الذمة المالية للدكتور أحمد نظيف! - عادل حموده

[brain]

الصحف المصرية والعربية

كان المشهد لافتاً للنظر.. جاذبا للانتباه.. وفي الوقت نفسه مثيرا للإعجاب.. والاحترام.. والتقدير.
يترك الدكتور أحمد نظيف وزير الاتصالات شقته في العمارة الملاصقة لشيراتون المنتزه وهو يحمل في يده حاجاته الشخصية.. سندوتشات.. مجلات.. صندوق صغير من البلاستيك لحفظ مشروباته المفضلة.. " أيس بوكس ".. يعبر الطريق في اتجاه الشاطئ دون حراسة.. لا يتعرف عليه مسئولو بوابة الدخول رغم قامته الفارهة.. لا يهتم.. ولا يغضب.. ولا يلفت النظر إلي أهميته.. يصل إلي مكان مناسب بالقرب من البحر.. يخرج بعضا من مشروباته.. يتناولها.. يخلع ثيابه العلوية.. " فانلة " تشبه " فانلة " لاعبي كرة السلة.. ينزل البحر.. يستمتع بالسباحة بمفرده.. لا يمد حبالا من الود مع من حوله.. بعد فترة يعود ليتناول سندوتشاته.. وما تبقي من مشروباته.. وقبل أن تغيب الشمس.. يجمع آثاره.. ويعود في الاتجاه العكسي إلي البيت.
لقد سقط في هوي البحر مثله مثل كل الذين تربوا في الإسكندرية.. وكانت أمنيته مثلهم أن يحصل علي كابينة من كبائن المنتزه أو المعمورة التي لا يحظي بها سوي الكبار.. لكن.. الثروة التي تركها له والده لم تكن وديعة في بنك وإنما شهادة عليا حصل عليها من إحدي الجامعات الكندية.. فتحت له فيما بعد.. أبواب السلطة.. ولم تسمح طبيعته غير المقتحمة أن يترك التدريس في كلية الهندسة ليدخل عالم البيزنس.. عالم التخمة المالية الذي يحقق كل ما يتمناه الإنسان.
كان دخل الأستاذ الجامعي يكفيه بالكاد هو وأسرته الصغيرة المكونة من زوجة وولدين.. ولكن.. عمله الإضافي في مركز دعم القرار ــ تحت رئاسة الدكتور هشام الشريف ــ أتاح له مزيدا من الستر المالي والانتباه الاجتماعي.. لكن.. شيئا ما وقع منه أدي إلي إخراجه من المركز وإعادته إلي الجامعة بعد أن استدعي الدكتور كمال الجنزوري رئيس الحكومة في ذلك الوقت الوزير المسئول عن المركز.. الدكتور عاطف عبيد.. وطلب منه ذلك.
وما إن تولي الدكتور عاطف عبيد رئاسة الحكومة حتي اختاره وزيرا للاتصالات.. ربما نكاية في سلفه الذي اشتهر بتعاليه علي الوزراء.. وتجاهلهم.. وتصريف شئونهم نيابة عنهم.. ربما لخبرته المتميزة في وقت أعلنت فيه الدولة الاهتمام بتكنولوجيا الاتصالات المتطورة.. ربما لترضيته بعد أن خرج من مركز دعم القرار صامتا.. مستسلما.. رافضا الإفصاح عما حدث. وبنفس الوتيرة القديمة مارس " معالي الوزير " حياته الجديدة.. وقد روي ذات لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المستقلة أنه كان يقف بنفسه في طابور " العيش " وهو وزير يقضي الصيف في الإسكندرية.. دون أن يتعرف عليه الفران.. ودون أن يفكر في الانتقال إلي الساحل الشمالي.. فلو كان لا يستطيع الحصول علي كابينة في المنتزه أو المعمورة فكيف سيحصل علي فيللا في مارينا أو هاسيندا؟.
وذات يوم وهو وزير سأل " خميس " حارس الشاطئ عن إمكانية الحصول علي الكابينة التي يحلم بها.. لكن.. الإجابة أسكتته: " يا فندي الكبائن دي للواصلين ".. وكأن وزير الاتصالات ليس من الواصلين.. المحسوبين.. المحسودين. كان اختياره رئيسا للحكومة مفاجأة غير متوقعة.. معجزة يصعب التنبؤ بها.. فهو أول مدني يصل إلي ذلك المنصب دون أن تكون له خبرة اقتصادية.. لكنها.. طاقة القدر التي فتحت له.. ورقة اليانصيب التي فازت بالجائزة الكبري رغم أن صاحبها لم يفكر في شرائها.

 

[brain]

والحقيقة أنه كان سريع التطور.. فمن الخجل خرجت الجرأة.. ومن السكوت ولدت الفصاحة.. ومن التليفونات ولدت السياسات.. وهو أمر ليس غريبا في بلادنا.. فما إن يجلس المسئول علي كرسيه حتي تتفتح عبقريته في كل مجالات الحياة.. وسط جوقة من المشجعين الذين يجيدون التهليل.. " عظمة علي عظمة يا باشا ".. كأن ما يقوله أحلي من صوت أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ معا.
السلطة في بلادنا تجعل المسئول المطرب الأول.. والنجم الأوحد.. والمفكر الأعظم.. السلطة في بلادنا مسرح الشخص الواحد.. يأمر فيطاع.. يفكر فننفذ.. يتكبر فنصفق.. ثم يرحل فنكسر خلفه مليون زير.
بسرعة مذهلة تحقق الحلم.. حلم الكابينة.. فقد سارعت الشركة المسئولة بهدم وبناء كل الكبائن لتخرج منها كابينة جديدة مثل زهرة اللوتس له.. فقد أصبح من الكبار.. الواصلين.. المحسودين.
لكن.. الكبار في زماننا لا يقتصرون علي كابينة علي شاطئ في الإسكندرية.. هناك ما هو أغلي منها.. وأكثر قيمة.. شقة في سان ستيفانو.. مجاورة لفندق الفورسيزونز.. لا يقل ثمنها عن مليون دولار.. أكثر من خمسة ملايين جنيه.. لا نعرف كيف حصل عليها؟.. ولا نشكك في شرعية وصولها إليه.. لكننا نرصد ما حدث.. دون هدف خبيث.. ودون أن نكون شركاء في مؤامرة عليا للإطاحة به.. حسب نظرية المؤامرة التي يروج لها منافقون يريدون أن يتملقوه.. أو موظفون أميون لا يعرفون أهمية محاسبة الصحافة لرئيس الحكومة حتي لو كنا في دولة فرعونية ترفعه إلي مستوي الرب الأعلي.. أو علي الأقل تمنحه لقب كبير الكهنة.
يوم حلف اليمين بعد تشكيل حكومته عاد الدكتور إلي بيته المستأجر في تجمع سكني يسمي جاردينيا.. واسعد الناس أن من يجلس علي قمة الحكومة مثل من ينام في قاع المجتمع.. يسكن بالإيجار.. لكن وقتا طويلا لم يمر حتي وجدناه لا يطيق النزول من مدينة " 6 أكتوبر " إلي مكتبه في قلب العاصمة.. خاصة أنه يحب الهدوء.. ويكره الصخب.. لقد قرر نقل مكتبه إلي القرية الذكية القريبة من بيته.. ولم تعد له علاقة يومية بالقاهرة.. نجا من تلوثها.. وجنونها.. وزحامها.. فهو ثروة قومية.. يجب الحفاظ عليها حتي يخرج مصر من مشاكلها.. ويشدها من عثراتها.. ويرفع من شأنها.. ويعيد إليها قوتها.. وسمعتها.. ونفوذها.
ولكن حالة المساواة مع الناس سرعان ما تبخرت.. فقد انتقل من جاردينيا بالإيجار إلي النخيل بالتملك.. ثلاثة قصور.. يسميها فيللات.. باسم زوجته وولديه.. بجانب مبان للحرس والخدم والسيارات.. نشرنا عقد تسجيل أرضها في العدد الماضي مع وفرة مشروعة من التساؤلات فقامت الدنيا ولم تقعد.. كأننا ارتكبنا جريمة الخيانة العظمي.. كأننا كفرنا ونسينا أنفسنا في مواجهة الخالق الأعظم.. استغفر الله. كنت خارج القاهرة عندما تلقيت اتصالا من مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة.. كان صوت الرجل المشهور بهدوئه متوترا.. وأغلب الظن أنه كان يتكلم وهو بجوار رئيسه.. وربما في بيته.. كان كل هم السفير السابق أن يعرف إجابة عن سؤال ظل يردده طوال المكالمة: " ما المقصود من النشر؟ ".. وكلما طلبت منه إيضاحا في أمر ما قال: " مش ده الموضوع ".. ما هو الموضوع يا سيادة السفير؟.. نحن نتكلم عن ثروة رئيس الحكومة.. ومن حقنا نيابة عن الرأي العام أن نسأله: كيف كونت ثروتك العقارية؟.. وهو سؤال محترم كان يجب أن يتطوع من نفسه للإجابة عنه فور أن فتحنا ذلك الملف قبل شهور.. فالسكوت في مثل هذه الحالة يضاعف من العفاريت والأشباح المتخيلة في الظلام.. وربما لو أضاء النور لبدا كل شيء طبيعياً وشرعياً.
من جديد عادت نظرية المؤامرة.. هل نحن طرف في يد خصومه للتخلص منه؟.. هل صدرت لنا تعليمات عليا للإجهاز عليه؟.. هل بالقرب منه طابور خامس سهل لنا الحصول علي المعلومات والمستندات؟.. وتطوع مستشاروه بالربط بين حواره الأخير في التليفزيون المصري وما نشرنا.. غالبا هناك من اقنعه بأن شعبيته بعد الحوار ارتفعت لنأتي نحن بعد أيام قليلة لإعادتها إلي ما كانت عليه.
وفي مواجهة تلك الألغاز جري تكليف ثلاثة من رجاله لحلها وفك شفرتها.. والتنقيب عن المقصود منها.. وقد كان الأسهل أن يصدر بيانا يوضح ما يريح الناس.. ويطمئنهم.. أما سياسة الغرور والتجاهل فقد ثبت فشلها.. ودفع أشهر من نفذها ــ الدكتور كمال الجنزوي ــ ثمنا فادحا لها.
نحن أمام حالة مشابهة.. فقد أبي رئيس الحكومة في جمهورية مصر الفرعونية أن ينزل من قدس الأقداس الذي يستلهم فيه تعاليم السماء التي اختارته لمهمته السامية ويرد علي مجموعة من رعاياه.. مجموعة من الأغلبية السوداء التي تحكمها الأقلية البيضاء.. طبعا مستحيل.. وإلا ضاعت المسافات.. وهيبة أصحاب الهامات والمقامات.
نحن نواجه القوة المستترة لرئيس الحكومة.. نواجه موظفين يريدون خدمته ولو لم يطلب منهم ذلك.. فخدمة السلطان شرف ولو إلي حين سقوطه من علي عرشه.. ربما لعب هؤلاء في الدفاتر.. واخترعوا وثائق.. وطبقوا قوانين مجهولة.. ووقعوا علي أوراق جديدة.. لكن.. ذلك كله لن ينسينا القضية الأساسية.. كيف حصل رئيس الحكومة علي كل هذه العقارات؟.. من حق الناس أن تعرف.. من حقها أن تطمئن.. من حقها أن تثق في أن كل ما يقال لها لمصلحتها وليس لمصالح خاصة.
المسألة واضحة وسهلة.. بيان موثق بالذمة العقارية لرئيس الحكومة.. لا أكثر ولا أقل.. قليل من التواضع منه.. قليل من الاستجابة للرأي العام.. قليل من الإيمان به.. قليل من الاعتراف بحقوقه.
إن هناك من يقول إن رئيس الحكومة كان يملك فيللا في الغردقة وباعها.. وهناك من يقول إن أصل الثروة العقارية شقة في الدقي كانت تملكها زوجته.. وهناك من يقول إنه كان يملك أرضا في " 6 أكتوبر " وباعها.. ثم اشتري بها قصوره في النخيل وشقته في سان ستيفانو من باب التدوير العقاري علي حد تعبير مجدي راضي الذي لا أعرف ماذا سيصرح به من خبايا لولا قدر الله أعاده رئيس الحكومة إلي عمله الأصلي؟. ولست معترضا علي نظرية التدوير العقاري.. لكنني أريد خبرة رئيس الحكومة في أن أكرر تجربته في التدوير.. أقصد التدوير العقاري.. لا التدوير علي أقسام البوليس.. كما يخططون.

 

 

[brain]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brain . ذلك كله لن ينسينا القضية الأساسية.. كيف حصل رئيس الحكومة علي كل هذه العقارات؟.. من حق الناس أن تعرف.. من حقها أن تطمئن.. من حقها أن تثق في أن كل ما يقال لها لمصلحتها وليس لمصالح خاصة. المسألة واضحة وسهلة.. بيان موثق بالذمة العقارية لرئيس الحكومة.. لا أكثر ولا أقل.. قليل من التواضع منه.. قليل من الاستجابة للرأي العام.. قليل من الإيمان به.. قليل من الاعتراف بحقوقه. ولست معترضا علي نظرية التدوير العقاري.. لكنني أريد خبرة رئيس الحكومة في أن أكرر تجربته في التدوير.. أقصد التدوير العقاري.. لا التدوير علي أقسام البوليس.. كما يخططون.

نحن في مصر في حاجه لبيان الذمه العقاريه هذا
و لكن ليس فقط من رئيس الوزراء
و لكن ايضا من كل رجال الاعمال
و ليس فقط بيان الذمه العقاريه
و لكن ايضا بيان الذمه الماليه كلها
عشرات الالاف من الاغنياء و مالكي الشركات و الشاليهات و الفيلات القصور في مصر لابد ان يخضعوا لقانون يجبرهم على الافصاح عن الذمه الماليه لهم
و هنا - و هنا فقط - يمكن بدء عصر جديد من العداله الاجتماعيه في مصر
و يمكن توقع النتيجه بسهوله عندما تظهر لم ينجح احد
و سيسقط الجميع عندما تنكشف عمليات السرقه و النهب و الرشوه و الفساد و الدعاره و استغلال النفوذ التي استخدمها هولاء للوصول الى هذه الثروات

 

 

[Muslim4ever]

موظف في حكومة نظيف (انا بعتبرة موظف) يتقاضى 88 الف جنية يومياً وكلة بالقانون وهو ابراهيم نافع رئيس الاهرام السابق وطبعاً الان مرسي عطله

فمتجبش يابراين وتسال سؤال زي ده .... كله بالقانون

مبارك فتح خزائن مصر لحواريه هناك ارقام مفزعه لمرتبات زوي السلطة في مصر تصل لملايين الجنيهات شهرياً وهو ماجعله يحكم مصر 28 سنه

 

 

[وصال]

واضح ان ايامه في الوزارة اصبحت معدودة
وانه قد تم اطلاق كلاب الصحافة والاضيشها عليه كما فعلوا مع كمال الجنزوري

 

 

[مصرية]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brain نحن في مصر في حاجه لبيان الذمه العقاريه هذا و لكن ليس فقط من رئيس الوزراء و لكن ايضا من كل رجال الاعمال و ليس فقط بيان الذمه العقاريه و لكن ايضا بيان الذمه الماليه كلها عشرات الالاف من الاغنياء و مالكي الشركات و الشاليهات و الفيلات القصور في مصر لابد ان يخضعوا لقانون يجبرهم على الافصاح عن الذمه الماليه لهم و هنا - و هنا فقط - يمكن بدء عصر جديد من العداله الاجتماعيه في مصر و يمكن توقع النتيجه بسهوله عندما تظهر لم ينجح احد و سيسقط الجميع عندما تنكشف عمليات السرقه و النهب و الرشوه و الفساد و الدعاره و استغلال النفوذ التي استخدمها هولاء للوصول الى هذه الثروات

زمان كان فيه قانون اسمه "من أين لك هذا؟" معرفش راح فين. لكن اللي أعرفه إن بيان الذمة المالية مسئولية مجلس الشعب باعتباره جهة رقابية وتشريعية وفيه لجان لتقصي الحقائق وفيه كمان جهاز الكسب غير المشروع اللي المفترض يبحث في موضوع زي ده ويطلع تقرير يقدمه لمجلس الشعب أو النيابة الإدارية تحقق في الخبر المنشور ما دام مستند على أدلة.

يعني ماشاء الله عندنا أجهزة بس يا ترى إيه مدى فعالية هذه الأجهزة؟

 

 

[أحمد باشــا]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصرية زمان كان فيه قانون اسمه "من أين لك هذا؟" معرفش راح فين. لكن اللي أعرفه إن بيان الذمة المالية مسئولية مجلس الشعب باعتباره جهة رقابية وتشريعية وفيه لجان لتقصي الحقائق وفيه كمان جهاز الكسب غير المشروع اللي المفترض يبحث في موضوع زي ده ويطلع تقرير يقدمه لمجلس الشعب أو النيابة الإدارية تحقق في الخبر المنشور ما دام مستند على أدلة. يعني ماشاء الله عندنا أجهزة بس يا ترى إيه مدى فعالية هذه الأجهزة؟

دلوقت فيه قانون لا تعايرني و لا أعايرك الهم طايلني و طايلك

 

 

[مصرية]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد باشــا دلوقت فيه قانون لا تعايرني و لا أعايرك الهم طايلني و طايلك

 

 

[حشيش]

طب وليه اللف والدوران من عادل حموده ! ... ما يخليه راجل ويطالب مبارك شخصياً بتقديم الذمة المالية له !!! ... ولا مش قادر عالحمار قدر عالبردعة

 

 

[FINETOUCH]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حشيش طب وليه اللف والدوران من عادل حموده ! ... ما يخليه راجل ويطالب مبارك شخصياً بتقديم الذمة المالية له !!! ... ولا مش قادر عالحمار قدر عالبردعة

س: اسمك وسنك وعنوانك
طراخ
ج: حشيش يابيه
س: بتتهم مين بالحموريه
طراخ
س: بتتهم مين بالبردوعيه
خدوه على العروسه