كشفت شبكة "CNN " الأمريكية، عما يتعرض له الفتيات من استغلال جنسي وتحرشات من قبل مدرسيهن داخل بعض المدارس الثانوية في السنغال، لافتة إلى أن "ممارسة الجنس" هي الشرط الأساسي لنجاح هؤلاء الفتيات، بحسب ما ذكرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية.
وفي تقرير بعنوان "الطالبات في مدارس السنغال يتم استغلالهن جنسيًا من قبل المعلمين"، سلطت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الضوء على إحدى الحالات، وهي فتاة تدعي فانتا، تبلغ من العمر 16 عامًا، عندما بدأت ممارسة الجنس مع معلمها البالغ من العمر 30 عامًا، وبعد مرور عام، اكتشفت أنها حامل.
ولاحقًا، نفى المدرس أنه قام علاقة مع طالبته عندما حاول والدها أن يجعله يعترف بحملها ويتزوجها، وتعيش "فانتا" في منطقة سيدهيو في جنوب السنغال، وهى منطقة ترتفع فيها معدلات حمل المراهقات، لكنها تخلت عن تعليمها مع تقدم الحمل.
وذكرت المنظمة، في تقريرها، أن "فانتا" هي واحدة من عشرات الفتيات اللواتي أخبرن منظمة حقوق الإنسان أنهن يجبرن على ممارسة الجنس مع مدرسيهن في المدارس الثانوية في السنغال.
وقالت "فانتا" لـ"هيومن رايتس ووتش": "شعرت بالإهانة أمام زملائي".
وفي تقرير جديد للمنظمة بعنوان "ليس طبيعيًا: الاستغلال الجنسي والمضايقات والإساءة للفتيات في المدارس الثانوية في السنغال"، قال عدة طالبات -بعضهن لا يتجاوزن السادسة عشرة من العمر- إن معلميهن قد أغرهن على ممارسة الجنس مقابل الحصول على درجات أفضل وبعض المواد الغذائية والهواتف المحمولة وملابس جديدة.
وفي السياق، روت "آساتو" البالغة من العمر 16 عامًا، والتي لم تذكر عليها اسمها الحقيقي للمنظمة، إن "معلمها قد أغراها للذهاب إلى منزله، ثم هدد بخفض درجاتها عندما رفضت إقامة علاقة معه".
وتابعت: "في أحد الأيام، طلب مني أن أذهب إلى منزله. عندما ذهبت إلى منزله، عرض عليه أن يعطيني المال والغذاء، لكني قلت له "لا"، لقد أصبح مقرفًا، وقال إنه لن يعطيني درجات جيدة".
ومن جهتها، أوضحت منظمة "المناصرة" أن الطلاب الذين حملوا من قبل معلميهم اضطررن للتخلي عن المدرسة، بينما قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها إن العنف الجنسي في المدارس مشكلة خطيرة في السنغال.
في المقابل، أرادت "CNN " التواصل مع بعض المسئولين في وزارة التعليم في السنغال لكنها لم تتلق ردًا بعد.
الإصلاحات الحكومية
وبدورها، نفذت الحكومة السنغالية سياسات تهدف إلى حماية الأطفال من العديد من أشكال العنف في البلاد، وفي عام 2013، اعتمدت الحكومة إستراتيجية واسعة لحماية الأطفال لمعالجة حالات الإساءة والاستغلال.
إذ يواجه المعلم عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات إذا ثبت إدانته بعلاقات جنسية مع طالبة، وفقًا لقانون البلاد، كما أن الحكومة تعمل مع المنظمات غير الحكومية الدولية بشأن برامج لمنع حالات الحمل في سن المراهقة وغيرها من أشكال الإساءة في مدارسها الثانوية.
لكن العنف الجنسي لا يزال شائعاً في المدارس الثانوية في السنغال رغم القوانين التي تمنعه، ووجدت الخطة الدولية في تقرير عام 2013 أن 11% من الأطفال في السنغال قد عينوا مدرسًا باعتباره مسئولاً عن حملهن.
وقال الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إلين مارتينيز، لـ"CNN " إنه في الوقت الذي قامت فيه الحكومة بمقاضاة قضايا التحرش الجنسي التي يرتكبها المدرسون، فإن الأغلبية لم تخضع للمساءلة.
مزيد من التفاصيل