كشف وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن مراسلة شركات عربية خليجية بهدف إعادة تفعيل نشطاها في سوريا، من بينها شركات خليجية ذات رأس مال كبير.
ونقلا عن مصدر في "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في حكومة النظام، أكد موقع "أوقات الشام الإخباري" أن 10 شركات عربية "ضخمة" تواصلت عن طريق شركائها السوريين للعودة إلى السوق السورية، بعدما جمدت نشاطها التجاري، وهي شركات كويتية وإماراتية ومصرية وأردنية.
وحول طبيعة عمل هذه الشركات، بين الموقع أن القطاع العمراني هو المحور الأهم في نشاط الشركات العربية الراغبة بالعمل، إضافة إلى قطاع الطاقة "النفط والغاز والكهرباء".
وبحسب الموقع ذاته، فإن مجموعتي "ماجد الفطيم" الإماراتية و"الخرافي" الكويتية، تسعيان لمتابعة مشاريعهما المتوقفة في سورية وإقامة مشاريع جديدة.
وفي هذا السياق، أشار الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد إلى تزامن حراك الشركات هذه، مع إعادة افتتاح المعابر الحدودية التي يسيطر عليها النظام على الأردن، وإسرائيل، وعلى العراق قريبا.
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن افتتاح المعابر وتحركات الشركات في هذا الوقت تعبر عن توجه عام لدى الدول العربية بإعادة العلاقات مع النظام السوري، وتطبيعها لخدمة مصالحها، معتبرا أن "الدول العربية تهرول سعيا لكسب ود موسكو في المنطقة، موسكو المسيطرة والمتحكمة بقرار النظام السوري".
وقال السعيد، إن ما يجري من حراك عربي نحو الأسد، مرده إلى تطلع بعض الدول العربية إلى وأد الربيع العربي بشكل كامل، معتبرا أن "بعض الدول العربية لا زالت تخشى من انتقال ما تعتبره "عدوى الربيع العربي" إليها، وعلى رأسها السعودية التي تعاني أزمات متعددة بسبب سياستها المتهورة، وتورطها في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
ومقابل ذلك، لم يستبعد الباحث أن يتم إعادة النظام إلى الجامعة العربية من جديد.
المحلل الاقتصادي، والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، تساءل عن الأسباب الاقتصادية الحقيقية التي تدفع بالشركات الخليجية إلى الرغبة بالاستثمار في بيئة غير مشجعة وحتى غير آمنة، كما هي عليه في سوريا؟.
وأوضح أن "البلاد منقسمة على نفسها، وفيها تواجد لأكثر من طرف دولي وإقليمي، وحتى بعض الأطراف الإرهابية مثل بقايا تنظيم الدولة".
وشدد في حديثه لـ"عربي21" على أن كل ذلك ليس لأهداف اقتصادية ربحية، وإنما لأهداف متعلقة بالسياسة، وليس كما يتم التسويق له من حديث عن إعادة الإعمار.
وتابع محمد، بأن بعض البلدان العربية تسعى إلى ترتيب علاقتها مع المعسكر المناهض للولايات المتحدة في المنطقة، وقال "ما يجري هو تغزل بروسيا، خصوصا وأن روسيا ترغب بتعويض خسائرها التي تكبدتها في سوريا".
وسبق أن كشفت قناة "روسيا اليوم"، عن قيام شركات الخليجية السعودية والإماراتية، بإجراء محادثات لافتتاح مشاريع في مناطق سيطرة النظام السوري، مشيرة إلى إعلان شركة "الخرافي" الكويتية وشركات "ماجد الفطيم" الإماراتية، عن استعدادهما تنفيذ مشاريع سياحية في العاصمة دمشق.
وعزت ذلك، إلى تحسن الوضع الأمني الذي أسهم في مزيد من الإقبال على الاستثمارات السياحية من الشركات ورجال الأعمال السوريين وبعض الشركات اللبنانية، في السوق السورية.
مزيد من التفاصيل
