التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر

    تاريخ مصر

    التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 16th September 2011, 11:31 AM س. نورينجتون غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    Golden Member
     





    س. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond repute

    افتراضي التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية

    أنا : س. نورينجتون




    التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية

    وجدت موضوعاً بعنوان " العُثمانيون المُفترى عليهُم " فى قسم التاريخ\المـلكية , فوددت أن أطلع السادة الزُملاء

    على حقيقة ما أقترفه " المُفترى عليهُم " فى حق الأمة المصرية , الموضوع مكون من جُزءان , الأول عن التاريخ

    الدموى للعثمانيين و الذى يتناول أحداث الفتح العُثمانى لـ مصر , من خلال ثلاث مقالات , ثلاثتهُم ملطوشين ,

    أما الجُزء الثانى فـ عن التاريخ المُزرى للعُثمانيين , و الذى يتناول وقائع إشتراك العُثمانيون فى المؤامرات الأوروبية على مصر و تقاسعهُم عن صد المحتلون الأوربيون عنا , مرة عندما أحتلنا الفرنسيون , و مرة عندما أحنلنا البريطانيون , و هو بقلم العبد لله

    فـ بشكل عام تسبب العُثمانيين فى تأخيرنا مئات القرون و السنيين , تم ذلك على مرحلتين , مرة عندما أخرونا

    مائات القرون عندما غزوا السلطنة المصرية الإسلامية التى تأسست عام 973 م. و إنتهت عام 1517 بالفتُح العُثمانى ,

    و المرة الثانية عندما أخرونا مائات السنيين عندما تسببوا فى إحتلال البريطانيين لنا عام 1882 ,

    الفتح العُثمانى لـ مصر
    ( ليس الضرورى قراءة جميع الثلاثة )


    دولة المماليك تلفظ أنفاسها الأخيرة

    (في ذكرى مقتل طومان باي: 21 ربيع الأول 923هـ)

    شهدت مدينة المنصورة بمصر صرخة ميلاد دولة المماليك سنة 647هـ= 1250م، حيث أبلى فرسانها في جهادهم ضد حملة لويس التاسع بلاء حسنا، وضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والفداء، حتى مُنيت الحملة بالفشل ولحق بها عار الهزيمة، وترتب على هذا النصر المبين أن علت مكانة فرسان المماليك، وارتفع شأنهم باعتبارهم القوة التي هيأت لها الأقدار أن تنهض بمهمة الدفاع عن العالم الإسلامي الذي كانت تتناوشه قوتان: إعصار المغول القادم من الشرق، وخطر الصليبيين القابع في بلاد الشام.

    وقد نجح المماليك بعد قيام دولتهم في التصدي لهذين الخطرين؛ حيث انتصر "قطز" في عين جالوت بفلسطين على المغول في سابقة لم تحدث من قبل، في الوقت الذي عجز فيه الأيوبيون حكام الشام في التصدي للمغول بتخاذلهم عن المواجهة والقتال، ثم تابع خليفته "الظاهر بيبرس" استكمال المسيرة الظافرة في الجبهتين معا، فحارب المغول والصليبيين، وألحق بهما هزائم فداحة.

    واكتسب المماليك شرعيتهم في الحكم وتقدير الناس لهم باعتبارهم حماة الإسلام والمدافعين عن أهله وأرضه، وظلت دولتهم تقوم بهذا الدور في الفترة الأولى من عهدها المعروفة باسم دولة المماليك البحرية حتى كان لهم شرف إخراج الوجود الصليبي من الشام، والقضاء على خطر المغول، ثم تابع السلاطين المماليك في الفترة الثانية المعروفة باسم دولة المماليك البرجية القيام بهذا الدور في الدفاع عن أرض الإسلام ضد هجمات الصليبين الذين نقلوا نشاطهم العسكري إلى البحر المتوسط واتخذوا من قبرص ورودس مركزًا لنشاطهم.

    ثم أصاب دولة المماليك ما يصيب الدول في أواخر عهدها من ضعف ووهن، فلم تعد قادرة على أن تقوم بدورها الفعال كما كانت تقوم به من قبل، وتهددها خطر البرتغاليين في الخليج العربي بعد أن تنامت قوتهم بعد اكتشافهم طريق "الرجاء الصالح"، وكثرت فيها المنازعات بين قادتها وأمرائها.

    هذا، في الوقت الذي تصاعدت فيه قوة الدولة العثمانية الفتية، وتطلعت إلى المشرق الإسلامي لتضمه إلى سلطانها بعد أن نجحت في بسط نفوذها، وتوسيع دولتها في أوروبا، ولم تكن دولة المماليك وهي في هذه الحالة تستطيع أن تدفع قدرها المحتوم وترد الخطر الداهم الذي أحدق بها من كل جانب، ولكنها حاولت في صحوة تشبه صحوة الموت أن تسترد عافيتها، فلم تفلح فأفسحت مكانها لمن يستكمل المهمة، ويقود المسيرة.

    هزيمة الغوري في مرج دابق


    قانصوه الغوري

    ساءت العلاقة بين العثمانيين والمماليك، وفشلت محاولات الغوري في عقد الصلح مع السلطان العثماني "سليم الأول" وإبرام المعاهدة للسلام، فاحتكما إلى السيف، والتقى الفريقان عند "مرج دابق" بالقرب من حلب في (25 من رجب 922هـ = 24 من أغسطس 1516م).

    وأبدى المماليك في هذه المعركة ضروبا من الشجاعة والبسالة، وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين، وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر سليم الأول في التقهقر، وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة "خايربك".

    وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلا، فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم، وفرّوا لا يلوون على شيء، وضاع في زحام المعركة وفوضى الهزيمة والفرار، نداء الغوري وصيحته في جنوده بالثبات والصمود وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأن يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى، بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال.

    طومان باي سلطانا

    اتفقت كلمة الأمراء في مصر على اختيار "طومان باي" للسلطنة، فأخذ يستعد لمقاومة العثمانيين وعزم للخروج لقتالهم ولا ينتظر مجيئهم، ولكنه اصطدم بتخاذل المماليك، واستهانتهم بخطورة الموقف، وعدم تقديرهم للمسئولية في الوقت الذي أرسل فيه السلطان سليم الأول رسالة إلى طومان باي يعرض عليه الصلح ويبقيه على حكم مصر في مقابل أن يقر بتبعيته للدولة العثمانية، غير أن هذه المساعي السلمية لم تكلل بالنجاح.

    واضطر طومان باي إلى مواصلة الاستعداد للقتال، فخرج إلى "الريدانية" وتحصّن بها فحفر خندقا على طول الخطوط الأمامية، ووضع مدافعه الكبيرة وأعد أسلحته وبنادقه وحاول شحذ همة مماليكه وقواته ولكن دون جدوى؛ فقد جبن كثير منهم عن اللقاء حتى كان بعضهم لا يقيم بالريدانية إلا في خلال النهار حتى يراهم السلطان، وفي المساء يعودون إلى القاهرة للمبيت في منازلهم.

    ولم يكن من شأن جيش كهذا أن يثبت في معركة أو يصمد للقاء أو يتحقق له النصر، فحين علم طومان باي وهو في الريدانية بتوغل العثمانيين في البلاد المصرية حاول جاهدا أن يقنع أمراءه بمباغتة العثمانيين عند الصالحية، وهم في حالة تعب وإعياء بعد عبورهم الصحراء، لكنهم رفضوا، معتقدين أن الخندق الذي حفروه بالريدانية كفيل بحمايتهم ودفع الخطر عنهم، لكنه لم يغن عنهم شيئا، فقد تحاشت قوات العثمانيين التي تدفقت كالسيل مواجهة المماليك عند الريدانية عندما علمت تحصيناتها، وتحولت عنها، واتجهت صوب القاهرة، فلحق بهم طومان باي.

    والتحم الفريقان في معركة هائلة في (29 من ذي الحجة 922هـ = 23 من يناير 1517م)، وأبلى طومان باي في المعركة بلاء حسنا، وقتل "سنان باشا الخادم" الصدر الأعظم بيده، وكثر القتلى بين الفريقين، غير أن العثمانيين حملوا على المماليك حملة صادقة زلزلت الأرض من تحتهم، فضاقت عليهم بما رحبت، وانسحب طومان باي ومن بقي معه إلى نواحي الفسطاط، ودخلت طلائع الجيش العثماني مدينة القاهرة، وأخذوا يتعقبون جنود المماليك في كل مكان.

    سليم الأول في القاهرة


    السلطان سليم الأول

    وفي يوم الإثنين الموافق (3 من المحرم 923هـ = 26 من يناير 1517م) دخل سليم الأول مدينة القاهرة في موكب حافل، يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة، وقد أحاطت به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة، يحملون الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية، وكتب على بعضها "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، وفي بعضها "نصر من الله وفتح قريب".

    ولم يكد يهنأ سليم الأول بهذا الفتح حتى باغته طومان باي في "بولاق"؛ وذلك في اليوم الخامس من المحرم، واشترك معه المصريون في هذه الحملة المفاجئة، وأشعلوا في معسكر سليم الأول النيران، وظن الناس أن النصر آت لا محالة، واستمرت مقاومة المماليك أربعة أيام وليال، وظهروا فيها على العثمانيين، حتى إنه خطب لطومان باي في القاهرة في يوم الجمعة، وكان قد دعي لسليم الأول في الجمعة التي سبقتها، غير أن هذا الفوز لم يحسم المعركة لصالح طومان باي؛ إذ سرعان ما لجأ الجنود العثمانيون إلى سلاح البنادق، وأمطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك، فأجبروهم على الفرار، وفرَّ طومان باي إلى "البهنا" التي تقع غربي النيل في جنوب القاهرة.

    استمرار المقاومة

    ظل طومان باي يعمل على المقاومة بما تيسر له من وسائل، واجتمع حوله كثير من الجنود وأبناء الصعيد حتى قويت شوكته، غير أنه أدرك أن هذا غير كاف لتحقيق النصر، فأرسل إلى سليم الأول يفاوضه في الصلح، فاستجاب له السلطان العثماني، وكتب له كتابا بهذا، وبعث به مع وفد من عنده إلى طومان باي، لكن الوفد تعرض لهجوم من بعض المماليك وقتل بعض رجاله؛ فحنق السلطان سليم الأول وخرج لقتال طومان باي بنفسه، والتقى الجيشان قرب قرية "الوردان" بالجيزة في (9 من ربيع الأول 923 هـ =1 من إبريل 1517م)؛ حيث دارت معركة حامية استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باي وفراره إلى البحيرة.

    على باب زويلة

    لجأ طومان باي إلى أحد رؤساء الأعراب بإقليم البحيرة طالبا منه العون والحماية فأحسن استقباله في بادئ الأمر، ثم وشي به إلى السلطان سليم الأول، فسارع بإرسال قوة للقبض عليه فأتت به إليه، وأخذ السلطان يتأمله معجبا بشجاعته وفروسيته، ثم عاتبه واتهمه بقتل رسله الذين أرسلهم لمفاوضته في الصلح، فنفى طومان باي التهمة عن نفسه، وبرر استمراره في القتال بأن الواجب يحتم عليه هذا، وكاد السلطان العثماني من إعجابه بشجاعة طومان باي أن يعفو عنه، ولكنه لم يفعل تحت تأثير الوشاة الذين حرّضوا السلطان على قتله بحجة أن لا بقاء لملكه في مصر ما دام طومان باي على قيد الحياة.

    وفي يوم الأحد الموافق (21 من شهر ربيع الأول 923 هـ = 15 من إبريل 1517م) أخرج طومان باي من سجنه، وسار وسط حرس عدته 400 جندي إلى باب "زويلة"؛ حيث نصبت له مشنقة فتقدم لها هادئ النفس ثابت الجنان والناس من حوله يملئون المكان حيث لقي حتفه وسقط ميتا؛ فصرخ الناس صرخة مدوية تفيض حزنا وألما، وظلت جثته معلقة ثلاثة أيام ثم دفنت في قبة السلطان الغوري، وبموته انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العباسية، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.

    المقالة لأحمد تمام عن موقع إسلام أون لاين
    https://vb.altareekh.com/t46610/



    المقالة الثانية
    الرابط
    ( لأن المقالة طويلة أدرجت الرابط فقط )





    وهذه هي حكاية باب زويلة.. فماذا عن حادثة شنق السلطان طومان باي وتعليق جثته على الباب لمدة ثلاثة أيام؟.. إن حكاية طومان باي تبدأ بعد مقتل عمه السلطان الغوري في موقعة (مرج دابق) والتي اختفت فيها جثته ولم يعثر لها بعد على أثر!.. ولولا خيانة امراء المماليك لسلطانهم وقائدهم الغوري, لكان استطاع أن يهزم العثمانيين الزاحفين الى مصر, وأن يصدهم عن التقدم نحوها.. لكن الموقعة انتهت بهزيمة الغوري, وأخذت فلول جيشه تعود الى مصر, وأخذ جيش الغزاة العثمانيين يواصل زحفه الى مصر بقيادة السلطان سليم الأول, وساور الناس في مصر القلق, وأصبحوا في حيرة على المستقبل, وأثار بعض المماليك فتنة.. وتم نهب خان الخليلي, وقتل من فيه من التجار الأروام بحجة انتمائهم الى العثمانيين, وشماتتهم في مقتل الغوري, الذي كان قد عين ابن أخيه (طومان باي) نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين, وبعد قتله, أجمع أمراء القاهرة على اختيار الأمير طومان باي سلطانا للبلاد.. لكنه امتنع لحرج الموقف وقلة المال وضعف وسائل الدفاع وتفرق قلوب الأمراء والجند, ثم عاد ووافق بعد إلحاح, وبعد أن أقسم أمراء المماليك أمامه على المصحف على عدم خيانة سلطانهم الجديد, وأخذ يعد العدة لمواجهة الغزاة.. ولم يعتمد طومان باي على المماليك وحدهم, وإنما حرص على أن يشترك أبناء القاهرة في الدفاع عن وطنهم, وكان معسكر تجمع القوات المصرية عند منطقة (الريدانية) وهي حي العباسية الآن


    وكان من رأي طومان باي أن يخرج بقواته لقتال العدو قبل أن يصل الى القاهرة, لكن الأمراء لم يطيعوا وفضلوا الانتظار حتى يقتحم عليهم العدو ديارهم, ويشير ابن إياس أن طومان كان يرتدي رداء الحرب ويحمل الحجارة مع البنائين والتراب مع الفعلة أثناء حفر الخنادق, ويصف ما جرى يوم معركة الريدانية وهو يوم الأربعاء 28 من ذي الحجة سنة 92 2 هجرية فيقول: (وصلت طلائع عسكر ابن عثمان عند بركة (الحاج) بضواحي القاهرة, فاضطربت أحوال العسكر المصرية, وأغلق باب الفتوح وباب النصر وباب الشعرية وباب البحر.. وأغلقت الأسواق, وزعق النفير, وصار السلطان طومان باي راكبا بنفسه وهو يرتب الأمراء على قدر منازلهم, ونادى للعسكر بالخروج للقتال, وأقبل جند ابن عثمان كالجراد المنتشر, فتلاقى الجيشان في أوائل الريدانية, فكان بين الفريقين معركة مهولة وقتل من العثمانية ما لا يحصى عددهم). ويستطرد ابن إياس فيقول: (ثم دبت الحياة في العثمانية, فقتلوا من عسكر مصر ما لا يحصى عددهم.


    وكان ذلك بارشاد بعض الأمراء الخونة.. لكن السلطان طومان باي ثبت وهو يقاتل بنفسه في نفر قليل من العبيد الرماة والمماليك السلحدارية, ثم تكاثرت عليه العثمانية ورأى العسكر قد قل من حوله, خاف أن يقبضوا عليه, فطوى (السنجق) السلطاني ـ أي العلم واختفى جهة طره).


    ودخل العثمانيون مدينة القاهرة في اليوم الثاني للمعركة وخطب باسم السلطان سليم شاه على منابر المساجد, إلا أن طومان باي لم يستسلم وراح ينظم الصفوف وانضمت اليه جموع حاشدة من فتيان القاهرة وشجعانها, واستمرت المواجهات بين طومان باي وبين العثمانيين فترة طويلة شهدت فيها شوارع القاهرة وأحيائها القديمة معارك وهجمات المقاومة الشعبية ضد العثمانيين, وفي واحدة من هجمات المقاومة الشعبية والتي جرت في بولاق, كاد أن يقتل سليم الأول بعد أن أحاط طومان ورجاله بمعسكره وأخذوا يرجمونه بالنيران والحجارة, وفي مرحلة من مراحل المقاومة ضد الغزاة, اتخذ طومان باي من جامع شيخون مركزا للمقاومة الشعبية, وهذا الجامع يقع في شارع شيخون بالجمالية, وكان يسمى قديما شارع (الصليبة) وعرفت المنطقة من حوله بمنطقة الصليبة, وقد دارت في هذه المنطقة معارك عنيفة بين قوات المماليك والعثمانيين استبسل فيها طومان باي ثم هرب وانسحب بعد أن تأكد أن ميزان القوة لم يعد في صالحه.


    وبعد هربه أحرق العثمانيون جامع شيخون والبيوت من حوله, وقتلوا أكثر من عشرة آلاف من العامة والغلمان, ورغم بشاعة هذا الانتقام إلا أن المقاومة لم تنته, واستمر طومان يحشد الرجال لصد الغزاة, الى أن كانت المعركة الأخيرة التي وقعت عند منطقة وردان (إمبابة الآن) وأحرز فيها عسكر مصر انتصارات في البداية, إلا أن العثمانيين قد انتصروا في النهاية لتفوقهم في العدد والعتاد, وكانت تلك هي المعركة الفاصلة التي أنكسرت بعدها المقاومة, وأخذ طومان باي يبحث عن مكان يلجأ اليه حتى لا يقع في أيدي غريمه السلطان سليم الأول, ولجأ الى صديقه شيخ العربان (حسن بن مرعي) والذي كان قد أخرجه من السجن الذي دخله أيام السلطان الغوري, ولكن شيخ العربان وشى به.. وأبلغ عنه السلطان سليم! الذي أعجبته شجاعته وصلابته في حواره الأخير معه, إلا أنه أمر في النهاية بشنقه..


    ليلة شنق طومانوكان المؤرخ المصري ابن إياس شاهد عيان على ما حدث وقدم وصفا دقيقا لوقائع يوم شنق طومان باي قال فيه: (عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية.. وكان مكبلا فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر..


    وتطلع طومان باي الى (قبو البوابة) فرأى حبلا يتدلى, فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت الى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع اليهم طويلا.. وطلب من الجميع أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم التفت الى الجلاد, وطلب منه أن يقوم بمهمته).. وبشنق السلطان طومان باي استتب الأمر للسلطان سليم بمصر والشام وأقام في القاهرة لفترة رتب خلالها أحوالها ودبر أمورها, وأمر بحمل أموال مصر وذخائرها وتحفها ونفائسها ومخطوطاتها الى عاصمة ملكه, وجمع مئات من الصناع والعمال وذوي الخبرة وأهل الحرف وقام بترحيلهم الى القسطنطينية, وغادر مصر الى عاصمة ملكه بعد ثلاثة أشهر من شنق طومان باي الذي بقيت سيرته كبطل قومي ورمز للمقاومة, وبقى سيفه المحفوظ في متحف الفن الاسلامي بالقاهرة, والذي يحمل ألقابه مكتوبة بالذهب.. وهي السلطان العادل أبو النصر طومان باي.. سلطان الاسلام والمسلمين.. أبو الفقراء والمساكين.. قاتل الكفرة والمشركين.. محيي العدل في العالمين!

    الرابط





     

    الموضوع الأصلي : التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : س. نورينجتون

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    انت الأصيلة يا مصر وكلنا عارفين ابويا قالى شارك و... توعية جماهيرية س. نورينجتون 2 1163 13th January 2014 07:26 PM
    يا ويل الشعب من دستور العسكر , و يا ويل العسكر من... ثورة مصر ... 25 يناير 2011 س. نورينجتون 1 770 22nd December 2013 02:11 PM
    أين مُرسيكُم من الرئيس المُستشار عدلى منصور ؟ شؤون مصر الداخلية دكتور مهندس جمال الشربيني 1 871 18th December 2013 10:22 PM
    عزل وزير الداخلية وحبسه عامين شؤون مصر الداخلية س. نورينجتون 0 889 10th December 2013 12:19 PM
    الأراشانة تلتقى بـ الخائن , ربنا ياخدكوا أنتوا... المفسدون فى الأرض دكتور مهندس جمال الشربيني 3 1763 13th July 2013 06:05 AM

    قديم 16th September 2011, 11:38 AM س. نورينجتون غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    س. نورينجتون
    Golden Member
     





    س. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond reputeس. نورينجتون has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : س. نورينجتون





    أما الجزء الثانى المُتعلق بالتارخ المُزرى - و لن أقول القذر - للعُثمانيين , فيمكن تلخيصه فى الأت

    1- فى عام 1768 قام قائد مملوكى فى مصر بقيادة حركة إستقلالية و أعلن مصر سلطنة مُستقلة , غير أن العُثمانيون أجضها هذه الدولة فى 1773 ,

    2- عندما أحتلت الجيوش الفرنسية بـ قيادة نابليون مصر عام 1798 , و أنهزمت أمامهُم القوات المملوية و الحامية العُثمانىة , لم تقُم الدولة العُثمانية بإنفاذ حملة لإغاثة المصريون إلا بعد مرور ثلاث سنوات !

    3- عندما قام الجيش العُثمانى بـ قتال الجيش مصرى لأول مرة فى ما بين أعوام 1831 - 1833 , و أنتصر الجيش المصرى على العُثمانى و دمره تدميراً , و أصبح ما بين القائد إبراهيم باشا قائد الجيش المصرى و الآسيتانة عاصمة الدولة العُثمانية ما لا يزيد عن 50 كليو و لا توجد أى قوة عسرية تقع فى طريق القائد المصرى أو حتى فى القُسطنطينية نفسها ! قبل العُثمانيون بحماية ألد أعدائهِم - الروس - منا , و فضلوا هيمنة
    الروس و الأوروبيين عن هيمنتنا ! و نتيجة لقبول الدولة العُثمانية حماية الأوروبين , لم يدخل الجيش المصرى الآسيتانة و أنسحب إلى الشام التى أصبحت ولاية مصرية هى و شبه الجزيرة بـ موجب صُلح كوتاهية الذى تم وقتها ما بين مصر و الدولة العُثمانية فى مُقابل جلاء الجيش المصرى عن تُركيا ,

    4- فى عام 1839 قام الجيش العُثمانى بمُهاجمة الجيش المصرى بدون أى مُبررات أو سابق إنذار , و رغم ذلك تم تدمير الجيش العُثمانى للمرة الثانية على يد الجيش المصرى , و أصبح الطريق مرة أخرى مُمهداً إلى الآسيتانة بلا أى عوائق , و تدخلت القوى الأوروبية للمرة الثانية للإبقاء على السلطنة العُثمانية و حرمان مصر من حقوق الفاتح الشرعية , و هذه المرة لم تقُم القوى الأوروبية بعرض الحماية على العُثمانيون , بالطبع لأنهُم اتفقوا سراً قبل أن تُهاجم الجيوش العُثمانية الجيش المصرى ,

    5- فى عام 1879 قامت الجبهة الوطنية المصرية برفع عريضة إلى الخديوى إسماعيل تُطالب فيها بوضع دستور

    للبلاد و منح البرلمان المصرى حق إقرار ميزانية الدولة و التشريع , و إقرار مبداء مسئولية الوزارة أمام مجلس

    النواب , و قد وافق الخديو على جميع هذه المطالب مما يعنى أن مصر أصبحت دولة دستورية على النسق الأوروبى

    بنسبة 100% و قد أثارت موافقة الخديو على مطالب الأمة غضب القوة الأوروبية عليه , نظراً لأن هذه

    الإصلاحات ستحول دون وقوع مصر فريسة للإحتلال البريطانى , و كان لدى الزُعماء الوطنيين برنامج لـ تسديد

    الديون , و قد تم كتابة الصدور ( دستور 1879 ) و كان من المُمكن أن يتم إصداره فور الإنتهاء منهُ , لكن

    شريف باشا بالغ فى إضفاء الشرعية على الدستور من خلال طرحه على مجلس النواب للموافق - مما يعنى أنه

    أعطى مجلس النواب سُلطة هيئة تأسيسية و كانت هذه مُبالغة - و فى ذلك الوقت أوزعت أوروبا إلى الخليفة

    العُثمانى عبد الحميد الثانى بـ عزل إسماعيل و الإتيان بأبنه ذى الشخصية الضعيفة توفيق , فى الظروف الحِرجة

    و قد كان , و بعزل الخديو إسماعيل تعطلت خطوات الإصلاح الدستورى و كان هذا هو الغرض من العزل , و فى

    نفس الوقت شخصية توفيق الضعيقة نوعاً ما , و صغر سنه , و الظروف المُحيطة جعلته لا يستطيع أن يسير فى

    نفس الطريق الذى سلكه والده من إنحياز للقوى الوطنية , كما شجعت - شخصيته الضعيفة - ضُباط جيشه

    المصريين على التمرُد عليه و فى ظل هذه الظروف أصبحت مصر لُقمة سائغة أمام الإنجليز , و على الرغم من

    ذلك تم أفتتاح مجلس النواب فى عام 1882 , و تم إعلان صدور الدستور المصرى ( دستور 1882 )

    غير أن إعلان الخليفة العُثمانى أن عُرابى خائن و مُرتد , أعطى الضوء الأخضر لـ بريطنيا لإحتلال مصر و قد كان فى 1882 و فور إحتلاهُم لمصر أسقطوا الدستور و البرلمان إلى أن صدر دستور 23 عام 1923 !

    و لو أن الخديوى إسماعيل - ذلك الحاكم القوى المُهاب - بقى فى السُلطة ما كانت إنجلترا إستطاعت إحتلالنا أو تعطيل الإصلاح الدستورى , و ما كان الجيش ثار عليه ,

     

     



    التعديل الأخير تم بواسطة س. نورينجتون ; 16th September 2011 الساعة 11:53 AM
     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    للدولة, التاريخ, الجمود, العلية, العُثمانية

    التاريخ الدموى المُزرى للدولة العلية العُثمانية

    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    الانتقال السريع

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]