هاجمت افتتاحية صحيفة الغارديان البريطانية السلطات الإسرائيلية بشدة، واتهمت جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل المدنيين العزل.
وقالت الصحيفة إنه من غير المقبول إطلاقاً أن يقوم جنود جيش تخضعقيادته لحكم ديمقراطي مدني بإطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم رغم أنهم جميعاًتقريباً غير مسلحين ولا يشكلون أي تهديد على الإطلاق. إلا أن الجنود الإسرائيليينعلى الحدود بين غزة وإسرائيل ارتكبوا ذلك اليوم كما يبدو.
وأضافت أنه ينبغي أن ينتابالإسرائيليين قلق وخوف إزاء تعرض المتظاهرين السلميين لالرصاص الحي دون رقيبأو حسيب.
وأكدت الصحيفة أن عشرات الفلسطينيين لقوا مصرعهم وأصيب المئات منهم بجراح بينما كانوا فيمسيرة نحو الحدود للتعبير عن حقهم في العودة إلى بيوت آبائهم وأجدادهم.
وانتقدت الصحيفة الجيش الإسرائيلي وقالت إنه لم يبدالجيش الإسرائيلي خجلاً وهو يرتكب ما يمكن أن يعتبر جرائم حرب. ورغم أن هذه تهم لايستهان بها إلا أنها قوبلت بحالة من اللامبالاة. من خلال حصارها لغزة، تسجنإسرائيل ما يقرب من مليوني إنسان وتحتجزهم خلف الأسلاك الشائكة والأبراج العسكرية.لقد عاملت إسرائيل العنف الذي وقع كما يعامل السجان شغباً يقع داخل السجن، فألقتباللائمة على السجناء.
وأكدت الصحيفة أن هذه الأعمال ناتجة عن ذهنية خطيرة تلك التي يحملها الإسرائيليون،ولكنهم يفعلون ذلك لأن اليمين المتطرف في إسرائيل، ومعه معظم الوزراء الحاليين فيالحكومة، يتبنون فكرة أن بإمكان إسرائيل، بفضل تفوق قوتها العسكرية، إنهاءالتطلعات الوطنية للفلسطينيين.
واتهمت الصحيفة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغذية الجرأة الإسرائيلية على قتل المدنيين وقالت إنه ما من شك في أن هؤلاء السياسيين يستمدون جرأتهم منالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وفى بوعده بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.واليوم، قام سفير السيد ترامب في إسرائيل، والذي كان قد منح المال للجماعاتاليهودية اليمينية المتطرفة في إسرائيل، بافتتاح سفارة بلاده في القدس. إنها خطوةرعناء ومستفزة ومن شأنها أن تلحق الضرر بفرص إحلال السلام. فكما هي قضايا اللاجئينوالمستوطنات والحدود، يعتبر وضع القدس من القضايا التي لم تحسم. لا توجد دولةمعينة يعترف لها العالم بالسيادة على القدس، بل من المفروض أن يتحدد وضعها من خلالالمفاوضات.
واتهمت الصحيفة ترامب بالانحياز إلى إسرائيل وأضافت أنه من خلال انحيازه لإسرائيل يكون السيد ترامب قدأغلق الباب تماماً على أي ادعاء بأن إدارته يمكن أن تلعب دور الوسيط النزيه فيالصراع. وكل محادثات سلام يشرف عليها فريق السيد ترامب فإنها مرشحة للفشل حتى قبلأن تبدأ. وسوف يرى الرئيس الأمريكي عين اليقين ما يجري عندما تتصادم الحقائق التيصنعها على الأرض مع الواقع.
وتساءلت الصحيفة عن مصير الفلسطينيين في القدس وقالت: فما هو مصير ثلاثمائة ألف فلسطيني يعيشون في القدسالشرقية؟ هل سيتم سوقهم جميعاً ويحشرون في جيوب ضيقة من الأرض بلا حقوق وقد صودرتأراضيهم؟ هل سيحدث ذلك بسبب قيم "الحق والسلام والعدل" التي قال بنجاميننتنياهو أثناء استقباله للسفير الأمريكي في القدس إن إسرائيل تؤمن بها؟ لقد تسببالسيد ترامب والسيد نتنياهو بتهييج شعب دفع دفعاً إلى حافة اليأس.
وأكدت الصحيفة أنه بعد سحب القدس من على الطاولة، لم يبق للفلسطينيينسوى المطالبة بحق العودة، فالفلسطينيون يعتبرون خروج أو طرد اللاجئين حينما أقيمتدولة إسرائيل في مثل هذا الوقت قبل سبعين عاماً نكبة حلت بهم. بينما يرىالإسرائيليون أن تنفيذ حق العودة لا ينسجم وبقاء دولة ديمقراطية ذات أغلبية يهوديةعلى قيد الحياة، بات حق العودة على شفة كل فلسطيني.
واختتمت الصحيفة البريطانية افتتاحيتها بالقول إنه لا ينبغي أن يكون الصراع فيالأرض المقدسة معادلة صفرية بحيث لا يكون هناك سوى منتصر واحد، بل الأغلب أن العكسهو الصحيح. إما أن يخفق الطرفان، ويستمر الحال كما هو الآن حيث يقوم تجمع سكانيمدني بامتهان وترهيب تجمع آخر، أو أن يجدا سبيلاً للعيش جنباً إلى جنب في دولتينمتجاورتين، توفر كل واحدة منهما لشعبها الاستقلال الخاص به والأمن الذي يحتاجه. لوأمكن بكل سرور التوصل إلى مثل هذه النتيجة، فسيكون من المعقول أن تصبح القدسالغربية عاصمة لإسرائيل وأن تصبح القدس الشرقية عاصمة لفلسطين. وهذا واضح للجميعإلا للسيد ترامب وللسيد نتنياهو، اللذان استسلما بدلاً من ذلك لرؤية تتمثل فياستمرار الهيمنة الوحشية على شعب بائس.
مزيد من التفاصيل