رغم الأجواءالساخنة التي تشهدها الساحة الفلسطينية بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض وخروج مسيرات العودةللأراضي المحتلة؛ إلا أن مصر لم تشهد تفاعلا كبيرا مع الحدث، خلافا لما كانت تشهدهمن مظاهرات شعبية مؤيدة للفلسطينيين في مثل هذه الأحداث، سواء كان ذلك في عهد مباركأو خلال السنوات التي سبقت انقلاب 3 يوليو 2013.
"الحملات الكاذبة"
وأرجع مساعدوزير الخارجية الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، تلك الحالة لما تم ممارسته عبر"الحملات الكاذبة بالإعلام وربط الفلسطينيين بالإرهاب في سيناء وربط إسرائيل بأمنورخاء مصر، ثم تغييب العقول واتهام الناس بصعوبات الحياة ونشر الأكاذيب على أنها حقائق".
"جمهوريةالرعب والقمع"
وفي تعليقه حولهذه الظاهرة، قال الأستاذ بجامعة سقاريا التركية مصطفى التميمي، إن "الشعب المصريمحب لفلسطين وقريب منها قلبا وجغرافيا، وإن المصريين هم أكثر الناس إحساسا بمأساة إخوانهمبفلسطين؛ ولكن السيسي أقام جمهورية الرعب والقمع الوحشي فبات الناس إما مخفيين بالسجونوإما خائفين ملتزمين الصمت خوفا من بطش أجهزة قمع السيسي".
التميمي، أكدلـ"عربي21"، أن "القمع والإرهاب الذي تعيشه مصر الآن يشبه ما كان بعهدعبد الناصر، حتى هامش الحرية الضيق الذي كان بعهدي السادات ومبارك قضى عليه السيسي،وذلك إضافة للأزمات الكثيرة والمتتالية التي خلقها السيسي للمصريين وما أشاعه من روحالإحباط واليأس من التغيير".
4 أسباب للفتور
ويرى الباحثالفلسطيني رامي أبو زبيدة، أن عدم التفاعل المصري الشعبي والرسمي، "واضح ولكنليس بمصر وحدها".
أبو زبيدة، أكدلـ"عربي21"، أن أهم أسباب غياب التفاعل، هي حالة الإنهاك التي تحياها الشعوبالعربية، إلى جانب غياب القيادات المركزية التي تقود الجماهير خوفا من سطوة السلطاتالحاكمة، مع رغبة بعض الأنظمة مثل مصر والسعودية بتغيير وعي الناس بتغيير العدو المركزيللأمة باتجاه آخر وهو إيران".
وأضاف"كثيرة هي الأسباب التي تراكمت وقد يكون جزء منها الانقسام الفلسطيني الفلسطيني،وحالة التردي التي وصلوا إليها بالخصومة جعلت بعضا من الجماهير يخف ويخفت تعاطفها".
وحول كيفية استعادةالروح المصرية أولا والعربية والإسلامية ثانيا مع القضية الأم، قال أبو زبيدة،"نحتاج بالبداية لوحدة رأي وقرار فلسطيني موحد حتى يعطي الفلسطيني المثال الحيعلى أهمية قضيته ويبرز أهميتها عربيا"، موضحا أن "الأولوية عند الشعوب العربيةصارت إنهاء صراعاتها الداخلية والحصول على حياة كريمة وخفض نسب البطالة والفقر".
وتابع"لكن كلنا ثقة أن القصية الفلسطينية في ضمير كل مصري وعربي حر، لكن هذا الضميربحاجة للاستفزاز والتحريض حتى يظهر دوره وهذا دور المؤسسات المجتمعية والأحزاب"،موضحا أن "الشارع الفلسطيني يؤمن بأن مشروع تحرير فلسطين لا يمكن أن يكون فلسطينيافقط، إذ لا بد أن تتسع دائرة المسؤولية لتشمل الدائرة العربية والإسلامية".
وختم قائلا"لاستعادة حضور القضية الفلسطينية بالوعي والضمير الشعبي، هنا يأتي دور الإعلاميينوالصحفيين والأدباء والمثقفين، والمساعدة لرفع معاناة الفلسطينيين وخصوصا بقطاع غزةعبر صيغة عربية توافقية".
من جهته، انتقد أستاذ العلوم السياسية المصري، نادر فرجاني، عبر موقع"فيسبوك"، غياب رد الفعل المصري والعربي واصفا إياه بـ"الصمت المشين"،متسائلا "أين الحكام العرب الخونة المنادين بأمن إسرائيل ووزراء خارجيتهم الأراذلووعاظ السلاطين وقوادي إعلام العهر الذين ينتفضون منددين بالإرهاب إذا ما أصاب مسلمجانح بعض الأوربيين أو أضر فلسطيني بمحتل صهيوني؟".
فشل في تغييرالوعي
وعلى الرغم منغياب مظاهر التعاطف الجماهيرية، إلا أن البرلماني المصري طارق مرسي، يعتقد أن السيسيلم ينجح في سرقة التعاطف المصري مع فلسطين، مؤكدا أن "هذه ليست رؤية حقيقية ولاواقعية للمشهد، والرؤية الحقة للمشهد لابد وأن تسفر عن عدة حقائق ثابتة أولها: أن السيسيونظامه نظام فاشل ولم ولن يعرف النجاح يوما ما، وثانيا أنه ما لم ينجح فيه مبارك لنيستطيعه السيسي ولا غيره في سرقة التعاطف مع الفلسطينين".
اقرأ أيضا: 16 شهيدا وأكثر من 1400 مصاب في اليوم الأول لمسيرة العودة
مزيد من التفاصيل