وجّه نواب في البرلمان الجزائري، انتقادات شديدة لرئيس الحكومة أحمد أويحيى، الإثنين، خلال جلسة عُقدت لعرض بيان السياسة العامة للحكومة.
ورغم أن أويحيى معروف بتشدّده وحدّته، إلا أنه في جلسة الإثنين وجد نفسه محاصراً بانتقادات قوية ووسط هجوم حاد من قبل نواب المعارضة، وذلك في أعقاب المسيرات الشعبية التي شهدتها العاصمة والمدن الجزائرية رفضاً لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في انتخابات إبريل/ نيسان المقبل.
في السياق، وجهت النائبة بسمة عزوار، التي تنتمي إلى جبهة المستقبل، انتقادات قاسية إلى رئيس الحكومة بشأن بيانه حول حصيلة المنجزات، وشككت في الأرقام التي طرحها، وخاطبته بحدة بقولها: "أنا أقول لك إنك قدمت لنا تقريراً فيه كل شيء بالتقريب: حوالي، أكثر، ليس هناك شيء مضبوط. لم تقدم لنا أرقاماً دقيقة".
وخاطبت عزوار أويحيى: "بيانك مشكوك فيه، وكل أرقامك مشكوك فيها"، مضيفة "يجب أن نتفق عن أي شعب تتحدث أنت وأنا، حتى نتفق على خريطة واحدة، لأني أعتقد أننا لا نتحدث عن نفس الشعب".
بدوره، هاجم النائب عن جبهة العدالة التنمية لخضر بن خلاف، أويحيى بقوله: "رئيس الحكومة لم يأتِ لطرح بيان حكومي، وإنما للقيام بحملة انتخابية مسبقة للرئيس، وإلا كيف تحولت الوضعية السوداء للبلاد والمخاطر القائمة التي عبرتم عنها في الكثير من المناسبات فجأة إلى بياض؟ وكيف تحولت جهنم الحمراء إلى جنة ونعيم لولا الحملة التي على الأبواب؟".
وأضاف: "هذه أساليبكم في التعامل مع هذا الشعب المقهور، تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب. ولكنه قد أدرك زيف وعودكم وأرقامكم، وأصبح لا يصدقكم، وهو اليوم يطالب برحيلكم كي يريحكم ويرتاح من سياستكم الخاطئة التي مل منها، وهذا قبل أن يزيحكم".
وعلى خلفية تصريح رئيس الحكومة الجزائرية بأن المظاهرات التي اجتاحت المدن الجزائرية طرحت شعارات تطالب بـ"الإصلاحات السياسية"، فيما كان المطلب المركزي للمظاهرات يتعلق برفض ترشح بوتفليقة، قال النائب عن حركة مجتمع السلم المعارضة نصر الدين حمدادوش، مخاطباً أويحيى: "هناك مشكلة كبيرة إذا كان لديكم خلل في السمع. المظاهرات طالبت برفض العهدة الخامسة ولم تطالب بإصلاحات".
وبخلاف أحزاب المعارضة، استغرق نواب أحزاب الموالاة في مدح منجزات الحكومة والرئيس بوتفليقة منذ اعتلائه سدة الحكم عام 1999، داعين إلى استمراره في الحكم لولاية أخرى.
مزيد من التفاصيل