رحب المستشار الإعلاميلحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، بدعوة أستاذ العلوم السياسية، حسننافعة، إلى بلورة خارطة طريق جديدة وصياغة حلول مرحلية للخروج من الأزمة الراهنةالتي تعيشها مصر، عبر حوار مجتمعي يضم القوى السياسية كافة بالداخل والخارج.
وقال "الشريف"– في تصريح خاص لـ "عربي21" - إن "الحوار المجتمعي، وترسيخ التعايشبين القوى السياسية والمجتمعية كافة، هو سبيلنا لحل الأزمة في مصر، لذلك يجب أننسارع الخطى لتفعيل الحوار في الداخل والخارج، وإعلاء مصلحة بلادنا ومجتمعاتنا قبلمصالحنا الشخصية والحزبية".
وشدّد على "ضرورةالحل السياسي العادل للأزمة المصرية، لأن الصراعات والحروب تنتهي بالحلول السياسيةالعادلة، مع ضرورة التفكير الجاد في مخرج من الأزمات التي تعيشها مصر مع عدم الحجرأو التسفيه أو التخوين على أفكار سياسية يطرحها البعض أيا كانت حتى لو كنا نختلفمعها، لأننا بحاجة ماسة للأفكار والمقترحات السياسية".
وأوضح أن "مثل تلكالأطروحات والأفكار والحلول السياسية هي التي يؤمن بها حزب البناء والتنمية، فقددعا لها منذ بداية الأزمة، وقد كنا وما نزال وسنظل ندعو لضرورة وجود حل سياسي عادلللأزمة، وليس إلى أي شيء آخر".
وطالب "الشريف"جميع القوى السياسية على اختلاف أطيافها بمراجعة مناهجها وسياستها وأفكارها، مشيراإلى أن "المراجعة ليست قاصرة على الإسلاميين وحدهم، بل لا بد للجميع أن يملكشجاعة الاعتراف بالخطأ، فجميع القوى وقعت في أخطاء والجميع مُطالب ببدء تصحيحالمسار في أسرع وقت".
ورفض المستشار الإعلاميلحزب البناء والتنمية فكرة حل جماعة الإخوان المسلمين، باعتبارها جماعة وطنية تمثلإحدى القوى الضامنة لأمن المجتمع واستقراره، مؤكدا أن "إخفاق الإخوان في الحكموارتكابها أخطاء سياسية لا يعني تدميرها وتمزيق أواصرها".
ورأى "الشريف"أن "تصحيح مسار جماعة الإخوان يكون بالمراجعة الفكرية والفقهية لمنهجهاوأفكارها، وإعادة هيكلة الجماعة، ومواكبة التطور السياسي والمجتمعي، وفصل ما هودعوي عما هو سياسي".
ووجه رسالة للداعين إلىحل الإخوان، قائلا: "لا تنسوا أن جماعة الإخوان حافظت على هوية الأمة، وتحطمتعلى أعتابها حملات التغريب، وواجهت بكل قوة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وسيرت أولجيش في مواجهة العصابات الصهيونية عام 1948، ولا تنسوا أن حركة حماس أحد روافدها،ولذا فسيكون أسعد الناس بحل الإخوان هم الصهاينة".
وأشار المستشار الإعلاميلحزب البناء والتنمية إلى أنه "من مصلحة الدولة المصرية أن تظل جماعة الإخوانمتماسكة موحدة وليست متفرقة متعددة، ليسهل التعامل والحوار معها، وهذا سيحدث طالالزمن أو قصر".
وأكد أن "جماعةالإخوان تعيش في محنة شديدة، وتواجه السجن والمطارة والتشريد وحرب عاتية بعد أنكانت حزبا حاكما، وهو ما يعني أنها تعيش حالة من عدم التوازن، مما يحتم على جميعالقوى الوطنية الأخذ بيديها إلى طريق المراجعة السياسية والفكرية، وأخذ خطوات للخلفلإعادة ترتيب أوراقها وتحديد أولوياتها في العمل".
وكان أستاذ العلوم السياسيةبجامعة القاهرة، حسن نافعة، قد دعا إلى بلّورة خارطة طريق جديدة وصياغة حلولمرحلية للخروج من الأزمة المصرية الحالية، وذلك ببحث أنسب السبل الكفيلة بدفع كلمن جماعة الإخوان والمؤسسة العسكرية للوصول إلى قناعة بعدم مشاركتهما في العملالسياسي، مع ضمان مشاركتهما بفاعلية في إحداث التحول الديمقراطي المطلوب.
وأكد نافعة، في مقابلةخاصة مع "عربي21"، أن "تفاصيل خارطة الطريق الجديدة المطلوبةلإخراج مصر من أزمتها الراهنة وما تتضمنه من حلول مرحلية، يتعين أن تنبع وتُصاغ عبرحوار مجتمعي واسع النطاق، يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية في الداخلوالخارج".
وأشار نافعة، الذي شغلسابقا منصب المنسق العام للحركة المصرية ضد التوريث، ثم منسق الجمعية الوطنيةللتغيير، التي ساهمت في التمهيد لثورة يناير وقادت الحراك الثوري حينها، إلى أنهفي حال وجدت دعوته قبولا عند مختلف فصائل المعارضة المصرية، وطُلب منه أن يقوم بأيدور يساعد على وضع خارطة الطريق الجديدة موضع التطبيق، فلن يتردد مطلقا.
وطالب القوى السياسيةالمختلفة بسرعة الدخول في "حوار جدي بعد مراجعات نقدية للأفكار والمواقفالسياسية السابقة في ضوء الخبرات المكتسبة منذ ثورة يناير"، لافتا إلى أن"العقبة الكأداء أمام المصالحة، تكمن في غياب إرادة المصالحة عند النظام، وحينتتوافر هذه الإرادة سيكون بوسع النظام حينئذ أن يمهد لمصالحة مجتمعية حقيقة".
وأشار نافعة إلى أن"الأوضاع الإقليمية والدولية المعقدة لا تساعد على إحداث تغيير للنظام فيمصر، إلا في حالة واحدة، وهي توحد كل فصائل المعارضة إلى الدرجة التي تمكنها منتحدي النظام وتشكيل بديل له، يمكن الاعتماد عليه داخليا وخارجيا".
مزيد من التفاصيل