أثارت الأنباء عن عودة سيف، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، إلىالمشهد السياسي الليبي عدة تساؤلات وتكهنات حول قدرته على خوض الانتخابات المقبلة،ومن سيدعمه.
ونقلت جريدة «ذا غارديان» البريطانية، عن ما أسمته متحدث باسم سيف القذافي،قوله: "سيف موجود في الداخل الليبي، بل إن القوات التي حاربت في مدينة صبراتة(غربي ليبيا) ضد داعش وعصابات المهاجرين ومافيا تهريب النفط كانوا أعضاء من القبائلالتي تدعم نجل القذافي"، حسب زعمه.
حملة عسكرية
وأكد المتحدث أن "سيف ملتزم بكلمته التي تعهد بها لليبيين في عام2011، عندما قال إنه سيبقى داخل ليبيا للدفاع عن أرضها أو للموت شهيدا في سبيلها، وإنهسيقود حملة عسكرية ضد الجماعات المسلحة في المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس".
وتم إطلاق سراح سيف القذافي في حزيران/ يونيو الماضي، بعد ستة أعوام قضاهافي سجن تابع لجماعة مسلحة في مدينة الزنتان غربي البلاد، وسط ردود فعل غاضبة على عمليةالإفراج عنه.
والسؤال الآن: هل سيخوض سيف القذافي الانتخابات المقبلة؟ ومن سيدعمه حالقرر الترشح لرئاسة البلاد؟
تصريحات غير دقيقة
من جهته، أكد عضو مجلس النواب الليبي، صالح فحيمة، أن "سيف القذافي،بعد أن شمله قانون العفو العام، أصبح مواطنا ليبيا له كامل الحقوق المدنية والسياسية،وعليه كل الواجبات تجاه وطنه ليبيا، ومن ثم فمن حقه الترشح".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "ما نقلته جريدة"ذا غارديان" بخصوص معارك صبراتة هي تصريحات لا تنسجم مع شخصية سيف التينعرفها، ولا يمكنه الإدلاء بهكذا تصريحات، لذا فأتوقع أنها تصريحات غير صحيحة ولا دقيقة".
وتابع: "أما عن رغبة سيف وسعيه للسيطرة على ليبيا والحكم بقوة السلاح،فهذه أيضا، وحسب خبرتنا بسيف كليبيين، يمكن نفيها كون الرجل ليس دمويا، وليس لديه ميولللعنف حتى إبان عهد والده ووجوده في السلطة"، حسب زعمه.
يتم خداعه
ورأى الكاتب الصحفي الليبي، المقيم في بريطانيا، عبدالله الكبير، أن"هناك من يحاول استغلال سيف، بإيهامه أن ثمة "مليشيات" مسلحة لا تزالموالية له، وبوسعها تمكينه من استعادة السيطرة على العاصمة".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "كل ما يتردد عن حملتهالعسكرية وقرب صعوده كلاعب رئيس في الأزمة الليبية مبالغ فيه، وهو إلى الأحلام والأمنياتأقرب، فهو مختف الآن، وحين يقرر الظهور، إن ظهر، عليه أن يواجه العدالة، سواء أمامالجنائية الدولية أو المحاكم الليبية، والأفضل له ولأنصاره أن يوطنوا أنفسهم على أنمرحلة حكم القذافي وعائلته لليبيا انتهت إلى غير رجعة"، حسب كلامه.
سيف في السجن
وزعم عضو المؤتمر الوطني العام الليبي السابق، فوزي العقاب، أن"سيف القذافي لا يزال في سجنه، ومن يقررخروجه من السجن هو حكم المحكمة، وكل الأخبار المتداولة عنه مجرد مزاعم باطلة"،وفق قوله.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "حتى عودته للمشهد متعلقةببراءته من التهم المنسوبة إليه، وأي مواطن ليبي لا يمنعه من ممارسة العمل السياسيإلا موانع القانون الليبي فقط من دون تمييز".
وقال الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، إن "كل هذه التصريحات التي نسبتهاالجريدة البريطانية لما أسمته متحدثا باسم سيف، هي من الناحية الصحفية مجرد ادعاءات؛كونها اعتمدت على مفردات مثل: "مزاعم"، و"نقلا عن فلان"، وكلهاتدل على وجود أكاذيب أو حقائق مغلوطة فيما نسب إليه من تصريحات، هذا لو كان قد صرحبذلك أصلا".
وتابع: "وأعتقد أن ما زعم أنه جاء على لسان سيف أو متحدثه هذا، الذيلم تعلن عنه الصحيفة، كله كلام فارغ، ولا أساس له من الصحة"، كما قال لـ"عربي21".
مزيد من التفاصيل