د. محمد سليم العوّا حكام المسلمين «قاعدين طواغيت».. وأهل الدين لا يؤدون واجبهم بدعوة - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > المنتدى العام > منقوووووووووووولات

    منقوووووووووووولات خاص بالموضوعات المنقولة فقط

    منقوووووووووووولات

    د. محمد سليم العوّا حكام المسلمين «قاعدين طواغيت».. وأهل الدين لا يؤدون واجبهم بدعوة


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 28th August 2009, 12:47 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي د. محمد سليم العوّا حكام المسلمين «قاعدين طواغيت».. وأهل الدين لا يؤدون واجبهم بدعوة

    أنا : مصرية




    د. محمد سليم العوّا فى حوار لبرنامج «الطبعة الأولى» «١-٤» .. حكام المسلمين «قاعدين طواغيت».. وأهل الدين لا يؤدون واجبهم بدعوة الناس إلى تغييرهم

    أعدته للنشر شيماء عادل ٢٨/ ٨/ ٢٠٠٩

    قال المفكر الإسلامى الدكتور محمد سليم العوّا، الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، إن الصحابة ابتكروا نظام الخلافة الإسلامية، بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لكى يستمر قوام الدولة الإسلامية من بعده، مشيرا إلى أن الإسلام لم يضع نظاماً واحداً يحكم به المسلمين، وإنما وضع قيمًا إسلامية دعا إلى تطبيقها سواء عبر نظام ملكى أو جمهورى أو إمبراطورى، لافتا إلى أن أى تنظيم يضعه الناس صحيح طالما كان منظما لمصالحهم، وضامنا للقيم، ومؤديا لتطبيق الأحكام الجزئية الفرعية.

    وكشف العوّا خلال حواره مع الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى فى برنامج «الطبعة الأولى» الذى أذيع مساء أمس الخميس وتنشره «المصرى اليوم» بالاتفاق مع قناة دريم عن أن الخليفة الحسن هو الخليفة الخامس للمسلمين بعد الخلفاء الأربعة، وليس عمر بن عبدالعزيز، وأنه تنازل عن خلافته لمعاوية بن أبى سفيان، بعد أكثر من عامين من حكمه للمسلمين، تحقيقاً لنبوءة الرسول محمد «هذا سيد، وسيجمع الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين».. وقد حدث.

    وطالب بفصل الدين عن السياسة، وذلك «لنحرر الدين من رقة السياسة، ونحرر السياسة من أن تكون أسيرة أو مرهونة لدى علماء هى صنعتهم أو اختارتهم».
    وإلى نص الحوار :




    الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، ما فكرته.. أصوله وجذوره، كيف نشأ وما هو الوضع الحالى له؟

    - الاتحاد هو منظمة شعبية إسلامية تسعى إلى أن تكون ممثلا شرعيا للأمة كلها، لايرتبط بالحكومات ولا يخضع لسلطانها، ولا يضم فى عضويته المتعصبين عن طريق الاحزاب أو الجماعات ذات التوجه التى تسيطر عليها جماعات ذات فكر واحد، وإنما كيان مفتوح لكل المسلمين، هو أمل راود المسلمين منذ زمن طويل، أستطيع أن أقول من بعد سقوط الخلافة، لأنه من بعد سقوط الخلافة العثمانية منذ ١٩٢٤، لم يكن للمسلمين كيان جامع سواء للأمة أو العلماء، رغم وجود مؤسسات مهمة مثل الأزهر فى مصر، والزيتونة فى تونس، والقرويين فى المغرب.

    فكرة الاتحاد الأولى بدأت فى وقت واحد فى رأس رجلين عظيمين من رجال هذه الأمة، الدكتور توفيق الشاوى والدكتور يوسف القرضاوى، أخونا الأكبر، حيث كنا فى ندوة فى الجزائر عن «مستقبل العالم الإسلامى» عام ١٩٩٨، وطرح الدكتور الشاوى فكرة اتحاد سماه اتحاد المفكرين والعلماء المسلمين، وطرح الشيخ القرضاوى طرحاً مماثلاً سماه اتحاد العلماء والمفكرين المسلمين، وبدأ القرضاوى وبعض الذين ساعدوه، وأنا كنت منهم، الدعوة لهذا الاتحاد، وكتب رسالة طويلة جميلة مؤثرة تشرح حال الأمة وتدعو العلماء إلى الاتحاد من أجل النهوض بالأمة وإعادتها إلى ما كانت عليه.

    وبالفعل وجهنا الرسالة إلى عدد كبير من العلماء وصلوا إلى آلاف، ولا أعرف أحدًا من العلماء رد علينا بعدم الموافقة، أو لم يردوا معتبرين سكوتهم موافقة على فكرة الاتحاد، والدليل على ذلك أن الاجتماع التأسيسى للاتحاد، الذى عُقد فى بريطانيا، شهد عددًا كبيرًا من الحضور ممن لم يرسلوا موافقتهم على فكرة إنشاء الاتحاد، وقالوا إن مجرد حضورنا يعد دليلا على موافقتنا على الفكرة.

    وفى مسيرة التأسيس وجدنا أنه من الملائم تعديل الأسم ليصبح اتحاد العلماء المسلمين بدلاً من العلماء المفكرين المسلمين، باعتبار أن المفكر يجب أن يصبح عالماً، والعالم يجب أن يكون مفكراً.

    ■ تكلمت عن الخلافة الإسلامية وسقوطها وبالتالى كانت أحد الاسباب المتأخرة لقيام الاتحاد العالمى، ثم الإشارة إلى بعض المذاهب الإسلامية، ماذا عن الخلافة والمذاهب؟

    - الخلافة هى نظام لرئاسة الدولة، الدنيا قبل الخلافة عرفت نظمًا كثيرة مثل الإمبراطوريات الكسراوية فى بلاد فارس، والمُلك فى بلاد العرب والعجم، المنطقة الوحيدة التى كانت لا تعرف نظاما للحكم هى الجزيرة العربية، فكانت عبارة عن مجموعة قبائل متناحرة يغزو بعضهم بعضاً، ويقاتل بعضهم بعضاً، وليس لديهم جامعة واحدة أصلاً.

    ولما جاء الإسلام حوّل هذه القبائل المتناحرة والمتنافرة إلى أمة واحدة، والأمة تحتاج إلى نمط مختلف، ولا تستطيع تحويل هذه الامة بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى قبائل متناحرة مرة ثانية، فوجد المسلمون من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أن من واجبهم البدء فى تكوين الدولة فى اللحظة، التى توفى فيها الرسول الكريم، وتقديم هذا التكوين حتى على دفنه وغُسله صلى الله عليه وسلم.

    وتوجد عدة أقوال عن دفن الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يقول إنه دُفن بعد يوم من وفاته، وآخر يقول بعد يومين أو ثلاثة، وأن هذه المدة ضاعت فى الاتفاق على من يخلف الرسول صلى الله عليه وسلم، ففكرة الخلافة هى استمرار الدولة الإسلامية التى أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول كان نبيًا أسس دولته من خلال ما يوحى إليه من القرآن الكريم ويعلمه للناس، والنبى أقام الدولة الإسلامية منذ هجرته إلى المدينة، أبرم بينه وبين سكان المدينة من غير المسلمين من الأنصار واليهود، وثيقة عهد، وهو ما نسميه الآن الدستور، والعلماء القدماء يسمونه صحيفة المدينة أو وثيقة المدينة.

    والوثيقة كانت عبارة عن دستور فيه سلطات الدولة، حيث نص على أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو رئيس الدولة، وألا يخرج أحد من المدينة إلا بإذنه، وإذا وقع شجار أو خلاف يخاف فساده فإن رده إلى الله ورسوله محمد الكريم، وأن اليهود ينفقون مع المسلمين ما داموا محاربين، فكان يوجد دستور مكون من ٦٦ أو٦٧ مادة نشرته فى كتابى «الإسلام السياسى»، لكن أكرمنى الله بأن وقفت على تحقيق مواد جميع نصوص هذا الدستور فى رسالة ماجستير أشرفت عليها الأستاذة الجليلة الدكتورة عائشة عبدالرحمن، وأعدها باحث مغربى اسمه خليفة المحفوظى.

    وكانت مهمة الباحث فى هذه الرسالة أن يوثق نصوص دستور هذه المدينة، فأصبحت هذه النصوص كلها صحيحة طبقاً لمعايير علم الحديث، والوثيقة أُبرمت ونُفذت لمدة ١٠ سنوات، وبعد وفاة الرسول رفض الصحابة هدم هذه الدولة واستمروا فى بنائها، وكلمة الاستمرار هى التى أظهرت الخلافة، وكلمة الخلافة كلمة من أيام الصحابة ليست كلمة نبوية أو قرآنية، طبعاً يوجد حديث: «تكون الخلافة بعدى ثلاثين سنة ثم يكون ملك عضوض»، هذا حديث موجود لكنه لا يشير إلى فكرة الخلافة السياسية، فالخلافة السياسية صنعها الصحابة لكى تستمر الدولة السياسية التى أنشأها الرسول على المثال الذى أدار به الدولة الإسلامية.

    الخلافة أحدثت أول شق بين المسلمين، الإمام أبوالحسن الأشعرى له كتاب هائل مشهور بين الناس اسمه «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين»، وتجد بعض الناس يتفلسفون ويقولون «المتأسلمين» بدلا من الإسلاميين، وأن المتأسلمين يريدون السيطرة على السلطة والحكم، وتقرأ كلاما كثيرا فى الجرائد، يعتبرون كلمة الإسلامية والإسلامى كلمة مستحدثة تستحق السخرية، بينما كلمة مقالات الإسلاميين كانت عنوان كتاب لأبى الحسن الأشعرى فى القرن الرابع الهجرى، ويقول فى أول جملة فى الكتاب إن المسلمين اختلفوا بعد وفاة محمد صلى الله عليه وسلم، خلافات كره بعضهم بسببها بعضاً، وسبّ بعضهم بعضاً.

    وأول خلاف وقع بينهم كان الخلاف فى شأن الإمامة أو الخلافة، لأن المهاجرين قالوا إنهم أولى الناس بالخلافة، لأنهم تركوا ديارهم وكل شىء وراءهم وهاجروا خلف الرسول، والأنصار قالوا نحن عصبة الرسول وأهله الذين أووه ونصروه، وأنهم هم أهل المدينة.

    وقال الحُباب بن المنذر، وهو صحابى جليل، وكان له موقف فى غزوة بدر عظيم، قال للرسول صلى الله عليه وسلم: أمنزل أنزلك الله أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟ فقال له الرسول: الحرب والرأى والمكيدة، فقال له: ليس هذا برأى، فقال الرسول: ماذا نفعل؟ فأخبره بالنزول إلى المياه حتى إذا انهزمنا لا نعطش، وإذا هزمناهم إن شئنا سقيناهم أو منعناهم، فوقف هذا الرجل الذكى والعبقرى ليحل الخلاف، فقال نختار أميرين للمؤمنين، أحدهما للمهاجرين والثانى للأنصار. فقال أبوبكر هذا أول الوهن، وانتهت المسألة بخلافة أبى بكر.

    والسياسة لا تستقر على حال وأنا كثيراً ما اضحك عندما أسمع دولة عربية إسلامية تقول سياستنا الثابتة المستقرة، فلا يوجد شىء اسمه سياسة ثابتة مستقرة.

    تغيرات السياسة التى وقعت على المسلمين جعلت الخلاف يتفاقم بعد وفاة سيدنا عثمان رضى الله عنه، «على» يقول: أنا بويعت فأنا الخليفة بعده، ويقول معاوية بن أبى سفيان: بيعتك لا تصح حتى تسلمنى قتلة عثمان، لأنى قريب عثمان وولى الدم، فيقول على لا أستطيع أن أسلمك لابد أن تدخل فى الطاعة أولا، فرفض معاوية الدخول فى الطاعة، ثم وقعت الخلافات وحرب الجمل ثم واقعة صفين.

    ثم استقر الأمر سنة ٤٠ هجرياً عندما تنازل الحسن بن على لمعاوية عن الخلافة، وكان هذا تحقيقاً لنبوءة نبوية عجيبة، قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن: «إن ابنى هذا سيد، وسيجمع الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين»، وقد حدث، وسُمى العام الذى جاء بعد تنازل الحسن عن الخلافة بعام «الجماعة»، لأن الدولة الإسلامية أصبحت واحدة، منذ مقتل عثمان والدولة الإسلامية كان يقودها الإمام على، الخليفة الراشد الرابع، والإمام الحسن بن على، الذى أهمله التاريخ، وهو الخليفة الخامس الراشد وليس عمر بن عبدالعزيز.


    ■ هذه معلومة غير معروفة يا دكتور؟

    - نعم، فإنك إذا رتبت الخلفاء بحسب ولايتهم للخلافة فهم كالتالى: أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، فعلى بن أبى طالب والحسن بن على، الذى تولى الخلافة عامين فأكثر، ثم مرت الدولة الإسلامية بفترة المحن والصراعات، إلى أن تولى عمر بن عبدالعزيز الخليفة السادس للمسلمين.

    ■ وكيف سقط اسم الخليفة الخامس كل هذه السنوات؟

    - ربما نرجعه للتعصب ضد الشيعة أحياناً، وإنكار بنى أمية وقتها خلافة الحسن، والنقطة التى أريد أن أذكرها هى أن معاوية لم يدّع الخلافة قط فى زمن سيدنا على وزمن الحسن بن على، فمعاوية ظل أميراً على الشام وما وراءه بقوة الجيش والعسكر والسلطة، كان معاوية أميرا لم يدّع الخلافة إلا بعد تنازل الحسن له عن خلافته.

    الخلافة كانت تحكم فى العاصمة وما حولها، وتعين قادة الجند، ولكن الدولة كان يديرها العلماء، لذلك لابد من فصل الإمامة السياسية عن الإمامة الدينية، فالإمامة الدينية هى للعلماء، فلا يأتى الحاكم ويفتينى بفتوى، ولا يأتى الوزير المعين فى وزارة ولو كانت وزارة الاوقاف يفتى بفتوى، هذا رجل إدارى وظيفته إدارة شؤون الدولة السياسية، والعالم رجل علم يقرر ما هو جائز وما هو ممنوع شرعاً، ولا يخالف المواطن الحاكم إلا إذا أجاز ما هو ممنوع شرعاً، فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، فهذه الصلة بين الخلافة والمذاهب من جهة، والخلافة والعلماء المسلمين من جهة، نحن نقدم هذه المرجعية، التى دعا إليها الدكتورالشاوى، والتى كانت قائمة على مدار التاريخ، كانت توجد مرجعية إسلامية علمية، لم يقرب منها حاكم.

     

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    2013 كل سنة وإنتوا طيبيين ترحيبات ... مناسبات ... علاقات عامة ديما 8 2111 31st December 2012 11:56 AM
    رجاء بمناسبة الدعوة لمظاهرات غدا الثلاثاء شؤون مصر الداخلية hanipal 10 2723 26th November 2012 06:56 AM
    في حب الرسول مع الحبيب علي ومعز مسعود شؤون إسلامية مصرية 8 2128 21st September 2012 07:01 PM
    يعني إيه براجماتي وامبريالي؟ مناقشات وحوارات جادة m.sherif 6 4867 10th July 2012 04:42 PM
    للتاريخ: توثيق مراسم تسليم السلطة يومي 29 و30... إنتخابات الرئاسة مصرية 4 1717 2nd July 2012 05:07 PM

    قديم 28th August 2009, 12:53 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية





    ■ هل توجد إضاءة عن كيفية تولى الخليفة الخامس موقع الخلافة؟

    - ما أسميته مفاجأة يتمثل فى أن الحسن بن على هو الخليفة الخامس وأن معاوية لم يغتصب منه الخلافة، وأنه بُويع بعد تنازل الحسن عن خلافته له، حقيقتان، فسيدنا الحسن أبوه سيدنا على رضى الله عنه، طُعن وهو فى المحراب يصلى بالناس الفجر، طعنه عبدالرحمن بن ملجم الخارجى، وكانوا ثلاثة، منهم واحد خرج ليقتل معاوية، والثانى لقتل عمرو بن العاص، وثالث ليقتل عليًا رضى الله عنه، معاوية وعمرو نجيا لأسباب مختلفة، أحدهما مرض فلم يستطع النزول للصلاة، والآخر أمّ الصلاة شخص آخر غيره، أما علىّ فكان يصلى فى المحراب وطعنه عبدالرحمن بن ملجم، وهو ينزف دماً على فراش موته جاءه أصدقاؤه، وقالوا له: يا أمير المؤمنين، نولى من بعدك الحسن - وهو ابنه -، فقال كلمة لو وُزنت لوُزنت بالذهب، وهى: «لا آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر».

    لماذا لا يأمرهم ولا ينهاهم؟ لأن الحسن ليس الشخص الوحيد المؤهل للخلافة، وتوجد مجموعة كبيرة مؤهلة للخلافة، ولا أنهاكم لأن الحسن لا يوجد به عيب أو نقص، وليس كونه ابناً لعلى يمنعه من تولى الخلافة، لذلك قال «أنتم أبصر»، وهذا يفكرك بأيمان البيعة، كيف تأخذ بيعة للمستقبل، فالناس الذين يفكرون لأنفسهم لسنة قادمة «هؤلاء ناس تعبانين الله يكون فى عونهم».

    وكانت النتيجة أنهم بايعوا الحسن وانتخبوه مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى، فالحسن انتخب ببيعة صحيحة من المسلمين الذين كانوا فى ظل الخلافة العلوية، وبعد عامين ونصف العام من تولى الحسن الخلافة قابلته صعوبات كثيرة، المسلمون منقسمون ومتفرقون إلى فريقين، والخوارج ظهروا وبدأوا يتوسعون، ويذكر من نبوءة جده محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيجمع شمل الأمة، فحقق هذه النبوءة بتنازله رضى الله عنه لمعاوية بن أبى سفيان.

    ■ ما الفارق بين الإمامة السياسية والإمامة الدينية؟

    - فكرة الفارق بين الإمامتين السياسية والدينية فكرة ضرورية بعد عهد الصحابة، فالصحابة كما يقول عنهم الإمام ابن حزم، كلهم إمام عادل عالم تقى أفتى أهله ومن حوله من الناس دون ريبة، لأنهم شربوا من مشكاة النبوة مباشرة، تعلموا القرآن الكريم من الرسول، شاهدوا التنزيل وهو يأتى إليه، جلسوا حوله وإلى جواره ومن أمامه وخلفه، فتعلموا منه علماً لا يستطيع أحد أن يدعى عُشر معشاره بعد جيل الصحابة، هؤلاء نستطيع أن نفصل فى عهدهم بين الفقه والسياسة، هو نفسه فقيه ومحدث وسياسى وهو حاكم وإدارى، ومع ذلك كان فى جيلهم من لا يحسنون إلا عملاً واحدًا.

    هل يصلح أحد، من حكامنا، للإفتاء والاجتهاد، هذا كان زمان فى عهد الصحابة، فى الفكر السياسى الأول للإسلام للماوردى والجوينى، وصفوا الحاكم بأنه المجتهد الذى يقطع اجتهاده اجتهاد الآخرين، يعنى حاكم اجتهد فى مسألة من المسائل، والمجتهدون فى عصره لهم رأى مخالف، هو يستطيع أن يأمر القاضى بأن يتبع مذهبه هو، والآخرون لا يستطيعون إلزام القاضى باجتهاده، بالله عليك هل يوجد حاكم فى الأمة الإسلامية يستطيع أن يجتهد فى الأحكام الشرعية، ونقول إن اجتهاده يلزم القضاة؟ هذا لايوجد، لذلك يجب أن نعطى كل ذى حق حقه، ونعهد لكل ذى صنعة بصنعته، ونمكن كل إنسان من الحقل، الذى إذا زرعه يجنى ثمراً صالحاً، فأهل العلم لهم الإمامة الفقهية والدينية والعلمية والثقافية، والحكام لهم الإمامة السياسية فى المفاوضات والحروب ورصف الطرق وجمع الضرائب ووضعها فى مواضعها، وليس جمعها ولا نعرف أين ذهبت بعد ذلك، هذا الحاكم لا يستطيع أن يعمل إلا إذا علم الحلال والحرام، يدله عليه أصحاب الإمامة الدينية.

    وإذا عرف الحاكم الحلال والحرام وخالفه فعلى أصحاب الإمامة الدينية أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وإذا تمادى فى غيه مثلما قال مرة أحد الحكام للعلماء:

    «أعلى ما فى خيلكم اركبوه» وبعد كده سجن أحدهم، يستطيعون أن يقولوا للناس هذا الحكم قد فقد الشروط فبكروا بالانتخابات وهاتوا حاكم جديد، مش فى أوروبا انتخابات مبكرة، اشمعنا بلاد الإسلام لا يوجد بها انتخابات مبكرة ولا متأخرة، مفيهاش انتخابات أصلا لأن الحكام قاعدين «طواغيت قاعدين مبيتحركوش»، وأهل الدين والإمامة الدينية لا يؤدون واجبهم، فنحن نقول الفصل بين الجهتين، لنحرر الدين من رق السياسة، ونحرر السياسة من أن تكون أسيرة أو مرهونة لدى علماء هى صنعتهم أو اختارتهم، تكون السياسة موجهة بعلماء أحرار، الحق حق فيأمرون به، والباطل باطل ينهون عنه، فهذا معنى الفصل بين الدين والسياسة.

    طبعا أنت ستنظر لى وتقول لى إنى أتكلم مثل العلمانيين، لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين، لا، أنا أقول دين يهدى السياسة وسياسة تهتدى بالدين، والسياسة لا يجوز أن تأمر بغير ما أمر الله به، أو تنهى عما أمر الله به، لأن هذه ستكون سياسة باطلة.

    ■ كتابك فى النظام السياسى للدولة الإسلامية، من هذا الحديث ما هى رؤيتك أو مشروعك، وأين وصل تصورك للنظام السياسى للدولة الإسلامية؟

    - بداية كلمة مشروع كبيرة جداً علىّ، ما أنا إلا طالب علم صغير جداً، وكلما ازددت علماً شعرت بمدى صغرك وأنه قد فاتتك أشياء، أنا ماليش مشروع ولا حاجة أنا غلبان كده بشتغل فى السكة اللى بيمشى معايا كويس بيمشى، وإللى بغلط فيه إن شاء الله ربنا يسامحنى، فى الأصل لم أكن أنوى الاهتمام بالمسألة السياسية، لكن ما تعرضت له الأمة المصرية بالذات بعد ١٩٥٢ ولاسيما بعد ١٩٦٥ من اضطهادات عنيفة من القبض على الإخوان والشيوعيين وكل خلق الله، جعلنى أتوقف وأتساءل: أين هذا الذى يجرى من المشروع أو الفكر الإسلامى للدولة؟ ثم نسيت هذا الأمر إلى أن كُلفت بالتدريس فى جامعة أحمدو بلوا فى نيجيريا سنة ١٩٧٢ بعد حصولى على الدكتوراه من جامعة لندن.

    وعندما ذهبت إلى هناك وجدت من بين المناهج المطلوب منى تدريسها النظام السياسى فى الإسلام، وبمجرد سماعى للعنوان، عاودت بذاكرتى إلى تفكيرى القديم بعلاقة السياسة بالإسلام، وعلاقة الدولة بالإسلام، والحكام بالإسلام، وكان نتاج التفكير أن أعدت كتاباً صغيراً فى النظام السياسى للدولة الإسلامية، كان عبارة عن مذكرات أدرسها للطلاب، ثم تحول إلى كتاب كبير نحو ٤٠٠ صفحة، طبع ٩ نسخ، وتم تدريسه فى ١٥ جامعة، ودرسه فى جامعة القاهرة الدكتور حمدى ربية دون أن أعرفه أو ألقاه.

    وخلاصة هذا الكتاب عدة أمور، أهمها أن الإسلام لا يمكن أن ينفصل عن حياة الناس، وجزء من حياة الناس هو الحياة السياسية.

    الإسلام يقول إن الحاكم يُسأل عما يفعل، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بتلك القاعدة، قبل وفاته صعد المنبر: أيها الناس من كنت قد أخذت منه مالاً فهذا مالى، فأظهر كيس نقود به ٣ دراهم، فليأخذ منه، ومن قد نلت من عرضه أو أهنته فهذا عرضى فلينل منه، الرسول صلى الله عيله وسلم عرض نفسه للقصاص، وعمر عرض نفسه أيضًا للقصاص.

    هذه مبادئ حث عليها الإسلام وأقرها، فإذا أردت تنظيمها بطريق الخلافة الملكية الدستورية أو برئاسة الجمهورية خير، فأى تنظيم يراه الناس صالحاً للحكم فهو مقبول إسلامياً بشرط أن يحمل القيم الإسلامية، هو ليس نظاما جامداً، ولا هيكلا ولا تفاصيل ولا مددا، مثلا الفقهاء القدامى أهل الشورى اختلفوا فيها، أهل الحل والعقد ناس كتيرة اختلفوا فيها، منهم من قال الأمراء، ومنهم العلماء، ومنهم من قال العلماء والأمراء، هل لازم نجد أهل عقد وحل فى كل زمان، مثلاً مجلس الشورى ٤٤٤ عضوًا نصفهم منتخب بطريقة الله أعلم بها والنصف الآخر مفروض علينا لازم يكون نصفهم عمال وفلاحين.

    ■ وبالتالى قضية الخلافة ليست بها حتمية شرعية؟

    - لا توجد حتمية شرعية لا فى الخلافة ولا فى غيرها من نظم الحكم، الخلافة نظام ابتكره الخلفاء لكى يوائم الظرف بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوب استمرار الدولة، ونجحوا فى ذلك.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th August 2009, 12:54 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida





    كنت داخله اعمل مشاركه بالموضوع ده ............اول مرة اسمع موضوع الخليفه الخامس ....دايما بنقول ان عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء ...............
    ياريت يا مصريه تتابعى بوضع باقى الأجزاء

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 28th August 2009, 01:02 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية




    اقتباس
    مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Farida
    كنت داخله اعمل مشاركه بالموضوع ده ............اول مرة اسمع موضوع الخليفه الخامس ....دايما بنقول ان عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء ...............

    أنا كمان أول مرة أسمعها كنت فاكرة إن الحسن بن علي تنازل قبل ما يبقى خليفة. بس عجبتني أوي الكلمة اللي قالها سيدنا علي عن البيعة للحسن بعد وفاته وعجبني أكتر تفسير الدكتور العوة لها:

    اقتباس
    وقالوا له: يا أمير المؤمنين، نولى من بعدك الحسن - وهو ابنه -، فقال كلمة لو وُزنت لوُزنت بالذهب، وهى: «لا آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر».

    لماذا لا يأمرهم ولا ينهاهم؟ لأن الحسن ليس الشخص الوحيد المؤهل للخلافة، وتوجد مجموعة كبيرة مؤهلة للخلافة، ولا أنهاكم لأن الحسن لا يوجد به عيب أو نقص، وليس كونه ابناً لعلى يمنعه من تولى الخلافة، لذلك قال «أنتم أبصر»، وهذا يفكرك بأيمان البيعة، كيف تأخذ بيعة للمستقبل، فالناس الذين يفكرون لأنفسهم لسنة قادمة «هؤلاء ناس تعبانين الله يكون فى عونهم».


    اقتباس
    ياريت يا مصريه تتابعى بوضع باقى الأجزاء

    إن شاء الله يا دكتورة كنت ناوية على كده بس هم يتابعوا نشرها ميقطعوهاش زي ما حصل في موضوع تنظيم الإخوان.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th September 2009, 03:03 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 5
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية




    !For Medical Professionals Only

    الدكتور محمد سليم العوا لـ«الطبعة الأولى» (٢-٤) مصر فى خطر عظيم إذا سقط السودان فى قبضة الاستعمار

    حوار شيماء عادل ٤/ ٩/ ٢٠٠٩


    قال الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، إن مصر فى خطر عظيم، إذا تمكن الاستعمار العالمى من السودان، باعتبار السودان العمق الاستراتيجى لمصر، حيث بحيرة فيكتوريا ومنابع النيل، والذى يجب أن يحميه أى حاكم مصرى، مؤكداً أن التقصير فى حمايتها يوازى التقصير فى حماية مصر من إسرائيل.

    وأكد العوا خلال الجزء الثانى من حواره لبرنامج «الطبعة الأولى»، الذى أذيع مساء أمس وتنشره «المصرى اليوم» بالاتفاق مع قناة دريم، أن إسقاط الرئيس السودانى عمر البشير فى قبضة المحكمة الجنائية الدولية، سوف يؤدى إلى انبطاح العشرات من الحكام العرب، مشيراً إلى أنه يرفض محاكمتهم أو مساءلتهم عما يرتكبونه تجاه شعوبهم، باعتباره شأناً داخلياً بين الحكام وشعوبهم يرتبط بما سماه «الأمن القومى العربى»، حتى ولو وصل الأمر إلى الاعتقال فلا نقبل أن تأتى أمريكا أو بريطانيا لتحريرنا.

    وكشف العوا عن أن العراق هى التى بادرت بحربها على إيران، لمنع إقامة دولة إسلامية فى هذه المنطقة من العالم، فى هذا التوقيت، لافتاً إلى أن الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين شكل خلال هذه الحرب لجنة ترأسها الشيخ محمد الغزالى، وكانت تضمه والشيخ يوسف القرضاوى وغيرهما من علماء السعودية واليمن وباكستان، وتمكنا من خلالها من الاطلاع على بعض المكاتبات والمراسلات العلنية والسرية التى أكدت صحة كلامه، وإلى نص الحوار:



    ■ المسلمانى: تحدثنا فى الحلقة السابقة عن كتابك «فى النظام السياسى للدولة الإسلامية»، بالنسبة للتطبيقات المعاصرة التى أصبحت خريطة أشبه بـ«مولد» غاب عنه صاحبه، كالإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والجهاد وما بعد الجهاد مثل القاعدة وما تشعب عنها، والنظام السياسى الإسلامى فى إيران والسودان، وحزب الله فى لبنان وحركة حماس فى غزة، خريطة لم تعد من جاكرتا للدار البيضاء وإنما من يمين جاكرتا إلى يسار الدار البيضاء، كيف تفك لنا ألغاز هذه الخريطة يا دكتور؟

    ـ العوا: أنت فى حاجة إلى سنوات لكى تفك ألغاز سؤال بمثل هذا العمق والشمول، لكن يبقى وجود معالم ظاهرة للخلط، الذى سميته «المولد» وهو ما نسميه اتساع التيارات الفكرية الإسلامية، وهو ليس «مولد» غاب عنه صاحبه وإنما «مولد» إيجابى وليس سلبياً، فأنت ابتدأت من الأقدم وهم الإخوان المسلمين وانتهيت بالأحدث من تنظيم القاعدة وحزب الله وما إلى غير ذلك.

    والواقع أن كل مجموعة ذكرت اسمها خلال سؤالك لها مشروع مختلف، لا يوجد اثنان منهما لهما المشروع نفسه، الشعار واحد وهو الشعار الإسلامى وتطبيق الدولة والشريعة الإسلامية والانتماء إلى النموذج الإسلامى النبوى المحمدى والراشدى، لكن المشروع الذى يمارسه ويقوم به ويسعى إلى تطبيقه كل هؤلاء مختلف فى تفاصيل كثيرة عن المشروعات التى يسعى إليها الآخرون.

    لو بدأنا بمشروع الإخوان المسلمين باعتبارهم الأقدم فى كل ما ذكرت، فإن مشروعهم بدأ فى ١٩٢٨ وتبلور فى الثلاثينيات، عندما قال حسن البنا رحمة الله عليه «الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالجماعة المسلمة فالدولة المسلمة فالأمة المسلمة فالعالم المسلم كله»، وهذه المراحل الست التى بدأ بها هذا المشروع وهى مراحل جيدة جداً، لكن تطبيق هذا المشروع حتى الآن ينجح فى عدد من الأفراد «مئات الآلاف.. عشرات الآلاف.. ملايين»، لكنه لم يخط الدرجة الثانية فى سلم مشروعه السياسى الإسلامى، وعدم النجاح فى الخطوة الثانية أدى إلى تأخير الخطوة الثالثة والرابعة وبالتالى تأخير كل الخطوات.

    وهذه هى أقدم وأوسع جماعة إسلامية وأكثرها انتشاراً وهى الجماعة الإسلامية الوحيدة، التى لديها أتباع فى كل أنحاء العالم، وكل الناس يؤمنون بفكرها، لأن الفكر الذى عبر به حسن البنا فكر إسلامى حقيقى جمع كل الأوعية الإسلامية فى إناء واحد، حسن البنا عندما وصف حركته وصفها بأنها «دعوة سلفية وحقيقة صوفية وشركة تجارية ومؤسسة تربوية وناد رياضى وجمعية تشريعية وتوجه جهادى»، إذاً تجمع كل صنوف الحركة الإسلامية فى بوتقة واحدة وإناء واحد، فكل واحد سوف يجد فى الإخوان المسلمين جزءاً من نفسه.

    لكن «الإخوان» على حقيقتها كما رسم خريطتها البنا، بالمناسبة توجد عبارة مهمة للبنا قالها فى خطاب المؤتمر الخامس للإخوان المسلمين، قال فيما معناه «إن كلامك هذا مرسومة خطواته، معروفة مراحله، محددة سنواته، فمن أراد أن يمشى فى هذا الطريق فهو منا، ومن أراد أن يساندنا ويدعو لنا ويقف إلى جوارنا فهو حبيبنا ولكنه ليس من هذا الفريق»، فعندما رسم خطة العمل رسمها محددة جداً، حيث قال من يريدون الجهاد فى سبيل الله فلهم دراسات ومحاضرات وعظات وكتب ورسائل، لكن المنتمين إلى الجماعة فلهم تربية خاصة بهم، وهذه التربية الخاصة لاتزال قائمة فى الأفراد حتى الآن، طبعاً مع وجود بعض التغيرات، فكتب التربية الإخوانية لحسن البنا تم تبديلها بكتب الإخوان المعاصرين ولها وعليها، ولا يوجد أحد معصوم.

    لاشك من وجهة نظرى أن كتب حسن البنا أفضل بكثير من الكتب المعاصرة التى تدرس حالياً فى مناهج الإخوان، ففكرة السلسلة التى تبدأ بالفرد وتنتهى بالعالم المسلم لم تتحقق حتى الآن، ولم تخط خطوتها الثانية، وإن خطت فى نطاق ضيق جداً ومحدود جداً، لكن هذا يغطى عليه أنها جماعة ضخمة جداً وكبيرة جداً ومنتشرة جداً وجميع الحكومات «واقفة» لها بالمرصاد و«خايفة» منها جداً، مع أنه لا يوجد بها أشياء كثيرة تخوف، ويمكن أنها لا تخيف أحداً نهائياً، فالحكومة لها منطق مختلف تماماً عن المنطق الذى نعمل به، كما يقول البشرى، بالقراءة والكتابة.

    أما عن النظم السياسية الإسلامية التى ظهرت مؤخراً فى إيران والسودان، فالنظام السياسى فى إيران له خصوصية، لأنه نظام قائم على المذهب الشيعى الجعفرى، وعلى نظرية طورها آية الله الخمينى، وبالمناسبة يعتقد الكثيرون أن الخمينى ابتكر سياسة الفقيه، وأنا قرأت فى بعض الكتب التى تدرس فى الجامعات المصرية أن «الخمينى» هو الذى ابتكر ولاية الفقيه، ولكن الفقيه نظرية قديمة جداً فى الفكر الشيعى، ويوجد عالم ظهر قبل الخمينى بخمسة قرون اسمه الملا أحمد النراقى، كتب ولاية الفقيه فى الشؤون الخاصة، بمعنى أطفال أيتام ليس لهم وريث، تحول أموالهم إلى الفقيه العادل لحفظها، مثلما نفعل فى مصر وتحول أموال الأيتام إلى المجلس الحسبى، وكذلك امرأة ليس لها ولى يزوجها وتقدم لخطبتها عريس، فيتولى الولى الفقيه تزويجها، سموها الولاية الخاصة على أموال الأيتام وأحوال الأرامل والأيم «النساء غير المتزوجات».

    الخمينى طور هذه الورقة وقال «يا فقهاء المذهب الشيعى، أنتم اهتممتم بالولاية على أموال الأيتام والقصر والنساء والأرامل وتركتم ولاية الأمة، اهتممتم بالأشياء البسيطة، التى لو ضاعت لضاع شخص، وتركتم الشىء الذى لو ضاع لأضاع أمة الإسلام بأكملها، لذلك قال الخمينى عبارة خطيرة جداً فى كتابه «الحكومة الإسلامية» هل كتب على الإسلام أن يخسر منذ الغيبة الصغرى، أى غيبة الإمام الثانى عشر، كل شىء؟، إن الاعتقاد بهذا الرأى أسوأ من الذهاب بأن الإسلام وجه رسالة للعلماء معناها أنتم تقولون لا يوجد دولة ولا سياسة ولا حاكم يتولى الأمور لا يوجد أحد يقوم بهذا فى الإسلام حتى ظهور الإمام الغائب، وبالتالى يبقى الإسلام نسخاً، لذلك طور نظرية ولاية الفقيه من الولاية الخاصة إلى ولاية العامة.

    ■ المسلمانى: نريد التوقف عند نقطة مثيرة ذكرتها فى حديثك، وهى تطور فكر الإمام الخمينى، فالكثيرون يأخذون عليه أنه مثل أفلاطون، قال فى الجزء الأول من حياته خلاف ما قاله فى الجزء الثانى منها، فالبعض يأخذ عليه سب الصحابة، فماذا ترى فى هذا الأمر، إذا أردت الاستمرار فى الحديث عن الخمينى؟

    ـ العوا: لا يوجد حرج فى الإجابة عن السؤال فأنا أحمد الله حمداً لا ينتهى بأننى لا أعرف معنى الحرج، وأحرج إذا ضايقتك أو سببت لك مشكلة، أما غير ذلك فلا حرج والحمد لله، ولكن فى السياسة أو الفكر أو الدين أو الثقافة فأنا لا أجد أى حرج فى إبداء الرأى، فكان الإمام الشافعى يقول «ما ناظرت أحداً إلا إذا أردت إظهار الحق على لسانه».

    ■ المسلمانى: سؤال الخمينى له شقان أحدهما فقهى أو دينى خاص فيما يتعلق بموقفه تجاه أهل السنة والخلفاء الراشدين والسيدة عائشة وبعض الفتاوى الخاصة بالزواج، والرأى الثانى سياسى لأنه عندما بدأ حكمه رغم أنه جاء بالفكرة والثورة والدولة حارب العروبة؟

    ـ العوا: توجد مرحلتان فى حياة آية الله الخمينى، لابد من التمييز بينهما، مرحلة كونه مدرساً فى الحوزة العلمية سواء بين قومه أو فى النجف، والتى كان يدرس فيها المذهب الشيعى كما تركه الأسلاف من غير تجديد أو تفكير وبغير النظرة الانتقادية التى تمتع بها فى المرحلة الثانية، وفى المرحلة الأولى نجد كتب الفتاوى وكتباً مختلفة تضمنت ما ذكرته من سب الصحابة عن العلماء السابقين وانتقادات لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وكذلك أشياء لا يقبلها المسلم العادى، وهى أمور كانت منتشرة بين علماء الشيعة القدماء وعند عوام الشيعة ميراثا وتقليداً، لكن هذه الأمور عند علماء الشيعة الجدد لا يمكن أن تكون موجودة، وبالتالى عندما كان يدرس الخمينى المنهج الشيعى كان يقول نقلاً عن علماء الشيعة القدماء، وليس نقلاً على لسانه، وأغلب التقول عن المذهب الشيعى الذى يتضمن سب للصحابة وأم المؤمنين، نصوص باطلة ليس لها أساس، مكذوبة موضوعة لا تصح نسبتها إلى جعفر الصادق أو محمد الباقى أو إلى أئمة أهل البيت، لأن جعفر الصادق حفيد الصحابى الجليل أبوبكر الصديق «مش ممكن يشتم جده».

    وأريد الحديث عن هذا السب لأن هذا يؤلمنى كثيراً كما يؤلم الكثير من المسلمين أن يُسب أى صحابى، فالمسلم ليس سباباً أو شتاماً، فكون أن يسب أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم يعد نقيصة كبرى لمن يقع فيها، لكن ينبغى أن نقول الحق ولو كان على أنفسنا، الذين بدأوا سب الصحابة كانوا السنة وليس الشيعة فى عهد معاوية بن سفيان، سب على وأولاده على المنابر بعدما تولى معاوية الخلافة لما تنازل له الحسن بن على عن الخلافة، واستمر هذا السب إلى أن جاء الخليفة الراشد السادس للمسلمين عمر بن عبدالعزيز، وأوقف هذا السب، لكن إخواننا الشيعة لم يتوقفوا عن سب الصحابة، وهذا أمر لا يقره علماؤهم الكبار أصلاً.

    فى هذه المرحلة تكلم الخمينى عن صنمى قريش فى كتاب «الفتاوى»، وذكر كلاماً كثيراً نقله عمن سبقه دون تدقيق أو تمحيص، ولكن بانتقال الخمينى النجف، بعد اضطهاده من قبل الشاه، بدأ يكتشف أن الفقه الشيعى لا يتوقف عند الشؤون الخاصة، وترك شؤون الأمة إلى الحاكم، فهو خارج إلى النجف مظلوم ومضطهد وكذلك أهله من قبله، فأثر هذا الاضطهاد فيه، الأمر الذى جعله يفكر تفكيراً سياسياً سليماً، وفى هذه المرحلة لا تجد للخمينى كلمة فيها ازدراء للصحابة أو انتقاص لهم أو طعن على أحد منهم، فهذا غير موجود بعدما أصبح الخمينى زعيماً سياسياً، وأثر الخمينى الزعيم السياسى، فى الخمينى الفقيه، وفيما كان يدرسه من قبل مناهج أئمة الشيعة القدماء.

    الخمينى السياسى مختلف تماماً عن الخمينى الفقيه، ولو أن الخمينى السياسى طال به الزمن لكتب، فيما أظن، ما يخالف هذه الكتب، ولأعلن نقدها وتبرأ منها، لكننى أنظر للخمينى من يوم ما نجحت ثورته وتحولت فكرته إلى دولة، فأول منشور أصدره الخمينى أمر خلاله المسلمين الشيعة بالحج مع أئمة الحرمين الشريفين، وكان الشيعة يبقون فى المسجد ويتركونه أثناء قيام الصلاة، لأن إمام الحرمين الشريفين لم يعينه الإمام الغائب، فالشيعة لا يوجد لديهم صلاة جماعة، فكل واحد منهم كان يصلى فرادى، فالخمينى هو الذى أعاد صلاة الجماعة.

    ■ المسلمانى: الجمعة التى يخطب فيها الرئيس أحمدى نجاد؟

    ـ العوا: لا، نجاد ليس من أهل الدين، فهو رجل مهندس يعمل بالسياسة، ولكن الجمعة يخطب فيها رجال الدين خامئنى أو رافسنجانى، لكن نجاد يخطب خطباً سياسية.

    كان عوام الشيعة يعتقدون أن السيدة فاطمة رضى الله عنها، مدفونة مع الرسول صلى الله عيه وسلم فى القبر نفسه، فأعلن الخمينى بطلان هذا الاعتقاد وأنها مدفونة فى البقيع، وهذه مسألة أخرى قلبت التفكير عند عوام الشيعة، لذلك الخمينى السياسى كان رجلاً مختلفاً كل الاختلاف عن الخمينى المدرس، الذى يؤخذ عليه ما يؤخذ وينسب إليه ما ينسب من ازدراء الصحابة وسبهم، وهو أمر صحيح، موجود فى كتبه، وكان فى وقتها الخمينى الذى يدرس المنهج، الذى كتبه علماء الشيعة القدماء من قبله.

    لكن الخمينى السياسى له وضع مختلف من بعد توليه ولاية الفقيه، غير ذلك لا يصح أن نأخذ عليه ما قاله فى مرحلة أخرى، وكما قلت إن أفلاطون له رأيان والغزالى، رحمة الله عليه، له رأيان والإمام الشافعى له مذهبان مختلفان أحدهما قديم فى العراق والجديد فى مصر، فالخمينى له مذهبان، مذهب قبل أن يدرك البعد السياسى للدين، وآخر بعد إدراكه للبعد السياسى للدين، وأصبح آية الله الخمينى المعروف، ويجب أن نعامله بالأخير لا بالأول، الناس يعاملون بآخر أعمالهم لا بالأول.

    ■ المسلمانى: من الدين للسياسة الخمينى وحرب العراق؟

    ـ العوا: قلت فى أحد أسئلتك السابقة عن محاربة الخمينى للمد العربى فى العراق، وأنا أعارض تماماً هذه الجملة، فالعراق هو من بدأ حربه ضد الخمينى، وهذا أمر لا شك فيه، لأنه عندما بدأت الحرب الإيرانية، شكلنا فريقاً عربياً سميناه «الفريق العربى للتوفيق والمصالحة».

    وكان يضم الدكتور راشد المبارك من السعودية، والدكتور زوار الزيدى من باكستان، والأستاذ قاسم الوزير من يمن الشيعة من الجماعة اليمنية الزيدية، ثم عينا بعد ٦ أشهر من تشكيل فريق رئيساً لنا، وهو العلامة شيخنا محمد الغزالى، الفريق ذهب إلى إيران عدة مرات، وإلى العراق مرتين، ولكنى لم أذهب معهم، وهذا الفريق انتهى بلا جدال بعد إطلاعه على آلاف الصحف والوثائق والبرقيات والمكاتبات العلنية والسرية بين الجهات المختلفة، إلا أن الحرب بدأها العراقيون لا الإيرانيون، ولم يكن فى وسع الإيرانيين وقتها إلا أن يصدوا العدوان عن أراضيهم، ولو أنا كنت فى مكانهم لفعلت ذلك.

    والعدوان على إيران فى هذا الوقت، لعدم الرغبة فى إقامة دولة إسلامية فى هذه المنطقة من العالم وفى مثل هذا التوقيت، حتى ولو كان إسلاماً شيعياً، وعندما أخفقت محاولات إزالة الدولة الشيعية الإسلامية على مر السنين، بدأت فكرة السنة والشيعة، وتلاحظ وقتها أثناء استمرار الحرب، كان لا يردد أحد موضوع السنة والشيعة، فى (٩١و٩٢و٩٣و٩٤) هل سمعت عن قضية السنة والشيعة؟، وإنما بدأت تثار بعد أن وضعت الحرب أوزارها وتبين عدم وجود فائدة من إزالة هذه الدولة.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th September 2009, 03:04 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 6
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية




    ■ المسلمانى: السنة والشيعة والملف الأخطر؟

    ـ العوا: قبل الحرب الإيرانية ـ العراقية وبعد انتهائها لم نكن نسمع فيها فكرة سنة وشيعة، رغم استمرارها ٨ سنوات، سمعنا فيها العراق وإيران، وأن البلاد العربية تدعم العراق، مقابل الشيعة التى تدعم إيران، وهناك بلاد أقامت طرقاً خاصة لنقل الذخائر والسلاح بصورة ما إلى العراق، وبلاد أخرى أعطت المليارات لإيران لكى تمول حربها ضد العراق، ولم نسمع فتنة سنية شيعية قط فى هذه المرحلة.

    وعندما انتهت الحرب ولم يسقط النظام الإسلامى ـ الإيرانى، انتهت الحرب ونشأ حزب الله كقوة مقاومة فى لبنان، وانتهت الحرب وبدأت إيران تمد يد المعونة للمقاومة الفلسطينية بفصائلها جميعاً ضد العدو الصهيونى، انتهت الحرب وحدثت أثناءها مسألة السفارة الأمريكية، ومسألة الطائرات التى قدمت من أكبر بلد عربى وأكثرها عراقة ونزلت فى إيران لتحرير الرهائن، فأحرقها الله منذ هبوطها إلى الأرض هى ومن فيها من سيارات وعتاد وجنود، لما حدث هذا كله، وتبين أن إزالة هذه الخريطة من الشرق الأوسط أمر غير ممكن، لذلك لجأ عدو الأمة إلى سلاح الفتنة بين السنة والشيعة، ونحن نقف أمامه بكل ما نستطيع من قوة، لأنه سلاح غاية فى الفتك.

    ولجأوا إلى هذا السلاح حتى يقال إن تدمير الدولة الإسلامية الإيرانية لم يأت إلا بانصراف السنة عنها، رغم أن دور السنة يتوقف على تقديم الدعم لها باللسان أو القلب، ولا يستطيعون أن يقدموا لها شيئاً، ويحاولون إسقاط الدعم المالى والعسكرى والسياسى الإيرانى عن المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، والطريقة هى ضرب العلاقة السنية والشيعية فى العالم الإسلامى، موقف دول الخليج معروف، وموقف مصر الصبح بيكون طالع لفوق وبالليل يقوم نازل، أمس وزير خارجية إيران قال جملة لطيفة جداً «لا نستطيع أن نصف العلاقة المصرية ـ الإيرانية بأنها غير مرضية، فهو لم يقل إنها مرضية، كما لم يقل إنها حارة وقوية.

    وعموماً فالجمهورية الإسلامية فى إيران ماشية فى سكة زى السكة الحديد، من يمشى فى طريقها يركب معها ومن لا يمشى معها تتركه واقفاً على المحطة، ومن يدهس أمره على الله، هما شغالين بمنهج لم يتغير من أيام الخمينى، وأظن أنهم لن يعملوا على تغييره، إلا إذا سقطت الثورة الإسلامية.

    عندما تنتقل مباشرة من النظام الإسلامى الإيرانى إلى الثورة الإسلامية فى السودان، تجد أنها قامت بثورة عسكرية قامت بمقولة تطبيق الإسلام، وفى النهاية تعرضت ومازالت تتعرض لضغوط هائلة من العالم كله، إخواننا السودانيون بمن فيهم البشير نفسه يرجعون سبب الضغط عليهم إلى استمرارهم فى تطبيق الثورة الإسلامية فى السودان، طبعاً الصراع السخيف الذى وقع بين حسن الترابى وبين المؤتمر الوطنى الحاكم برئاسة الرئيس البشير، هذا الصراع مؤسف كذلك بالنسبة للصراع بين فتح وحماس، مثل الصراع الواقع بين الدول العربية وبعضها البعض، وهذا كله نتيجة التخلف.

    هذا الصراع يحدث عندما لا ينشغل الناس بقضية عامة مهمة، يجيشون لها القلوب والعقول والسلاح والمال.

    ■ المسلمانى: ماذا عن المشهد الأخير فى دارفور؟ هل ذهبت إلى دارفور أكثر من مرة؟

    ـ العوا: الحمد لله ذهبت أكثر من مرة، لكن الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين كان أول وفد يزور دارفور بعد الصراع مباشرة فى سبتمبر ٢٠٠٤، رغم أننا تأسسنا فى يوليو ٢٠٠٤، زرنا معسكرات اللاجئين.

    ■ المسلمانى: من كان برفقتك؟

    ـ العوا: الشيخ يوسف القرضاوى كان رئيس الوفد والشيخ فيصل المولوى والشيخ على ومن السودان الشيخ عصام البشير، وكان وقتها وزير الأوقاف السودانى، وهو عضو بالاتحاد، زرنا السودان ودارفور، وجلسنا فى الخرطوم مع جميع القيادات السودانية الدارفورية وغير الدارفورية، وزرنا اللاجئين والمهاجرين والجنجويد والميليشيات ضد الحكومة، لم نترك أحداً لم نره وأعددنا تقريراً مطولاً نشر فى عدد من وسائل الإعلام، وانتهى الأمر إلى تلخيص موقف الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين فى ٣ نقاط، هى وجود دماء أهدرت فى دارفور ولا يجوز أن تهدر وعلى الحكومة أن تدفع الديات، وكل تأخير فى دفع الدية نحن لا نؤيده، لأن القوات التى تحارب الحكومة فى دارفور ليست قوات انفصالية وإنما قوات تمول استعمارياً، وهذه القوات لا يجوز تمويلها أو دعمها ويجب عليها أن تنضم إلى أهل السودان فى مواجهة الغرب والاستعمار وليس إلى جانب حكومة السودان، وأن مسائل التنمية والتهميش، يجب التعامل معها فى السودان بشكل واحد، فى هذا الوقت كان السودان قد بدأ يشم رائحة البترول.

    لكن طرأ حدث جديد وهو إحالة البشير إلى المحاكمة الجنائية الدولية، ونحن وقفنا ومازلنا نقف ضد هذا الإجراء بقوة، لأن الأساس القانونى غير صحيح، فالسودان ليس عضواً فى الاتفاقية، وقرار مجلس الأمن مقصور على إجراء التحقيقات لكنه لا يستطيع إجبار دولة على الخضوع لاختصاص قضائى لم تكن عضوة فيه، وهذه قاعدة يعلمها طلاب الحقوق والعلوم السياسية منذ السنة الأولى لدراستهم.

    الأمر الثانى والأخطر من وجهة نظرى ومن وجهة نظر الاتحاد أن يكون هذا«تكئة»، بعد البشير فسيكون فيه حكام عرب ومسلمون، كما وقع صدام فانبطح الكثير من الحكام العرب، وسلموا بما كانوا لا يسلمون به وقدموا القرابين على المذبح الأمريكى والبريطانى والفرنسى، وسوف ينبطح العشرات من الحكام إذا سقط البشير فى قبضة المحكمة الجنائية الدولية، ونحن مع كل خلافاتنا مع حكامنا، فنحن لا نقبل أن يحاكمهم أو يحاسبهم بدلاً منا ولا يسألهم عما يفعلونه مع شعوبهم، فهذا شأن داخلى بيننا وبين حكامنا نختلف معهم نقول عليهم وحشين نضربهم يضربونا يعتقلونا، حتى إذا دخلنا السجن لا نقبل أن تأتى أمريكا أو بريطانيا لتحريرنا.

    هذه المسألة متعلقة بما يسمى الأمن القومى للأمة العربية، وهنا الأمن ينتهك إذا حوكم حاكم عربى فى أى دولة أجنبية، لأننا لم نرتكب جرائم حرب أو جرائم إنسانية، ولسنا طرفاً فى معاهدات حتى يحاكمنا أحد.

    ■ المسلمانى: هو مين عايز إيه من هناك يا دكتور؟

    ـ العوا: الغرب، الذى تتزعمه أمريكا يريد الاستيلاء على الموارد الطبيعية فى دارفور والتى تعد مواد استراتيجية، دارفور فيها أنقى يورانيوم فى العالم، أرض لم تستثمر قط، ملايين الأطنان من اليورانيوم، دارفور هى مربع البترول رقم ١٢ فى أفريقيا، الذى لم يستخرج منه برميل واحد، دارفور فيها جبال اسمها جبال «الصودا» وبحيرة النحاس وجبال اسمها الحديد، وجبل اسمه المرة وهذا الجبل يجلب مناخ البحر الأبيض المتوسط فى قلب الصحراء السودانية، وكأنك فى الإسكندرية أو بيروت ونباتات البحر الأبيض المتوسط من البرتقال والخوخ والمشمش، دارفور قصة غريبة، دارفور ملايين الأبقار والإبل وملايين الأفدنة الصالحة للزراعة، دارفور لوحدها نصف مساحة مصر.

    ■ المسلمانى: حضرتك متفائل من الوضع فى دارفوار؟

    ـ العوا: أنا قلق شديد القلق، أنا أخشى أن يستطيع الاستكبار العالمى، كما كان يقول الخمينى، أن يسيطر على الوضع فى السودان، لكن حال السيطرة على السودان فقل على مصر السلام، والطريق الوحيد الذى يربط مصر بأفريقيا، هو درب الأربعين الذى يبدأ من دارفور وينتهى فى أسيوط، إذا استطاع الاستعمار أن يقطع هذا الطريق، أصبحت مصر خارج أفريقيا، وتصبح مثل شبه الجزيرة يحيطها البحران المتوسط والأحمر والنيل يمشى بداخلها، يستطيع المستعمر إذا تحكم فى السودان أن يقطع النيل فى أى وقت، طبعاً إيقاف نهر النيل ليس أمراً سهلاً، ويطلع وزير الرى يقول لك تصريحات محمد سليم العوا ده كلام فارغ إلى آخره، وأنا موافق إنه يطلع كلام فارغ، إن شاء الله، إذا تمكن الاستعمار العالمى من السودان فمصر فى خطر عظيم.

    لأن العمق الاستراتيجى لمصر هو السودان، بحيرة فيكتوريا ومنابع النيل، العمق الاستراتيجى لمصر، والذى يجب أن يحميه أى حاكم مصرى، ولذا يجب أن يضع عين الجيش المصرى عليه أن يراقبه أى رجل أمن مصرى، ومن يقصر فى هذا مثلما من يقصر فى رقبة إسرائيل، من لا يراقب إسرائيل ويدافع عنها ولا يحضر جيشه لإسرائيل، يكون مقصراً فى حق الوطن، وكذلك من يقصر فى مراقبة منابع النيل ولا يحضر جيشه لحمايتها يكون مقصراً فى حق الوطن.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th September 2009, 03:25 PM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 7
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    مصريه بجد قلبى وجعنى امس عند مشاهدة الحلقه بس اللى لفت نظرى كلامه على دارفور .ازاى احنا عندنا جهل مطبق عن هذه المنطقه و اللىبيسموا اهلها اهل القرأن ........معقول...........الراجل بيتعجب عن سكوتنا عن فصل مصر عن افريقيا و محاولات فصل السودان و بجد حاجه تغيظ ............

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 4th September 2009, 05:33 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 8
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية




    اقتباس
    مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Farida
    مصريه بجد قلبى وجعنى امس عند مشاهدة الحلقه بس اللى لفت نظرى كلامه على دارفور .ازاى احنا عندنا جهل مطبق عن هذه المنطقه و اللىبيسموا اهلها اهل القرأن ........معقول...........الراجل بيتعجب عن سكوتنا عن فصل مصر عن افريقيا و محاولات فصل السودان و بجد حاجه تغيظ ............

    أنا سمعت فعلا إن فيها عدد كبير من حفظة القرآن في العالم وكان ملكها هو المسئول عن كسوة العبة وهو من أعاد بناء أبيار علي وسميت على إسمه منذ وقتها.

    من وقت ما قريت مداخلة حضرتك وأنا بدور عندي على مقالة جميلة عن دارفور كانت جاتلي على الإميل زمان:

    اقتباس
    أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة

    ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار

    وعلي بن دينار هذا جاء إلي الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة عام )، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلي فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار

    أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟

    إنه سلطان دارفور . تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تاخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور ) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلي مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% ( والذي لا تعرفونه عنها أن أعلي نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض 'دفتي المصحف وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه 'رواق دارفور'، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف.

    وأصل المشكلة هناك في دارفورانها ارض يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة، وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع.. يحدث النزاع بين الزراع والرعاة علي المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط، تستطيع أي حكومة أن تنهيه بسرعة، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن

    ولكن لماذا كل هذا؟

    لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، لأن السودان هي أغني وأخصب أراضي العالم في الزراعة، لأن السودان اُكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور، ولهذا لم يرد أعداء الإسلام لهذه المنطقة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تعتمد علي نفسها، فماذا يفعلون؟

    يشعلون النزاعات في أنحاء البلاد ليصلوا بالأمر إلي تقسيم هذه الأرض إلي أربع دويلات.. دولة في الغرب (تسمي دارفور) ودولة في الشرق، ودولة في الجنوب ودولة في الشمال (في جنوب مصر لقد نفذوا خطتهم هذه فعلاً في الجنوب، ودبّ النزاع بين الشمال والجنوب، وأقروا أن حق تقرير المصير بانفصال أهل الجنوب سينفذ بعد خمس سنوات من الآن. وبعد أن تم لهم ما أرادوه في الجنوب، التفتوا إلي الغرب وأشعلوا فيه نار الفتنة والخلاف، سعياً وراء حق تقرير المصير هناك أيضاً، ومن المؤكد أن النزاع سيصل إلي الشرق عن قريب

    أعرفتم الآن لماذا يذهب كارتر رئيس مجلس الكنائس العالمي إلي الجنوب دائماً؟

    أتدرون أن 13 وزيراً من وزراء أوروبا وأمريكا ذهبوا إلي دارفور في الثلاثة شهور الأخيرة فقط؟

    وأن آخر زوار دارفور وزير الخارجية الأمريكي؟

    والله لو أن كل مسلم من المليار مسلم تبرع بجنيه واحد.. لأصبحت السودان جنة من جنات الأرض ولكن ما من تحرك ولا تفاعل ولا حتى شجب أو استنكار، بل تقاعسٌ وصمتٌ رهيبٌ ولا حول ولا قوة إلا بالله

    تلكم يا إخوتي هي قصة دارفور، الأرض الغالية، صاحبة أعلي نسبة من حملة كتاب الله عز وجل، التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 99%، أرض كانت في يوم من الأيام سلطنة إسلامية، لها سلطان عظيم اسمه علي بن دينار، يكسو الكعبة ...


    لاقيت مقالة تانية كمان فيها معلومات أكثر عن المنطقة الثرية دي واللي الغرب يعرف عنها أكتر مننا وبيستخدم جهلنا للوصول إلى أهدافه.

    https://www.islamonline.net/arabic/politics/2004/05/article03b.shtml

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 11th September 2009, 01:04 PM مصرية غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 9
    مصرية
    Platinum Member
     





    مصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond reputeمصرية has a reputation beyond repute

    مصرية's Flag is: Egypt

    افتراضي

    أنا : مصرية




    د. محمد سليم العوا أمين عام الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين لـ«الطبعة الأولى» (٣-٤): ردة المسلم جريمة.. لكن القرآن لم ينص على عقوبة صريحة للمرتد

    أعدته للنشر شيماء عادل ١١/ ٩/ ٢٠٠٩

    فى الجزء الثالث من حواره مع الإعلامى أحمد المسلمانى فى برنامج «الطبعة الأولى»، أكد الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، أن التجديد فى الفقه الإسلامى ليس مقصوراً على أهل السنة، بل كل المذاهب الفقهية، لكننا لا نلمس آثار هذا التجديد، لأنه لا يحكم حياة الناس.

    وأوضح العوا فى حلقة أمس الخميس، التى تنشرها «المصرى اليوم» بالاتفاق مع قناة دريم، أن مفهوم الجهاد هو رفض المسلم للمذلة، والمهانة له أو لدينه، وأما غير ذلك فلا يستوجب الجهاد، ويصبح عدواناً.

    ووصف العوا محاولات «تعكير» العلاقة بين المسلمين والأقباط بأنها «حمقاء» كما تطرق إلى العديد من القضايا.. وإلى نص الحوار:


    ■ المسلمانى: بعد ١١عاماً من نشر كتابك «الفقه الإسلامى فى طريق التجديد».. إلى أين وصل التجديد؟

    - العوا: هذا الكتاب له قصة، حيث كنا فى مؤتمر فى مالطا، فقام أحد الأساتذة الكبار، رحمه الله، واتهم الفقه الإسلامى بالجمود والتخلف، وقال إنه منذ إقصاء الفقه الإسلامى عن العمل اليومى، واستخدام القضاء الذى يعتمد على القوانين المستوردة، تجمد الفقهاء وأصبحوا غير قادرين على تقديم جديد، حينذاك دونت مجموعة من المواضيع التى جدد فيها الفقهاء المسلمون المعاصرون وقمت للتعقيب.

    وأثناء تناولنا العشاء قال لى بعض إخوانى: متى دونت هذا الكلام؟ وأقنعونى بنشره فى كتاب، وبعد مرور ٣ سنوات قرأت نفس الهجوم على التجديد، فشرعت فى نشر ما لدى فى جريدة الأسبوع بعنوان «أسبوعيات»، إلى أن اكتملت المادة الأولى للكتاب، ثم عملت على تنقيحه بعد ذلك فى سنة ١٩٩٨.

    وتعمدت خلال هذا الكتاب رصد المواضع التى جدد فيها الفقهاء المعاصرون النظرة الإسلامية إلى أمور كانت النظرة الإسلامية فيها قديماً مختلفة من الناحية الفقهية، من السياسة إلى المرأة إلى تربية الأولاد إلى الطب والعلاج والتأمين.

    فوجئت وأنا أعمل فى هذا الكتاب بأن التجديد ليس مقصوراً على أهل السنة، بل كل المذاهب الفقهية تجدد، الشيعة يجددون والإباضية يجددون والمسلمون السنة يجددون بجميع مذاهبهم، الحنابلة والشافعية والأحناف كل المذاهب تجدد، لكن هذا التجديد لا يرى أثره فى الحياة، وإنما يبقى مكتوباً فى الكتب أو منطوقاً فى المحاضرات والفتاوى، وسبب عدم رؤية أثره فى الحياة، أن الفقه الإسلامى لا يحكم حياة الناس، وبالتالى تكون الدعوة إلى التجديد مرتبطة بالدعوة إلى الإعمال والتطبيق.

    وانشغلت فى بعض طبعات الكتاب التالية بجانب التطبيق، وأصبح الكتاب فى صورته الحالية محاولة لرصد مواطن التجديد الرئيسية فى الفقه الإسلامى «السياسى والجنائى والمالى والأسرى والتربية ونظم التأمين والعلاقات الدولية»، خاصة فقه العلاقات الدولية، عندنا مشاكل ضخمة فيه، حلت نتيجة التجديد. مشكلة ولاية المرأة جرى فيها تطور فقهى هائل فى كل المذاهب السنية والشيعية «ومحدش حس بحاجة»، فأردت أن أنقل إلى المثقف المسلم المعاصر الصورة الحقيقية لما عليها تجديد الفقه وليس الصورة التى يقرأها فى المقالات المستعجلة فى الصحف والمجلات وما إلى غير ذلك.

    ■ المسلمانى: هناك بعض المفاهيم التى يحدث فيها التباس لدى المثقفين والعامة ومنها الجهاد، فماذا عن مفهوم قضية الجهاد فى الإسلام؟

    - العوا: الجهاد مفهوم أصيل فى الإسلام، ولكن لا يمكن أن نتصور أن الجهاد هو الإسلام كله، فهو جزء من الإسلام يعنى ألا يقبل المسلم الضيم أو المذلة، وألا يقبل لدينه أن يهان أو يهاجم أو يحارب وهو صامت، فإذا وقع واحد من هذه الأشياء، فعليه أن يجاهد بقلبه ولسانه، وسنانه إذا لم يكف القلب ولا اللسان، والجهاد بالسنان لا يكون إلا إذا كان دفعاً لعدوان ولا يمكن أن يكون الاعتداء جهاداً وإلا يصبح عدواناً والله عز وجل لا يقبل العدوان، حيث قال «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا» وهذا يعد نهياً عن العدوان، ولذلك فإن أفضل وأوسع ما كتب عن الجهاد، هو كتاب «فقه الجهاد» للعلامة يوسف القرضاوى، وهو مرجع جامع لمسألة الجهاد ويضم ردوداً مهمة على الذين يرون أن الجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة عدواناً، لا فالجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة رداً للعدوان، ولذلك فإن العلماء قالوا «إذا ديست أرض المسلمين» مثل الصهاينة حالياً فى إسرائيل، إذا دخل العدو بلاد المسلمين وجب الجهاد على كل مسلم ومسلمة سواء رجلا أو امرأة أو طفلا، لكن فى حال عدم العدوان علينا لا يجب الجهاد.

    ■ المسلمانى: وماذا عن فكرة الفتوحات؟

    - العوا: الفتوحات كانت فكرة نشر الإسلام، بمعنى لو تركتمونا ننشر الإسلام بين الناس لا نمسكم، وهذه واقعة ثابتة مشهورة ومروية بالأسانيد، لمّا دخل المسلمون بلاد فارس، وقفوا قبل الحرب وطلبوا من الفرس مخاطبتهم، فذهب ربعى بن عامر منتدباً من جيش المسلمين لمخاطبة قائد جيش الفرس، وكان اسمه رستم فقال لعامر إذا أردتم فلوساً نمدكم بها، لأن العرب فى الجاهلية كانوا يلجأون إلى الفرس والروم إذا جاعوا ليأخذوا كميات من الفلوس والقمح، كما نفعل حالياً «نروح لأمريكا نقولها إدينا معونة قمح، ونروح لأستراليا إدينا معونة قمح، وييجى لنا القمح بالصراصير والديدان ونقول: أصل دى معونة، مفيش معونة لأننا لو زرعنا أرضنا مش محتاجين معونة».

    العرب كانوا يعيشون على تلك المعونات، وكان ولاؤهم مقسماً قبل الإسلام بين الفرس والرومان، فقال له قائد الفرس: لو محتاجين فلوس أو أكل ممكن نمدكم بها، فقال له بن عامر «إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار، فإن خليتم بيننا وبين الناس تركناكم وما أنتم فيه من حكام وقياصرة وملوك وأمراء وقوات جيوش ولن نقترب منكم، وإذا منعتمونا قاتلناكم حتى يظهرنا الله عليكم».

    نحن لا نقاتل الناس لأننا نحب قتالهم، إنما نقاتلهم لأنهم يحولون بيننا وبين بقية الخلق بأن يسمعوا كلام الله، إنما نحن ديننا يأمرنا إذا المشرك استجارك «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه»، فمهمتنا هى التبليغ وأنت منعتنى من التبليغ، وحاربتنى وبالتالى من حقى أن أحاربك.

    إذن الإسلام دين تبليغ انتشر بالتبليغ «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس»، إذا الناس وقفوا فى وجهى على أن أقاتلهم، حتى أصل إلى الآخرين، فالجهاد جزء من الإسلام وليس الإسلام بأكمله، والجهاد فى الإسلام مشروع لرد العدوان وليس للعدوان على الناس، الجهاد فى الفتوح كان لتبليغ الدعوة والسماح لإزالة العوائق دوننا ودون تبليغ الدعوة، الآن لا نحتاج إلى جهاد الدعوة أصلاً، لأن الفضائيات مفتوحة والسماوات مفتوحة والإنترنت موجود وقناتك هذه يستطيع الناس رؤيتها فى أى مكان فى العالم، فنستطيع بملايين الوسائل أن نبلغ الدعوة، فسقط الجهاد من أجل التبليغ أصلاً، لا نحتاجه ولا يجوز ولا نريده، ومن يقل به الآن مخطئ، لأن التبليغ الآن جائز وقائم من غير الجهاد، أما جهاد الدفع ورد العدوان فهو فقط الجهاد الجائز الآن.

    ■ المسلمانى: وماذا عن جهاد المسلمين كأقليات فى بلاد مثل الصين وتايلاند؟

    - العوا: تابعنا الحالة الصينية فى الشهور الأخيرة، هناك عدوان مستمر على الجزء الذى يسمى تركستان الشرقية، والذى سمته الصين «شينج يانج»، ونقلت إليه أكثرية صينية بوذية تزاحم الأغلبية المسلمة، لتحاربهم وتشاغلهم طوال الليل والنهار.

    ومنذ ما يقرب من شهرين حيث الأزمة الكبرى التى مات فيها أكثر من ١٠٠ واحد وجرح فيها أكثر من ١٨٠٠ واحد، وأغلقت المساجد يوم الجمعة ومنعت فيها الصلوات خوفاً من الصدامات، وكان سبب هذه الأزمة أن المجموعة الصينية التى سكنت فى هذا الإقليم قتلت عاملاً مسلماً بغير سبب وبغير عدوان، قتلته بدم بارد فى الشارع، فشعر المسلمون الذين يعيشون فى تلك البلاد بأنهم أذلاء، وفى الحديث لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه، فنحن لا نقبل للمسلمين الذلة ولا نرضى لهم هذا.

    أما أن يتصوروا هم أن من واجبهم نشر الإسلام فى هذا الفضاء بالسلاح والسنان وبالقوة والأعمال الإرهابية فهذا لا ينشر الإسلام، فالذى ينشر الإسلام هو الحكمة والعلم والعدل والعمل الطيب والوفاء بالعهد وصدق الخلق.

    ■ المسلمانى: ماذا عن موقف المسلم إذا اعتنق ديناً آخر؟

    - العوا: قصدك الذين كانوا مسلمين ثم ارتدوا، الكتب التقليدية الفقهية التراثية كلها تقول عندنا جريمة اسمها جريمة الردة، وهذا كلام صحيح، وتقول أيضاً عندنا عقوبة فى التطبيق اسمها «حد الردة»، وهذا الكلام غير صحيح، عندنا جريمة نعم، والقرآن حرمها فى ١٣ آية، والنبى، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل المرتد وأباح قتله وهذا يعنى أننا أمام جريمة، أما العقوبة فليس فى القرآن آية واحدة تدل على عقوبة المرتد، وإنما النبى، صلى الله عليه وسلم، عنده نصان أو عدة نصوص رؤوسها أو أصولها نصان، أحدهما يقول: «من بدل دينه فاقتلوه» والثانى يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزانى أى الرجل المتزوج ورجل قتل نفساً فيقتل بها، ورجل خرج عن الجماعة وقاتل المسلمين» فهذا حديث تفصيلى والثانى إجمالى،
    فالعلماء قالوا إن الإجمالى خرج فاقتلوه يحمل على الثانى خرج مقاتلاً لله ورسوله، خرج مرتداً فحارب الله ورسوله، خرج مقاتلاً جماعة المسلمين بسيفه، كل هذه روايات مفصلة يحمل عليها من ارتد عن دينه، بمعنى إذا بدل دينه وقاتلكم فاقتلوه، شرط قاتلكم متضمن هناك، لأن كلام النبى، صلى الله عليه وسلم، لن يتناقض لو قلنا بتناقض كلام النبوة لتناقض الدين، ولكى لا يتناقض يفهم النص المجمل فى ضوء النص المفصل، فهذا النص المجمل من بدل دينه فاقتلوه مجمل أى تبديل دين، فأنا ممكن أكون مسيحياً فأسلم فأبقى «بدلت دينى»، يقتلونى بقى، استثنوا الإسلام ليه، ذلك الحديث أن يخرج مقاتلاً جماعة المسلمين محارباً الله ورسوله.

    الحقيقة أن جريمة الردة عقوبة قائمة فى الإسلام عقوبتها تعزيرية يعنى غير لازمة أو ضرورية التطبيق «غير واجبة»، يجوز للقاضى بعد دراسة الظروف والسماع للمتهم ودفاعه ومن شهدوا عليه بالردة أن يقدر نوع العقوبة يحبسه، يغرمه، يعزله من وظيفته يمنعه من وظيفته أو التدريس فى الجامعة كما حدث فى قضية شهيرة منذ وقت قريب، لكن يقتله فهذه مسألة تانية خالص، يجب أن يكون خرج على الأمة الإسلامية وانضم إلى عدوها وقاتل ضد المسلمين، أى ارتكب جريمة نسميها حالياً «الخيانة العظمى» أى الالتحاق بجيش العدو، وتوجد فى قانون العقوبات المصرى عدة نصوص فى مواد الثمانينيات منه تتحدث عن الالتحاق بجيش العدو وعقوبتها جميعاً الإعدام، لأنها تتحدث عن الخيانة العظمى، فعقوبتها فى الإسلام الإعدام لأنها خيانة عظمى، لكن غير مرتد ردة سلمية أو شخصية، واحد ارتد وقاعد فى بيتهم، هذا لا يقتل وإنما يعاقب عقوبة تعزيرية يقدرها القاضى بحسب الظروف والأحوال.

    ■ المسلمانى: ماذا إذا ارتد ولم يقاتل ولكنه بشر ودعا إلى الدين الجديد؟

    - العوا: هذا يعاقب عقوبة تعزيرية، لأنه لا يجوز له أن يخالف النظام العام فى الإسلام، وهو عدم فتنة المسلمين فى دينهم، والقرآن يقول الفتنة فى الدين أشد من القتل، فلا يجوز أن تفتن الناس.

    عندنا مشكلة قائمة فى مصر قريباً ومازالت فى المحاكم بعض القضايا منها، وهى مشكلة هؤلاء الذين دخلوا فى الإسلام لأسباب أغلبها فى الحقيقة متعلقة بالزواج أو التطليق بالنسبة للمسيحيين المصريين، وبعدين خلص المشكلة وعايز يرجع تانى للمسيحية، لما كان بيرجع كانت وزارة الداخلية ترفض أن تكتب له ديانة فى خانة الديانة فى بطاقته الشخصية أو العائلية، أو يرفضوا يطلعوا له بطاقة أصلا، ويقولوا له بطاقتك المسلمة تعيش بها حتى الموت، فهؤلاء رفعوا قضايا أمام المحكمة، وأنا خطر فى بالى أن أبحث عن حل لهذه المسألة، قلت إن الحل يكتب دين الإنسان الذى ولد عليه، فإذا غيره تغير البطاقة ويكتب «مسيحى مسلم» حتى تاريخ معين أو «مسلم مسيحى» حتى تاريخ خروجه من دينه الأصلى إلى دينه الجديد، وإذا رجع عن دينه مرة أخرى، ولد مسيحى فدخل الإسلام ثم عاد إلى المسيحية مرة أخرى، يكتب فى البطاقة مسيحى من كذا لكذا، مسلم من كذا لكذا والديانة الحالية مسيحى، وهذا يقتضى زيادة خانات الديانة فى البطاقة الشخصية.

    يبقى الذين لا يعترف بهم حالياً فى مصر، فمصر لا تعترف ولا يجوز أن تعترف ولا نقبل نحن أن نعترف إلا بالأديان السماوية فقط، اليهودية والمسيحية والإسلام، ما عدا ذلك أديان عند أهلها لكنها ليست أدياناً معترفاً بها فى مصر ولا يجوز أن يعترف بها، وهؤلاء يجب أن نضع لهم شرطة، حتى إذا تقدم لخطبة ابنتى أعرف أنه لا يعتنق ديناً، وعندما يتوفى أعلم أنه ليس بيهودى أو مسيحى أو مسلم، فلا يدفن فى مقابرهم، عندما تحدث واقعة ميراث منه لأحد هنظر فى اختلاف الدين، لأنه لا توارث من أهل ملتين، لا يجوز أن يرث المسيحى المسلم أو المسلم المسيحى، إذا كان الذى يرثه من ملته يرثه أما إذا كان من ملة أخرى فلا يرثه.

    ■ المسلمانى: كيف ترى علاقة المسلم بالآخر، أو علاقة المسلمين والأقباط؟

    - العوا: كأنك تريد الحديث عن حوار الأديان، وأنا أولاً أسميه الحوار بين أصحاب الأديان وليس بين الأديان، لأن الأديان فى نظر معتنقيها، أنا مسلم فالإسلام فى نظرى أمر مطلق لا يحتمل الخطأ وبالتالى لا حوار حول الإسلام، المسيحى فى نظره المسيحية حقيقة مطلقة لا تحتمل الخطأ، وبالتالى لا يجوز وجود حوار عنده بالنسبة للمسيحية، وهو الأمر نفسه عند اليهودى والدرزى والبهائى، والذى ليس له دين أيضا يعتقد أن كفره حقيقة مطلقة لا تحتمل النقاش، أما ما يتكلم فيه المسيحى مع المسلم والمسلم مع اليهودى فيتكلمون فيما أسميه حوار الحياة، نحن نتحاور حول مسألة واحدة وهى كيف نعيش معاً؟، هل نعيش معاً فى صراع وجدال دائمين يتربص كل منا بالآخر، حتى إذا وجد فرصة اقتنصها فاغتاله أو قضى عليه، أم نعيش فى تعاون كى نعمر هذه الأرض ونستفيد جميعاً من خيراتها، التى تكفينا كلنا، إذا انتفى الجشع والطمع وحب الاستئثار بالخيرات، لأن الله لم يخلق الناس ليتركهم سدى أو عبثاً أو يموتوا جوعاً، إنما خلق لهم ما فى الأرض جميعاً تفضلاً ومنة منه سبحانه وتعالى.

    نحن استأثر بعضنا ببعض خيرات الأرض، وتركوا بقية شعوب العالم فى هذا الفقر، فنحن نتحاور مع أهل الأديان الأخرى حوار الحياة وليس حوار الدين أو اللاهوت، لأن إخوانا المسيحيين بيحبوا الكلمة دى، لأن حوار الحياة كيف نعيش، لكن حوار اللاهوت دينك خطأ وأنا صح، ويصل إلى نتيجة، وهى الصراع.

    عندما أسسنا الفريق العربى للحوار الإسلامى سنة ١٩٩٥، من مجموعة من المشتغلين بالعمل العام فى مصر ولبنان وسوريا والأردن والإمارات وبعض الدول الأخرى، اتفقنا على أن يكون هذا هو منهجنا وأصدرنا وثيقتنا الأولى بعنوان «العيش المشترك أو العيش الواحد» وقلنا فيها إن هدف هذا الفريق هو حوار الحياة، والنتيجة التى يصل إليها هذا الحوار داخل الوطن الواحد هى العيش الواحد، وداخل الأوطان المختلفة العيش المشترك، يعنى أنا أعيش مع المسيحيين المصريين وهم يعيشون معى عيشة واحدة، والعرب المسلمون والمسيحيون يعيشون مع بعضهم البعض عيشة واحدة، لكن كلا من العرب المسيحيين والمسلمين يعيشون مع العالم الأوروبى والأمريكى والأسترالى والآسيوى والأفريقى عيشة مشتركة.

    والفرق بين العيش الواحد والمشترك، هو أنه فى العيش الواحد أنا أحتمل منك ما لا أحتمله من نظيرك فى عيش مشترك، أنت تقبل منى فى العيش الواحد ما لا تقبله من نظيرى فى العيش المشترك، ففى العيش الواحد ليس بيننا كرامات، بينما بيننا أخوة وتعاون، وأتنازل لك وتتنازل لى وتفسح لى الطريق لأننا فى النهاية عائلة واحدة، يحمل بعضها بعضاً ويتحمل بعضها بعضاً ويعين بعضها بعضًا ويعضد بعضها بعضها، لكن فى العيش المشترك نحن نتقاسم خيرات الحياة، لا أقبل أن تزاحمنى فى الخيرات التى أملكها، ففى العيش الواحد علاقات محبة وأخوة معيارها قول الله تبارك وتعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، وهناك علاقات عيش مشترك معيارها «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها» لينظر كيف نعمل، فأنا هل سأؤدى واجبى فى عمارة الأرض ولا أتنصل.

    أنا إذا أديت واجبى فى عمارة الأرض أكون قد أطعت الله فى عمارة هذا الجانب، وإذا أخفقت فى تحقيق واجبى، كما هو حال الدول الإسلامية عامة اليوم، وحال أغلبية المسلمين اليوم فى العالم مخفقون فى تأدية واجب العمارة، ويعيشون عالة على غيرهم، فهنا يكون من لا يؤدى واجبه فى عمارة الأرض عاصيا لله سبحانه وتعالى فى هذا الأمر، طيب وإذا أردت أن أقوم بواجبى لإعمار هذه الأرض فتأتى بريطانيا أو فرنسا وتستعمرنى، أو أن تقول لى أمريكا لا تزرع فى أرضك قمحا ولا ذرة ولا شعيرا، كما قال لى أحد الحكام العرب، إنه منعوه من زراعة الشعير فى بلده، وعندما زرع شعيرا دون أخذ رأيهم ضربوا بيتا من بيوته بالطيران، فإذا وقع هذا فلابد أن أدافع عن نفسى، لابد أن أقف فى وجه هذا الذى يحاول أن يمنعنى من إعمار الأرض، وأقول له هذا ليس حقك، إذا فمعيار العيش المشترك يختلف عن معيار العيش الواحد، أنا فى العيش المشترك حدى هو حقى وحدك هو حقك، أما فى العيش المشترك فقد أترك بعض حقى لأن الهدف هو أن تمشى السفينة فى هذا البحر، إلى أن تصل إلى بر السلامة، لكن الهدف فى العيش المشترك هو أن يحصل كل ذى حق على حقه دون أن يعتدى عليه أحد.

    ■ المسلمانى: سافرت إلى أوروبا كثيرا، فكيف رأيت المسيحية الأوروبية؟

    - العوا: المسيحية الأوروبية ليست لونًا واحدًا وإنما ألوان كثيرة، ربما كانت بعدد المسيحيين الأوروبيين، لأن سلطان الكنيسة قل جداً فى أوروبا ولم يعد كما كان فى العصور الماضية، لكن يوجد فارق أساسى فى التحاور مع بابا الفاتيكان والكنيسة البروتستانتية الإنجليزية.

    ففى الحوار مع الفاتيكان أنت تتحاور مع مؤسسة لها مطالب وأهداف محددة، فجميع الحوارات مع الفاتيكان مثلا كان فيها كلام عن الحق فى بناء الكنائس فى كل بلاد الإسلام، ويصرون على أن يذكروا مكة والمدينة وليس المملكة العربية السعودية، لماذا لا نبنى كنيسة فى مكة والمدينة، وعندما ننقل الحوار بأن مكة والمدينة مقدستان ولا يجوز أن يكون فيهما دين آخر، طيب بقية المملكة العربية السعودية لماذا لا نبنى فيها كنائس؟.. كما يتحدثون دائماً عن الجماعات الكاثوليكية الموجودة فى بلاد أخرى مثل مصر، وأين حقوقهم ومدارسهم مع أن مدارسهم تفوق مدارس المسلمين فى مصر، يعنى المدارس الكاثوليكية إذا «عدّيت» فهى أكثر بثلاث أو أربع مرات من المدارس الإسلامية أو التى تدرس المنهج الإسلامى، ومع ذلك يتحدثون عن اضطهاد مدارسهم، ولكن ليس من حق أحد أن يبشر بالإسلام فى بلادهم.

    ■ المسلمانى: تكلمنا عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين على المستويين العربى والمحلى فماذا عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى مصر؟

    - العوا: الأقباط والمسلمون إخوان فى هذا الوطن منذ دخول الإسلام إلى مصر وحتى اليوم، وسيظلان هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جميع المحاولات التى تجرى من جانب بعض المتعصبين المسلمين، أو من جانب بعض المتعصبين الأقباط، محاولات حمقاء لاتصيب أى نجاح إلا نجاحا وقتيا فقط لمدة ساعات أو أيام محدودة، ثم تذوب ويطويها النسيان ولا يذكرها إلا المتعصبون من الطرفين، إذا أرادوا أن يحيوا فتنة جديدة، يذكرون الناس بالماضى من هذه الفتن.

    علاقاتنا بإخواننا الأقباط من أحسن ما يكون، الشعب المصرى والشعب المسلم كأنهما شعب واحد لا تستطيع أن تفرق أحدهما عن الآخر، فالتعامل اليومى فى الشارع والمدرسة وعيادات الطبيب والصيدلية وفى كل شىء لايشوبه أى شائبة، لكن توجد بؤر تعصب وتنطع بين الطرفين موجودة، وهذه البؤر تشتعل ناراً فى مناسبات معينة، وتخمد وتطفأ فى مناسبات أخرى.

    عندنا مشكلة حديثة مع إخواننا الأقباط، حاولت التعبير عنها بأفضل ما استطعت من الدقة والرقة، فى كتابى «الدين والوطن» لخصت فيه علاقتنا بإخواننا الأقباط، دافعنا عنهم دائماً لأن ديننا يأمرنا بالدفاع عنهم إذا تعرضوا لأذى، وهاجمناهم كلما أخطاءوا فى حق ديننا دون أن نجاملهم، لأننا لا نستطيع أن نجامل فى الدين بسبب الأخوة فى الإنسانية أو الأخوة فى الوطن، وقلنا لهم وما زلنا نقول إن مهاجمة الإسلام لن تفيدكم فى شىء وإنما تضركم فى علاقاتكم بالمسلمين القائمين فى هذا الوطن، قلنا للمسلمين دائماً إن مهاجمة الأقباط من غير سبب أمر لا يقره الإسلام بل يمنعه القرآن الكريم «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، والأقباط لم يقاتلونا فى الدين ولم يخرجونا من ديارنا.

    هناك ظاهرة حديثة نسبياً ظهرت منذ سنتين تقريباً، ينبغى أن أقولها لك، وهى ظاهرة المطبوعات القبطية المتخصصة فى سب وشتم وإهانة الرموز الإسلامية الثقافية والفكرية، وهم يختارون بالذات الرموز الثقافية والفكرية يتكلمون عن الرموز الدينية الرسمية، فهم لا يتكلمون عن المشايخ فى الأزهر ولا الأوقاف ولا دار الإفتاء، لكنهم يتكلمون عن الرموز التى لها علاقة بالصحوة والإحياء وبالعمل الثقافى التوعوى فى الشارع الإسلامى والمنظمات الإسلامية، كلام أقل ما أقوله عنه أنه سخيف وفى أحيان كثيرة يتجاوز حدود الأدب، وهذا الكلام اقتضى أن نرد عليه فى كل مرة قالوه فيها، وفى كثير من الأحيان كانت تنشر على مواقعهم ومجلاتهم ولا مكان الرد عليه لأنه شتائم خالصة، فلم يكن لنا من وجهة نظرى رغبة ولا حق فى الرد على هذه الشتائم خليهم يشتموا زى ماهما عايزين.

    لكن لما تعرض الأمر للإسلام نفسه، لم يكن ممكناً أن نصمت، هذه هى المشكلة التى تواجهنا الآن، إنهم إخواننا الأقباط الأرثوذكس والإنجيليون عندهم أفواه تتكلم ومجلات وصحف يكتبون فيها تتعرض بما لايجوز للإسلام من حيث هو دين وعقيدة وشريعة وللذين يدافعون عن هذا الإسلام يحملون لواء التوعية به والدعوة إليه فى أوساط المسلمين داخل الوطن الذى هو مصر.

    نحن تحملنا ومازلنا نتحمل الكثير من إخواننا المسلمين، لمجرد أننا نقول إخواننا الأقباط، لأن المتعصبين كثيرون، كما أن أصدقاءنا الأقباط يتحملون الكثير داخل الصف القبطى عندما يقولون إخواننا المسلمين، لكن هذا الهجوم محتمل فى سبيل وحدة الصف الوطنى، أما أن تهاجم دينى أو عقيدتى أو شريعتى أو الرموز الإسلامية، فهذا أمر لايقبل، وهذه هى المشكلة القائمة حتى الآن، وأظن أن هذه المشكلة ستظل قائمة، مازالت هذه الأفواه أو تلك الصحف المتكلمة تمارس هذا العمل.

    ■ المسلمانى: بعض الدعاة الإسلاميين يقولون خلال خطبهم بعض الأشياء التى تصل إلى آذان الأخوة المسيحيين فيقال فصيل متطرف فى مواجهة فصيل متطرف؟

    - العوا: نحن نقر بالدين المسيحى، ونقر بنبوة نبيهم عيسى عليه السلام بن مريم، ونقر بأن أمه صديقة كما يقول القرآن، ونقر بأن الله أوحى إلى عيسى الإنجيل، فإذا جلس من يصف نفسه بأنه داعية إسلامى، وفرغ نفسه لمهاجمة المسيحيين فى سلوكهم أو عقيدتهم، فهذا مخالف فى الإسلام، فليس مطلوباً منا أن نهاجمهم ومن يهاجمهم مخطئ، ونحن نلومه علانية وليس سراً، لكن عندما يهاجمنا متطرفوهم فلا نصمت.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 12th September 2009, 08:33 AM Farida غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 10
    Farida
    Brigadier General
     





    Farida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond reputeFarida has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : Farida




    ياسلام لو محمد سليم العوا يبقى مستشار للدوله ..........كان حالنا اتغير ........لكن للأسف

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    د. محمد سليم العوّا حكام المسلمين «قاعدين طواغيت».. وأهل الدين لا يؤدون واجبهم بدعوة

    « الموضوع السابق | الموضوع التالي »
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    محمد سليم العوا يعلن ترشحه رسميا للرئاسة fatfouta إنتخابات الرئاسة 76 5th July 2011 06:44 PM
    محمد سليم العوا أمينا عاما للجامعة العربية جراح ثورة مصر ... 25 يناير 2011 5 18th February 2011 07:12 AM
    بلا حدود مع د. محمد سليم العوا Farida منقوووووووووووولات 14 15th October 2010 11:54 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]