اتهمت شخصيات سياسية وحزبية ونقابية أردنية، مساء السبت، دولا عربية بمحالة "الهرولة الى التطبيع مع العدو الصهيوني، والتضييق على الأردن في ملف القدس بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون أول/ ديسمبر الماضي بنقل الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها.
وقال الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، محمد عواد الزيود، في المؤتمر الوطني للدفاع عن القدس، إن "ما يحصل اليوم من اندلاق مؤسف، من قبل بعض الأنظمة، في هرولة غير مسبوقة، نحو التطبيع المباشر والممنهج مع الكيان الصهيوني، والتنسيق معه لضرب قوى المقاومة، وتصفية القضية، أمر في غاية الأسى، بل ويحاول البعض ويسعى وبكل أسف لكشف ظهر هذا البلد الخيّر والتضييق عليه، والذي وقف أهله على الدوام في الخندق المتقدم للأمة".
مشددا على "ضرورة العمل على إعادة تثبيت العقد الاجتماعي والنموذج السياسي بين الشعب الأردني ونظامه السياسي وبما يتناسب مع المصلحة العليا للدولة والشعب وعدم الرضوخ لأي تأثيرات جانبية أو املاءات خارجية".
وأضاف الزيود أن "هذا الأمر الذي يدعو الى تثبيت الاعتماد على الذات سياسياً واقتصادياً وحتى أمنياً، وأن تكون الوصاية على المقدسات بأنواعها هي أساس الموقف الرسمي الأردني، فلقد عانينا من انعكاسات التكتلات الإقليمية ونتائج الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة مع الكيان الصهيوني الغاصب كما عانينا من مخاطر التطبيع الرسمي، حيث ساهمت هذه القضايا بإضعاف الموقف الأردني لصالح المواقف والخيارات الصهيونية، ولعل من أبرز القضايا التي تزيد من صلابة الموقف الأردني الرسمي هي العمل الجاد على تعزيز الوضع السياسي والاقتصادي والإداري".
ا
قرأ أيضا: هل تجد السعودية موطئ قدم لها في الوصاية على القدس؟
بدوره ربط أمين حزب الحياة الأردني، عبد الفتاح الكيلاني، بين الأوضاع الداخلية الصعبة وخصوصا الاقتصادية التي تمر بها المملكة الأردنية ، وبين سياسات أملأتها قوى الهيمنة الخارجية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كشفت عن انحيازها الكامل للمشروع الصهيوني، يقول "الهدف من ايصالنا لهذا الوضع، هو ادخالنا بحالة فوضى لتنفيذ تسرع تنفيذ المخططات الصهيونية في فلسطين على حساب الاردن، مما يدفعنا لضرورة تغيير في برامجنا مخططاتنا الداخلية وطي الخلافات بين المكونات السياسية لمواجهة هذه القوى الخارجية".
كما جدد رئيس كتلة الإصلاح النيابية في البرلمان الأردني، عبد الله العكايلة، مطالبه بتوسيع الأردن لتحالفاتها الإقليمية، لمواجهة ما يخطط لتصفية القضية الفلسطينية، ليشمل التحالف كل من تركيا وباكستان وإيران وماليزيا، منتقدا هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني.
ودعا العكايلة لإقالة الحكومة الأردنية الحالية، و تشكيل حكومة إنقاذ وطني، تضع استراتيجية لمواجهة التحديات داخلية وخارجية، وتصليب الجبهة الداخلية ورفع الحصار عن الحركة الاسلامية.
اقرأ ايضا: العكايلة:
لمسنا تحركا من أشقائنا لعزل الدور الأردني في القدس
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قال مؤخرا إن بلاده تتعرض لـ"ضغوطات" اقتصادية بسبب موقفها السياسي من قضية القدس، وأنها تلقت رسائل في هذا الصدد تعدها بتعديل الوضع بحال سارت بما هو مطروح دوليا بخصوص وضع المدينة، مضيفا أن بلاده قد لا تمتلك الكثير من الإمكانيات ولكنها "أكبر من حدودها."
وثبتت المملكة الأردنية وصايتها على المقدسات قانونيا؛ من خلال الاتفاقية الموقعة بين الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في عام 2013، بالإضافة لإعلان واشنطن، الذي أكد على هذا الحق.
ونصت الاتفاقية مع عباس على المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، التي تمكّن الأردن وفلسطين "من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدّسة من محاولات التهويد الإسرائيلية".
رابط فيديو الملتقى: