الكتاب
41550السنة 124-العدد2000سبتمبر911 من جمادى الأخرة 1421 هـ
السبت
صباح السبت
خرافة قتل عبد الناصر بالتدليك!
بقلم : عادل حمودة
الرواية شهيرة جدا.. سأل رئيس وزراء الصين الأسبق والأشهر شواين لاي أول وفد مصري يزور بكين بعد وفاة جمال عبد الناصر: لماذا مات جمال عبد الناصر... وفوجيء أعضاء الوفد بالسؤال... ويمكن أن نقول صدموا.. أو ذهلوا.. فلا أحد في مصر يتساءل: لماذا الموت
وراح شواين لاي يحسب عمر جمال عبد الناصر.. لقد ولد ف15 يناير عام1918 ومات في28 سبتمبر عام1970.. أي أنه لم يعش سوي52 سنة و8 شهور و13 يوما.. وتساءل المسئول الصيني الذي ظل علي قيد الحياة حتي سن الثمانين: هل هذا ممكن؟..
فكان الجواب: هذه مشيئة الله.. فقال يجب ألا نحمل الله مسئولية ما نفعل.. لابد من سبب.. لقد مات جمال عبد الناصر شابا.. إن سن الـ52 هي سن صغيرة.. انني الان في الثانية والسبعين ولا أزال أعمل.. وفي صحة جيدة.. انني لا أستطيع أن أتصور كيف مات وكانت تتوافر له أفضل عناية طبية؟... كيف سمحتم له أنه يموت؟.
ولم يتردد شواين لاي في أن يتهم السوفيت بقتل جمال عبد الناصر بعد أن خدعوه وكسروا قلبه ودفعوه إلي أكثر من مأزق ثم تتخلوا عنه.. وتصور الناس أن اتهام شواين لاي هو اتهام جنائي... لا سياسي.. وكان أن بدأ الهمس عن الوفاة غير الطبيعية لجمال عبد الناصر يتحول إلي صخب وجدل وتحقيقات سرية أجرتها اجهزة المخابرات في واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب.. وفي العالم العربي لم نجد من يوجه تهمة القتل العمد إلا الشعراء.. ففور إعلان نبأ وفاة جمال عبد الناصر اهتزت أوتار قلب نزار قباني بقصيدته الشهيرة: قتلناك.. قتلناك يا آخر الأنبياء.. قتلناك.. وليس غريبا علينا.. قتل الصحابة والأنبياء.. فكم من رسول قتلنا.. وكم من إمام ذبحناه وهو يصلي العشاء.
كان نزار قباني يقصد عملية القتل بالإرهاق التي اغتالت فيها صراعات ومذابح الأمة العربية قلب جمال عبد الناصر.. وأجهزت علي ما تبقي فيه من نبض.. وحياة.. لقد كان اليوم الأخير في حياة جمال عبد الناصر هو يوم إيقاف نزيف الدم بين الفلسطينيين والأردنيين في عمان.. فيما عرف بأحداث أيلول الأسود.. وقد دخل أطراف الصراع ـ ياسر عرفات والملك حسين ـ قاعة مؤتمر القمة الذي عقد في القاهرة وهما يحملان المسدسات والذخيرة.. وقضي جمال عبد الناصر اخر يومين في حياته لنزع سلاحيهما.. وعندما انتهت المهمة الشاقة وقف في شرفة جناحه في فندق هيلتون لينظر إلي النيل وهو يقول: هذا أجمل منظر تراه العين.. ثم ذهب إلي مطار القاهرة ليودع الملوك والرؤساء الذين حضروا القمة وكان أخرهم أمير الكويت... وعندما انتهت مراسيم الوداع قال: سوف أنام بعد أن أعود إلي البيت.. سوف أنام نوما طويلا.
ودخل جمال عبد الناصر فراشه منهكا.. ولحق به الأطباء.. وكان آخر ما فعل هو أنه سمع نشرة أخبار الساعة الخامسة في الراديو.. ثم قال: لم أجد فيها الخبر الذي كنت أتوقعه.. وعندما نصحه الأطباء بالراحة.. قال: الحمد لله.. دلوقت استريحت.. ثم دخل في غيبوبة الموت.. وانحنت السيدة قرينته تمسك بيده وتقبلها وهي تقول: لم يكن لي في الدنيا غيره.. ولا أطلب شيئا إلا أن أذهب إلي جواره حيث يكون.. واقبل أحد الأطباء يغطي وجهه.. فنظرت إليه متوسلة:اتركوه لي.. إنظر إليه.. أملأ عيني به.. واستدار كل من كان في الغرفة خارجين.. تاركين اللحظة الأخيرة لها.. وحدها معه.
لقد مضت ثلاثون عاما علي هذا المشهد الجليل.. ورحل جمال عبد الناصر ساكنا.. صامتا.. راضيا.. لتتغير الدنيا من بعده.. لكن.. خصومه لم يتركوه في حاله حتي بعد أن أصبح في ذمة الله.. فقد راحوا ينشرون شائعات لم تتوقف عن اغتياله.. وكان أشهر ما نسب إلي الجاسوس الإسرائيلي علي العطفي الذي نشر علي لسانه كتابا مجهولا ادعي فيه الناشر: أنه قتل جمال عبد الناصر بمرهم خاص مسموم سربته له المخابرات الإسرائيلية قام بتدليك ساقي جمال عبد الناصر به.. وتسرب السم عبر مسام جسده وتسبب في إصابته بسكتة قلبية مباغتة لم يشك أحد فيها.
كان علي العطفي قد ذهب بقدميه إلي السفارة الإسرائيلية في أمستردام وعرض خدماته علي الموساد مقابل حصوله علي الدكتوراه ليصبح عميدا لمعهد العلاج الطبيعي.. ولفترة طويلة كان حريصا في تحركاته وتصرفاته.. ولكن بعد زيارة الرئيس أنور السادات إلي القدس شعر بالاطمئنان.. ودفعه الاطمئنان إلي الاستهتار.. وهكذا.. تجرأ ودخل السفارة الإسرائيلية من بابها.. وتردد عليها أكثر من مرة.. عيني عينك.. وكان من السهل رصده.. ووضع تحت المراقبة.. وراحت الكاميرات الخفية تسجل لقاءاته مع بعض ضباط الموساد.. وعلمت القاهرة بما جري.. وعلمت بخبر عودته إلي مصر.. فقد حدد الموعد بنفسه أثناء زيارة قام بها للسفارة المصرية في أمستردام.. وتأكد أحد ضباط المخابرات المصرية من ذلك بنفسه.. وقرر مرافقته كظله في الرحلة.. تمهيدا للقبض عليه في المطار.. ولكنه لم يكن علي متن الرحلة.. بل كان قد وصل إلي القاهرة قبل الموعد بحولي48 ساعة.. أي في اليوم الذي زار فيه السفارة المصرية وضلل من فيها.
تقرر مهاجمة بيته والقبض عليه والتقاط مزيد من الأدلة التي تدينه وتلف حبل المشنقة علي رقبته.. وكانت الخطة هي تقمص شخصية صحفيين في مجلة اسبوعية مصورة.. يطلبون منه حديثا صحفيا يتحدث فيه عن رحلته.. ولم يساوره الشك.. فهو معتاد علي ذلك.. وكان شرط من تنكروا في شخصية صحفيين هو أن يحبس الكلب المتوحش الذي يحرسه في بيته.. إنه كلب شرس.. ضخم.. يمكنه افتراس ثلاثة رجال أشداء.. وكان يحتفظ به في شقته ليضمن ألا يتسلل أحد إليها.. وقد طمأنهم قائلا: إنه سيربط ذلك الوحش في المطبخ.. وسيغلق عليه الباب إمعانا في الأمان.. وبهذه المكالمة حانت ساعة الصفر.
وضعت شوارع الزمالك تحت السيطرة.. ودخلت قوة الضبط بيته وهي تتمالك نفسها.. وعندما تأكدت أن الكلب مربوط في المطبخ.. أغلقوا عليه باب المكتب.. وكشفوا عن أنفسهم.. وفي دقائق كانت حرب الأعصاب بين الطرفين علي أشدها.. لم يكن من السهل عليه أن يعترف.. ولم يكن من السهل علي قوة الضبط أن تتوصل إلي أدوات التجسس التي يستعملها.. وبعد انتهاء الإرسال التليفزيوني دخل ابنه ليفاجأ بما يجري.. وسأل الابن أبيه باللغة الألمانية: هل يكلم صديقه جمال أنور السادات في التليفون ليطلب منه التدخل؟.. لكن كان هناك من يعرف الألمانية.. فترجم ماسمع إلي وكيل النيابة الذي قام بنزع سلك التليفون حتي لا يتدخل أحد فيفسد القضية.
وحسب ما نشرت قبل12 سنة في كتابي عبد الناصر: أسرار المرض والاغتيال فإن علي العطفي خشي الفضيحة.. وعرض علي قوة الضبط أن تتكتم الأمر.. علي أن يكفر عن خطاياه بأن يصبح عميلا مزدوجا.. لقد طلبوا منه أن يسافر ويعيش في إسرائيل.. وهو سيفعل ذلك ليكون عينا علي العدو لصالح وطنه.. ثم راح يكشف كل ما يعرف.. ويقدم كتاب الشفرة.. وورقة الكربون البيضاء المتطورة التي يستعملها والتي كان يميزها بكتابة البسملة كنوع من التمويه.. فمن يقدر علي الشك في أن ورقة مكتوب عليها لفظ الجلالة يمكن أن تكون وسيلة سرية لمراسلات جاسوس خائن لدينه ووطنه.. وكان هناك جهاز لاسلكي.. استخدمه في الاستقبال في عام1969 واستخدمه في الإرسال في عام1971.. وكانت هناك بطاقة سياحية.. كان يستخدمها في وضع شرائح رفيعة جدا للميكروفيلم بين طياتها الرقيقة.. وكانت هناك عدسة خاصة لتكبير شرائح الميكروفيلم.
وفيما بعد سئل علي العطفي عن سر تماسكه وسر تدفق اعترافاته بهذا الشكل غير المتوقع.. فقال:من قال إنني كنت متماسكا؟.. لقد كنت في حالة ذهول.. حالة من الذهول جعلتني أرفع عيني إلي السماء أطلب من الله الستر والمغفرة.. فقد كان في نيتي أن أتوب بعد اسبوع واحد.. وقررت أن أسافر إلي بيت الله الحرام لآداء العمرة.. وغسل ذنوبي بدموعي هناك.. لكن مشيئة الله أبت إلا أن تجعل توبتي مستحيلة.
وفي اعترافاته المسهبة لم يشر علي العطفي من قريب أو بعيد إلي أنه دلك ساقي جمال عبد الناصر.. ولا أنه كلف بدس السم له في المراهم والدهانات.. وإن اعترف بأنه كان علي علاقة قوية بأنور السادات.. وبأنه وضع له برنامجه الخاص بالعلاج الطبيعي.. وبأنه كان صديقه.. وبأنه كان مسموحا له بدخول حجرة نومه.. ومن الشخصيات التي ذكرها أيضا.. عثمان أحمد عثمان.. وسيد مرعي.. وعبد المحسن مرتجي.. وكمال حسن علي.. كان يتعامل معهم دون أن يعرفوا حقيقته.. وإن كانوا بحكم طبيعتهم لم يقولوا له ما يمكن الاستفادة منه.
واعترف كذلك بأن شهادة الدكتوراه التي حصل عليها كانت مزورة.. وقد تعمدت المخابرات الإسرائيلية ذلك حتي تظل رقبته تحت سيفهم.. وحتي يستمر عجينة لينة بين أصابعهم.. يشكلونها كما يشاءون.. وبحثا عن مزيد من الأدلة جري تفتيش الأماكن التي كان يتردد عليها.. مكتبه في معهد العلاج الطبيعي.. مكتبه في النادي الأهلي.. ومكتب استيراد وتصدير يملكه شقيقه في وسط القاهرة.. وقد قال شقيقه وهو يتلقي النبأ الصاعقة: لقد جعل رءوسنا في الأرض.. لو كان مرتشيا أو قاتلا لهان الأمر.. لكن ماذا نقول وهو جاسوس؟.
وقدم علي خليل العطفي إلي المحاكمة أمام محكمة أمن دولة عسكرية عليا.. وكان رقم القضية الجنائية هو رقم(4) لسنة1979.. وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة..(25) سنة.. لكن الرئيس أنور السادات( الضابط الأعلي المصدق علي الأحكام) خفض الحكم إلي15 سنة أشغالا شاقة.. وكان مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق وشريك الرئيس أنور السادات في معاهدة كامب ديفيد قد طلب الإفراج عن علي العطفي حتي لا يؤثر سجنه علي السلام بين البلدين.. ولكن أنور السادات رفض.. وقد تكرر الطلب الإسرائيلي وتكرر الرفض المصري.. وقد أصيب علي العطفي بضعف في البصر.. ثم فقد البصر.. ثم مات في السجن قبل أن يكمل مدة عقوبته.
والمذهل أنه لم يكن يتقاضي سوي200 دولار شهريا بخلاف تذاكر السفر و20 دولارا يوميا بدل سفر في رحلاته الخارجية وبخلاف مكافآت أخري كان يتقاضاها من وقت لآخر.. والمذهل أنه كان يوقع إيصالات باستلام نقود.. وقد صودرت ممتلكاته وأمواله.. صودر أكثر من مليوني جنيه منقولات وعقارات وأموال سائلة.
ثم نأتي إلي خرافة قتله جمال عبد الناصر بالتدليك.. إن كل الدلائل تثبت أن هذه الخرافة لا تستطيع أن تنهض وتصبح واقعا في عقول الناس إلا في مجتمع لا يثق في نفسه.. مجتمع يري أنه أصبح مستباحا يقتل حاكمه بالمساج والسونا.. أو علي الأقل يمكن القول أننا أصبحنا نصدق كل ما يقال عنا دون فحص أو تفكير.. وكأن عقدة التفوق الإسرائيلي التي صدمتنا في يونيو1967 لاتزال تسيطر علينا.
لقد قرأت قضية علي العطفي التي ذهبت نسخة منها من محكمة أمن الدولة العليا إلي محكمة القيم لفرض الحراسة علي أمواله وممتلكاته.. وحسب ما جاء في الصفحة الثانية من حكم محكمة القيم في الدعوي رقم(7) لسنة(9) قضائية فإن علي العطفي قد ذهب إلي الإسرائيليين بقدميه ودون ضغط في عام1969.. يضاف الي ذلك أن الإسرائيليين لم يتقبلوه أو يثقوا فيه أو يطمئنوا إليه أو يسيطروا عليه إلا في عام1971.. في ذلك الوقت سمحوا له باستخدام جهاز اللاسلكي في الإرسال.. وفي ذلك الوقت كان جمال عبد الناصر قد رحل.
لقد احتاج جمال عبد الناصر إلي التدليك والعلاج الطبيعي في الفترات التي اشتدت فيها آلام ساقيه.. في أواخر عام1966 إلي ما بعد النكسة في منتصف عام1967.. وعندما أصيب بأول جلطة في القلب في سبتمبر عام1968 عندما تسللت سرية برمائية إسرائيلية إلي نقطة الزعفرانة علي شاطيء السويس الغربي واستولت علي محطة رادار حديثة وصورت فيلما للعملية عرضته علي تليفزيونات العالم بعد دقائق.. وبعد هذه الجلطة التي أنهكت القلب أجبر جمال عبد الناصر علي الراحة ونصحه الأطباء باحتمال آلام الساق حرصا علي القلب.. فالعلاج الطبيعي يضاعف من المجهود الذي لم يعد القلب يحتمله.. فمن غير المعقول معالجة الساق علي حساب ارهاق القلب.
والمقصود.. أن جمال عبد الناصر كان قد أوقف العلاج الطبيعي قبل أن يصبح علي العطفي جاسوسا.. ولو كان جمال عبد الناصر قد استعان به في العلاج الطبيعي فإن ذلك يكون قد حدث قبل أن يخون نفسه ووطنه.. ومن ثم تكون قصة قتله جمال عبد الناصر بالسم والتدليك خرافة مثل خرافات إسرائيلية أخري لا نهاية لها تعشش في عقولنا.. وتحتاج أن نطردها ونتحرر منها بنفس الجرأة والعبقرية التي حررنا بها أرضنا.
وقد أنكر كل من كان قريبا من جمال عبد الناصر أن علي العطفي اقترب منه أو دخل بيته.. وربما لم يسمعوا عنه.. فلم يكن في ذلك الوقت بالشهرة التي أصبح عليها فيما بعد.. أما من كان يتولي تدليك جمال عبد الناصر فهو شاب كان موظفا في رئاسة الجمهورية اسمه زينهم.. فلم يكن من السهل أن تترك عملية تدليك الرئيس بلا ضوابط أو رقابة.. وقد كان زينهم يأتي إلي بيت جمال عبد الناصر مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا.. أو كان يأتي عند الطلب.. وقد أصبح زينهم المدلك الخاص للرئيس أنور السادات وأحد أفراد طاقم حراسته.. وكان يراقفه في رحلاته إلي الخارج.. ولم يترك عمله في رئاسة الجمهورية إلا بعد حادث المنصة في أكتوبر1981.. وحسب شهادة الدكتور الصاوي حبيب الطبيب الخاص لجمال عبد الناصر) فإن زينهم لم يكن الوحيد الذي كان يقوم بعملية التدليك للرئيس.. فقبله قام بهذه المهمة مقدم في القوات المسلحة اسمه عبد اللطيف.
لقد مر علي رحيل جمال عبد الناصر30 سنة.. ومر علي قضية علي العطفي أكثر من20 سنة.. لكن الخرافة الإسرائيلية لاتزال تجد من يرددها.. ويستعذبها.. ويعاملها معاملة الحقيقة.. ويبدو أننا نحتاج لأن نكرر ما قلناه عشرات المرات حتي نكنس هذه الخرافة من عقولنا.. وربما كان علينا أن نتذكر أن إسرائيل قد فوجئت بخبر وفاة جمال عبد الناصر.. فيوم الوفاة بثت وكالات الأنباء الخبر التالي من تل أبيب: استقبلت إسرائيل نبأ وفاة جمال عبد الناصر بذهول وترك النبأ الصاعقة الحكومة الإسرائيلية في حيرة تامة في وقت لم يكن فيه ثمة ما يدعو للظن بأن صحة الرئيس المصري تدعو للقلق.. ونقل عن جولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية في تلك الأيام أنها قالت بعد أن عرفت أن جمال عبد الناصر قد مات:من الذي أطلق هذه النكتة السخيفة؟