اعتبر خبراء مغاربة أنالتصويت العربي على البلد المستضيف لنهائيات مونديال 2026، ستكون له تداعياتسياسية على العلاقات بين المغرب والدول العربية التي فضلت التصويت لصالح الملفالثلاثي (الأمريكي والمكسيكي والكندي).
و في تصريحات منفصلةللأناضول، قال الخبراء إن التداعيات بدأت تظهر فعلا من خلال موقف المسؤولينالمغاربة، مباشرة بعد ظهور نتائج التصويت، متوقعين تقوية محور الرباط والدوحة، علىحساب محور الرباط والرياض.
والأربعاء الماضي،صوتت الجمعية العمومية (كونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لاختيار البلدالذي سيستضيف التظاهرة الكروية الأشهر في العالم.
وحصل الملف المغربيعلى 65 صوتا فقط، مقابل 134 للملف الثلاثي.
ووفقاً لبيانات"الفيفا" على موقعها الرسمي بالإنترنت، صوّتت 7 دول عربية، وهي السعوديةولبنان والأردن والعراق والإمارات والكويت والبحرين، لصالح الملف الثلاثي.
في حين، صوّتت 14 أخرىلصالح الملف المغربي، وهي الجزائر، مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان،سوريا، تونس، قطر، اليمن، موريتانيا، جيبوتي، الصومال وجزر القمر.
الرباط سترد بالمثل
وقال خالد الشيات،الخبير في العلاقات الدولية، للأناضول، إن بلاده "ستحتفظ بحق الرد على موقفالدول التي صوتت ضدها، وربما تصوت الرباط ضدها في محافل رياضية أخرى دون أي حرجأخلاقي".
في الوقت نفسه، استبعدشيات، أن "تصل التداعيات السياسية، إلى تبني المغرب لسياسة معادية للدولالعربية التي لم تدعم ترشيحه".
من جهته، يرى الخبيرفي العلاقات الدولية، العمراني بوخبزة، أن بلاده "لن تفوت أي فرصة للتعبير عنغضبها وسخطها لما أقدمت عليه دول عربية بشكل مستفز".
وفي حديث للأناضول،اعتبر بوخبزة أن بعض الملامح بدأت تظهر من خلال قرار وزير الاتصال والثقافةالمغربي محمد الأعرج، عدم مشاركته في اجتماع وزراء إعلام دول "التحالف لدعمالشرعية في اليمن"، مشيرا إلى أن "القرار له أكثر من دلالة".
والخميس الماضي، قالتوزارة الثقافة والاتصال المغربية، إن الأعرج، لن يشارك في اجتماع وزراء إعلام"دول تحالف اليمن"، المقرر انعقاده بمدينة جدة السعودية، في 23يونيو/حزيران الجاري.
وعزا بيان للوزارة،عدم مشاركة الوزير "لارتباطات متعلقة بالأجندة"، دون إعطاء تفاصيل أخرى.
وتوقع بوخبزة، أن تتخذبلاده "عددا من المواقف المماثلة، بالنظر للفرص التي تتاح، خلال اللقاءاتالإقليمية التي تجمع المغرب بدول الخليج تحديدا".
وأوضح أن"التصويت كان سياسيا وليس رياضيا، وبالتالي من الطبيعي أن تكون له تداعياتمعينة على اختيارات المغرب اتجاه الدول التي خذلته".
وزاد: "هناك دولكانت مغلوبة على أمرها، ورضخت للضغوطات، خاصة من قبل السعودية، وهناك دول اتخذتالقرار لاعتباراتها السياسية الخالصة".
وأوضح أن بلاده"ستتعامل حسب الوضع، وستميز بين الدول التيخذلته عن قناعة وعن سبق إصرار، وبين الدول التي كانت تحت الضغط والإكراه، فاختارتالملف الثلاثي".
وفي تغريدة عبر"تويتر"، نشرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في أبريل/ نيسان الماضي،كتب يقول: "قدمت الولايات المتحدة مشروعا قويا مع كندا والمكسيك بخصوص كأسالعالم 2026".
وأضاف: "سيكون منالعار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكي، لماذايتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا (بما في ذلك منظمة الأمم المتحدة)؟".
وأثارت تغريدة الرئيسالأمريكي الكثير من الجدل، واعتبرها البعض تهديدا ضمنا من ترامب.
وعقب عملية التصويت،لم يتردد المغرب في التعبير عن خيبة أمله بعد اختيار نصف الدول العربية الملفالثلاثي.
وفي مؤتمر صحفيبالعاصمة الرباط، قال المتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفي:"بالنسبة إلينا هذاالأمر مؤسف (..) لكننا سنواصل العمل لأننا ننظر للمستقبل"، دون تسمية دولبعينها.
وكشف عن وجود أوامر منالملك محمد السادس من أجل الاستعداد لتقديم ترشيح المغرب لاستضافة كأس العام لعام2030.
تقارب مغربي قطري
عبد الفتاح بلعمشي،رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية (غير حكومي)، قال للأناضول، إن"الموقف الذي كان مثيرا وواضحا، هو القطري".
ولفت إلى أن بلاده"كسبت علاقات قوية مع الدوحة، قد تتعزز أكثر، لكن يمكن اعتبار المواقفالمرفوضة من الأشقاء، مرحلية فقط وليست استراتيجية".
وزاد: "كما لايمكن التنبؤ بمستقبل العلاقات المغربية السعودية، وأعتقد أنه ستقع حلحلة فيالمواقف، ويجب أن تكون الرياض هي المبادرة على مستوى عال في المملكة".
وأوضح بلعمشي، أن"المصالح محفوظة لكل بلد، إلا أن ما وقع يضر بالطموح في علاقات عربية أقوى منالواقع الذي يعاني مجموعة من المشاكل".
وفي نفس السياق، يرىأستاذ العلاقات الدولية، بوخبزة، أن "المغرب في علاقته مع الدول العربية يعملعلى أن ينأى بنفسه عن الصراعات، فإما أنه يكون وسيطا أو يظل محايدا دون ترجيح كفةطرف على طرف آخر".
وزاد: "لا أظن أنالرباط ستغير من سياستها الخارجية. التداعيات السياسية ستقع، لكن دون تغيير جذريفي المنحى العام للعلاقات الخارجية".
وأجرى الملك محمدالسادس، الأربعاء الماضي، اتصالا هاتفيا بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر،وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي.
وقال البيان، إن"تميم أبلغ الملك بدعم قطر الكامل للمغرب، في حال تقدم المملكة بترشحهالتنظيم بطولة كأس العالم 2030".
رسائل مغاربية
ويرى الشيات، الخبيرفي العلاقات الدولية أن "الدول المغاربية صوتت لصالح الملف المغربي متجاوزةالخلافات السياسية".
وتابع: "علىالمغرب أن يتلقى بإيجابية رسائل دول الجوار، التي تؤكد أن الفضاء المغاربي حيويويمكن أن يكون مندمجا".
وقال الشيات:"أعتقد أنه يجب التفكير جديا، على ضوء المعطيات الحالية، في تجاوز الخلافاتلبناء فضاء مغاربي موحد".
وبعد التصويت الجزائريعلى الملف المغربي، قال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي:"أعتقد أنه يجب في المستقبل أن تقدم ملفات مشتركة بين البلدان التي تعتزمتنظيم المونديال، وذلك من أجل تقوية حظوظها".
مزيد من التفاصيل