علا الشافعى تكتب.. إرهاب أبو إسماعيل وتجبر الشاطر
الأربعاء، 18 أبريل 2012 - 16:08
علا الشافعى
ما الذى تبقى لمصر والمصريين، سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا صباحا ومساء بعد أن بتنا نستيقظ كل يوم على مشاهد إرهاب أنصار أبو إسماعيل لمن يخالفهم أو يعتقدون أنه يقف بين الشيخ وكرسى الرئاسة؟
ولا أفهم كيف يكون هناك متحدثون فى الإعلام يتكلمون ليلا ونهارا عن هيبة القانون، ودولة المؤسسات، رغم أنه جاء اليوم الذى يضطر فيه قاضى _من المفترض أن وظيفته هى تطبيق العدالة_ إلى الهروب من الأبواب الخلفية، خوفا على حياته من حصار أنصار الشيخ، وتصريحات المهندس خيرت الشاطر النارية، فالاثنان والحمد لله لم يتوقفا عن إطلاق التهديدات ليل نهار، الشيخ يطالب أنصاره بنصب الخيام حول لجنة انتخابات الرئاسة، وعندما يهمون بالرحيل بعد ساعات طويلة من الهتاف مرددين "يا مشير اتلم اتلم هنخليها دم فى دم" يأتيهم تليفون من الشيخ بضرورة مواصلة الاعتصام والبقاء أمام اللجنة، لحين فصل اللجنة فى تظلم الشيخ؟
ولا أعرف كيف لرجل كان يجلس فى المساجد، يخطب فى الناس طويلا ويحدثهم عن السماحة فى الإسلام وخلق المسلم، وأخلاق الرسول والصحابة، ويعلمهم قواعد الدين، أن يطالبهم ويحثهم ببذل الدم فى سبيل أن يجلس هو على قمة السلطة، كيف يجعلهم يهينون الدولة ومؤسساتها بهذا الشكل البغيض، ويجعلهم يرفعون راية العصيان فى وجه القانون رغم أنه واحد من رجالات القانون!
أحاول أن أتصور تفاصيل مشهد القضاة الذين يجلسون داخل لجنة الرئاسة، وهم يتداولون حول التظلمات، يتناقشون فيما بينهم بجدية شديدة، وكل واحد منهم يسوق حججه القانونية ما بين مؤيد ومعارض لموقف "فلان أو علان من المرشحين المستبعدين وفجأة يعلو صوت أنصار الشيخ، بالهتاف ضد اللجنة، وضد المشير وكل هيئات ومؤسسات الدولة.
أعتقد أنه من الطبيعى أن الصمت سيسود للحظات وأن القضاة المحترمين والمبجلين سيتبادلون النظرات لبعض الوقت، ويحاول كل منهم أن يبدو أكثر صرامة ورباطة جأش أمام سيل التهديدات الذى بات يحاصرهم من أنصار الشيخ، أو تصريحات المهندس خيرت الشاطر التى تملأ وسائل الإعلام، ويطلقها فى كافة المؤتمرات الشعبية التى يعقدها.. وأتساءل كيف يعمل هؤلاء القضاة أمام كل هذه الضغوط، وهل بات علينا أن نتوقع الأسوأ كل صباح.
لماذا لا يفكر الشيخ وأنصاره فى البناء، لماذا لم يجمع الشيخ أنصاره، فى المسجد ويحدثهم عن أن مصر تمر بمرحلة حرجة فى تاريخها، وأنه سيتنازل طواعية، وسيقوم معهم بمحاولة تطبيق بعضٍ من برنامجه الفضفاض لصالح مصر، لأن الإسلام يحث على البناء وليس الهدم وإراقة الدم فى سبيل شخص، لماذا لم نعد نرى من الشيخ سوى أطماعه وخوفه على صورته رغم أن الزهد من صفات الشيوخ.
ولماذا لم يعلنها الشاطر صاحب مشروع النهضة ويوسف مصر _ كما أطلقوا عليه_ أنه سيجلس مع ممثلى حزبه والحكومة ليحدثهم فى أولى خطوات مشروعه التنموى ليتم تطبيق بعضا منه لتبدأ مصر فى التعافى بغض النظر عن كرسى الرئاسة، إذا كان هدفهم الحقيقى كما يروجون هو حماية الثورة، والحفاظ على مصر.. والذى يبدو أنه ضجيج بلا طحن.
ورغم أن ما أقوله أقرب لروح الإسلام الذين يتشدقون به ويتحدثون عن حمايته ليل نهار، ويبدو أن تساؤلاتى هذه تحمل قدرا من البراءة والرومانسية يحاكى أحلام المدينة الفاضلة، فالمهندس والشيخ لا يعملان إلا لطموحهما الشخصى ولا يعنيهما سوى الصعود، سواء على جثث الأشخاص أو الأوطان
د. يحي الشاعر