نشرت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية تقريرا،تحدثت فيه عن تمكن لجنة تنظيم الطاقة الفرنسية من رفع التحدي بفضل التكنولوجياتالجديدة التي ستجعل المستهلك قادرا على السيطرة والتحكم أكثر في استهلاك الطاقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته"عربي21"، إن عالم الطاقة تأثر على نحو إيجابي بما بلغته التكنولوجيا منتطور، على غرار تكنولوجيا البلوكتشين والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاءالاصطناعي.
ونوهت الصحيفة إلى أن المستهلك سيصبح طرفا مركزيا فيتكنولوجيا الطاقة المستقبلية عبر حسن إدارته للطاقة خاصة في أوروبا، التي تعدالقارة الأقل استهلاكا للطاقة في العالم، ومع توظيف الغاز لملاقاة تطلعات سياسةالنجاعة الطاقية.
وذكرت الصحيفة أنه جراء الضغوط المتعلقة بالرهاناتالاقتصادية كسعر برميل النفط والطاقات المتجددة، علاوة على المسؤولية الاجتماعيةوالبيئية، تطور عالم الطاقة بوتيرة أسرع خلال العقد الأخير من القرن الماضي.
وأشارت إلى أن هذا التقدم في الطاقة تزامن مع اقتحامتكنولوجيا المعلومات العالم بقوة على غرار تقنية البلوكتشين والبيانات الضخمةوإنترنت الأشياء والعداد الذكي والذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تتسارع هذهالديناميكية أكثر في الفترة الممتدة بين سنة 2030 و2050.
اقرأ أيضا: بدء المرحلة الرابعة من مشروع عالمي للطاقة الشمسية في دبي
وأوضحت الصحيفة أن التخزين الشامل للكهرباء عبرالبطاريات (بما في ذلك النسبة العالية من الطاقة المتجددة المتقطعة) سيصبح عنصراأساسيا في نظامنا المعيشي، كما أن هذا التخزين الشامل سيلقى رواجا سريعا بفضلانخفاض تكلفته، شأنه شأن الرواج الذي حظيت به الخلايا الكهروضوئية.
وعرضت الصحيفة النتائج المحتملة لهذه التقنيةالطاقية الجديدة، التي من أبرزها أن المستهلك سيصبح مسيطرا أو متحكما مباشرا فياستهلاك الطاقة، ومن ناحية التزويد، سيتم تعزيز هذه التقنية بالعديد من بدائل"المورد الكلاسيكي"، أما في ما يتعلق بوضع الشركات الصغرى والمتوسطة، أوالشركات الخاصة، فستتمتع "بتوليد ذاتي"، خاصة تلك التي تقع مقراتها فيالقارة العجوز.
وأضافت الصحيفة أن هذه التقنية الطاقية ستكون قادرةعلى التزود بالكهرباء عبر منصات "الند للند" المدعومة بتقنيةالبلوكتشين، ما سيسمح لها باختيار الطاقة من مراكز توليد محددة بحسب الرغبة، أمابالنسبة للشركات الكبرى، فستتمتع بهذه التقنية الطاقية الجديدة، التي سيستفيد منهاالأفراد وباقي الشركات من خلال حلول إدارة الطلب الجديدة (البيانات الضخمة وإنترنتالأشياء والعداد الذكي والذكاء الاصطناعي) لتتمكن من السيطرة على استهلاكها.
وبينت الصحيفة أنه جراء الضغوط التي تفرضها احتياجاتالبلدان النامية، سيزداد الطلب على الطاقة النهائية على الصعيد العالمي، لكنهسينخفض بشكل كبير في كل من أوروبا وفرنسا، بما في ذلك الغاز الطبيعي، نتيجة لتأثيرسياسات كفاءة الطاقة.
ونقلت الصحيفة آراء الخبراء في مجال الطاقة الذييرون أن "هذا التراجع المتوقع في الطلب على الغاز، من المؤكد أنه سيؤدي إلىتشتيت الانتباه عما ستنجر عن استثمارات البنية التحتية من عواقب، بغض النظر عنقضايا أمن التوريد أو تطوير الغاز الأخضر"، ولكن، سيؤكد لنا المستقبل إذا ماكان قطاع الهيدروجين، الذي تصمم فرنسا بشكل خاص على تعزيزه، سيفي بوعوده.
اقرأ أيضا: دول الخليج وفرت 2.4 مليار دولار من الربط الكهربائي
وأشارت الصحيفة إلى أن الخليط الكهربائي الجديدسيكون خاليا تماما من الكربون، كما أن قدرته على المنافسة ستكون أقوى خاصة معاستغلال الحرارة المستمدة من الوقود الأحفوري، وستصبح هذه الأنظمة الخالية منالكربون (بنسبة تفوق 80 بالمئة) منتشرة على نطاق واسع في المناطق المترابطة فيالدول المتقدمة "بحلول سنة 2050 على أقصى تقدير"، علاوة على ذلك، منالمنتظر أن تنتشر هذه الأنظمة قبل ذلك الوقت في المناطق التي لا تتصل بالشبكةالرئيسية.
تجدر الإشارة إلى أنه خوفا من خطر ارتفاع تكاليفتركيز الشبكة، يجب على الجهات المعنية أن تجتمع في مرحلة ما بهدف التنسيق فيمابينها بشأن الاستثمارات، سواء كانت هذه الاستثمارات ستخصص في عملية الإنتاج أولتمويل شبكات النقل أو شبكات التوزيع، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن "عدة مناطق في العالم تمربظواهر مناخية قاسية، على غرار الولايات المتحدة، مع ذلك، استبشر الخبراءبالمستقبل بفضل هذه التقنية الطاقية الجديدة، مؤكدين أن هذه المناطق في العالم ستواكببدورها هذا التطور رغم تكلفتها المرتفعة، أما فيما يخص البلدان الناشئة، التيتفتقر إلى شبكة مركزية، فسيتم نشر الشبكة الكهربائية فيها على شبكات صغيرة".
مزيد من التفاصيل