العدوّة بطيئةأو حتى توقيفها تماما، تقوم المدفعية عندها بقذف وابل منالنيران خلفها من أجل منع وصول أية إمدادات لوجستية.وعندما تضعف قوى العدو تبدأ المرحلة الثانية بحيث تقومالدبابات التي بقيت حتى تلك اللحظة بعيدة عن المعركةبهجوم مضاد قوي. هكذا بعد «الدرع» الواقي ها هو «السيف»يدخل في المعركة.

    وبهذا المعنى اعتمدت العقيدة العسكرية السوفييتية علىمبدأ التكامل بين مختلف أدوات المعركة الحديثة، أي إعطاءأهمية كبيرة للمدرعات وللمدفعية المتحركة ولوسائل الدفاعالجوي ومضادات الدروع. وبقي دور الطيران ثانويا في تلكالرؤية العسكرية السوفييتية.

    رؤيتان للمعركة يشير مؤلف الكتاب إلى أنه عشية حرب يونيو 1967 كانت مصروحدها هي التي تمتلك عددا كبيراً من الوحدات المنظّمةإلى هذه الدرجة أو تلك على أساس النموذج السوفييتي. أماالقوات البرّية السورية والأردنية فكانت أقل عددا بكثيرلكنها كانت تمتلك قدرا كبيراً من المرونة.

    على الجانب الإسرائيلي، يقوم الجيش على أساس وجود أعدادكبيرة من الاحتياطيين المدرّبين. وقد تمّ منذ البدايةتبنّي إستراتيجية هجومية تعتمد خاصة على مبدأ نقلا لمعركة إلى الخارج واعتماد مبدأ الهجوم السريع بحثا عنالاستفادة من عنصر المفاجأة؛ مع التأكيد على ضرورةامتلاك التفوق الجوي. وفي يونيو 1967 تلخّصت الرؤية الإسرائيلية للمعركة، كمايقدمها مؤلف هذا الكتاب، بأن يقوم سلاح الطيران فيالمرحلة الأولى بتأمين التفوق الجوّي بكل الوسائل قبلالقيام بأي تحرك برّي، وخاصة بواسطة الدبابات التي يعتمدعليها الإسرائيليون كثيرا في عمليات الهجوم.

    وعشية بداية الحرب كان قوام الجيش المصري 000 500 جندي،كان نصفهم تقريبا يعملون في إطار الإدارة، بينما كانالمقاتلون الميدانيون يبلغون 000 250 رجل تدعمهم 1300دبابة، و1200 عربة مصفّحة وألف مدفع. ومنذ بداية الأزمةمع إسرائيل أصدر المشير عبد الحكيم عامر الأوامر بتطبيقالخطة الدفاعية «القاهرة» والتي كانت قد أُعدّت في السنةالمنصرمة وتقضي باللجوء إلى دفاع متحرك في أعماق سيناء.

    هكذا جرى على جناح السرعة إرسال 000 140 جندي تدعمهم 950دبابة و1000 عربة مصفحة و840 مدفعا ثقيلا. وكان اللواءعبد الغني الجمصي رئيس العمليات قد نشر في سيناء 38كتيبة منها 20 كتيبة مشاة وعشرة كتائب مدفعية وخمس كتائبمدرعات وكتيبتان آليتان وكتيبة مظليين. لقد جرى تطبيق تكتيك الدرع والسيف.

    وكانت الأوامر التيأصدرها القادة المصريون واضحة وبسيطة وهي الاستعدادالمستمر للتحرك إذا قام العدو بأي هجوم. وكان الخبراءالإستراتيجيون العسكريون المصريون على ثقة كبيرة أنقواتهم قادرة على صد أي هجوم يقوم به الإسرائيليون. وكانوا على اقتناع أيضا بأنهم يستطيعون جذب طليعة الجيشالإسرائيلي إلى منطقة يمكن عند وصوله إليها القيام بهجوممضاد فعال، لاسيما وأن موازين القوى أفضل بالنسبة لهممما كان الأمر عام 1948 وعام 1956.

    فهذه المرّة يمتلكون تفوّقا عدديا يميل كثيرا لصالحهموبالتالي لم تكن تخطر لهم فكرة إمكانية الهزيمة. كانت هيأيضا الفكرة الثابتة لدى الضباط الصغار في سلاح البرالمصري الذين كانت قد جرت ترقيتهم في الأسابيع الأخيرةمن شهر مايو وجرى إرسالهم مباشرة للالتحاق بوحداتهم فيسيناء.

    وكانت الخطط تقضي أن يقوم الطيران المصري بضربالطائرات والمراكز الحساسة للقيادة الإسرائيلية. وكان الجيش الملكي الأردني الذي قام على ما تبقى منالقوات التي أسسها غلوب باشا، تحت قيادة حابس المجالييساعده الشريف ناصر بن جميل.

    كان عدد القوات المسلحة الأردنية 000 55 عسكري تمتلك 288دبابة و210 عربات مصفّحة و263 مدفعا ثقيلا. وكانت تلك القوات موزعة بين 9 كتائب مشاة وكتيبتينمدرعتين ولواء مستقل مكلّف بحماية العاصمة الأردنية. وفيمطلع يونيو 1967 كانت توجد ثماني كتائب أردنية في الضفةالغربية بمواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث لم تكن تفصلبينهما في بعض الأحيان إلا عدة مئات من الأمتار.

    وكانت إحدى المهمّات الأساسية الملقاة على عاتق الجيشالأردني الدفاع عن القدس القديمة بأي ثمن، كانت أفضلالوحدات موجودة فيها. وكان قسم مهم من المدفعية الأردنيةقد وُضع في منطقة اللطرون. احتفظ الملك حسين بثلاث كتائب و28 دبابة على الضفةالشرقية لنهر الأردن. وجرى تعزيز ال000 40 جندي أردنيالموجودين في الضفة الغربية بعدد من قوات الكوماندوسالمصرية بعد توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين الملكحسين والرئيس المصري عبد الناصر. بالإضافة إلى الكتيبةالثامنة العراقية المحمولة آليا.

    جرى تكليف الفريق عبدالمنعم رياض رسميا بالقيادة العربية العسكرية الموحّدة،أي التنسيق بين مختلف الجيوش. كان الجيش السوري بجنوده البالغ عددهم 000 80 رجل تحتقيادة الفريق حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك.وكان رئيس الأركان هو اللواء أحمد سويداني. كانت القواتالبرية تعد 550 دبابة و585 عربة مصفحة و460 مدفعا ثقيلاموزعة بين 15 كتيبة منها 11 كتيبة مشاة، حيث كان أكثر مننصف القوات المسلحة في هضبة الجولان بشكل مستمر.

    وكانت سوريا قد أقامت شبكة دفاعية مهمة على أعالي الجولان شملت 265 مدفعا وأكثر من مئة دبابة موجودة فيخنادق من بينها عدة عشرات من دبابات «بنزير-4» التي كانتفرنسا قد سلمتها لسوريا في مطلع سنوات الخمسينات. وكانت فرنسا في تلك الفترة تريد تقوية نفوذها في المنطقةعلى الرغم من جلائها عنها منذ نهاية الحرب العالميةالثانية.

    كانت سوريا آنذاك قريبة من المعسكر الغربيوبالتالي كان تزويدها بالأسلحة يندرج في منطق الكتل الذيكان يترسخ ويقسم العالم إلى معسكرين. لكن وجدت فرنسانفسها أمام مشكلة أنها من جهة تريد تزويد سوريا بأسلحةتعطي أثرا له مصداقيته. ولكن بحيث لا تصل إلى حد يعتبره الإسرائيليون انقلابا فيالتحالفات، ذلك أن الدولة العبرية كانت قد أقامت شراكةإستراتيجية مع الحكومة الاشتراكية الفرنسية. وكانت أعداد كبيرة من القوات السورية قد تمركزت في مدينةالقنيطرة والمناطق القريبة منها.

    وهذه المدينة معروفةتقليديا بأنها «عاصمة» الجولان. وتشير التقديراتالمقدّمة في تحليلات المؤلف إلى أن بنية الجيش السوريكانت ذات طبيعة دفاعية، وأنها كانت تتبنّى النموذجالسوفييتي كخطة لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل. أمّا الجيش اللبناني فقد كانت قواته تعد 000 14 جنديويمتلك 60 دبابة و70 مدفعا. ولم يكن في الواقع قادرا علىصد هجوم إسرائيلي كبير.

    على الجانب الإسرائيلي في المعسكر الآخر، الإسرائيلي، كان عدد القوات يصل إلى000 225 جندي وكان رئيس الأركان هو الجنرال إسحق رابينونائبه الجنرال حاييم بارليف. وبلغ عدد الدبابات 1000دبابة و680 مدفعا ثقيلا و1500 عربة مصفحة.

    وكان الإسرائيليون قد حشدوا نصف قواتهم البرية علىالحدود المصرية بقصد القيام بعمل عسكري كبير ضد الجيشالمصري. وكانت تلك القوات موزعة بين ثلاثة فرق من أصلالفرق الإسرائيلية الستة بقيادة كل من الجنرالات إسرائيلطال وأبراهام يوفي وأرييل شارون. وفي الوقت نفسه شكّلالإسرائيليون قوة ضاربة من المظليين ومن القوات البحريةفي أفق القيام بهجوم على شرم الشيخ. ونشر الإسرائيليون أيضا فرقة في شمال منطقة الضفةالغربية فرقة بقيادة الجنرال «ايلاد بيليد»،

    وكان وجودهافي ذلك الموقع من أجل القيام بعمل سريع ضد الأردن أو ضد سوريا.

    وبنفس الوقت نشروا عدة كتائب على الساحل، وكتيبةمن المشاة عند مشارف القدس. كانت موازين القوى العددية تبدو للوهلة الأولى أنها تميلكثيرا لصالح الجيوش العربية، لكن مؤلف هذا الكتاب يرى أنالأمر لم يكن كذلك في الواقع. ذلك أن قسما فقط من القواتالعربية كان جاهزا بالفعل لخوض المعارك.

    هذا بالإضافةإلى نقص التجهيزات، وعدم الجاهزية الكاملة لقسم من هذهالأعتدة. ثم كان هناك حوالي 000 50 جندي مصري يتواجدونفي اليمن. على العكس كانت جميع الأعتدة في إسرائيل بحالة جاهزيةكاملة. لكن كان هناك حوالي 000 100 شخص ليسوا جاهزينللمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية إذ كانوا يشغلونمناصب إدارية في مختلف القطاعات.

    وفي المحصلة تشير الأرقام المقدّمة إلى أن عدد القواتالبرّية الحقيقية الجاهزة للانخراط في المعارك هو 000140 بالنسبة لمصر و000 32 بالنسبة لسوريا و000 40بالنسبة للأردن و3000 من العراق، أي ما يبلغ مجموعه 000215 مقاتل مقابل 000 125 في إسرائيل.

    وكان عدد الكتائب العربية كلها 55 كتيبة مقابل 21بالنسبة لإسرائيل؛ ومن الدبابات كان مجمل ما تمتلكهالجيوش العربية 1520 دبابة مقابل 1050 في إسرائيل و1230عربة مصفحة مختلفة على الجانب العربي مقابل 1450 لدىإسرائيل، وبالنسبة للمدافع كان هناك 1410 لدى الجيوش العربية و650 على الجانب الإسرائيلي.

    هذا يعني أن الفارق العددي «الفعلي» رغم الفارق السكانيالهائل، لم يكن مثلما كان يقال، هذا فضلا عن أن القيادةالعربية لم تكن موحّدة بالفعل على عكس الواقعالإسرائيلي. ماذا عن الطيران؟

    كانت القوات الجوية الإسرائيلية عشية حرب يونيو 1967 تحتإمرة الجنرال مردخاي هود الذي كان قد خلف منذ فترة قصيرةالجنرال عزرا وايزمان. كان سلاح الجو ذاك يضم 000 20عنصر، بعد دعوة الاحتياط، ويمتلك 237 طائرة مقاتلة منبينها 70 طائرة ميراج-3 و45 طائرة ميستير و39 سوبرميستيرو36 اوراجان و25 فوتور و22 فوجا.

    والباقي طائرات نقل وتموين. كانت أغلبية الطائراتالمقاتلة من صنع فرنسي وكذلك تسليحها، وبلغ عدد الطيارين300 طيار نصفهم من الاحتياط. وامتلك الإسرائيليون عشيةحرب يونيو 1967 ست محطات رادار.

    وكانت الجيوش العربية مزوّدة بشكل خاص بطائرات وأعتدةسوفييتية الصنع، وكانت قادرة على التدخل مباشرة في حالةنشوب حرب مع إسرائيل. كان سلاح الجو المصري تحت إمرةاللواء محمد صدقي محمود. وكان ذلك السلاح يمتلك 420 طائرة من بينها 120 ميج-21و60 ميج-19 و100 ميج-17 و40 ميج-15 و30 سوخوي-7 و40اليوشن-28 و30 طائرة تي. يو-16.

    وكانت بعض الطائرات منطراز تي. يو-16 مزوّدة بصواريخ جو-أرض، بينما كانت بعضالطائرات المعدّلة تستطيع القيام بعمليات الاستطلاع منارتفاع شاهق.

    بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة كان سلاح الجو المصرييتصرف ب350 طائرة للدعم من بينها 98 طائرة نقل و42 طائرةعمودية (هليكوبتر). وكانت هذه الطائرات كلها موزعة بين40 سربا مجموعة في تسع كتائب جوية تنتشر على 20 مطاراحربيا. وكانت كل كتيبة تمتلك ثلاثة أسراب كمعدّل يضم كلمنها حوالي 15 طائرة. وبلغ مجموع عدد الطيارين المصريين عشية حرب يونيو 1967 حوالي 700 طيار. وكانت شبكة الكشفعن الطائرات تضم 50 محطة رادار.

    وكان سلاح الدفاع الجوي يمتلك 1000 مدفع مضاد للطيرانو30 محطة صاروخية أرض-جو مزوّدة ب200 صاروخ من طرازسام-2. بدا سلاح الجو المصري قويا ومتوازنا، ولكنه كان يعاني منبعض مواطن الضعف،

    وينقل المؤلف عن العقيد تحسين زكي -نقلا عن كتاب «تاريخ سلاح الجو المصري» لديفيد نيكولالصادر في واشنطن عام 1996- قوله:

    «قبل حرب يونيو 1967بقليل، كان طيراننا يقوم بمناورات جوية لاختبار فعاليةنظام دفاعاتنا الجوية ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاعمنخفض. ولم تتوصل محطات الكشف الجوي أبدا إلى رصد الطائرات التيكانت تطير على ارتفاع أقل من 400 متر، ذلك أن الرادارا تالسوفييتية التي كنّا نستخدمها آنذاك كانت من طراز قديمنسبيا، وعاجزة عن كشف الطائرات التي تحلق على ارتفاعمنخفض.

    وأمام النتائج غير المرضية الحاصلة نظّمت قيادة القواتالجوية اجتماعا في معهد دراسات الدفاع في ألماظة قربالقاهرة. وجرت دعوة عدد من الخبراء السوفييت لحضوره.انتهى ذلك الاجتماع فجأة بعد أن اعتبر أحد أولئك الخبراءأن منظومة الرادار ليست مسؤولة عن ذلك، ولو أنه قبلبفائدة إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرادارات وعلىمواقع صواريخ سام الواقعة شمال منطقة قناة السويس لاختلفالموقف كثيراً».

    وينقل المؤلف أيضا اعتمادا على المرجع نفسه ما قالهاللواء قدري الحميد وجاء فيه: «كنا نعرف أننا نمتلك ميزةبالقياس إلى الإسرائيليين ذلك أننا كنا مجهّزين بعددكبير من طائرات الميج-21 والميج-19 والسوخوي-7 التي كانتمتفوقة على ما تمتلكه القوات الجوية الإسرائيلية،باستثناء طائراتهم الممتازة من طراز ميراج.

    مع ذلك لم نكن نعرف سوى القليل جدا عن نظرية المعركةالجوية، فالروس زودونا بالعتاد الجيد، لكنهم لم يعلموناالتكتيكات الجيدة. لقد درّبونا على الطيران على مستوىعال والطيران الليلي، أي على عكس ما واجهناه تماما أثناءحرب يونيو 1967».

    من جانب آخر دلّت عدة شهادات على أن التقنيين الجويينالمصريين كانوا يحتاجون إلى ساعتين آنذاك من أجل تجهيزطائرة مقاتلة للقيام بمهمة بينما لم يكن يستغرق ذلك إلاعشر دقائق بالنسبة للتقنيين الإسرائيليين. وتتم الإشارة هنا أيضا إلى الإعاقات التي كانت تترتب علىآلية عمل القيادة والتراتيبة المفرطة بحيث كان هناك نقصكبير في عملية التواصل بين مسؤولي القوى الجوية ومسؤوليالقوات المسلّحة الآخرين. بل لم تكن هناك خطط محددةلتنسيق عمل الطيران مع عمل سلاح الدفاع الجوي.

    باستثناءالإيعاز للطيارين بالابتعاد عن مناطق انتشار بطارياتإطلاق الصواريخ المضادة للطيران تجنبا لوقوع أي خطأ. لكن رغم هذا كله، يؤكد المؤلف على أن عناصر القواتالجوية المصرية كانوا على درجة جيدة من الحماس وكانمستوى تدريب الطيارين جيدا؛ وعلى مستوى طياري حلف وارسوآنذاك.

    وكان سلاح الجو السوري بقيادة الفريق حافظ الأسد يضم 12سربا لما مجموعه 116 طائرة مقاتلة، من بينها 36 طائرةميج-21 و60 ميج- 17 و12 ميج -15 والباقي طائرات دعم مننقل وتموين.

    بالإضافة إلى 50 طائرة للتدريب كان يمكناستخدامها في عمليات «دعم النار» عن قرب. وكانت سوريا تمتلك عشر محطات رادار على مجمل ترابها الوطني مع 1000مدفع مضاد للطيران.

    أما القوات الجوية الأردنية المتواضعة بقيادة اللواءصالح الكردي، فلم تكن تمتلك سوى 29 طائرة مقاتلة مؤلفةمن 21 طائرة هنتر و9 طائرات فامبير موزعة بين سربينأحدهما في مطار عمان والآخر في المفرق.

    وكان هناك سربثالث «قيد الإنشاء» حيث جرى تزويده بعدة طائراتفانتوم-18 أميركية الصنع. لكن هذا السرب جرى تحويله إلى قاعدة أمريكية في تركياقبل يومين من اندلاع الحرب.

    وكان سلاح الطيران الأردني يمتلك 10 طائرات نقل و12 طائرة عمودية. لكنه لم يكن يمتلك سوى محطة رادار واحدة منصوبة على جبلعجلون في شمال الأردن. لكن تلك المحطة، ومن خلال وجودهاعلى ارتفاع 1350 مترا عن سطح البحر، كانت قادرة على كشفمجمل النشاطات الجوية الإسرائيلية تقريبا.

    ولم تكن وسائل الدفاع الجوي الأردنية تشكل تهديدا كبيرابالنسبة للطيارين الإسرائيليين إذ لم يكن يوجد فوق التراب الأردني سوى 143 مدفعا مضادا للطيران. لكنالطيارين الأردنيين كانوا مصدر تهديد حقيقي إذ كانوا علىدرجة عالية من التدريب، لاسيما أن المدرّبين الإنكليز قداستمروا في وجودهم بالأردن.

    وكان سلاح الطيران العراقي يمتلك 120 طائرة مقاتلة منبينها 32 طائرة ميج-21 و12 ميج-19 و24 ميج-17 و30 طائرةهنتر و12 تي. يو-16 و10 اليوشن-28 و20 طائرة نقل و18طائرة عمودية. وكانت الطائرات العراقية المكرّسةلإمكانية التدخل في الحرب موجودة في قاعدة بقلب الصحراءبموقع غير بعيد عن الحدود الأردنية.

    وأخيرا لم يكن سلاح الجو اللبناني يمتلك أكثر من 12طائرة مقاتلة من طراز «هنتر»، أي سرب وحيد، بالإضافة إلىأربع طائرات للنقل و9 طائرات عمودية.

    وكان لبنان قد طلبشراء 12 طيارة ميراج-3 من فرنسا ولكن لم يكن من المرتق بتسليمها قبل مطلع عام 1968.

    وبشكل إجمالي كان مجموع الطائرات المقاتلة التي تمتلكهاالجيوش العربية 697 طائرة مقابل 237 طائرة لدى إسرائيلو144 طائرة نقل لدى العرب مقابل 45 لدى إسرائيل و96طائرة عمودية (هليكوبتر) عربية مقابل 44 إسرائيلية، أيما يشكل إجمالا 937 طائرة مختلفة لدى المعسكر العربيمقابل 326 لدى إسرائيل.

    هذا يعني أن ميزان القوى الجوي كان يميل عدديا لصالح العرب بواقع ثلاث طائرات مقابل طائرة واحدة إسرائيلية.لكن مؤلف هذا الكتاب يشير إلى أن ثلث القوات الجويةالعربية لم يكن جاهزا للدخول في المعارك، بسبب نقصالطيارين المؤهلين أحيانا ونقص الصيانة أحيانا أخرىوبحيث كان ميزان القوى الجوي الحقيقي هو ثلاث طائراتعربية مقابل طائرتين إسرائيليتين.

    استعداد منذ عام 1963 كان الجنرال إسحق رابين قد أصبح رئيسا لأركان الجيشالإسرائيلي عام 1963 ومنذ ذلك الحين أعدّ خطة للمعركةتقوم على أساس عناصر ثلاثة هي: المفاجأة والتفوق الجويوالمواجهة الحاسمة مع الجيش المصري. ورأى الإستراتيجيونالعسكريون الإسرائيليون فيما يخص هذا العنصر الأخير، أيالمواجهة مع الجيش المصري، أنه ينبغي أن تكون في أبعدنقطة ممكنة داخل شبه جزيرة سيناء.

    بالنسبة لعنصر المفاجأة رأى الإسرائيليون أن جوهره يكمنفي الهجوم على المصريين قبل أن يستكملوا تحضيراتهم،والتفوق الجوي حددوه في القيام بهجوم جوي يؤدي إلى تعطيلسريع للطيران المصري ثم الطيران العربي كله إذا بدا ذلكضروريا. وكان الإسرائيليون قد قاموا بتنشيط كبيرلأجهزتهم الاستخبارية خلال الفترة التي سبقت حرب يونيو1967.

    وذلك بقصد الحصول على مختلف المعلومات المفيدة حول مواقعتمركز الوحدات العسكرية العربية الأساسية. وخلال الأيامالتي سبقت اندلاع الحرب قام الجنرالات الإسرائيليونبتحريك وحداتهم العسكرية بأكبر قدر ممكن من السرّية كيلا يجذبوا اهتمام المصريين.

    أمّا على الجبهتين السورية والأردنية فقد كانت خطط الحربالإسرائيلية ذات طابع دفاعي بالدرجة الأولى، ذلك أنالجهد الأساسي كان موجها ضد الجيش المصري. وكان الجنرالموشي دايان يريد بكل السبل تجنب خوض معركة على عدة جبهات في الوقت نفسه.

    وكان يتأمل، على غرار ما جرى أثناءالعدوان الثلاثي مصر عام 1956، أن يبقى الملك الأردنيحسين بعيدا عن المعركة في المرحلة الأولى من حملة كانهدفها الأكبر هو هزيمة الجيش المصري. وهكذا حرص الإسرائيليون على أن تبدو حربهم ليست موجهة ضدالأردن. من هنا كانت مهمة الجنرال «أوزي ناركيس» قائدجبهة الوسط، و«دافيد اليعازر» قائد جبهة الشمال هي ذاتطابع دفاعي بحت بواسطة أعداد معدّات قليلة جدا.

    وضمن إطار إستراتيجية الانفراد بكل جبهة عربية على حدة،ما كان للجنرال اليعازر أن يتحرك مهما كان الموقف الذييتخذه الجيش السوري. ذلك أن مثل ذلك التحرك والقيامبهجوم يستهدف هضبة الجولان السورية، كان مرتبطا بتلقيتعزيزات كبيرة من الجبهتين الأخريين.

    أما الجنرال ناركيس فقد كانت المهمات الملقاة عليه تتمثلفي القيام بعمليات محدودة جدا تستهدف السيطرة على القدسالقديمة والرقابة على الجسور الواقعة على نهر الأردن.

    وما يؤكده مؤلف الكتاب هو أن التحضيرات لحرب 1967 قد جرتمنذ فترة طويلة من قبل الجنرالات الإسرائيليين، وأن تلكالحرب كانت تلوح في الأفق بوضوح، وأن إسرائيل كانت تسعىإلى كسب أراضٍ عربية جديدة. وذلك مهما استخدمت من حجج، مثل القول إن المدافعالأردنية تطال تل أبيب والمدفعية السورية لا تكف عن دكالمستعمرات الإسرائيلية عند شواطئ بحيرة طبرية والمدن الإسرائيلية على أقل من 10 دقائق من المطارات المصرية فيسيناء وعلى أقل من 4 دقائق من القواعد الأردنية.

    وصبيحة الخامس من يونيو 1967، انطلقت آلة الحربالإسرائيلية للقيام بتنفيذ خططها المبيّتة. عرض ومناقشة د. محمد مخلوف

    -----------------------


    [QUOTE]



    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 23rd June 2009, 06:53 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    اقتباس


    -----------------------

    كتاب ـ حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع (2) (الحلقة الثانية)



    إسرائيل بدأت الإعداد لحرب يونيو منذ عام 1963 تأليف :بيير رازو يلقي المؤلف بيير رازو الضوء هنا على موازين القوى عشية5 يونيو 1967، حيث يفاجئنا بالعديد من العناصر التي تبدولنا مثيرة للدهشة، فهو يؤكد أنه خلافاً لما نتوقع فإنموازين القوى العددية لم تكن في صالح العرب، وأن قسماًمحدوداً من القوات العربية هو الذي كان جاهزاً لخوضالمعارك فضلاً عن النقص الكبير في التجهيزات والأعتدة،من دون أن ننسى وجود خمسين ألف جندي مصري في اليمن.

    وهو لا ينسى أن يوضح لنا أن طاقم الفنيين الإسرائيليينلم يكن يحتاج إلا إلى عشر دقائق لتجهيز الطائرة للإقلاع على حين أن الطاقم العربي المناظر كان يحتاج إلى ساعتينلإنجاز المهمة نفسها. دخلت إسرائيل حرب 5 يونيو 1967 وهيعلى يقين كامل بأنها تحظى بتفوق تقني عسكري واضح. وكانتقد حضّرت لتلك الحرب طويلا وبسرّية كاملة، كي تستفيد منعنصر المفاجأة.

    وفي معرض توصيف القوى العسكرية وبنيةالجيوش يحدد المؤلف أن العقيدة العسكرية السوفييتية فرضتنفسها تدريجيا في مصر وسوريا. كانت مصر تتبنى قبل ذلكالعقيدة العسكرية البريطانية حتى أواخر عقد الخمسيناتالماضي وتبعت سوريا خطاها، بينما بقي الأردن «مخلصا»للنموذج البريطاني. اعتمد النموذج السوفييتي أساسا علىالهجوم المعاكس وعلى إستراتيجية الحشود البشرية الكبيرةوالمدفعية القوية والجيش المحمول آليا.

    وتأسست الخطةالقتالية على مبدأ السيف والدرع، وذلك بمعنى أن يقوم«الدرع» في المرحلة الأولى من القتال بواسطة مدفعية جيدةالتحصين في مواجهة العدو المهاجم. وبعد أن يتم التوصل إلى جعل حركة الدبابات العدوّة بطيئةأو حتى توقيفها تماما، تقوم المدفعية عندها بقذف وابل منالنيران خلفها من أجل منع وصول أية إمدادات لوجستية.وعندما تضعف قوى العدو تبدأ المرحلة الثانية بحيث تقومالدبابات التي بقيت حتى تلك اللحظة بعيدة عن المعركةبهجوم مضاد قوي. هكذا بعد «الدرع» الواقي ها هو «السيف»يدخل في المعركة.

    وبهذا المعنى اعتمدت العقيدة العسكرية السوفييتية علىمبدأ التكامل بين مختلف أدوات المعركة الحديثة، أي إعطاءأهمية كبيرة للمدرعات وللمدفعية المتحركة ولوسائل الدفاعالجوي ومضادات الدروع. وبقي دور الطيران ثانويا في تلكالرؤية العسكرية السوفييتية.

    رؤيتان للمعركة يشير مؤلف الكتاب إلى أنه عشية حرب يونيو 1967 كانت مصروحدها هي التي تمتلك عددا كبيراً من الوحدات المنظّمةإلى هذه الدرجة أو تلك على أساس النموذج السوفييتي. أماالقوات البرّية السورية والأردنية فكانت أقل عددا بكثيرلكنها كانت تمتلك قدرا كبيراً من المرونة.

    على الجانب الإسرائيلي، يقوم الجيش على أساس وجود أعدادكبيرة من الاحتياطيين المدرّبين. وقد تمّ منذ البدايةتبنّي إستراتيجية هجومية تعتمد خاصة على مبدأ نقلا لمعركة إلى الخارج واعتماد مبدأ الهجوم السريع بحثا عنالاستفادة من عنصر المفاجأة؛ مع التأكيد على ضرورةامتلاك التفوق الجوي. وفي يونيو 1967 تلخّصت الرؤية الإسرائيلية للمعركة، كمايقدمها مؤلف هذا الكتاب، بأن يقوم سلاح الطيران فيالمرحلة الأولى بتأمين التفوق الجوّي بكل الوسائل قبلالقيام بأي تحرك برّي، وخاصة بواسطة الدبابات التي يعتمدعليها الإسرائيليون كثيرا في عمليات الهجوم.

    وعشية بداية الحرب كان قوام الجيش المصري 000 500 جندي،كان نصفهم تقريبا يعملون في إطار الإدارة، بينما كانالمقاتلون الميدانيون يبلغون 000 250 رجل تدعمهم 1300دبابة، و1200 عربة مصفّحة وألف مدفع. ومنذ بداية الأزمةمع إسرائيل أصدر المشير عبد الحكيم عامر الأوامر بتطبيقالخطة الدفاعية «القاهرة» والتي كانت قد أُعدّت في السنةالمنصرمة وتقضي باللجوء إلى دفاع متحرك في أعماق سيناء.

    هكذا جرى على جناح السرعة إرسال 000 140 جندي تدعمهم 950دبابة و1000 عربة مصفحة و840 مدفعا ثقيلا. وكان اللواءعبد الغني الجمصي رئيس العمليات قد نشر في سيناء 38كتيبة منها 20 كتيبة مشاة وعشرة كتائب مدفعية وخمس كتائبمدرعات وكتيبتان آليتان وكتيبة مظليين. لقد جرى تطبيق تكتيك الدرع والسيف.

    وكانت الأوامر التيأصدرها القادة المصريون واضحة وبسيطة وهي الاستعدادالمستمر للتحرك إذا قام العدو بأي هجوم. وكان الخبراءالإستراتيجيون العسكريون المصريون على ثقة كبيرة أنقواتهم قادرة على صد أي هجوم يقوم به الإسرائيليون. وكانوا على اقتناع أيضا بأنهم يستطيعون جذب طليعة الجيشالإسرائيلي إلى منطقة يمكن عند وصوله إليها القيام بهجوممضاد فعال، لاسيما وأن موازين القوى أفضل بالنسبة لهممما كان الأمر عام 1948 وعام 1956.

    فهذه المرّة يمتلكون تفوّقا عدديا يميل كثيرا لصالحهموبالتالي لم تكن تخطر لهم فكرة إمكانية الهزيمة. كانت هيأيضا الفكرة الثابتة لدى الضباط الصغار في سلاح البرالمصري الذين كانت قد جرت ترقيتهم في الأسابيع الأخيرةمن شهر مايو وجرى إرسالهم مباشرة للالتحاق بوحداتهم فيسيناء.

    وكانت الخطط تقضي أن يقوم الطيران المصري بضربالطائرات والمراكز الحساسة للقيادة الإسرائيلية. وكان الجيش الملكي الأردني الذي قام على ما تبقى منالقوات التي أسسها غلوب باشا، تحت قيادة حابس المجالييساعده الشريف ناصر بن جميل.

    كان عدد القوات المسلحة الأردنية 000 55 عسكري تمتلك 288دبابة و210 عربات مصفّحة و263 مدفعا ثقيلا. وكانت تلك القوات موزعة بين 9 كتائب مشاة وكتيبتينمدرعتين ولواء مستقل مكلّف بحماية العاصمة الأردنية. وفيمطلع يونيو 1967 كانت توجد ثماني كتائب أردنية في الضفةالغربية بمواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث لم تكن تفصلبينهما في بعض الأحيان إلا عدة مئات من الأمتار.

    وكانت إحدى المهمّات الأساسية الملقاة على عاتق الجيشالأردني الدفاع عن القدس القديمة بأي ثمن، كانت أفضلالوحدات موجودة فيها. وكان قسم مهم من المدفعية الأردنيةقد وُضع في منطقة اللطرون. احتفظ الملك حسين بثلاث كتائب و28 دبابة على الضفةالشرقية لنهر الأردن. وجرى تعزيز ال000 40 جندي أردنيالموجودين في الضفة الغربية بعدد من قوات الكوماندوسالمصرية بعد توقيع اتفاقية للدفاع المشترك بين الملكحسين والرئيس المصري عبد الناصر. بالإضافة إلى الكتيبةالثامنة العراقية المحمولة آليا.

    جرى تكليف الفريق عبدالمنعم رياض رسميا بالقيادة العربية العسكرية الموحّدة،أي التنسيق بين مختلف الجيوش. كان الجيش السوري بجنوده البالغ عددهم 000 80 رجل تحتقيادة الفريق حافظ الأسد الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك.وكان رئيس الأركان هو اللواء أحمد سويداني. كانت القواتالبرية تعد 550 دبابة و585 عربة مصفحة و460 مدفعا ثقيلاموزعة بين 15 كتيبة منها 11 كتيبة مشاة، حيث كان أكثر مننصف القوات المسلحة في هضبة الجولان بشكل مستمر.

    وكانت سوريا قد أقامت شبكة دفاعية مهمة على أعالي الجولان شملت 265 مدفعا وأكثر من مئة دبابة موجودة فيخنادق من بينها عدة عشرات من دبابات «بنزير-4» التي كانتفرنسا قد سلمتها لسوريا في مطلع سنوات الخمسينات. وكانت فرنسا في تلك الفترة تريد تقوية نفوذها في المنطقةعلى الرغم من جلائها عنها منذ نهاية الحرب العالميةالثانية.

    كانت سوريا آنذاك قريبة من المعسكر الغربيوبالتالي كان تزويدها بالأسلحة يندرج في منطق الكتل الذيكان يترسخ ويقسم العالم إلى معسكرين. لكن وجدت فرنسانفسها أمام مشكلة أنها من جهة تريد تزويد سوريا بأسلحةتعطي أثرا له مصداقيته. ولكن بحيث لا تصل إلى حد يعتبره الإسرائيليون انقلابا فيالتحالفات، ذلك أن الدولة العبرية كانت قد أقامت شراكةإستراتيجية مع الحكومة الاشتراكية الفرنسية. وكانت أعداد كبيرة من القوات السورية قد تمركزت في مدينةالقنيطرة والمناطق القريبة منها.

    وهذه المدينة معروفةتقليديا بأنها «عاصمة» الجولان. وتشير التقديراتالمقدّمة في تحليلات المؤلف إلى أن بنية الجيش السوريكانت ذات طبيعة دفاعية، وأنها كانت تتبنّى النموذجالسوفييتي كخطة لمواجهة أي هجوم إسرائيلي محتمل. أمّا الجيش اللبناني فقد كانت قواته تعد 000 14 جنديويمتلك 60 دبابة و70 مدفعا. ولم يكن في الواقع قادرا علىصد هجوم إسرائيلي كبير.

    على الجانب الإسرائيلي في المعسكر الآخر، الإسرائيلي، كان عدد القوات يصل إلى000 225 جندي وكان رئيس الأركان هو الجنرال إسحق رابينونائبه الجنرال حاييم بارليف. وبلغ عدد الدبابات 1000دبابة و680 مدفعا ثقيلا و1500 عربة مصفحة.

    وكان الإسرائيليون قد حشدوا نصف قواتهم البرية علىالحدود المصرية بقصد القيام بعمل عسكري كبير ضد الجيشالمصري. وكانت تلك القوات موزعة بين ثلاثة فرق من أصلالفرق الإسرائيلية الستة بقيادة كل من الجنرالات إسرائيلطال وأبراهام يوفي وأرييل شارون. وفي الوقت نفسه شكّلالإسرائيليون قوة ضاربة من المظليين ومن القوات البحريةفي أفق القيام بهجوم على شرم الشيخ. ونشر الإسرائيليون أيضا فرقة في شمال منطقة الضفةالغربية فرقة بقيادة الجنرال «ايلاد بيليد»،

    وكان وجودهافي ذلك الموقع من أجل القيام بعمل سريع ضد الأردن أو ضد سوريا.

    وبنفس الوقت نشروا عدة كتائب على الساحل، وكتيبةمن المشاة عند مشارف القدس. كانت موازين القوى العددية تبدو للوهلة الأولى أنها تميلكثيرا لصالح الجيوش العربية، لكن مؤلف هذا الكتاب يرى أنالأمر لم يكن كذلك في الواقع. ذلك أن قسما فقط من القواتالعربية كان جاهزا بالفعل لخوض المعارك.

    هذا بالإضافةإلى نقص التجهيزات، وعدم الجاهزية الكاملة لقسم من هذهالأعتدة. ثم كان هناك حوالي 000 50 جندي مصري يتواجدونفي اليمن. على العكس كانت جميع الأعتدة في إسرائيل بحالة جاهزيةكاملة. لكن كان هناك حوالي 000 100 شخص ليسوا جاهزينللمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية إذ كانوا يشغلونمناصب إدارية في مختلف القطاعات.

    وفي المحصلة تشير الأرقام المقدّمة إلى أن عدد القواتالبرّية الحقيقية الجاهزة للانخراط في المعارك هو 000140 بالنسبة لمصر و000 32 بالنسبة لسوريا و000 40بالنسبة للأردن و3000 من العراق، أي ما يبلغ مجموعه 000215 مقاتل مقابل 000 125 في إسرائيل.

    وكان عدد الكتائب العربية كلها 55 كتيبة مقابل 21بالنسبة لإسرائيل؛ ومن الدبابات كان مجمل ما تمتلكهالجيوش العربية 1520 دبابة مقابل 1050 في إسرائيل و1230عربة مصفحة مختلفة على الجانب العربي مقابل 1450 لدىإسرائيل، وبالنسبة للمدافع كان هناك 1410 لدى الجيوش العربية و650 على الجانب الإسرائيلي.

    هذا يعني أن الفارق العددي «الفعلي» رغم الفارق السكانيالهائل، لم يكن مثلما كان يقال، هذا فضلا عن أن القيادةالعربية لم تكن موحّدة بالفعل على عكس الواقعالإسرائيلي. ماذا عن الطيران؟

    كانت القوات الجوية الإسرائيلية عشية حرب يونيو 1967 تحتإمرة الجنرال مردخاي هود الذي كان قد خلف منذ فترة قصيرةالجنرال عزرا وايزمان. كان سلاح الجو ذاك يضم 000 20عنصر، بعد دعوة الاحتياط، ويمتلك 237 طائرة مقاتلة منبينها 70 طائرة ميراج-3 و45 طائرة ميستير و39 سوبرميستيرو36 اوراجان و25 فوتور و22 فوجا.

    والباقي طائرات نقل وتموين. كانت أغلبية الطائراتالمقاتلة من صنع فرنسي وكذلك تسليحها، وبلغ عدد الطيارين300 طيار نصفهم من الاحتياط. وامتلك الإسرائيليون عشيةحرب يونيو 1967 ست محطات رادار.

    وكانت الجيوش العربية مزوّدة بشكل خاص بطائرات وأعتدةسوفييتية الصنع، وكانت قادرة على التدخل مباشرة في حالةنشوب حرب مع إسرائيل. كان سلاح الجو المصري تحت إمرةاللواء محمد صدقي محمود. وكان ذلك السلاح يمتلك 420 طائرة من بينها 120 ميج-21و60 ميج-19 و100 ميج-17 و40 ميج-15 و30 سوخوي-7 و40اليوشن-28 و30 طائرة تي. يو-16.

    وكانت بعض الطائرات منطراز تي. يو-16 مزوّدة بصواريخ جو-أرض، بينما كانت بعضالطائرات المعدّلة تستطيع القيام بعمليات الاستطلاع منارتفاع شاهق.

    بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة كان سلاح الجو المصرييتصرف ب350 طائرة للدعم من بينها 98 طائرة نقل و42 طائرةعمودية (هليكوبتر). وكانت هذه الطائرات كلها موزعة بين40 سربا مجموعة في تسع كتائب جوية تنتشر على 20 مطاراحربيا. وكانت كل كتيبة تمتلك ثلاثة أسراب كمعدّل يضم كلمنها حوالي 15 طائرة. وبلغ مجموع عدد الطيارين المصريين عشية حرب يونيو 1967 حوالي 700 طيار. وكانت شبكة الكشفعن الطائرات تضم 50 محطة رادار.

    وكان سلاح الدفاع الجوي يمتلك 1000 مدفع مضاد للطيرانو30 محطة صاروخية أرض-جو مزوّدة ب200 صاروخ من طرازسام-2. بدا سلاح الجو المصري قويا ومتوازنا، ولكنه كان يعاني منبعض مواطن الضعف،

    وينقل المؤلف عن العقيد تحسين زكي -نقلا عن كتاب «تاريخ سلاح الجو المصري» لديفيد نيكولالصادر في واشنطن عام 1996- قوله:

    «قبل حرب يونيو 1967بقليل، كان طيراننا يقوم بمناورات جوية لاختبار فعاليةنظام دفاعاتنا الجوية ضد الطائرات التي تحلق على ارتفاعمنخفض. ولم تتوصل محطات الكشف الجوي أبدا إلى رصد الطائرات التيكانت تطير على ارتفاع أقل من 400 متر، ذلك أن الرادارا تالسوفييتية التي كنّا نستخدمها آنذاك كانت من طراز قديمنسبيا، وعاجزة عن كشف الطائرات التي تحلق على ارتفاعمنخفض.

    وأمام النتائج غير المرضية الحاصلة نظّمت قيادة القواتالجوية اجتماعا في معهد دراسات الدفاع في ألماظة قربالقاهرة. وجرت دعوة عدد من الخبراء السوفييت لحضوره.انتهى ذلك الاجتماع فجأة بعد أن اعتبر أحد أولئك الخبراءأن منظومة الرادار ليست مسؤولة عن ذلك، ولو أنه قبلبفائدة إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرادارات وعلىمواقع صواريخ سام الواقعة شمال منطقة قناة السويس لاختلفالموقف كثيراً».

    وينقل المؤلف أيضا اعتمادا على المرجع نفسه ما قالهاللواء قدري الحميد وجاء فيه: «كنا نعرف أننا نمتلك ميزةبالقياس إلى الإسرائيليين ذلك أننا كنا مجهّزين بعددكبير من طائرات الميج-21 والميج-19 والسوخوي-7 التي كانتمتفوقة على ما تمتلكه القوات الجوية الإسرائيلية،باستثناء طائراتهم الممتازة من طراز ميراج.

    مع ذلك لم نكن نعرف سوى القليل جدا عن نظرية المعركةالجوية، فالروس زودونا بالعتاد الجيد، لكنهم لم يعلموناالتكتيكات الجيدة. لقد درّبونا على الطيران على مستوىعال والطيران الليلي، أي على عكس ما واجهناه تماما أثناءحرب يونيو 1967».

    من جانب آخر دلّت عدة شهادات على أن التقنيين الجويينالمصريين كانوا يحتاجون إلى ساعتين آنذاك من أجل تجهيزطائرة مقاتلة للقيام بمهمة بينما لم يكن يستغرق ذلك إلاعشر دقائق بالنسبة للتقنيين الإسرائيليين. وتتم الإشارة هنا أيضا إلى الإعاقات التي كانت تترتب علىآلية عمل القيادة والتراتيبة المفرطة بحيث كان هناك نقصكبير في عملية التواصل بين مسؤولي القوى الجوية ومسؤوليالقوات المسلّحة الآخرين. بل لم تكن هناك خطط محددةلتنسيق عمل الطيران مع عمل سلاح الدفاع الجوي.

    باستثناءالإيعاز للطيارين بالابتعاد عن مناطق انتشار بطارياتإطلاق الصواريخ المضادة للطيران تجنبا لوقوع أي خطأ. لكن رغم هذا كله، يؤكد المؤلف على أن عناصر القواتالجوية المصرية كانوا على درجة جيدة من الحماس وكانمستوى تدريب الطيارين جيدا؛ وعلى مستوى طياري حلف وارسوآنذاك.

    وكان سلاح الجو السوري بقيادة الفريق حافظ الأسد يضم 12سربا لما مجموعه 116 طائرة مقاتلة، من بينها 36 طائرةميج-21 و60 ميج- 17 و12 ميج -15 والباقي طائرات دعم مننقل وتموين.

    بالإضافة إلى 50 طائرة للتدريب كان يمكناستخدامها في عمليات «دعم النار» عن قرب. وكانت سوريا تمتلك عشر محطات رادار على مجمل ترابها الوطني مع 1000مدفع مضاد للطيران.

    أما القوات الجوية الأردنية المتواضعة بقيادة اللواءصالح الكردي، فلم تكن تمتلك سوى 29 طائرة مقاتلة مؤلفةمن 21 طائرة هنتر و9 طائرات فامبير موزعة بين سربينأحدهما في مطار عمان والآخر في المفرق.

    وكان هناك سربثالث «قيد الإنشاء» حيث جرى تزويده بعدة طائراتفانتوم-18 أميركية الصنع. لكن هذا السرب جرى تحويله إلى قاعدة أمريكية في تركياقبل يومين من اندلاع الحرب.

    وكان سلاح الطيران الأردني يمتلك 10 طائرات نقل و12 طائرة عمودية. لكنه لم يكن يمتلك سوى محطة رادار واحدة منصوبة على جبلعجلون في شمال الأردن. لكن تلك المحطة، ومن خلال وجودهاعلى ارتفاع 1350 مترا عن سطح البحر، كانت قادرة على كشفمجمل النشاطات الجوية الإسرائيلية تقريبا.

    ولم تكن وسائل الدفاع الجوي الأردنية تشكل تهديدا كبيرابالنسبة للطيارين الإسرائيليين إذ لم يكن يوجد فوق التراب الأردني سوى 143 مدفعا مضادا للطيران. لكنالطيارين الأردنيين كانوا مصدر تهديد حقيقي إذ كانوا علىدرجة عالية من التدريب، لاسيما أن المدرّبين الإنكليز قداستمروا في وجودهم بالأردن.

    وكان سلاح الطيران العراقي يمتلك 120 طائرة مقاتلة منبينها 32 طائرة ميج-21 و12 ميج-19 و24 ميج-17 و30 طائرةهنتر و12 تي. يو-16 و10 اليوشن-28 و20 طائرة نقل و18طائرة عمودية. وكانت الطائرات العراقية المكرّسةلإمكانية التدخل في الحرب موجودة في قاعدة بقلب الصحراءبموقع غير بعيد عن الحدود الأردنية.

    وأخيرا لم يكن سلاح الجو اللبناني يمتلك أكثر من 12طائرة مقاتلة من طراز «هنتر»، أي سرب وحيد، بالإضافة إلىأربع طائرات للنقل و9 طائرات عمودية.

    وكان لبنان قد طلبشراء 12 طيارة ميراج-3 من فرنسا ولكن لم يكن من المرتق بتسليمها قبل مطلع عام 1968.

    وبشكل إجمالي كان مجموع الطائرات المقاتلة التي تمتلكهاالجيوش العربية 697 طائرة مقابل 237 طائرة لدى إسرائيلو144 طائرة نقل لدى العرب مقابل 45 لدى إسرائيل و96طائرة عمودية (هليكوبتر) عربية مقابل 44 إسرائيلية، أيما يشكل إجمالا 937 طائرة مختلفة لدى المعسكر العربيمقابل 326 لدى إسرائيل.

    هذا يعني أن ميزان القوى الجوي كان يميل عدديا لصالح العرب بواقع ثلاث طائرات مقابل طائرة واحدة إسرائيلية.لكن مؤلف هذا الكتاب يشير إلى أن ثلث القوات الجويةالعربية لم يكن جاهزا للدخول في المعارك، بسبب نقصالطيارين المؤهلين أحيانا ونقص الصيانة أحيانا أخرىوبحيث كان ميزان القوى الجوي الحقيقي هو ثلاث طائراتعربية مقابل طائرتين إسرائيليتين.

    استعداد منذ عام 1963 كان الجنرال إسحق رابين قد أصبح رئيسا لأركان الجيشالإسرائيلي عام 1963 ومنذ ذلك الحين أعدّ خطة للمعركةتقوم على أساس عناصر ثلاثة هي: المفاجأة والتفوق الجويوالمواجهة الحاسمة مع الجيش المصري. ورأى الإستراتيجيونالعسكريون الإسرائيليون فيما يخص هذا العنصر الأخير، أيالمواجهة مع الجيش المصري، أنه ينبغي أن تكون في أبعدنقطة ممكنة داخل شبه جزيرة سيناء.

    بالنسبة لعنصر المفاجأة رأى الإسرائيليون أن جوهره يكمنفي الهجوم على المصريين قبل أن يستكملوا تحضيراتهم،والتفوق الجوي حددوه في القيام بهجوم جوي يؤدي إلى تعطيلسريع للطيران المصري ثم الطيران العربي كله إذا بدا ذلكضروريا. وكان الإسرائيليون قد قاموا بتنشيط كبيرلأجهزتهم الاستخبارية خلال الفترة التي سبقت حرب يونيو1967.

    وذلك بقصد الحصول على مختلف المعلومات المفيدة حول مواقعتمركز الوحدات العسكرية العربية الأساسية. وخلال الأيامالتي سبقت اندلاع الحرب قام الجنرالات الإسرائيليونبتحريك وحداتهم العسكرية بأكبر قدر ممكن من السرّية كيلا يجذبوا اهتمام المصريين.

    أمّا على الجبهتين السورية والأردنية فقد كانت خطط الحربالإسرائيلية ذات طابع دفاعي بالدرجة الأولى، ذلك أنالجهد الأساسي كان موجها ضد الجيش المصري. وكان الجنرالموشي دايان يريد بكل السبل تجنب خوض معركة على عدة جبهات في الوقت نفسه.

    وكان يتأمل، على غرار ما جرى أثناءالعدوان الثلاثي مصر عام 1956، أن يبقى الملك الأردنيحسين بعيدا عن المعركة في المرحلة الأولى من حملة كانهدفها الأكبر هو هزيمة الجيش المصري. وهكذا حرص الإسرائيليون على أن تبدو حربهم ليست موجهة ضدالأردن. من هنا كانت مهمة الجنرال «أوزي ناركيس» قائدجبهة الوسط، و«دافيد اليعازر» قائد جبهة الشمال هي ذاتطابع دفاعي بحت بواسطة أعداد معدّات قليلة جدا.

    وضمن إطار إستراتيجية الانفراد بكل جبهة عربية على حدة،ما كان للجنرال اليعازر أن يتحرك مهما كان الموقف الذييتخذه الجيش السوري. ذلك أن مثل ذلك التحرك والقيامبهجوم يستهدف هضبة الجولان السورية، كان مرتبطا بتلقيتعزيزات كبيرة من الجبهتين الأخريين.

    أما الجنرال ناركيس فقد كانت المهمات الملقاة عليه تتمثلفي القيام بعمليات محدودة جدا تستهدف السيطرة على القدسالقديمة والرقابة على الجسور الواقعة على نهر الأردن.

    وما يؤكده مؤلف الكتاب هو أن التحضيرات لحرب 1967 قد جرتمنذ فترة طويلة من قبل الجنرالات الإسرائيليين، وأن تلكالحرب كانت تلوح في الأفق بوضوح، وأن إسرائيل كانت تسعىإلى كسب أراضٍ عربية جديدة. وذلك مهما استخدمت من حجج، مثل القول إن المدافعالأردنية تطال تل أبيب والمدفعية السورية لا تكف عن دكالمستعمرات الإسرائيلية عند شواطئ بحيرة طبرية والمدن الإسرائيلية على أقل من 10 دقائق من المطارات المصرية فيسيناء وعلى أقل من 4 دقائق من القواعد الأردنية.

    وصبيحة الخامس من يونيو 1967، انطلقت آلة الحربالإسرائيلية للقيام بتنفيذ خططها المبيّتة. عرض ومناقشة د. محمد مخلوف
    -----------------------


    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 23rd June 2009, 06:55 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    اقتباس

    حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع (3) - الحلقة الثالثة -




    أربع دوائر لعملية تصفية سلاح الطيران المصري تأليف :بيير رازو يجد القارئ نفسه هنا على موعد مع أهم ملامح حرب يونيو1967، وهي المتعلقة بالضربة التي وجهتها إسرائيل بهدفإنهاء دور الطيران العربي في الحرب، حيث نتبين سريعاً أنهذه الضربة تم التخطيط لها في واقع الأمر منذ أوائلالستينات، وأنها استمدت إلهامها من العمليات المناظرةالتي جرت خلال الحرب العالمية الثانية والعدوان الثلاثيعلى مصر، ورغم دخان الحرب وضبابها فإنه تتبدى لنا بطولاتالطيارين العرب، رغم الظروف الموضوعية المستحيلة التيوجدوا أنفسهم فيها.

    كان الإستراتيجيون الإسرائيليون، وعلى رأسهم مردخاي هود،قد خططوا للقيام بهجوم جوي واسع يرمي إلى إنهاء الطيرانالعربي الأقوى «نظريا» مما تمتلكه القوات الجويةالإسرائيلية. وكان قد جرى تدريب الطيارين الإسرائيليينعلى تلك الخطط بكل تفاصيلها لفترة طويلة من الزمن قبلالخامس من يونيو 1967، وإذا كان الإسرائيليون قد نجحوا في تنفيذ خططهم، فإنمؤلف هذا الكتاب يؤكد قوله: «أظهر الطيارون العرب منجهتهم شجاعة وتصميما كبيرا، إذ حاولوا أن يزيلوابالاعتماد على صفاتهم الشخصية أشكال الفاقة التي أوجدتهامؤسسة ثقيلة ومصابة بالتصلب غالبا».

    بدأت الملامح الأولى لفرضية القيام بهجوم جوي إسرائيلييستهدف أولا بأول الطيران المصري ترتسم منذ مطلع سنواتالستينات. ذلك أن هذا الطيران بقاذفاته الثقيلة وطائراتهالمطاردة الحديثة كان يشكل في الواقع التهديد الأكبربالنسبة للدولة العبرية.

    ومنذ البداية أيضا لم يكنمرتقبا القيام بهجوم على الطيران السوري والعراقي إلا فيمرحلة ثانية، أي بعد أن يكون قد جرى إخراج الطيرانالمصري من المعركة. من الواضح أن الإستراتيجيين العسكريين الإسرائيليين قداستلهموا في عمليتهم الجوية من الهجومات الكبرى التيشهدتها الحرب العالمية الثانية.

    ثم كانت هناك العملياتالتي جرت أثناء حرب السويس 1956 عندما قامت القواتالجوية الفرنسية والبريطانية بهجوم جوي كبير استهدفإنهاء دور الطيران المصري، وهذا ما تمّ التوصل إليه عمليا خلال ثلاثة أيام. ويشيرالمؤلف إلى أنه منذ حملة السويس انكبّ العديد منالمتدربين الإسرائيليين على الدراسة في المدارس العسكريةولدى قيادات الأركان في فرنسا وإنجلترا لاستخلاص أقصى كمية ممكنة من دروس حملة السويس.

    ويشير المؤلف إلى أن الإستراتيجيين العسكريينالإسرائيليين قد حددوا أربع دوائر لعمليتهم انطلاقا منإسرائيل باتجاه مصر.

    شملت الدائرة الأولى القواعد الجويةالمصرية الموجودة في شبه جزيرة سيناء وضمّت الثانيةالقواعد الموجودة في منطقة قناة السويس والثالثة خصّتمنطقة الدلتا وشكّلت منطقة مصر العليا موضوع الدائرةالرابعة. كان مفترضا أن يتم الهجوم على كل قاعدة جوية مصريةبواسطة أربع طائرات بفوارق زمنية منتظمة بحيث يبقى الضغطعلى أكبر مستوى على الطيران المصري.

    وجرى تصميم الخطةبحيث تقوم الطائرات الإسرائيلية أولا بضرب المدارج لمنعإقلاع الطائرات المصرية ثم محاولة تدمير أكبر عدد ممكنمن طائرات الميج-21، باعتبارها الطائرة المعترضة الوحيدةالتي يمكن أن تنافس طائرة ميراج-3 الإسرائيلية.

    وقداستثني من تلك الخطة مطار العريش من أجل إمكانيةاستخدامه من قبل الطائرات الإسرائيلية نفسها بعد السيطرةعلى مدرّجه.

    بل كان الإسرائيليون قد أقاموا مطارا علىشاكلة المطارات المصرية في صحراء النقب «من أجل التدربعلى الشروط الأكثر واقعية ممكنة». ملامح الخطة كانت الضربة الإسرائيلية الجوية الأولى مدروسة بأدقالتفاصيل، ثم جرت الضربات التالية بناء على درجة التدميرالذي حققته الأولى. هكذا جرى تكليف طائرات «الميراج»و«فوتور» ذات المدى الأكبر بضرب الأهداف المصرية الأكثربعدا.

    وكان الإسرائيليون قد زجّوا بجميع طائراتهم تقريبافي الضربة الأولى، وكانت القيادات العسكرية الإسرائيليةتتوقع إمكانية أن تصل خسائرها فيها إلى حوالي 30 بالمئة.

    كانت قيادة سلاح الطيران الإسرائيلي قد أكثرت خلال الأأسابيع التي سبقت اندلاع الحرب من مهمات الاستطلاع علىارتفاع منخفض فوق سيناء ومنطقة دلتا النيل من أجل اختبارردود أفعال السلاح المصري المضاد للطيران. وقد سمحت تلكالمهمات للإسرائيليين بتحديد مناطق التحليق الأقلاكتظاظا بالسكان والمحاور الأكثر أمانا، مما كان يعنيالتقليل من خطر الكشف من قبل أجهزة الرادار.

    وكان العديد من المهمات يرمي إلى إقناع المصريين بأنه فيحالة الهجوم سيقوم الإسرائيليون به عبر البحر الأحمر،بينما كانوا قد خططوا في الواقع للقيام به عبر المتوسط.وأخيرا، سمحت تلك المهمات الاستطلاعية للإسرائيليينبتحديد مواقع انتشار الوحدات المصرية والمواقع التيسيستهدفونها في المطارات المصرية. جرت حسابات دقيقة ساعة إقلاع الطائرات الإسرائيليةالمشاركة في الضربة الأولى عند الساعة الثامنة و45 دقيقةمن صباح الخامس من يونيو.

    وكانت تلك الساعة هي التي تسمحبأفضل مجال للرؤية بالنسبة للطيارين فقبلها قد يكون هناك بعض الغبار وبعدها تكون انعكاسات أشعة الشمس قوية جدا.ثم إن اختيار مثل هذه الساعة، غير المعتادة بالنسبةلهجوم مباغت، عاد إلى أن الطائرات المصرية تكون قد حطّت بعد أول دورية لها في النهار، وبالتالي تكون مسمّرة فيالأرض من أجل الرقابة التقنية وإعادة تزويدها بالوقود.وتتناظر الساعة المختارة مع ساعة افتتاح المكاتب، وهيساعة الازدحام الكبير في القاهرة والذي لا بد أن يعيقضباط القيادة المتوجهين إلى مقرّات عملهم.

    وبالتالي لنيكون بإمكانهم التحرك بسرعة. تركز الهجوم الجوي الإسرائيلي على القواعد الجوية ثممنشآت الرادار المصرية ومواقع الصواريخ أرض ـ جو ثممنشآت الاتصال التابعة للقيادات.

    وكانت أجهزةالاستخبارات الإسرائيلية قد جمعت معلومات عن الهويةالدقيقة للعديد من الطيارين المصريين بحيث إنه يوماندلاع الحرب قامت أجهزة الدعاية الإسرائيلية ببث رسائللهم على تردد الموجة المعتادة للعمل، وزودتهم بمعلوماتخاطئة، وثبطت من عزيمتهم، وحاولت إقناعهم أنه لا جدوى منالمقاومة.

    بل ويشير مؤلف هذا الكتاب إلى أن طيارا مصريا تلقىالأوامر المضللة بقطع مهمته وإلقاء قنابله في البحرالأبيض المتوسط. وكان الإسرائيليون قد حصلوا بعمليةاستخباراتية على طائرة ميج-21، أي رأس حربة الطيرانالعربي، بواسطة طيار عراقي فرّ بها إلى إسرائيل بتاريخ16 أغسطس 1966، أي قبل عدة أشهر من اندلاع حرب 1967.

    في فجر الخامس من يونيو 1967 قامت عدة أسراب من الطائراتالمصرية بدورياتها المعتادة بالقرب من الحدود، كما كانتتفعل كل يوم منذ بداية الأزمة العسكرية والدبلوماسية معإسرائيل.

    كان الوضع متوترا جدا وكانت السلطات العسكريةالمصرية تأخذ إجراءات وقائية ضد أي تحرش جوي إسرائيلي، إذ من المعروف أن الهجومات الجوية تقوم غالبا عند الفجر.وعندما حطّ الطيارون المصريون بطائراتهم عند ساعةالإفطار، لم يكن يخطر لهم أبدا أن أحداثا ستجري فيالدقائق التالية ستحطم قوتهم الجوية المهمة.

    ولم تتمأبدا ملاحظة أي نشاط جوي خاص من قبل الإسرائيليين. وبعد الساعة الثامنة من صباح يوم 5 يونيو شاءت الصدف أنتنطلق ثلاث طائرات نقل على متن الأولى وزير الحربيةالمصري ورئيس الأركان وعدد من كبار الضباط؛ وكانت الطائرتان الأخريان تقلاّن نائب الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي برفقة عدد من الصحافيين. وكان من المفروض أن يقوم هؤلاء المسؤولون الكبار بزيارة تفتيشية في منطقة قناة السويس.

    ولذلك كانت وسائل الدفاع الجوي المصرية قد تلقّت الأوامربعد إطلاق النيران بين الساعة الثامنة والساعة التاسعةصباحا خشية إصابة إحدى تلك الطائرات الثلاث عن طريقالخطأ. وعندما حطّت تلك في مطار فايد، كانت الطائراتالإسرائيلية بدأت قصفها للقواعد والمطارات المصرية.

    بداية الهجوم الجوي مع اللحظات الأولى من صبيحة 5 يونيو 1967، تعاقبت عدةتشكيلات مؤلفة من أربع طائرات بالانطلاق لضرب أهدافمصرية، كان قد جرى تحديدها بدقة سابقا. وكان الطيارونالإسرائيليون قد تلقوا أوامر بعدم تعطيل إمكانيةالإقلاع، وإذا صادف أية صعوبات في الإقلاع فعليه أن يفعلكل ما يكفل عدم إعاقة إقلاع الطيارين الآخرين.

    وكانت الأوامر هي أن تطير الطائرات الإسرائيلية المتجهةنحو أهدافها على ارتفاع منخفض جدا قد يقل أحيانا عن 15مترا فوق سطح الأرض. كان الإسرائيليون يخشون كثيرا أنتكشفهم الرادارات السوفييتية الموجودة في البحر الأبيضالمتوسط، إذ كان على الطائرات المكلفة بالضربة الأولى أنتطير فوق المتوسط قبل أن تغير وجهتها جنوبا كي تفاجئالمصريين، الذين لم يكونوا ينتظرون أبدا أن يأتيالإسرائيليون من هذه الوجهة.

    عند الساعة الثامنة و50 دقيقة من صباح 5 يونيو 1967 كانتأول طائرة إسرائيلية مهاجمة فوق هدفها، أي المطار الدوليغرب القاهرة الذي كان يضم عددا من الطائرات المقاتلةالمعترضة والقاذفات الثقيلة من طراز تي يو-16 التابعةللكتيبة الجوية المصرية الخامسة والستين.

    كانت تلك القاذفات بمثابة التهديد الأكثر أهمية علىإسرائيل وقد قامت ثلاث تشكيلات من السرب المهاجم بضربأهدافها بفارق 15 دقيقة بين كل ضربة والتي تليها. كانالهدف الأول هو مدارج إقلاع الطائرات التي قصفهاالإسرائيليون بقنابل زنتها 500 كيلوغرام وبقذائف خاصةمعدة للمدرجات ثم قصفوا الطائرات الجاثمة ودمّروا منهافي الضربة الأولى 13 طائرة من طراز تي يو-16 وثلاثطائرات ميج-21 وطائرة اليوشن-28.

    وهاجمت الطائرات الإسرائيلية أيضا في الضربة الأولى مطاربني سويف حيث كانت توجد كذلك طائرات تي. يو-16 ومطار بيرتمادة حيث كانت توجد طائرات ميج-17 وطائرات سوخوي-7التابعة للسرب 55 من الكتيبة الأولى، والتي كانت الوحدةالوحيدة التي تملك مثل تلك الطائرات الجديدة. وقد تمّتدمير جميع تلك الطائرات حيث كانت على الأرض، بينما لم يخسر الإسرائيليون أية طائرة.

    وتعرّضت أيضا جميع القواعد والمطارات المصرية، وخاصةالقريبة من القاهرة وفي دلتا النيل للضرب وجرى تدمير 13طائرة ميج-21 في قاعدة انشاص الجوية وحدها، وسبع طائراتمن الطراز نفسه في قاعدة كبريت و17 طائرة ميج مطار فايد.وينقل المؤلف في هذا السياق عن المقدّم المصري سمير عزيزميخائيل قوله: «كنّا قد عدنا للتو من دوريتنا النهاريةالأولى.

    وكنت أغتسل عندما سمعت أصوات الانفجارات. ولمأكن أستطيع تصور إن الإسرائيليين يهاجموننا.

    عندما خرجنا رأينا طائرات الاستطلاع الأربع تحترق، بينماكانت طائرة مهاجمة إسرائيلية تتابع الهجوم عليها.ارتدينا بسرعة زي الطيران ووضعنا خوذنا على رؤوسنا ثمحاولنا الانطلاق إلى حيث توجد طائرات أخرى في الطرفالآخر للمدرج، لكن قبل أن نصل إليها كان الإسرائيليون قددمروها أيضا.

    فاتجهنا بسرعة صوب طائرة ميج-15 ذات مقعدين للتدريبومزودة بمدفع، لكن محركها لم يدر. رأيت عندها طائرةميستير تنقض نحونا على ارتفاع منخفض. فأخرجت مسدسي مننوع بريتا 9 مللميتر وأفرغت ما فيه صوبها، من دون نتيجة.أمرنا رؤساؤنا عند ذلك باللجوء إلى القرية المجاورة».

    وعلى الرغم من قسوة الضربة الأولى وما ألحقته من خسائرفادحة، دخلت وسائل الدفاع الجوي المصرية في المعركةبسرعة، وأسقطت عدة طائرات إسرائيلية وسقط عدد منالطيارين الإسرائيليين بين قتيل وأسير. وأظهر بعضالطيارين المصريين شجاعة كبيرة، هكذا استطاعت طائراتميج-21 تابعة لدورية الإقلاع أثناء المعارك من مطارابوصوير واشتبكت بمعركة جوية مع طائرات ميستيرالإسرائيلية.

    وينقل المؤلف عن المقدّم عواد حمدي رئيس الدورية المصريةقوله: «عندما أصبحت في الجو رأيت أربع طائرات إسرائيليةتترك تشكيلها من أجل الانتقال إلى الهجوم. سددت علىإحداها وقلت لنفسي إنني لن أخطئها. لكن طيارا آخر مندوريتي أطلق قبلي صاروخ اتول عليها، ولكن بما أننا كنانطير على ارتفاع منخفض ارتطم الصاروخ بالأرض.

    ولم تكن طائرة الميج-21 التي أقودها مزودة بمدافع وإنمافقط بصاروخين جو-جو فقمت بالتسديد من جديد وأطلقت صاروخاتول انفجر بالقرب من طائرة الميستير الإسرائيلية.وعندما كنت أستعد لإطلاق الصاروخ الثاني تركت الطائراتالإسرائيلية ساحة المعركة وعادت باتجاه قاعدتها».

    الموجة الثانية أثارت الموجة الأولى من الضربات الجوية الإسرائيلية حالةمن الهلع والتشوش لدى مسؤولي القوات الجوية المصرية فيماينبغي عمله.

    فهل كان ينبغي تنظيم عملية الرد بما بقي منإمكانيات أم كان من الأفضل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذهوتوزيع الطائرات المصرية السليمة على مواقع ثانوية أوعلى مطارات مصر العليا كما حدث في شهر نوفمبر من عام1956 أثناء الهجوم الثلاثي على السويس؟ لكن لم يكن هناك الكثير من الوقت لطرح العديد من الأسئلة إذ أن الإسرائيليين أطلقوا موجة ثانية من الضربات الجويةوقصفوا مطار القاهرة الدولي ثم القواعد الجوية في بلبيسوحلوان والمنيا ومطار غرب القاهرة من جديد. هنا أيضاأبدى الطيارون المصريون شجاعة كبيرة.

    وينقل المؤلف عن الطيّار نبيل شكري الذي أسقط بطائرته الميج-21 طائرة ميراج إسرائيلية قوله: «كان قد جرى تدميرأغلبية طائراتنا المعترضة منذ سلسلة الضربات الأولى.واستطعنا مع ذلك الاحتفاظ ببعض طائرات الميج-21. لقدأقلعنا عند الساعة الحادية عشرة صباحا من قاعدتنا فيانشاص من مدرج يبلغ طوله 900 متر فقط.

    كنت متأكدا أن ذلككان طوله إذ كنت قد قمت أنا نفسي بقياسه في السيارة قبلعدة دقائق من الإقلاع». «وعندما وصلنا إلى ارتفاع 5000 متر أخبرنا المراقبونالأرضيون بأن الإسرائيليين يهاجمون قاعدتنا فاتجهنا نحوانشاص. وقد شاهدت طائرتي ميراج تتقاطعان معنا من جهةاليسار وقد كنّا قريبين من بعضنا إلى درجة أنني لمحت طرف خوذة الطيار الإسرائيلي.

    قمت بالمناورة مباشرة كي أضعطائرته أمام طائرتي. وكنت قريبا جدا إلى درجة أنني لمأستطع استخدام الصواريخ، وطائرة الميج-21 ليست مزودةللأسف بمدافع. حاولت طائرات الميراج الإسرائيلية المناورة على المستوىالأفقي من دون نجاح ثم على المستوى الشاقولي مما أعطانيفرصة.

    كانت طائرتنا الميج-21 تمتلك محركا أقوى من طائرةالعدو مما أعطانا ميزة حقيقية في الطيران الشاقولي.وهكذا استطعت أن أضع طائرتي بسرعة خلف الطائرةالإسرائيلية وبمسافة تسمح بالرمي.

    أطلقت صاروخاً تول الأول الذي انفجر بالقرب من الطائرةالمعادية وانبثق منها دخان أسود كثيف. اقتربت أكثر ثمأطلقت الصاروخ الثاني. فانفجرت طائرة الميراج بينمااستطاع قائدها أن يقذف نفسه بالمظلة».

    كان اسم طيارهاالكابتن نيومان، وعندما وصل إلى الأرض أجهز عليه الأهالي المحليون. بعد موجتين من الضربات الجوية في الفترة الصباحية من 5يونيو 1967، بدأت موجة ثالثة ثم رابعة منذ مطلع بعد ظهرذلك اليوم نفسه وحتى حلول الظلام، ولكن بإيقاع أقل منالصباح. وكانت القواعد الجوية والمطارات المصرية هيالمستهدفة أيضا ولكن هوجمت أيضا، القوى الجوية العربية الأخرى، وخاصةقواعد عمّان في الأردن و«ت-4» في سوريا. كما قصفت الطائرات الإسرائيلية محطة رادار جبل عجلون في الأردن.كما هوجمت قواعد أخرى من بينها مطار الضمير والمزّةالعسكريين السوريين.

    وفي ليلة 5 إلى 6 يونيو 1967 قام المصريون بجهود هائلةبعد يوم من الغارات المتواصلة. وقد تركّزت جهودهم علىإعادة ترميم مدارج المطارات المدمرة. وقد فقد العشراتمنهم حياتهم ذلك أن القنابل التي استخدمها الإسرائيليونكانت مزودة بجهاز لتفجيرها بوقت لاحق مما أدّى إلى انفجارات خلال الليل حيث كانت فرق الترميم تقوم بعملها.

    المحصلة في محصلة اليوم الأول لحرب 5 يونيو كانت الخسائر من الجانبين، كما يقدمها مؤلف هذا الكتاب، بالنسبة للطيرانهي خسارة 272 طائرة مقاتلة عربية وهي على الأرض، منبينها 122 طائرة ميج-21 و86 طائرة ميج-17 و21 هنتر و12ميج-19 و12 سوخوي-7 و2 فامبير.

    وكان عدد الطائرة القاذفة المدمّرة هو 59 قاذفة عربية منبينها 30 من طراز تو-16 و29 من طراز اليوشن-28. هذابالإضافة إلى 35 طائرة نقل و19 طائرة عمودية (هيلوكبتر).أما أثناء المعارك فقد خسر العرب 29 طائرة مقاتلة منبينها 12 طائرة ميراج-21 و7 ميج-17 و7 هنتر و3 ميج-19وطائرة قاذفة اليوشن-28 وطائرتي نقل.

    أما على الجانب الإسرائيلي فقد كانت الخسائر هي إسقاط 5طائرات ميراج-3 و5 طائرات ميستير-4 و5 طائرات أوراغان و4طائرات اس.ام.بي-2 و3 طائرات فوتور و3 طائرات ماجستر، أيما مجموعه 25 طائرة.

    هذا بالإضافة إلى إصابات كبيرة لحقتب4 طائرات ميراج-3 وأربع طائرات ميستير 4 و3 طائراتأوراغان وطائرتين اس.ام.بي-2 وطائرتين من طراز فوتورواثنتين ماجستر.

    وما يؤكده مؤلف هذا الكتاب هو أنه على الرغم من التفوقالجوي الكبير للإسرائيليين أثبت العشرات من الطيارينالعرب كفاءة وجسارة عاليتين ولم يترددوا في التحليق فوق أرض المعركة بحثا عن أهداف معادية.

    وفي فجر يوم 6 يونيورصدت القوات المصرية موقعا متقدما لقيادة الجنرالالإسرائيلي جافيتش، قائد الجبهة الجنوبية، فأرسلت أربعطائرات ميج-17 لقصفه وجرى تدميره بعد أن كانالإسرائيليون قد خرجوا منه في اللحظة الأخيرة. وفي صبيحةذلك اليوم استطاعت قاذفتان عراقيتان من طراز تو-16التغلغل داخل المجال الجوي الإسرائيلي وقصف منطق ةناتانيا ثم قصف قاعدة رامات دافيد.

    وفعلت طائرتا سوخوي-7مصريتان نفس الشيء وقصفتا مواقع إسرائيلية. وتتم الإشارةفي هذا الإطار إلى الشجاعة والمهارة اللتين أظهرهماالطيار المصري فتحي سليم في سماء سيناء. ووصلت في اليوم نفسه ست طائرات ميج-21 جزائرية إلى قاعدةالعريش المصرية. لكن أغلبية هذه الطائرات استحوذ عليهاالإسرائيليون سليمة إذ كانوا قد استولوا على ذلك المطارقبل فترة وجيزة.

    وفي صبيحة 7 يونيو قام تشكيل إسرائيليمن 4 طائرات «فوتور» قاذفة ترافقها 4 طائرات ميراج-3مقاتلة بهجوم على قاعدة «ه-3» العراقية. كان ذلك هو الهجوم الجوي الثالث على تلك القاعدة.

    رصدتالقوات العراقية الطائرات المهاجمة وأسقطوا طائرة ميراجوطائرتين فوتور وأسرت أحد الطيارين بينما قُتل طيارانإسرائيليان آخران. وينقل المؤلف عن طيار إحدى طائراتالميراج الإسرائيلية «جدعون درور» شهادته عن تلك العمليةالفاشلة وجاء فيها:
    «لقد خسرنا في الواقع امتيازنا، وعنداقترابنا من الهدف ارتفعنا بطائراتنا أكثر وأيقظنا بذلككل رادارات المنطقة.هكذا فقدنا عنصر المفاجأة. لقد كانوابانتظارنا وفتحت وسائل الدفاع الجوي النار علينا؛ كماكانت هناك طائرات مقاتلة في الجو (...).

    لقد أصيب تطائرتي وقذفت نفسي بالمظلة لتتحطم بعد أربع ثواني عنداصطدامها بالأرض». قبل سكوت المدافع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قامت الطائرات الإسرائيليةبتكثيف هجماتها ضد القوات المصرية المتراجعة في شبهجزيرة سيناء.

    وركزت تلك الهجومات على ممري الجدي ومتلا،أي نقطتي المرور الرئيستين للوصول إلى مشارف قناةالسويس. كانت الصور التي تم توزيعها لهياكل العرباتالمحترقة رهيبة.

    ورغم كل شيء قام الطيران المصري في تلك الليلة بأربعينمهمة ضد القوات الإسرائيلية التي كانت تتقدم. وينقلالمؤلف عن العقيد تحسين زكي الذي شارك في إحدى تلكالمهمات قوله: «عندما كنت أحضّر مهمتي أخبرني رئيسيبالهاتف أن جميع القوات المصرية قد أصبحت موجودة غرب ممرمتلا وأن الوحدات شرقه هي إذن إسرائيلية. أقلعت عندالفجر بطائرتي الميج-21 مع طيار آخر باتجاه مضيق المتلا.

    وهناك لاحظنا أنه لا تزال توجد قوات مصرية شرقه كانتمهددة أيضا من قبل رتل من دبابات السنتوريون الإسرائيلية فأفرغنا عليها كل صواريخنا جو-أرض من عيار 57 ملمترا،بدا أن بعضها قد أصابت الهدف ولكن لم تتحطم أية دبابةإسرائيلية مما وضّح بجلاء ضعف فعالية الذخائر التي زودناالسوفييت بها».

    في يوم 9 يونيو 1967 كان ثقل المعارك قد انتقل إلىالجبهة الشمالية حيث أراد الإسرائيليون تحطيم معنوياتالقوات السورية المتمركزة في أعالي هضبة الجولان. فيالوقت نفسه كان النشاط الجوي للقوات العربية قد تضاءلكثيرا وأصبح من النادر وجود طائرة مقاتلة سورية أوعراقية في أجواء المعركة. لكن وسائل الدفاع الجوي السورية نجحت يومذاك في إسقاط طائرة ميراج إسرائيلية،قذف قائدها بالمظلة واسترجعه الإسرائيليون بواسطة طائرةهيلوكبتر.

    لقد تابعت الطائرات الإسرائيلية قصفها للقوات السورية،خاصة في هضبة الجولان، ويوم 10 يونيو، اليوم الأخير من العمليات، دعم الطيران الإسرائيلي أيضا تقدم القواتالإسرائيلية وبقي موجوداً باستمرار في الأجواء. وفي ذلكاليوم أسقطت المدفعية السورية طائرة «أوراغان»إسرائيلية، قبل أن تتوقف المعارك. عرض ومناقشة د. محمد مخلوف البيان 7/7/2006

    اقتباس

    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 5th June 2013, 07:04 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    !For Medical Professionals Only





    يـــرفع

    عسي أن تنفع الذكري





    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    حرب الأيام الستة من الأسطورة إلى الواقع -(1 – 2 – 3) تأليف :بيير رازو

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    أسماء ومهام القيادة العسكرية المصرية خلال نكسة حرب 1967 ...حرب الأيام الستة د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 2 2nd June 2021 05:59 PM
    حـرب الأيام الستة ... أربع دوائر لعملية تصفية سلاح الطيران المصري جزء 3 - من 3 د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 3 2nd June 2021 05:52 PM
    حـرب الأيام الستة ... البيت الأبيض يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل ولندن تتحمّس جزء 1 - 3 د. يحي الشاعر نكسة يونيو 1967 3 2nd June 2021 05:50 PM
    طائرات فرنسية دخلت المجال الجوي الليبي يوم السبت د. يحي الشاعر شؤون عربية ودولية 12 19th March 2011 06:22 PM
    كل عام و انتم بخير بمناسبة الأيام العشر من ذى الحجه المصرى أفندى شؤون إسلامية 5 7th November 2010 06:35 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]