قال كاتب إسرائيلي في صحيفة "هآرتس"الجمعة، إن "الخطوات الدبلوماسية الروسية، هي الآن الضمانة لمنع حرب بينإيران وإسرائيل في سوريا".
وأضاف الكاتب تسفي برئيل في مقال له، أن"إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية واقعون في معضلة، سيأتي حلها منخلال التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرا إلى أن بوتين أثار ضجةبسيطة في الأسبوع الماضي، عندما أعلن أن "البدء بالعملية السياسية لسوريا،سيساعد في إخراج القوات المسلحة الأجنبية من الدولة".
ورأى برئيل أن "الصياغة المحسوبة التي استخدمهابوتين في تصريحه، يمكنها أن تعطي إشارة لإيران للاستعداد لسحب قواتها، لكن المتحدثباسم بوتين أوضح مقاصد الرئيس الروسي، أن القوات الأجنبية الموجودة في سوريا منخلال أمر واقع مرفوضة، وليس الموجودة بصورة شرعية، قاصدا القوات الأمريكيةوالتركية وليس الإيرانية والروسية".
وذكر الكاتب الإسرائيلي أن "الخطة الروسية لاتطلب انسحاب فوري للقوات الأجنبية الإيرانية والتركية والأمريكية، بل عن عمليةبدايتها تجديد المفاوضات السياسية بين المعارضة والنظام، للتوصل لاتفاق على شروطالمصالحة، أو بمعنى أدق الاستسلام".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: إيران ستنظر بسياسة جديدة لوجودها في سوريا
وأوضح أنه "إذا تم استكمال المرحلة الأولىبنجاح، فسيتم تشكيل حكومة انتقالية تقوم بالإعداد للانتخابات، وفقط بعد ضمان سيطرةالحكومة الجديدة على الدولة ويمكن الوضع الأمني ذلك، سيكون بالإمكان البحث فيانسحاب القوات الأجنبية".
وشدد على أن "إسرائيل وأمريكا إذا كانتا تتوقعاأن طلب ترامب من إيران سحب قواتها من سوريا سينفذ، فيجب عليهما تأييد الخطةالروسية"، معربا عن أمله أن "ينجح بوتين في فرض إرادته على المليشياتالتي رفضت عروض المصالحة".
وأشار إلى أن "لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسدالأخير مع بوتين، جاء ليتسلم ورقة أوار تشمل قائمة بما هو مطلوب منه القيام به، منأجل نجاح الخطوات الروسية"، مبينا أن "أحد هذه الأوامر يتعلق بالإصلاحاتالمطلوبة في الدستور السوري".
وتابع: "الأمر الثاني يتعلق بتعميق الاستثماراتالروسية في إعادة إعمار الدولة وإعطاء أفضلية للشركات الروسية على الشركات الأخرى،تحديدا الإيرانية، في إدارة المشاريع".
وأردفا قائلا: "الأمر الثالث وهو المهم منناحية إسرائيل، يتوقع أن يتركز في خفض شكل التدخل الايراني في سوريا"، منوهاإلى أن "مصادر دبلوماسية قالت إن بوتين أوضح للأسد بأن عليه منع مخاطرةمحتملة تتمثل في حدوث حرب بين إسرائيل وإران على الأراضي السورية، لكن ليس واضحا إذاكان أمره بمنع إنشاء قواعد صواريخ ايرانية في سوريا".
اقرأ أيضا: ما خيارات إيران في حال انسحبت أمريكا من اتفاق "النووي"؟
وأكد أنه لا خلاف بين إسرائيل وأمريكا وروسيا وإيرانحول مسألة استمرار حكم الأسد، معتبرا أن "الجميع متفق على عدم وجود بديلحقيقي للرئيس المسؤول عن قتل نصف مليون شخص تقريبا من أبناء شعبه، ويعترفون بعدموجود بديل للخطوات السياسية الروسية".
واستكمل الكاتب الإسرائيلي قائلا إنه "فيالأيام القريبة سيكون مصادقة للأمم المتحدة على نتائج الخطة الروسية"، مؤكداأن "الطلب الروسي حاليا هو عدم التشويش عليها في إدارة وتنفيذ هذه الخطوات، وأنلا تفتح إسرائيل والولايات المتحدة معركة ثانوية ضد إيران على الأراضي السورية،الأمر الذي من شأنه أن يشوش بشكل كبير على المبادرة الروسية".
ولفت إلى أنه "في الوقت الذي تحاول فيه روسياالتوفيق بينها وبين إيران وسوريا، إلا أنها تواصل بكل قوتها من أجل التقليل منمكانة وقوة المعارضة المسلحة في سوريا، وهو ما تحقق لصالح الأسد في الأسابيعالأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك للاجئين ومناطق في جنوبدمشق".
وتساءل برئيل: "هل ستواصل إيران في أن ترى بنفسالمنظار مع روسيا وتستمر في العملية السياسية التي ستقتضي منها سحب قواتها منسوريا؟ وإذا قررت الانسحاب فكيف يمكنها رؤية أن هذا الانسحاب هو جزء من التنسيق معروسيا وليس خضوع للإنذار الأمريكي؟ وكيف ستضمن لنفسها المصالح في منطقة سورياولبنان دون قوة عسكرية؟".
ورأى برئيل أن "إسرائيل وإيران والولاياتالمتحدة، يقعون في معضلة مشتركة، ويكمن حلها من خلال التعاون مع روسيا، وتخفيض سقفالتوقعات من إيران في المدى القصير، من أجل تحقيق هدف إبعادها عن سوريا على المدىالمتوسط"، بحسب تقديره.
مزيد من التفاصيل