مازال الوضع الكارثي في قطاع غزة يحتل مساحات واسعة من الصحافة الإسرائيلية، في ظلتزايد المطالبات بالحيلولة دون انفجار الوضع فيه.
فقدذكر جاكي خوجي الكاتب بصحيفة معاريف أن جميع الأطراف الإسرائيلية ذات العلاقةبالقطاع لا تريد الذهاب لخيارات جادة لوقف التدهور الحاصل، ففي حين أن حماس تواصلالبحث منذ سنوات عن إيجاد ترتيبات بعيدة الأمد في القطاع، لكن تل أبيب لا تقدمردودها على ذلك.
وأضاف:بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد في صيف 2014،لم يجر في إسرائيل أي نقاش علني حول مستقبل الوضع في القطاع، كما حصل في الأسبوعالأخير، الذي شهد صدور تصريحات متتالية عن وزراء، جنرالات، مراسلين عسكريين،ومحللين للشؤون الفلسطينية، كلهم طرحوا أسئلة حول كيفية حل الكارثة المتحققة في غزة،لكن قليلا من أولئك من حاول طرح حلول جدية.
علمابأن ما قد يجمع إسرائيل مع من يسيطر على غزة ليس بالضرورة اتفاق سلام أو إقامةتحالف، بل لقاء مصالح، وهو ما يطرحه قادة حماس عبر عدة قنوات في السنوات الأخيرة.
وقالخوجي، وهو خبير الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن هناك ثلاثة خياراتتواجه إسرائيل للتعامل مع الوضع القائم في غزة، أولها احتلال القطاع، وثانيهااحتواء المشكلة، وثالثها الذهاب لمبادرة واسعة، لكن هذه الخيارات الثلاثة تحملألغاما وعقبات.
وشرحقائلا: في حال قرر الجيش الإسرائيلي إسقاط حكم حماس، وإعادة احتلال القطاع منجديد، فإنه سيطرح السؤال: من سيسيطر على غزة في اليوم التالي، فمصر تخلصت منها عام1967، وأبو مازن لا يريدها، وحتى لو تعهد باستعادتها فهناك شكوك كبيرة في نجاحهبهذه المهمة، لأن غزة اليوم 2018، ليست هي التي فقدها عام 2007.
وأضاف:الفلسطينيون باتوا فقراء أكثر، وغاضبون على السلطة الفلسطينية، ومراكز القوى فيالقطاع اختلفت كثيرا عما كانت عليه قبلعقد من الزمن، ولذلك فإن عباس يرى في غزة عبئا وليس ذخرا، وسيواصل الهروب منها.
ووفقالتقديرات العسكرية في إسرائيل، فإن المعارك التي قد تقع في القطاع لإسقاط سلطةحماس ستتسبب بمقتل 200-400 جندي، وهي أخبار ليست سارة، لأنه بعد قرابة عقدين علىالانسحاب من لبنان، فإن الجيش قد يتورط في حرب استنزاف على أرض غزة.
أماالمهمة المدنية المتعلقة بإدارة الشؤون اليومية فإنها ستكلف مليارات الشواكل منميزانية الدولة، كل ذلك دون وجود وعود جادة بتوقف تساقط صواريخ القسام على الجبهةالداخلية الإسرائيلية.
الخيارالثاني يتعلق باحتواء مشكلة غزة، ويمكن تسميتها سياسة اللاقرار، لأنها من أبقت إسرائيلمتورطة في غزة منذ عقد كامل، رغم أن أخطارها ماثلة أمام ناظرينا، فالتوتر دائم،وبين عام وعامين تندلع حرب جديدة، وسكان غلاف غزة أسرى حقيقيون بيد مطلقي القذائفالصاروخية من القطاع، والجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في حمايتهم، لأنهم يجدونأنفسهم رهائن لسياسة حماس وقرارها.
وأضاف:هذا الخيار يعني أن حربا جديدة ستشمل منطقة غوش دان وسط إسرائيل، وتتسبب بتعطيلالمطارات، ولجوء نصف سكان إسرائيل إلى الملاجئ، وهناك أخطار مستقبلية تتمثل بظهورجيل غزاوي لا يرى في إسرائيل سوى عدو يتحين الفرصة المناسبة للانتقام منها.
أماالخيار الإسرائيلي الثالث تجاه حماس في غزة، فهي المبادرة الشاملة، وهي الأفضل مماتقدم، ورغم أن فكرتها بسيطة، لكن التحدي الذي يواجهها يتمثل في التطبيق، فإسرائيلتزيل الحصار المفروض على القطاع، وفي المقابل تحصل على حدود آمنة، بحيث تكون حماسمسؤولة عن إطلاق أي قذيفة صاروخية، على أن توفر إسرائيل لسكان القطاع حرية الحركة،كالسفر خارج البلاد، ممارسة الاستيراد والتصدير، والصيد بلا تحديد مسافات معينة.
وختمبالقول: صحيح أن الأمر لا يتعلق باتفاق سلام، ولا التنازل عن أراضي، أو إخلاء مزيدمن المستوطنات، لكن ما قد يقف عقبة كأداء أمام هذه التسوية هو حجم الشكوكالمتبادلة بين حماس وإسرائيل.
مزيد من التفاصيل