قالت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ"السويسرية في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه مع دخول شهر كانون الأول/ديسمبر يزيد استهلاك السكريات بشكل ملحوظ، وبالأخص في صناعة الحلوى. وتعتبر كعكة"كريستستولن" مثالا صارخا على هذه المأساة الموسمية، أي"الشراهة".
وأوضحت الصحيفة أن هذه المأساة تتكون من ثلاثةفصول رئيسية، أولها الآلام التي قد يسببها هذا الطعام أثناء هضمه، ونوعية الأطعمةالتي يتناولها البشر، ثم يأتي لوم الذات، وثالثها الحل لتجنب هذه المأساة.
وأفادت الصحيفةبأن العديد من الناس لا يستطيعون التحكم في أنفسهم عند تناول الطعام خلال هذهالفترة من العام، لتتحول الغريزة الطبيعية لدى الإنسان إلى غريزة حيوانية.
ولفتت إلى أنه في البداية، لم تكن الشراهة فيتناول الطعام في روما القديمة خطيئة. وخلافا للمتوقع، لم تكن مسابقات التهامالطعام من اختراع فرنسا، البلد الأكثر التهاما للطعام في العالم.
وأشارت إلى أنه قديما قام القائد الروماني"لوكولوس" بتجسيد حالة الشره في الطعام عند الرومان بتنظيم مسابقاتشبيهة جدا بمسابقات تناول الطعام. لذلك، تعتبر الولائم الضخمة والتجشؤ الجماعي،وآداب الطعام الأخرى من إرث الرومان الذي بقي حتى اليوم.
وأوردت الصحيفة أن تذوق الطعام في حد ذاته ليسخطيئة، ولكن رجال الدين المسيحيين الأوائل عارضوا الشراهة في تناول الطعام، وقالواإنها تصرف عن عبادة الله، لأنهم يعتقدون أن الشخص الذي يملأ معدته بالطعام سيفكرفي ارتكاب أفعال لا ترضي الله. وبناء على ذلك، اعتبر القديس غريغوري أن الشراهة هيتصرف يؤدي إلى وفاة المرء.
وأكدت الصحيفة أن الشراهة أو الاستمتاع المبالغفيه بالطعام لا يمكن إدراجه ضمن عدم الانضباط في تناول الطعام. فعلى العكس من ذلك،يعتبر عدم التحكم في تناول الطعام حالة وقتية ومن الممكن أن تكون متعمدة أو غريزةيمكن التحكم فيها.
ولعل هذا ما تؤكده مقولة "إن الإنسان يصللقمّة الاستمتاع بالطعام في حضرة أصدقائه"، أو القاعدة أخرى التي تفيد بأن"الاستمتاع بتناول الطعام يتحقق فعليا عندما يصل إليه كل من اجتمعوالتناوله". أما القاعدة الأكثر شيوعا في الاستمتاع بالطعام، فتتمثل في أنالتهام الطعام يزداد خلال الساعات المتأخرة من الليل أمام ضوء الثلاجة الخافت.
وأوردت الصحيفة أنه بعد الانتهاء من الفصلالأول "المتعة والشراهة"، يأتي الفصل الثاني "استمتاع كافة حواسالجسم بالطعام". وتمتد عملية استمتاع الحواس بالطعام من التذوق إلى الرؤيةواستنشاق رائحته والتلذذ بمذاقه وملمسه، فعين الإنسان تتذوق الطعام أحيانا قبلالفم. كما يرغب كل من يتناول الطعام في تذكر مذاقه جيدا.
وبينت أن إتباع نظام غذائي يعتمد على المأكولاتالبحرية يعتبر من الأشياء المفضلة لجسم الإنسان وحواسه. ومن بين تلك المأكولاتنذكر جراد البحر الشوكي، الذي يجسد جمال الطبيعة في جنوب المحيط الأطلسي، مضافا لهفطر الكمأة المقطع، لينتجا سويا رائحة زكية رائعة. كما يتمتع بيض بعض الأسماك، علىغرار سمك الحفش الأوروبي الذي يقارن بالذهب، بمذاق تعجز الكلمات عن وصفه، والأمرسيان بالنسبة للكافيار.
إلى جانب ذلك،توجد بعض أنواع الفاكهة التي تسيل لعاب الفم بمجرد النظر إليها، على غرار الحرنكشوالتين. ومن هنا يبدو جليا أن الاستمتاع بالطعام يبدأ قبل تذوقه، لذلك من الممكنالقول إن العين لا تشبع أبدا من الاستمتاع بأنواع الطعام المختلفة.
وبحسب التقريردعا خبراء لإفساح المجال لذكاء الجسد لأن الإنسان الشره بفطرته لا يفكر إلا فيمعدته.
مزيد من التفاصيل