شدد الفنان والمقاول المصري محمد علي على أنه لن يتوقف عن الحديث ونشر الفيديوهات "التي تكشف أوجه الفساد داخل مؤسسات الدولة المصرية، إلى حين إزاحة الرئيس عبد الفتاح السيسي من الحكم"، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه يعمل بشكل مستقل تماماً، من دون أن يتلقى دعماً شخصياً أو تنظيمياً.
وقال علي، الذي أشعل موجة احتجاجات شعبية ضد السيسي، في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، الثلاثاء، إنه لا ينتمي إلى أي جماعة معارضة أو فصيل منشق، لكنه يحظى بدعم في أوساط ضباط الجيش الأصغر رتبة، مؤكداً صحة اتهامات الفساد التي وجهها للسيسي، ولقيادات نافذة في نظامه.
وأضاف علي: "لو كانت هناك مجموعات ورائي لكانت ساعدتني، بدلاً من الجلوس بمفردي في مكان سري بإسبانيا، حيث هربت مع عائلتي"، مشيرا إلى أنه لم تظهر أي جماعة لقيادة الاحتجاجات ضد السيسي أخيراً، بخلاف الفترة المضطربة بين ثورة 2011 وانقلاب 2013، حين تنافست المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان على السلطة.
وتابع: "منذ أن ظهرت في الفيديو الأول، والحكومة المصرية تحاول استقطابي من خلال سفارتها في مدريد"، مستطرداً "أخبروني بأن المسؤولين غضبوا مما حدث لي، وقالوا لي أنت رجل محترم، وابن عزيز علينا، لذا تعال إلى السفارة، ودعنا نجلس معاً، ولكنني رفضت".
وزاد: "تلقيت كمية من التهديدات لا تصدق، إذ يقولون لي نحن نعرف أين أنت، وسوف نجدك يوماً ما، ومع ذلك لا أعتقد أن هذا سيحدث لي"، لافتاً إلى أنه سافر من مصر بعدما رفض المسؤولون في الجيش مراراً دفع رواتب شركته مقابل العمل الذي أنجزته، مع العلم أن هذه الأموال ظهرت فجأة كإغراء لإعادته إلى مصر.
واستكمل حديثه: "قالوا لي إنهم سيعطونني أموالي وأكثر، ومحاولات تكميم صوتي لم تقتصر على الرشوة، لأنني أعيش تحت التهديد الدائم بالاغتيال"، مردفاً "يمكن لأي شخص استئجار عصابة لقتلي، وكنت أعرف أنني أعرض حياتي للخطر مع أول مقطع فيديو نشرته على منصات التواصل الاجتماعي".
وكشف علي عن تعاطف صغار الضباط في الجيش المصري معه، قائلاً "هؤلاء الضباط لا يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار، ولا يستطيعون حل الوضع القائم، ولكنهم يتضامنون معي، وأعربوا لي عن استيائهم من إدارة السيسي للبلاد. وأنا لا أحظى بدعم كبير داخل أجهزة الأمن في مصر"، على حد تعبيره.
وقال: "الضباط الصغار لا يستطيعون التحدث لأنهم سيرسلون إلى محكمة عسكرية، ولم يتحدث أحد معي من قيادات الجيش المصري"، مواصلاً "المتعاطفون معي في القوات المسلحة أشادوا بي بعد نشر أول فيديو ينتقد السيسي، غير أنهم اختفوا جميعاً بعد تنفيذ عمليات اعتقال واسعة".
وأضاف: "عندما كنت في مصر، كان الضباط الصغار يتمنون اختفاء السيسي من الحكم، ولكنهم اعتادوا الشكوى مع مرور الوقت، وسفري إلى إسبانيا"، منبهاً إلى أنه يواجه صعوبات مالية بالغة إثر حجب السلطات المصرية الأموال المستحقة له.
وأوضح علي أنه من بين المشاريع العقارية التي عمل عليها "مبنى متعدد الطوابق تستخدمه المخابرات العامة لإيواء جيش إلكتروني لدعم السيسي"، مبيناً أن مهمة هذا الجيش هي مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال عمل المئات من الموظفين في المبنى، غالبيتهم من المدنيين.
وقال علي: "لم أكن على علم بأن الفساد متفش داخل المؤسسة العسكرية في السنوات الأولى من عملي، لأنها كانت تتمتع بسمعة ممتازة بين المصريين، وينظر إليها كنموذج للكرامة وحسن الخلق"، مضيفاً "عندما بدأت العمل اكتشفت الفساد تدريجياً، لكن الأمر استغرق سنوات حتى يمكن الإعلان عن هذا الفساد".
وتعد هذه المقابلة الصحافية هي الأولى مع علي، الذي شجع المصريين على التظاهر ضد السيسي في العديد من مقاطع الفيديو، في الوقت الذي أفاد فيه موقع "ميدل إيست آي" بأنه سيكشف عن محتويات المقابلة كاملة خلال الأيام المقبلة.
مزيد من التفاصيل