بعد إعلان فوز رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي فيانتخابات الرئاسة المصرية لعام 2014، شهد فندق الماسة التابع لإدارة الشئونالمالية بالقوات المسلحة اجتماعا مهما مساء الخامس من حزيران/ يونيو 2014، بقيادةاللواء ممدوح شاهين رئيس إدارة الشئون القانونية، وأبرز مساعدي السيسي، وضمالاجتماع الذي استمر حتي ساعات فجر اليوم التالي رؤساء دوائر الإرهاب الذين عينتهممحكمة استئناف القاهرة لمحاكمة قيادة الإخوان ورافضي الانقلاب.
وطبقا لمصادر تابعت الاجتماع فإن أبرز القضاة الذينشاركوا فيه كانوا محمد شرين فهمي ومحمد ناجي شحاتة ومعتز خفاجي وحسن فريد وشعبانالشامي، وقد استعرض كل منهم ملف القضايا التي كانت بحوزته، وتم فيها تحديد الأحكامللقضايا التي كانت منظورة وقتها.
المصادر نفسها أكدت لـ"عربي21" أن اللواءشاهين حدد عدد من الأسماء التي يريد قائد الانقلاب حصولهم علي الإعدام، وهم الرئيسمحمد مرسي ومستشاره محيي حامد ومدير مكتبه أحمد عبد العاطي، والمرشد العام محمدبديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعدالكتاتني ونائبه عصام العريان، إضافة لمحمد البلتاجي وصفوت حجازي، وحازم صلاح أبو إسماعيل.
اقرأ أيضا: منظمات حقوقية تطلق حملة لوقف عقوبة الإعدام بمصر
من جانبه، يؤكد الباحث المتخصص في شئون القضاءوالعدالة معتز البحراوي لـ"عربي21" أن معظم القضاة الذين أصدروا أحكامابالإعدام، كانوا ضباطا في الشرطة قبل أن ينتقلوا للقضاء، وكان نظام مبارك يعتمدعليهم في نظر قضايا معتقلي الإخوان قبل الثورة.
ويشير البحراوي إلى أن محمد ناجي شحاتة المشهوربصاحب النظارة السوداء، يأتي في مقدمة قضاة الإعدامات، ومن أشهر القضايا التي أصدرفيها أحكاما بالجملة قضية كرداسة والتي حكم فيها بإعدام 183 معتقلا، وكذلك قضيةغرفة عمليات رابعة والتي حكم فيها علي 14 من قيادات الإخوان بالإعدام علي رأسهم د.محمد بديع.
ويضيف الباحث القضائي أن شحاتة افتخر أكثر من مرةبأنه قاضي إعدامات الإخوان، معلنا في حوارات صحفية وتليفزيونية أن ثورة 25 ينايركانت وبالا علي الشعب المصري وهو من أطلق عليها لقب "وكسة" يناير.
وأوضح البحراوي أن نشطاء الإنترنت نشروا صورا لشحاتةوهو يرتدي طوق ذهبي برقبته، ويمارس أفعالا شاذة وبسبب ذلك حكم شحاتة علي الناشطأحمد دومة بالسجن خمس سنوات بتهمة إهانة القضاء عندما سأله دومة عن عنوان حسابه على"فيسبوك".
ويأتي شعبان الشامي في المرتبة الثانية طبقا لتصنيفالبحراوي، مشيرا إلي أنه صاحب حكم الإعدام على الرئيس مرسي في قضية الهروب من سجنوادي النطرون، كما حكم في نفس القضية وقضية التخابر مع حماس بالإعدام لبديعونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي، وكذلك محمد سعد الكتاتني وعصام العريان ومحمدالبلتاجي ومحيي حامد وأحمد عبد العاطي، وهي الأحكام التي افتخر بها الشامي وقالأنه صاحب حكم الإعدام على رئيس الجمهورية، وقد كافأه الانقلاب بتعيينه مساعدالوزير العدل لمصلحة الطب الشرعي، وقد تعرض الشامي لحادث سيارة أدي لإصابته بالشللالجزئي.
الأكثر خطورة
أما المرتبة الثالثة فيحتلها محمد شيرين فهمي، أوكما يطلق عليه المعتقلون محمد شَرِّيين، نسبة إلي الشر الذي يخرج منه ضد المعتقلين،وقد نظر شيرين العديد من القضايا أبرزها التخابر مع قطر والتي حصل فيها الرئيسمرسي علي حكم بالمؤبد، بينما حصل ثلاثة آخرون علي حكما بالإعدام الحضوري والذي تمتأييده بعد ذلك، و5 آخرين بالإعدام غيابيا.
ويشير البحراوي إلى أن شيرين يعد الأخطر بين قضاةالإعدامات لأنه يقوم بتقفيل القضايا بشكل لا يجعل لها فرصة أخرى في النقض، كما حدثفي قضية التخابر مع قطر.
ويوضح البحراوي أن شيرين صاحب خصومة واضحة معالإخوان من قبل ثورة يناير، وقد كشف عصام العريان ومحمد البلتاجي هذه الخصومةعندما أعلنا أن والد القاضي كان ضابط بالقوات الخاصة وقد لقي حتفه في إحدىالمواجهات مع الجماعات الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما جعله يتعاملبعداء واضح مع أبناء التيار الإسلامي.
اقرأ أيضا: البرلمان المصري يبرر تطبيق عقوبة الإعدام.. هذا ما قاله
ويضيف البحراوي أن المستشارين معتز خفاجي وحسن فريديأتيان ضن القائمة، حيث كان الأول صاحب أول حكم بالإعدام ضد الإخوان في قضية أحداثمكتب الإرشاد قبل نقضها، كما حكم بالعديد من الإعدامات في قضايا الخلايا النوعيةوقضايا أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وهو ما نتج عنه محاولة اغتيال فاشلة أماممسكنه بحلوان في جنوب القاهرة.
أما حسن فريد والذي أطلق عليه المحامون قاضي الأحكامالمشددة فقد حكم بالإعدام علي 10 من قيادات الإخوان بالإعدام في قضية قطع طريققليوب، كما أصدر أحكاما بالإعدام علي المتهمين في قضية استاد كفر الشيخ، وحكما علي28 في قضية اغتيال النائب العام، وفريد صاحب المقولة الشهيرة "أحكامي ليستنهائية وفيها فرصة في النقض" تعليقا علي توسعه في إصداره أحكام بالإعدام.
مزيد من التفاصيل