طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

[NazeeH]

كتاب طبائع الاستبداد واسمه كاملا هو طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد ومؤلفه هوالمفكر عبد الرحمن الكواكبى وصدر الكتاب فى العام 1902 والكتاب معروف ومشتهر وتصدق فيه مقولة انه كتاب صغير الحجم عظيم الشان ..
الكتاب متوسط القطع بين دفتيه 143 صفحة تحتوى مقدمة وعشرة فصول تناقش تعريف الاسبداد اولا ثم علاقة الاستبداد بالدين والعلم والمجد والمال والانسان والخلاق والتربية والترقى ثم فى الاخير يرصد الكاتب فصلا لكيفية التخلص من الاستبداد والكتاب يضعنا فى حضرة صورة المستبد الذى يجنح ويجمع بين الغدر والخسة والفظاظة والرغبة العاتية فى ابادة كل مغاير ومخالف ومنشق انها صورة عارية للمستبد كالصورالفضائحية وقد غدا هذا الكتاب عبارة عن مواجهة عنيفة للمستبد ولمقولة الاستبداد نفسها لاخيار ولا توسط فالاستبداد داء لايرجى شفاؤه بالاصلاح والترميم ولا يمكن التخلص منه بالرفق والهدى واللين ..................................
حث الكواكبي بحثاً مستفيضاً في علاقة الاستبداد بالدين، فوضّح رأي الغرب، وهو أن الاستبداد السياسي ناشئ عن الاستبداد في الدين، وما من مستبد سياسي إلا ويتخذ صفة قدسية يشارك فيها الله، أو يتخذ له بطانة من أهل الدين يعينونه على ظلم الناس، وقد رأى الكواكبي أن الإسلام في جوهره الأصيل لا ينطبق عليه هذا الحكم، فهو مبني على قواعد سياسية تجمع بين الديمقراطية والأرستقراطية، والقرآن مملوء بتعاليم تقضي بالتمسّك بالعدل والخضوع لنظام الشورى، مثل قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}، وهو ما كان معمولاً به في أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- وأيام الخلفاء الراشدين، وبعد ذلك تحوّل الحكم من نظام يعتمد على الشورى إلى الاستبداد، ورضي الناس بالذل، فأضاعوا مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما ترتب عليه عدم نصح الرعية لحكامها، وبذلك تحققت حكمة الحديث النبوي الشريف: "لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، أو ليستعملنّ الله عليكم شراركم، فيسومونكم سوء العذاب".