اسباب بناء مدينة القسطنطنية
لقد كثر النقاش حول الاسباب الى دفعت قسطنطين لبناء القسطنطينية فمن قائل بأن السبب وراء ذلك هو رغبته فى جعل المدينة الجديدة عاصمة مسيحيه , سيما وان المسيحيه سادت الجزء الشرقى من الامبراطورية , وكان لها اليد العليا بين سكانه
ومن قائل بأنه ربما يكمن الهدف الحربى وراء اتخاذ هذه الخطوة , سيما وان قسطنطين كان من ابناء البلقان وادرك كما ادرك غيره من قبل ومن بعد ان الخطر الر ئيسى بالنسبه لامبراطوريته يأتى من جهه القبائل المتبربرة الضاربة فيما وراء نهر الداتوب من ناحيه الدول الشرقية الواقعه فيما وراء نهر الفرات ايضا , فاذا نمكن من اختيار موضع صالح للدفاع عن بلاد البلقان فسوف يصبح قادرا على انقاذ الامبراطورية من اشد الاخطار المحدقه بها, هذا فضلا عما يمكنه ذلك الموقع الممتاز من الاستفادة من تجنيد ابناء ايلليريا الاشداء
ومنهم من يرا ان الامر لا يخلو من اسباب شخصية ايضا اذا رأى قسطنطين أن يشيد لإمبراطورية البيزنطية عاصمة جديدة على غرار ما فعل وميلوس منشئ روما والاسكندر المقدونى منشئ الاسكندرية.
وتقص اسطورة من الاساطير ان قسطنطين الكبير سار على قدمية وخلفه حاشيته , ورسم بحربته حدود المدينة مدعيا بان يتبع دليلا خفيا يسير امامه ليريه حدود مدينته .وفى يوم 11 مايو سنه 330 احتفل بتدشين العاصمة التى اطلق عليها اسم روما الجديدة , الا ان الرجال اثرو ان يطلقوا عليها اسم القسطنطينيه بنسبه الى مؤسسها قسطنطين , ولهذه المناسبه امر قسطنطين بسك عملات برونزيه صغيرة تخليدا وتذكارا لهذه المناسبه . وقد تم سك هذه العملة قى مدينه روما .
ويقول دكتور محمود سعيد عمران فى كتابة معالم تاريخ الامبراطورية البيزنطية يقول عن سبب بناء القسطنطينية
دأب قسطنطين تبعا لدواعى الحرب والسلم على التحرك فى يقظه تامة على حدود مملكته الشاسعه . وكان دوما على اهبه الاستعداد لملاقاه اى عدو خارجى او داخلى . وعندما تقدمت به الايام بدأ يتدبر مشروعا تستقر به قوة العرش الامبراطورى فى مكان اشد من روما , وبدأ يفكر فى بناء عاصمة جديدة للإمبراطورية البيزنطية . ولم يكن موضع القسطنطينيه هو الموضع الاول الذى اختاره قسطنطين فى بدايه الامر . فقد بدر الى ذهنه عدة اماكن لتكون مقر حكمة الجديد , فنجد انه نظر الى مسقط رأسه مدينه نيس الوقعه على نهر مورافا شمال شبة جزيرة البلقان , ومدينة سرديكا (صوفيا الحاليه ) ومدينة بيقومديا التى اتخذها دقلديانوس من قبل . ولما كان قسطنطين يفضل منطقه الحدود بين اوروبا واسيا ليتمكن من ضرب البرابرة الذين كانو يقطنون الدانوب , ويراقب بعين ساهرة تحركات الفرس فلقد كانت نيقومديا انسب المدن لتكون عاصمة الامبراطورية . ولما كان هذا الموضع هو قرية بيزنطيوم التى بنى على انقاضها مدينة القسطنطينيه
ولهذا نرى قسطنطين ينسب اختيار هذا المكان الى القوة الالهيه , واهتم بان يسجل فى انجاز بانه امتثالا لأوامر الله , وضع الاساس الخالد لمدينة القسطنطينيه , واستطرد خيال الكتاب الاحقين لعصره وسجلو ان شبحا تراءى ليللا لقسطنطين وهو نائم فى رحاب بيزنطة وقالو ا, ان ربة المدينة وحاسرتها وهى سيدة عجوز تحولت فجأة لشابة ظهرت فى ازهى زينتها حين البسها الامبراطور بيدية شارات الامبراطورية وافاق قسطنطين من نومة وفسر الفأل السعيد وامتثل لارادة السماء دون تردد , ووردت اسطورة اخرى تقول ان الامبراطور سار على قدميه تتبعه حاشيته كلها , ورسم بحربته الخط الذى يجب ببناء التحصينات الجديدة بحذائه , ولما سار غربا على ساحل القرن الذهبى وابتعد عنه ميلين قال له رجاله , لقد تجاوزنا الحدود التى تتطلبها المدينة ولكن قسطنطين اجاب (( ساسير فى طريقى حتى يرى الدليل الخفى الذى يسير امامى انه من المناسب ان اتوقف ))
على ايه حال اختيرت قريه بيزنطة موقعا للمدينة الحديثه , ولما كان اساس الاختيار عسكريا , فانه رغم موقع المدينة الحصين فقد حصنت ايضا بالأسوار وانفق قسطنطين على بناء المدينة بسخاء لبناء الاسوار والاروقه وقناطر المياه , وعمل جمع غفير من العمال والصناع فى بنائها الذى استمر من عام 324 م _330 م ,