(4) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل - منتديات المطاريد
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) "الزخرف"

منتديات المطاريد | الهجرة الى كندا | الهجرة الى استراليا

 


DeenOnDemand


BBC NEWS

    آخر 10 مشاركات

    Arabic Discussion Forum with a Special Interest in Travel and Immigration

    Immigration to Canada, Australia, and New Zealand

    Egypt and Middle East Politics, History and Economy

    Jobs in Saudi Arabia, USA, Canada, Australia, and New Zealand

    العودة   منتديات المطاريد > تاريخ مصر والعالم > تاريخ مصر > تاريخ مصر الحديث > إتفاقية كامب ديفيد

    إتفاقية كامب ديفيد ما لها وما عليها

    إتفاقية كامب ديفيد

    (4) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل


    الهجرة إلى كندا والولايات المتحدة واستراليا

    مواقع هامة وإعلانات نصية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 15th April 2010, 09:12 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 1
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي (4) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل

    أنا : د. يحي الشاعر




    ( 4 )
    حول اتفاقية سيناء
    بقلم محمد حسنين هيكل






    ويكتمل موضوع محمد حسنين هيكل في مقالاته المتعددة في صحف عربية عن الإتفاقية ونقده لها، وهو للأسف ما لم يتاح لنا قرائتهم في مصر في ذ لك الوقت ، بنشره الجزء الرابع يوم 19/10/1975

    ،،
    نظرا لأهمية سطور محمد حسنين هيكل وما يتطرق إليه ، تبقي أيضا سطوري التالية كمقدمة لموضوع نشر سطور ومقال محمد حسنين هيكل

    حقا ، أصبح موضوع إتفاقية "كامب ديفيد" ... و ما نقرأه من تخطيط أمريكي لها .... وما نقرأه عن أنفاق "التهريب" التي تصعقنا مشاهدة صور تطوراهم ، بشكل يؤكد وجود منظمة تدعيمية ، سواء قومية فلسطينية ، أو "إسرائيلية" مدعمة من الموساد وإسرائيل ، من أجل تحقيق الخطة الصهيونية بالسيطرة والإستيلاء علي سيناء .... توسيعا لأرض إسرائيل ..... وهو ما تؤكده الأخبار عن إكتشاف بيع مساحة كبيرة بقاس بـــ "كيلومترات مربعة" لعدد من الأجانب ... يختفي ورائهم منظمات "إسرائيلية" .... بل بيع مئات من الوحدات السكنية لعدد منهم ، بحجة "إتفاقية السلام"

    نعاصر اليوم ، إغتصاب الأرض المصرية ... أمام أعيننا .... وللأسف المحزن ، أن عدد من المصريين ينتموا إلي طبقات "مهنية" مختلفة ، تساعد علي ذذلك ، بتزوير وثائق ، ولف ودوران حول القانون ....

    لم يصبح الأمر ... تبديد التراث القومي ، والثروة البترولية القومية والغاز الطبيعي المصري ، بتصديره وبيعه بأدني الاسعار لإسرائيل ، وإستيرادنا لما يحتاجه الشعب المصري نفسه ، بأسعار عالمية غالية ، تكلف خزانتنا الكثير ....

    فلا عجب علي ذلك ... ففي النهاية ... حساب العمولة ... للغاز والبترول المصدر ... وعمولة إستيراد غاز وبترول من الخارج من أجل "السوق المصري المحلي" .... ولا يهمهم سوي الربح الفاحش

    سأضع في نهاية الموضوع ، الروابط للمواضيع التي تتعلق بما أنوه به ، حتي يمكن للقاريء والباحث ، الرجوع إليهم

    في الواقع ، أردت أن أنشر سطور ومقال محمد حسنين هيكل عن الإتفاقية وما يتطرق إليه ، ونشره يوم 19/10/1975 في مقالاته المتعددة في صحف عربية ، لم يتاح لنا قرائتهم في مصر في لك الوقت ........

    "بــصـــراحة" مقالات كانت وستبقي ، تدوينأسرار وملابسات وتعليقات عن حقبة هامة من تاريخنا القومي


    إســـــــلـــمي يــــــامــصـــــــر


    د. يحي الشاعر

     

    الموضوع الأصلي : (4) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل     -||-     المصدر : منتديات المطاريد     -||-     الكاتب : د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس


    Latest Threads By This Member
    Thread Forum Last Poster Replies Views Last Post
    بالأرقام.. هذا ما خلفته ستة أشهر من الحرب على غزة غزة العزة د. يحي الشاعر 0 668 6th April 2024 09:41 AM
    فيديو عن ناتنياهو يستحق ألتمعن غزة العزة د. يحي الشاعر 1 2098 9th March 2024 11:11 AM
    حرب الاستنزاف .. ارقام وحقائق حرب الإستنزاف 1956-1970 د. يحي الشاعر 1 1097 25th February 2024 01:03 PM
    ستبقي غــزة حـــرة إن شــاء ألله غزة العزة د. يحي الشاعر 1 520 7th February 2024 06:27 AM
    من هم المسؤولون عن "ملفات حرب غزة" في إدارة... غزة العزة د. يحي الشاعر 0 462 29th January 2024 01:31 PM

    قديم 15th April 2010, 09:14 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 2
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    ( 4 )
    حول اتفاقية سيناء
    بقلم محمد حسنين هيكل


    اقتباس
    (4) حول اتفاقية سيناء

    ربما أستطيع أن أتصور مقدماً - ومن الآن - صيغة السؤال الذى سيوجه إلى فى أعقاب هذا الحديث:

    سؤال مؤاده:"من الذى قال لك أن خيار الحرب ليس مطروحاً فى المستقبل القريب، بل من الذى قال ذلك على الإطلاق لك أو لغيرك؟".

    وردى عليه مقدماً - أيضاً - " إن أحداً لم يقلها لى، وأتمنى أن لا أسمعها، وأدعو الله أن أسمع عكسها، فأجد صوتاً مفعماً بقوة التصديق يقول: بل خيار مطروح ومطروح ومطروح، لأن الاستعداد للحرب نصف الطريق إلى هدف السلام".

    وإذا كان أحد لم يقل لى أن خيار الحرب لم يعد مطروحاً فى المستقبل القريب، وإذا كان أحد لم يقلها إطلاقاً، فما الذى يجعلنى أشعر أن قناعة من هذا النوع هى الآن ضمن القناعات الطائرة فى الأجواء العربية؟

    لا أعرف!

    إحساس غامض... أو هى خشية ربما.

    ولعلى أعترف أن ما أراه أمامى على الناحية الأخرى من الخطوط يثير لدى الكثير من دواعى القلق:

    - مثلاً، هل إسرائيل تريد السلام؟ وأى سلام؟ وكيف والأراضى العربية محتلة، والنوايا بشأن هذه الأراضى مائعة فى القليل، قاطعة فى الكثير بما لا يبعث على الاطمئنان.

    لا أحد يعرف خريطة إسرائيل كما تتصورها لنفسها.

    بل إن أحداً لا يعرف خريطة إسرائيل كما تتصورها الولايات المتحدة التى تتصدر الآن - وتنفرد - بمحاولات الحل.

    وإذا كان الأمر على هذا النحو بالنسبة للأراضى المحتلة من مصر وسوريا، فكيف بالضفة الغربية والقدس وغزة؟

    وبعد ذلك فما هو العمل فى مشكلة أخرى لا أرى السلام فى الشرق الأوسط ممكناً دون حل لها، أقصد اتصال مصر المفتوح بالمشرق. وهى قضية أصبحت بمتطلبات الوحدة العربية أكبر بكثير من مجرد اتصال بالمشرق إذ كيف يمكن لأمة عربية نصفها فى آسيا ونصفها فى أفريقيا أن تسمح بجدار يقوم سداً فى وسطها يقطع ويحجز تماماً ما بين النصفين.

    ويقول بعض المتفائلين من الإسرائيليين - كما نسمع نقلاً عنهم أن الحل يكون عن طريق حدود إسرائيلية مفتوحة، ولست أتصور كيف يمكن أن يحدث ذلك، بل ولا أتصور أن إسرائيل نفسها تستطيع احتمال عواقبه، لأن حدودها المغلقة - على فرض أننا عرفنا لها حدوداً واعترفنا بها - هى الضمان للحفاظ على تميزها اليهودى، وإلا ذابت الدولة الصهيونية فى البحر العربى الواسع، واختفت كجزيرة ركبتها أمواج المحيط!

    وهذا أكبر الأخطار عليهم، كما يقولون!

    - وإذا كانت إسرائيل تريد السلام فلماذا تبيع - وهذا ما تفعله - كل قطعة أرض تتخلى عنها بصفقة سلاح لا أول لها ولا آخر.

    فى اتفاق فصل القوات الأول مع بداية سنة 1974 باعت إسرائيل قطعة من الأرض كانت محاصرة فيها - وهى منطقة الثغرة - بصفقة سلاح قيمتها ألفان وثلاثمائة مليون دولار، وهذه الصفقة - بشهادة الخبراء الأمريكيين أنفسهم - جعلت إسرائيل فى وضع عسكرى أفضل من الذى كان لها قبل أكتوبر سنة 1973.

    وفى اتفاق فصل القوات الثانى فى صيف سنة 1975 باعت إسرائيل بضعة كيلومترات فى الصحراء تخلت عنها بصفقة سلاح قيمتها ثلاثة آلاف مليون دولار.

    فإذا أخذنا فى الاعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هى مصدر السلاح الأساسى لإسرائيل ولكنها ليست المصدر الوحيد له... وإذا تذكرنا أن إسرائيل نفسها تنتج وتصدر السلاح، وإذا تذكرنا أن إسرائيل لديها يقيناً إمكانية نووية - إذن فما هو معنى ذلك؟

    لا أظن أن الترسانة المعبأة بسلاح الدمار هى العش الملائم لتفريخ حمائم السلام.
    - ومن ناحية أخرى فهل إسرائيل نفسياً مستعدة للسلام؟

    إن القلق الذى يساور إسرائيل اليوم من التحدى العربى الناجح لنظرية الأمن الإسرائيلية فى أكتوبر 1973 عامل بالغ الخطورة، ولا نملك التقليل من أثره على العقل والوجدان والإحساس بالأمن فى إسرائيل.

    وقبل عدة أسابيع فى القدس، وفى فندق الملك داود، وأثناء زيارة من زيارات هنرى كيسنجر وهو يمارس دبلوماسية "المكوك" - كما يسمونها - وقف الجنرال شارون وسط جماعة من الصحفيين يسألونه وهو يجيب، وكان بين ما قاله:

    - إننى أعرف ماذا يفعلون ولا أهتم به.

    أعرف شيئاً واحداً.

    أعرف أن هناك مهمة كان يجب أن يقوم بها الجيش الإسرائيلى فى أكتوبر سنة 1973، وهذه المهمة توقفت قبل أن تصل إلى نهايتها، وإذا ألححتم على السؤال عن المستقبل وعن السلام، فإنى أقول إنه ليس هناك فى المستقبل سلام ما لم نتمكن من إنهاء هذه المهمة".

    والكلام واضح فى مراميه، وأخطر ما فيه أنه تعبير عن فكر المؤسسة العسكرية فى إسرائيل كلها.

    ذلك أراه يجرى أمامنا على الناحية الأخرى من الخطوط - فما هى الصورة المقابلة عندنا.

    أعترف بمنتهى الأمانة أننى بعيد عن تفاصيل الصورة، ومن هنا فإنه ليس لدى هنا ما أطرحه غير مجموعة من التساؤلات يطرحها أى إنسان يتابع ما يجرى من بعيد، ويعتمد على المصادر المفتوحة والمتاحة للكافة، لأنه لا يملك غيرها.

    ولهذا فإننى أسأل ولا أجيب، بل أسأل ولا أنتظر جواباً، وسأكون قانعاً - بل وراضياً - إذا شعرت أن هناك من يملكون الجواب.

    ... أتساءل:
    هل ما زالت المفاجأة ممكنة؟

    لقد كانت المفاجأة من أعظم إنجازات القيادة العربية فى حرب أكتوبر، وكانت هى المدخل إلى كل ما تحقق فيها من الانتصارات، خصوصاً فى مرحلتها الافتتاحية الهائلة والعظيمة.

    وكانت مواقع تمركز القوات العربية على مرمى حجر من مواقع قوات العدو عاملاً مكن من هذه المفاجأة، إلى جانب الفشل المروع للعدو فى استقراء النوايا العربية، رغم أن الشواهد أمامه كانت كثيرة.

    والآن والمسافة العازلة بين القوات واسعة...

    والآن والخطوط ملأى بمراكز إنذار مبكر فيها أمريكيون...

    الآن ما هو الوضع؟

    قد يقال:

    - إن لدينا نحن الآخرين مراكز إنذار مبكر... إذا كانت مراكزهم ترى تحركاتنا إلى عمق القاهرة، فإننا نستطيع أن نرى تحركاتهم على الأقل إلى خط الحدود الدولية عند طرف سيناء".

    وهذا صحيح.

    ولكن هناك مشكلتان:

    ... الأولى أن مراكز الإنذار المبكر عندنا فيها هى الأخرى خبراء أمريكيون متطوعون من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن هيئة المخابرات القومية الأمريكية.

    ... والثانية: أنه إذا حانت الساعة المناسبة ولم تنسحب إسرائيل فسيكون علينا نحن أن نبدأ الهجوم، لأن إسرائيل، خصوصاً على الجبهة المصرية، لن تهاجم إلا إذا بادأناها نحن بالهجوم.

    بقاؤها حيث هى يلائمها، ولكنه لا يلائمنا.

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 15th April 2010, 09:19 AM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 3
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر





    ( 4 )
    حول اتفاقية سيناء
    بقلم محمد حسنين هيكل



    اقتباس
    (4) حول اتفاقية سيناء

    وإذن ففى لعبة الشطرنج المخيفة على أرض ميدان القتال ستكون الحركة الأولى المقبلة من نصيبنا.

    ... وأتساءل:

    - هل ما زال العمل العسكرى المنسق من جبهتين عربيتين أو أكثر احتمالاً قائماً؟

    لقد كان التنسيق على الجبهتين المصرية والسورية أساس وعماد خطة بدر، وأبرز العوامل التى ساهمت فى تحقيق ما تحقق من نجاح.

    فما هو الحال اليوم... ونحن نرى ما نرى؟!

    إذا تذكرنا أن استراتيجية إسرائيل، واستراتيجية أى محارب، هى التركيز على جبهة واحدة وتجنب الحرب على جبهتين... إذن فإن الوضع الحالى كما يبدو من ظواهر العلاقات السياسية بين القاهرة ودمشق، فضلاً عن عمان، وفضلاً عن المقاومة الفلسطينية المحصورة فى لبنان يثير - وله أن يثير - أسباباً كثيرة القلق...

    ... وأتساءل:

    - ومصادر السلاح؟

    وأعرف - وأرجو أن أكون مخطئاً - أن السلاح الحديث ليس باقات ورد متنوعة الأشكال والألوان على طريقة من كل بستان زهرة - وإنما السلاح الحديث نظم دفاعية كاملة ومتناسقة.

    وهناك من يقولون أن تنويع مصادر السلاح يمكن - إذا أدير بالعلم - أن يخلق أجهزة دفاعية كاملة ومتناسقة دون الاعتماد على مصدر واحد.

    ولكن هناك نقطة أريد أن أثيرها فى هذا الصدد، أعرضها كما يلى:

    إن حرب أكتوبر - وهى أول حرب إليكترونية فى التاريخ - كشفت ظاهرة خطيرة فى الحرب الحديثة، وهى سرعة الاستهلاك المخيف للمعدات والذخائر.

    كانت خسائر الأطراف المقاتلة كلها فى الدبابات على سبيل المثال حوالى ثلاث آلاف دبابة فى خمسة عشر يوماً أى بمعدل مائتى دبابة كل يوم!

    وهذا الرقم مروع، فهو يعادل إنتاج دولة مثل فرنسا من الدبابات فى عشرة أعوام.

    وكانت الولايات المتحدة ذاتها قبل حرب أكتوبر تنتج ثلاثمائة وخمسين دبابة فى السنة، ولكنها بعد أكتوبر تنبهت وضاعفت تقريباً إنتاجها من الدبابات.

    ونستخلص من ذلك أن الأطراف المتحاربة فى الشرق الأوسط - إذا تجدد القتال، وسوف تكون ضراوته أشد من أكتوبر - سوف تجد نفسها فى حاجة إلى مدد من الخارج بأسرع ما يمكن - وتحت ظروف استمرار القتال.

    وهذا حدث فعلاً فى حرب أكتوبر: فمدت الولايات المتحدة الأمريكية جسراً جوياً وبحرياً إلى إسرائيل، ومد الاتحاد السوفيتى جسراً جوياً إلى مصر وسوريا.

    واحتمال تكرار مثل هذا الوضع ما زال قائماً فى أى حرب مقبلة فى الشرق الأوسط مهما كان حجم تكديس العتاد لدى الأطراف المتحاربة قبل بدء المعارك.

    ومن الواضح أن هناك قوتين وحيدتين فى العالم كله تملكان:

    - أولاً: حجم الإمداد المطلوب.

    - ثانياً: وسائل إيصاله إلى قرب ميادين القتال.

    - ثالثاً: الجرأة على قبول المخاطرة فى مثل هذه الظروف.

    ومن المؤكد فى حالة نشوب حرب وظهور الحاجة إلى مدد بالجسور فى الأجواء أو فى البحار أن الولايات المتحدة سوف تفتح الجسور إلى إسرائيل، ويلفت النظر فى أزمة البرتغال مثلاً أن قلق الولايات المتحدة على قواعدها فى جزر الآزور - ونقطة الارتكاز فى جسرها الجوى إلى إسرائيل خلال حرب أكتوبر - كان نابعاً مباشرة من احتمال أن لا تكون هذه القواعد مفتوحة لأداء نفس الدور إذا اندلع لهيب الحرب فى الشرق الأوسط - واحتاجت إسرائيل للجسور - وكان فى لشبونة نظام أقل ولاءً لأمريكا من نظام "الدكتور كايتانو" دكتاتور البرتغال الذى سقط فى ربيع لشبونة الشهير!

    ذلك قلق جرى التعبير عنه فعلاً خلال أزمة البرتغال... وجرى التعبير عنه بصراحة مذهلة على مسمع من العرب، وكانوا بلا شك بين السامعين!

    وإذا كانت الولايات المتحدة سوف تمد الجسور إلى إسرائيل - فماذا عن العرب، وهل يقدم الاتحاد السوفيتى على تكرار ما فعله فى أكتوبر وجو العلاقات بينه وبين العرب على ما هو عليه الآن؟
    سؤال كبير...

    ... وأتساءل:

    - ومناخ القتال؟

    إن الحرب - كل حرب - لابد لها من مناخ مضبوط على درجة حرارتها، والشعور الذى يحس به أى مراقب للأجواء العربية أن آفاقها مشحونة بالعصبية أكثر مما هى مشحونة بالطاقة.

    وأفرغ من هذه التساؤلات كلها، وأتذكر حواراً جرى أخيراً بينى وبين واحد من أبرز الأبطال فى أكتوبر.

    قال لى:

    - كيف ترى المرحلة الحالية؟

    قلت:

    - إذا أردت رأيى بأمانة، فلست أراها مرحلة التسوية بعد، وإنما أراها فرصة لالتقاط الأنفاس، فترة من الزمان تريدها أطراف متعددة لإعادة تقدير مواقفها بعد مفاجآت أكتوبر، ثم تقرر لنفسها خطاها القادمة.

    إن حرب أكتوبر كانت حافلة بالمفاجآت غير المتوقعة، والاحتمالات الطارئة:

    - كان نشوب الحرب بهجوم عربى منسق مفاجأة فى حد ذاته.

    - وكانت هذه حرب الصواريخ.

    - ثم إنها كانت أول تجربة للسلاح فى ظل الوفاق.

    وأخيراً أطل البترول.

    وقد توقف القتال والنتائج كلها فى فترة الغسق بعد النور وقبل الإظلام.

    وكانت كل الأطراف مشدودة ومأخوذة على الآخر.

    الأطراف المتحاربة قرب النفس الأخير.

    والقوتان الأعظم على حافة الخطر أو بقربها.

    والعالم كله ممسك بأنفاسه متوتر ومأخوذ.

    كان الجميع فى حاجة إلى فرصة لالتقاط الأنفاس، وقد حصلوا عليها، والمشكلة التى يجب أن نتوقف عندها هى:

    - ثم ماذا بعد...؟ وماذا تصنع الأطراف بفسحة الوقت المتاحة لها؟

    وأخيراً فلعلى أقول فى السطور الأخيرة من هذا الحديث أنه ليس سهلاً بالنسبة لأى إنسان أن يتكلم ببساطة عن خيار الحرب - كواحد من بدائل العمل السياسى الشامل - خصوصاً إذا كان يعرف شيئاً عن معنى الحرب.

    ولقد عشت تجربة الحرب كمراسل صحفى فى عدد من ميادينها الشهيرة، بادئاً بالعلمين فالحرب الأهلية فى اليونان، فحرب فلسطين، فحرب كوريا، فحرب الهند الصينية الأولى.

    أردت أن أقول أننى أعرف ما هى الحرب، ولهذا فلست داعية حرب، ولست يقيناً بين الصقور، ولكنى بأمانة لا أرى الحمائم البيضاء ترفرف بالسلام على آفاق الشرق الأوسط.
    وبى خشية عبرت عنها من إحساس بوجود قناعة طائرة فى أجوائنا بأن الحرب ليست خياراً مطروحاً فى المستقبل القريب على الأقل!

    ولكن لدى ثقة بالقيادات والجماهير والرجال الذين صنعوا مجد أكتوبر فأثبتوا أن السلام ممكن، ولكن فى حماية القوة وفى ظل إرادة القتال...


    إســـــــلـــمي يــــــامــصـــــــر


    د. يحي الشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    قديم 30th March 2019, 04:12 PM د. يحي الشاعر غير متواجد حالياً
      رقم المشاركة : 4
    د. يحي الشاعر
    شاهد على العصر
     






    د. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond reputeد. يحي الشاعر has a reputation beyond repute

    افتراضي

    أنا : د. يحي الشاعر




    اقتباس

    حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل
    ( 1)

    https://************.square7.ch/misc...-trc-73-1.html

    حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل
    ( 2)

    https://************.square7.ch/misc...-trc-73-2.html

    حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل
    ( 3)

    https://************.square7.ch/misc...-trc-73-3.html

    حول اتفاقية سيناء بقلم محمد حسنين هيكل
    ( 4)

    https://************.square7.ch/misc...-trc-73-4.html



    ................."




    د. يحي ألشاعر

     

     


     
    رد مع اقتباس

    إضافة رد

    مواقع النشر (المفضلة)

    الكلمات الدلالية (Tags)
    محمد, اتفاقية, بقلم, حسنين هيكل, سيناء

    (4) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل


    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    (1) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل د. يحي الشاعر إتفاقية كامب ديفيد 4 30th March 2019 04:16 PM
    (2) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل د. يحي الشاعر إتفاقية كامب ديفيد 4 30th March 2019 04:15 PM
    (3) حول اتفاقية سيناء ، بقلم محمد حسنين هيكل د. يحي الشاعر إتفاقية كامب ديفيد 4 30th March 2019 04:14 PM
    إسرائيل فى إفريقيا .... بصراحة بقلم محمد حسنين هيكل د. يحي الشاعر شهود على العصر 5 31st May 2013 07:30 PM
    تحمبل كتاب الأنفجار .1967 بقلم محمد حسنين هيكل د. يحي الشاعر حرب الإستنزاف 1956-1970 0 18th August 2008 08:29 AM

    Currency Calculator
    Your Information
    RSS RSS 2.0 XML MAP HTML


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    .Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
    (جميع الأراء والمواضيع المنشورة تعبِّر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة عن رأي إدارة منتديات المطاريد)
    SSL Certificate   DMCA.com Protection Status   Copyright  


    تنبيه هام

     يمنع منعاً باتاً نشر أى موضوعات أو مشاركات على صفحات منتديات المطاريد تحتوى على إنتهاك لحقوق الملكية الفكرية للآخرين أو نشر برامج محمية بحكم القانون ونرجو من الجميع التواصل مع إدارة المنتدى للتبليغ عن تلك الموضوعات والمشاركات إن وجدت من خلال البريد الالكترونى التالى [email protected] وسوف يتم حذف الموضوعات والمشاركات المخالفة تباعاً.

      كذلك تحذر إدارة المنتدى من أى تعاقدات مالية أو تجارية تتم بين الأعضاء وتخلى مسؤوليتها بالكامل من أى عواقب قد تنجم عنها وتنبه إلى عدم جواز نشر أى مواد تتضمن إعلانات تجارية أو الترويج لمواقع عربية أو أجنبية بدون الحصول على إذن مسبق من إدارة المنتدى كما ورد بقواعد المشاركة.

     إن مشرفي وإداريي منتديات المطاريد بالرغم من محاولتهم المستمرة منع جميع المخالفات إلا أنه ليس بوسعهم إستعراض جميع المشاركات المدرجة ولا يتحمل المنتدى أي مسؤولية قانونية عن محتوى تلك المشاركات وإن وجدت اى مخالفات يُرجى التواصل مع ادارة الموقع لإتخاذ اللازم إما بالتبليغ عن مشاركة مخالفة أو بالتراسل مع الإدارة عن طريق البريد الالكترونى التالى [email protected]