الجزء الثانى : قصر دولما باهجة
-----------------------------------
فى الطريق الى قصر دولمة بهجة
يوجد قبل الوصول للقصر وأمامه مباشرة مسجد دولما باهجة الذى شيد عام 1853م والذى بنى من قَبل ابن المهندس “”قاربيت “” وهو “”نيكوكوس “”"وللمسجد مئذنتان رفيعتان و رقيقتان من أرق مأذن اسلامبول بالاضافة الى القبة الزرقاء و المئذنة المخروطية ,, و برج الساعة ذا الطراز الفرنسى فأرتفاعه حوالى 27 مترا وشيد عام 1...890م
مدخل لقصر دولمة بهجة و حديقته
لقصر دولمة باهجة تسعة مداخل ضخمة منحوتة و متشابهة وتلك البوابات مزخرفة بنقوش جميلة جدا , وأهمها مدخل السلطان , أما الزوار فيدخلونه من البوابة الشمالية المواجهة للمسجد
وتواجه تلك البوابات حديقة غاية فى الروعة والجمال تغطيها الاشجار و الازهار وتوسطها بركة زينت بتماثيل رائعة و مغطاة بالزئبق الابيض
أما أشجار الحديقة فقد أحضرت من الهند وبها أيضا تماثيل عديدة لأسود فى وضع جالس أو متحفز للهجوم
ويدخل الزائر الى قاعة الاستقبال الرئيسية وهى دائرية الشكل
وتبدأ بالسلم الدائرى الذى يؤدى إلى قاعات السلاملك ((الاستقبال )) و الحرملك ((الحريم ))والعواميد التى تحمل الدرابزين وفى منتصف بهو السلم تدلت “” أكبر ثريا بوهيمية من الكريستال فى العالم وهى معلقة فى سقف مجوف على شكل قبة من الزجاج المشغول “”
وفى أعلى السلم قاعة الاستقبال والمصممة على طراز معظم قصور اوروبا فى عصر النهضة الاوربية ويبدو ختم “” طغراء “”السلطان المعلق على الحائط المصنوع من الذهب الخالص
أجنحة قصر دولمة باهجة
ينقسم قصر دولمة باهجة إلى ثلاث أقسام
أولا : قسم الرجال والنساء و الاحتفالات
يتألف من ثلاث طوابق متماثلة مع رصيف بحرى يقارب طوله 660مترا ويوجد مايقرب من 285 غرفة و 43 صالون استقبال مزينة بلوحات لأشهر الرساميين وأثاث فى غاية الفخامة, وهذا المبنى مؤلف من طابقين أحجاره من الخارج منحوته ومن الداخل مغطاة بزخارف خشبية جميلة بعد المرور بقاعات الخدم و الحرس و الانتظار و الاستراحة
تصعد سلالم رخامية ذات قوائم من الزجاج اللامع البلورى , وبهو السلم يرتكز على اعمدة من الرخام الاصطناعى , أما الارض فمغطاة بسجاد موشى بخيوط الذهب
قاعة السفراء
فهى ضخمة واسعة عالية , والابواب حمراء من الخشب الصلب و بداخلها سجادة مساحتها 88 متر مربع تغطى جزء من الارض , وساعة رائعة و فريدة من الفضة المزينة بتماثيل فضية لاسود وأيل
وعقرباها عبارة عن ثعبانين من المعدن وهذه الساعة هدية من فرنسا كما يوجد أيضا بها ثلاث ساعات أخر مذهبة ومرصعة بأحجار ثمينة جدا ومن صنع تركى
وفى كل ركن من أركان القاعة مدخنة مزينة واثنان منهما مزينان من الفضة والمداخن مغطاة برخام أزرق وأحمر و مزينة بتصاميم و أشكال مختلفة , وأمام إحدى هذه المداخن جلد دب اهداه القيصر
الروسى “” نيقولا الثانى “” للسلطان عبد المجيد .. ويقال ان لجلد الدب ميزة حيث يتأثر بلسم من مسافة مئات المترات ,كذلك الرخام الصينى فيفشى وجود سم فى وجبات الطعام
كذلك الخديو عباس حلمى أهدى ساعة من الارابيسك بمناسبة مرور 25 سنة على جلوس السلطان عبد الحميد الثانى على عرش الامبراطورية العثمانية ذات اربع جهات تضم ساعة وعلى الناحية الاخرى ميزان حرارة وقد نقشت عليهاكتابة باللغة العثمانية
أما سقف القاعة فمزين من قبل فنانين إيطاليين و فرنسيين
وإلى جوار صالة السفراء صالات أخرى خاصة بالمترجمين و قاعات الانتظار
وفى الحقيقة إن أبهة و عظمة قاعة السفراء بذهبها فى السقوف و الجدران و الموجودات و بأناقتها الفنية كانت عملا مقصودا من ناحية السلطان العثمانى للتأثير على السفراء الاجانب و إعطائهم الانطباع الفورى و المذهل حول عظمة و قوة وجبروت الامبراطورية العثمانية فيزرع فى قلوبهم الرهبة والاحترام قبل الاجتماع بهم
قاعة الحرملك
((الصالون الازرق)):
وهو المكان الذى كان النساء يمضين فيه أوقاتهن للراحة ونجد أن السقوف و الجدران مزخرفة بما حلا من الرسوم و النحوت وأوانى صينية و ثريا كبيرة وثلاث شمعدانات لاتقدر بثمن , وسجادتان ضخمتان
, يغلب عليها الالوان الزهرية الهادئة و الاثاث فيها عبارة عن لمحة بساطة من الارابيسك ذا الطراز الاسلامى , وساعة حائط مهداة من الامبراطور “غيوم الثانى” ومزهريات من اليابان والصين ذات مزيج وألوان جذابه
بلاضافة الى غرف متعددة الاغراض منها :
أستقبال والدة السلطان :
حيث المدخنة الانيقة المذهبة تعلوها مراّة رائعة وثريا مركبة على المراْة
وغرفة مطالعة لاولاد السلطان حيث تراقبهم أمهم من خلف زواية خاصة للتأكد من مواظبتهم على الدروس دون ان يروها , وإلى جانب ذلك توجد غرفة لجلوس الاساتذة
ومن غرف القصر غرفة السلطان عبد العزيز , وهنا يوجد سرير ضخم طوله 220سم إذ أن السلطان كان بطول 205سم ويزن 160كجم
كذلك غرف نوم السلطان رشاد بسرير من الفضة يحمل أعلاه شعار الملك
وغرف رئيسية لخليلات القصر
كذلك غرفة مطالعة ونوم اتاتورك مع بعض اغراضه مثل ( فنجان القهوة – قارورة للعطر – علبة شفافة للدخان – ولوحة لمدينة بروسة ) وحتى الان مازال سرير اتاتورك المغطى بعلم الجمهورية التركية بلونه الاحمر و صورة لا تاتورك وملحق بها حمام و عيادة كما يوجد بها الكرسى الهزاز الذى كان يجلس عليه أتاتورك أثناء مرضه ويروى المرشد ان اتاتورك كان يكتب مذكراته ونظرا لمرضه تم تركيب مصعد كهربى ولقد تولت شركة ألمانية تصميمه و تركيبه ليتماشى مع تصميم وطراز القصر.
وكل غرف نوم السلاطين فى الطابق الثانى ماعدا غرفة نوم السلطان عبد المجيد فى الطابق الاول وهى غرفة كل ما فيها ثمين ومزينة وكان هذا السلطان يضع فى الغرفة علب للماء الساخن اعتقاداً منه أنها تطرد الحشرات وقد عاش فيها خمس سنوات فقط وتوفى
كذلك يعتبر السلطان عبد المجيد الاول هو من أول من شيد مكتبة فى القصر وملحق بالمكتبة غرفة للأطلاع تضم أدوات موسيقية
غرفة المعايدة
ولتلك القاعة مكانة خاصة فى نفوس الاتراك وهى القاعة التى فتحت أبوابها لمدة ثلاثة أيام لكى يلقى الاتراك النظرة الاخيرة على جثمان أتاتورك وتبلغ مساحة القاعة 2000متر مربع , يبلغ أرتفاعها 36مترا و علقت وسطها ثريا كبيرة تحوى 700 شمعة وكانت ينظم فيها الاحتفال بالاعياد و بخاصة الاعياد الدينية
الحمام التركى العمومى
يعد من أشهر الحمامات فى العالم و حوله بنيت أقاصيص و أساطير عديدة , وإذ تتصف حمامات الدولما بأنها من الرخام النادر الشفاف الذى تم احضاره من الهند وايضا من مصر وهو يسخن من تحت الارض بموقد فخارى أبيض اللون فتحرج المياة الساخنة بالأضافة الى كراسى يعود تاريخها لتاريخ بناء القصر ثم غرفة خلع الثياب صنعت من المرمر المصرى
أروع أقسام قصر دولمة باهجة
غرفة العرش
فهى قاعة الاستقبال ووجود العرش ففيها تعقد الاجتماعات الهامة , وتجرى الاحتفالات الرسمية وتقوم القاعة على 56 عمودا من الرخام الاصطناعى و أرتفاعها 36 م , القبة مزينة بنقوش فائقة الجمال أشبه بنقوش قصر فرساى وهى نموذج رائع للفن الباروكى ,تنير القاعة 750 لمبة و تتسع لحوالى 4000 شخص و تنفتح على مضيق البسفور بباب كبير حيث كان السلطان يقف لأستقبال الضيوف و عند قاعدة القبة نوافذ تطل على البحر و مغطاة بالشعريات , لذا كانت النساء تستطيع مشاهدة الاحتفالات دون أن يراها احد, بالأضافة الى ذلك يوجد فى أعلى القاعة وتحت القبة أربعة سراقات داخلية للزوار الاجانب
وتتدلى وسط القاعة ثريا ضخمة لانظير لها فى العالم تزن أرعة أطنان ونصف مهداة من ملك روسيا “” نيقولا الثانى “” أما الارضية تغطيها سجادة بمساحة 214 م مصنوعة فى بلدة هركة التلاكية التى تشتهر بصناعة السجاد الفنى
ويتم تدفئة القاعة من تحت الارض و يلزم لتدفئتها ثلاث أيام لذا يشرع بلتدفئة قبا بدء الاجتماع او الاحتفال بثلاث أيام ولم يدخل الانارة بلكهرباء إلا عام 1910م والان الكهرباء مقطوعة عن القصر تجنبا لاى حريق كهربى يقضى على تلك المقتنيات الضخمة
وحات قصر دولمة باهجة
تعلو جدران القصر و تزدان بأشهر اللوحات المصممة من قبل أشهر الفنانين العالميين و لاسيما الصالون الوردى و الذى سمى كذلك لألوانه الوردية وهو جزء فائق الجمال له شرفة تطل على البسفور وفيه باب على هيئة خزانة أمامه مزهرية خضراْ و يؤدى الباب إلى الحمام كما فيه ضغاء بالحروف العربية مزدانه بزهور اصطناعية من البرونز المطلى بالذهب بالاضافة الى شمعدانات و ثريات زجاجية تزيدها رونقا و بهاء
وأما اللوحات فنذكر لوحة عن الحرب العثمانية – اليونانية عام 1879م بريشة الفنان العالمى و رسام البلاط زونار , وتصف الجنود العثمانيين وهم يهزمون اليونانيين
لوحة تمثل ( جول ) وهى إحدى السريات و تحمل فى يدها إناء فخم مشتعل لتضعه على رأس النرجيلة
لوحة تمثل فرس السلطان عبد المجيد
لوحة تمثل السلطان محمد الفاتح إلى استانبول بعد فتح المدينة ويظهر فيها السلطان على حصان أبيض يرافقه أستاذه الشهير اّغا شمس الدين ذو اللحية تحت رواق مقنطر لاحد أسوار المدينة
لوحة ايضا للسلطان محمد الفاتح وهو ممتطى فرسه وبجواره أيضا الشيخ أغا شمس الدين ويراقبان جر السفن الى الجبال بمساعدة الاخشاب المغطاة بالدهن وبهذه الطريقة عبرت سفن الجيش بحر مرمرة أثناء حصار القسطنطنية
كذلك تمتلئ الجدران بصور السريات اللواتى كن يتواجدن فى القصر , بالاضافة للوحات تمثل الحروب البحرية للدولة العثمانية , ولوحة للسلطان رشاد الذى خلف أخيه السلطان عبد الحميد الثانى على العرش أما لوحة الحج فهى الاكبر ومن أكثر اللوحات جمالا فى القصر وهى تمثل قافلة الذهاب للحج بحماية ( فيلق الصرة ) وهو أكبر فيالق القصر فى الامبراطورية العثمانية
كذلك لوحات تصور لقطات من بعض الاحياء الشعبية بالقاهرة و الاسكندرية ورشيد
أن المتجول بين جدران القصر لا يمل ولا يكل فكأنه يتجول بين عالم من الاساطير والسحر الذى يسلب الالباب لعصر و حضارة شملت ممتلكاتها ثلاث قارات وقضت على الامبراطورية البيزنطية نهائيا
يصور حضارة تدل على عظمة العثمانيين